في ذكرى (ثومه) الـ 46 نكشف الكلمات الأولى لـ (دارت الأيام)
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهى لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها.
كتب : أحمد السماحي
شهدت علاقة الشاعر الغنائي الكبير (مأمون الشناوي) بكوكب الشرق (أم كلثوم) كثير من المفارقات الطريفة، حيث كانت تربطها به وبشقيقه الشاعر والكاتب المبدع (كامل الشناوي) علاقة صداقة وطيدة، وعام 1944 أحب أن تعانق كلماته حنجرتها الذهبية فعرض عليها (مأمون الشناوي) كلمات أغنية (حبيب العمر)، وقد أرادت إجراء بعض التعديلات على بعض كلماتها، فرفض (مأمون الشناوي) وتمسكت (ثومة) بوجهة نظرها، وعلى الفور خرج من منزلها، وذهب إلى صديقه الملحن والمطرب (فريد الأطرش) وأعطاه الكلمات، فلحنها دون تغيير أو تبديل في كلماتها، وتغنى بها وكانت وجه السعد عليه حيث غناها في فيلم حمل نفس الاسم (حبيب العمر) وحقق من ورائه مكاسب مالية خيالية.
بعد هذه المحاولة كرر (مأمون) المحاولة مرة أخرى مع أغنيته الشهيرة (الربيع) وتكرر نفس السيناريو، فأعطاها أيضا للفنان (فريد الأطرش)، بعد أن طلبت أم كلثوم بعض التعديلات!.
وفي عام 1957 تقدم (مأمون الشناوي) بتجربته الثالثة لأم كلثوم عساها أن تقتنع بوجهة نظره فكتب لها أغنية (أنساك)، وقال لها: هذه ثالث أغنية أكتبها لك والثالثة ثابتة! فضحكت (ثومة) وبعد عدة نقاشات ولقاءات اقتنع (مأمون) بوجهة نظر(أم كلثوم)، خاصة عندما طلبت منه إدخال تعديلات على هذه الأغنية، وظلت هذه المناقشات قائمة على قدم وساق بين الشاعر وبين (أم كلثوم) طوال ثلاث سنوات، حتى استقر الأمر فيما بعد وخرجت أغنية (أنساك يا سلام) من تلحين الموسيقار (بليغ حمدي).
وبعد نجاح (أنساك يا سلام) كتب مأمون الشناوي رائعته الثانية لأم كلثوم وهي أغنية (كل ليلة وكل يوم) من ألحان (بليغ حمدي) أيضا، وفي عام 1965 تغنت (أم كلثوم) بثالث أعمال (مأمون الشناوي) وهي أغنية (بعيد عنك حياتي عذاب)، وبعد هذا التاريخ بخمس سنوات غنت (أم كلثوم) آخر روائع (مأمون الشناوي) ففي عام 1970 بالتحديد في الحفل الذي أقامته يوم الخميس 5 مارس غنت كوكب الشرق أغنية (ودارت الأيام) من تلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب، بعد أن غيرت فيها حيث كان يقول مطلعها فى البداية والذي نكشف عنه لأول مرة في الذكرى الـ 46 التى نحييها اليوم :
ودارت الأيام ومرت الأيام
ويوم من الأيام وكنا متخاصمين
وكنا قال حالفين على الحب ألف يمين
وغلبني هواه لما قابلته
وصالحت الليل اللي سهرته
وسامحت الشوق اللي اشتقته
معرفش ازاي أنا كلمته
لم تعجب هذه الكلمات كوكب الشرق وقامت بتغييرها لتصبح :
و دارت الأيام، ومرت الأيام
ما بين بعاد وخصام
وقابلته نسيت اني خصمته
ونسيت الليل اللى سهرته
وسامحت عذاب قلبي وحيرته
ما اعرفش ازاي ازاي ازاي أنا كلمته
ما اقدرش على بعد حبيبي
أنا ليه مين أنا ليه مين مين الا حبيبي