بقلم : محمد حبوشة
على الرغم من حالة الدفء في العلاقات بين مصر وقطر على أثر المصالحة العربية، إلا أن قناة الجزيرة ماتزال ماضية في غيها نحو اختلاق الأكاذيب وفبركة الوقائع للنيل من مصر بذات الأساليب الشيطانية التي دأبت عليها خلال السنوات الماضية، ففى ذكرى 25 يناير (العاشرة) شنت القناة حربا شرسة ادعت فيها كذبا وبهتانا أن مصر مازالت على أوضاعها ولم ترواح مكانها في ظل فشل قيادتها السياسية – على حد زعمها – في تحقيق أية إنجازات على أرض الواقع، ومن خلال برنامج للصحفي والمذيع المصري الخائن لبلده (زين العابدين توفيق) ذهب مع ضيوفه من مختلف الأطياف الإخوانية الإرهابية إلى أن الثورة لم تحقق أهدافها في العيش والحرية والكرامة الإنسانية على الرغم من مرور 10 سنوات على قيامها.
شاهدت كل الحلقات التي أوردها هذا الحاقد (زين العابدين توفيق) على مدار أيام أعقبت ذكرى 25 يناير، وبغض النظر عن كونها ثورة أو مؤامرة غربية، فقد أصابتني الدهشة التي أحاطني من كل اتجاه – لهذا الصمت من جانب إعلامنا المصري – بسبب هذا التجرؤ وتعمد بث السموم من جانب مصري ضد بلده دون أي وازع أخلاقي، والأدهى من ذلك أن اختار ضيوفه بعناية فائقة كي تخدم الأجندة الإخوانية، حيث أكدوا بخيالهم المريض على أن التغيير قادم لا محالة، وأن الثورة على وشك الانطلاق بين عشية وضحاها – ولست أدري من أين جاءوا بتلك الثقة المفرطة في التفاؤل – وكأنهم يدركون طبيعة الشعب المصري أكثر من الشعب نفسه، وفي طيات طبقات حقدهم الأعمى ونظرتهم القاصرة راحو يشككون في إنجازات مصرية تفقأ عين كل ناظريها.
الغريب في الأمر أن في ظل غياب قنواتنا وصحفنا القومية والخاصة (عدا اليوم السابع)، فضلا عن محطات الإذاعة الغارقة في بث أغاني المهرجانات والمنوعات السخيفة، فإن الشعب المصري نفسه هو الذي تصدى لقناة الجزيرة القطرية، ومواصلتها في بث الفتنة بين أبنائه وذلك بدحض كل التقارير الكاذبة والمزيفة عن مصر، وذلك من خلال هاشتاج (أكاذيب الجزيرة مستمرة) الذى تصدر قائمة الأكثر تداولا في مصر عبر موقع تويتر، وذلك في أثناء بث برنامج (زين العابدين) وغيره من برامج ونشرات زعمت أن النار لن تبقى طويلا تحت الرماد، وأن بركان الغضب سينفجر في أي لحظة، ناسين تماما قوة وبأس الجيش والشرطة المصريين اللذين يلتفون حول أبناء بلدهم يبذلون دماءهم وأروحاهم في سبيل هذا الوطن.
وفي وقت تواصل فيه قناة الجزيرة أساليبها المغرضة وحربها ضد مصر لتشويه صورتها التي تسعى من خلالها استمرار محاولات إشعال فتيل الفتنة في مصر بين شعبها وقياداته، تظل الدولة تسير في اتجاهها نحو البناء والتنمية غير مبالية لمثل هذه الحروب الوضيعة، وذلك على الرغم من عرض (الجزيرة) الكثير من فيديوهات المفبركة عن مصر للتشكيك والادعاء بحدوث مظاهرات وتزييف الحقائق عبر صور وفيديوهات غير حقيقية تهدف لبث الشائعات والفتن في المجتمع المصري، وتستمر قناة الجزيرة القطرية في مسلسها الهابط لنشر الاكاذيب في حربها الإعلامية لتشويه صورة مصر والتقليل من انجازتها ودورها في المنطقة والعالم، وتعمل طوال الوقت على نشر الاكاذيب والفتن في المجتمع المصري.
وبحسب دراسة لـ (المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية)، تحت عنوان (الملف الكامل للجزيرة القطرية)، كشف الملف عن توظيف القناة القطرية العميلة قنواتها لهدف انتقاد مصر ودول المقاطعة الخليجية بطرق سرية وملتوية غير مباشرة حتى إعلان المقاطعة العربية، وأن الدوحة أظهرت بالتبعية انتقامها العلني في سلسىلة وثائقية مخصصة للنيل من مصر والإمارات والسعودية والبحرين، ووفقا للدراسة، اعتمدت قناة الجزيرة الإرهابية على الرموز الإرهابية الإخوانية الهاربة إلى قطر من بينهم (حسن الدقي، عصام عبد الشافي)، لإنتاج أفلام تسجيلية بعنوان (الأيادي السوداء، الساعات الأخيرة، الحليف المستبد، المسافة صفر) لمهاجمة الرباعى العربي، وقامت بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتمويلها بمبالغ ضخمة لضمان وصولها إلى أكبر قدر من المشاهدات في فترة قصيرة.
ولم يقتصر الأمر على دول الرباعي العربي فقط، فمنذ عام 2000، بحثت الجزيرة عن موطئ قدم بالمنطقة، كان أولها بث الشائعات والأكاذيب ضد النظام العراقي من أجل إسقاطه وتشويه المؤسسة العسكرية التي كانت مصنفة حينها ضمن أقوى جيوش المنطقة، بدعم أمريكي لغزو بغداد، ثم الانتقال لدعم الطوائف في العراق، وتم الكشف من خلال الدراسة أيضا عن علاقة الجزيرة بالارهابيين في ليبيا، والاصطفاف بجانب الحوثيين في الأزمة اليمنية، عبر دعم الطرفين بالعديد من الادعاءات، وتوفير مساحات إعلامية للإرهابيين عبر شاشة القناة.
أذن الحقد القطري متأصل تجاه العديد من الدولة العربية التي تسعى لزعزعة الأوضاع فيها تنفيذا لمخطط دولي يسعي لمصلحة إسرائيل في إضعاف شوكة العالم العربي حتى لا يتمكن من التضامن مع القضية المركزية في تاريخ العرب (فلسطين)، ولأن بعض تلك الدول قد تعرضت بالفعل لانكسارات وحروب استهدفت القضاء على جيوشها وبنيتها الأساسية وأضعفت من قوتها فإن الجزيرة – على الرغم من عودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة والدوحة – تحاول النيل من مصر المعروفة بقوتها وتحملها كافة المشاق في مواجهة الإرهاب والتنمية الاقتصادية، تلك التي أثبتت فيها تجربة فريدة في ظل أزمة كورونا، فقامت القناة البغيضة بنشر وزرع الفتن في الشارع المصري، لكنها تفشل في كل مرة تحاول فيها إفساد فرحة المصريين بالإنجازات والمشروعات.
لاشك أن مجموعة من العملاء الذين يعملون في قناة الجزيرة ومنهم بالطبع اللاعب الأكثر تواجدا الآن (زين العابدين توفيق) يسعود لتضخيم وفبركة الأحداث لزعزعة استقرار الدولة المصرية وتفكك توحيد العرب، وتعمل على تعطيل أعمال البناء والتشييد، لكنها تفشل كل مرة في تحقيق أغراضها، ومع ذلك تظل أعمال البناء مستمرة ولم تتوقف، وبحسب إحصائية حديثة : تواصلت سقطات قناة الجزيرة القطرية، فى بث الشائعات والأخبار المفبركة، فى الوقت نفسه الذى كشفت فيه إحصائية حديثة عن أن نحو 75 % من الأخبار التى تبثها القناة موجهة حول مصر والمملكة العربية السعودية، بينما لم تزد الأخبار التى تتناول الشئون الإسرائيلية عن 10 % فقط، وهو ما اعتبره خبراء أمرا يكشف توجهات القناة.
وتمارس القناة كل ما يمكن وصفه بالأكاذيب والفبركة الإعلامية التى أصبحت أساس ومضمون ما تروجه وتبثه تلك القناة، من خلال ترويج الشائعات، ونشر الأخبار الكاذبة والمعلومات الخاطئة، والتى لا تمت للواقع بصلة، ومنها ادعاء القناة بوقوع انفجار بعدة مناطق بالقاهرة سابقا، وهو أمر ليس له أى أساس من الصحة، وكشفت مصادر في حينه أنه لا صحة لما ذكرته إحدى القنوات المعادية حول وجود انفجار بمنطقة القاهرة، وأوضحت أن الحالة الأمنية مستقرة تماما، وناشد بتحرى الدقة فيما ينشر، ولم نتلق أى بلاغ بسماع المواطنين أى أصوات، وهو ما يؤكد على كذب وتضليل القناة واستمرارها فى بث الأكاذيب.
وفى السياق نفسه كشفت إحصائية حديثة – قبل المصالحة العربية – أن حجم التناول الإعلامى لأخبار دولة قطر فى قناة الجزيرة خلال فترة 7 أيام لم يزد عن 10 % من إجمالى الأخبار التى بثتها القناة، فى المقابل أفردت القناة مساحة تصل إلى 47% من تغطيتها لأخبار المملكة العربية السعودية، و23% لأخبار مصر، وأشارت الإحصائية التى أعدها الإعلامى السعودى (عادل الفراج) أن قناة الجزيرة بثت 417 خبرا عن محمد بن سلمان ولى العهد السعودى بنسبة تصل إلى 88%، فى حين لم تتجاوز الأخبار الخاصة بتميم بن حمد أمير دولة قطر الـ57 خبرا بنسبة تصل إلى 12% فقط، كما أن الجزيرة بثت 2724 خبرا عن المملكة العربية السعودية بنسبة تصل إلى 47% من إجمالى الأخبار التى بثتها القناة، وجاءت مصر فى المرتبة الثانية بنسبة حوالى 23% من الأخبار بما يعادل 1334 خبرا.
وفى مقابل الإسراف فى الأخبار الخاصة بمصر والسعودية، لم تتجاوز نسبة الأخبار الخاصة بإسرائيل الـ 10 % – كما ذكرنا سالفا – أى حوالى 588 خبرا، ونشرت القناة عن الولايات المتحدة الأمريكية 577 خبرا، أما قطر نفسها فلم تزد الأخبار الخاصة بها عن 566 خبرا.
الحقيقة التي أصبحت واضحة أن العاملين في قناة الجزيرة القطرية لا يستحون من الكذب، فهم يعتبروه دينهم الذي شرعه تنظيمهم الإرهابي، فضلا عن ترسانة إعلامية معادية للدولة المصرية تصدر من عدة دول، فإلى جانب الجزيرة القطرية والإعلام الإرهابي التابع للتنظيم الإخواني الذي يبث سمومه من تركيا ولندن، وتشمل القائمة (التليفزيون العربي- مكملين – الشرق – وطن)، إضافة لبعض وسائل الإعلام الدولية (واشنطن بوست – الجارديان – رويتر – نيورك تايمز – بي بي سي – CNN)، وغيرها من وسائل إعلامية غربية تهاجم الدولة المصرية مستخدمة السموم التي تبثها لهم جماعة الإخوان الإرهابية.
ربما يبدو في الأفق القريب أن فشلا ذريعا منيت به قناة (الجزيرة) في سبيل تحريض المصريين على النزول للشوارع وإثارة الفوضى في البلاد في أكثر من مناسبة سابقة ، كما أنها فشلت فيما حاولت القيام به في مصر خلال تلك الفترة على مدار الأعوام الماضية بعد أن استخدمت نفس آليات التآمر من هاشتاجات تحريضية وذباب إلكتروني وفيديوهات مفبركة إلى بث مباشر آناء الليل والنهار عبر كافة المنصات لدعوة المصريين للنزول للشارع دون جدوى، لكن يبقى على إعلامنا المصري ضرورة اللجوء إلى استخدام أساليب جديدة في مواجهة (الجزيرة) وغيرها من واجهات تتستر خلفها وتدعمها (جماعة الإخوان الإرهابية)، فمنذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في يونيو/ حزيران 2014، سعت القناة بشكل حثيث لمحاولة نشر الفوضى وبث الفتنة في مصر.
تظل قناة (الجزيرة) تلك الشاشة القطرية الإرهابية التي تسعى في الأرض فسادا، فالقائمين على هذه القناة الشيطانية يريدون نشر الفوضى وزعزعة الأوضاع في المنطقة، ويستغلون هذه القناة الإرهابية في تحقيق هذا الدور المشبوه، فهذه المحطة لا تعرض سوى شائعات وأكاذيب وفتن، وأصبحت بوقا للجماعة الإرهابية، فهي دائما ما تدافع عن الإرهابيين وتظهرهم في صورة معارضين سياسيين، رغم أن العالم أجمع يعلم جيدا هؤلاء الإرهابين وما يقومون به من عمليات تخريبية وقتل الأبرياء، ولكن هذه المحطة تظهرهم في ثوب آخر مغاير بالكذب والافتراء والتدليس.
ولابد من ضرورة لفت أنظار إعلامنا المصري إلى أن هذه القناة تستخدم حروب الجيل الرابع والخامس، فهؤلاء الإرهابيين يعلمون جيدا مدى تأثر الإعلام فى الفترة الحالية، حيث يقومون بشن حملات لتزييف العقول وتغيير الحقائق والواقع المأمول، وذلك من خلال نشر أكاذيب وشائعات وفبركة الأخبار، بل والأحداث لتخدم مصالحهم الشخصية الخبيثة، فهؤلاء الإرهابيين ليس لديهم مقدسات سواء دينية أو وطنية ولكنهم لهم مصالح شخصية وأصحاب سبوبة، ومن ثم فليس لها هدف سوى نشر الفوضى وإطلاق الدعوات التخريبية والتحريضية فى مصر والمنطقة، واتضح ذلك جليا فى الكثير من الفيديوهات التي يتم بثها عبر هذه الشاشة الإرهابية لتحقيق هذا الغرض، فى الوقت الذى تأكد للجميع فبركة هذه الفيديوهات وإعادة نشر فيديوهات تخدم مصالحهم الشخصية.
ومما سبق يتضح لنا أن قناة الجزيرة الإرهابية لا هدف لها سوى نشر الفتنة في المنطقة، وأن الفترة الأخيرة شهدت عزوف كامل من قبل المواطنين وتجاهل تام للدعوات التحريضية والتخريبية التي يطلقونها ليل نهار، مما يعنى أن التمويل الذي يحصل عليه القائمين على هذه المحطات سيتوقف، ولهذا نجدهم يكثفون حملاتهم المشبوهة ودعواتهم التحريضية والتشكيك في كل شيء حتى لا تتوقف التمويلات التي يحصلون عليها فى سبيل خراب الأوطان، كما أن الجماعة الإرهابية – كما نعرف – لا مبدأ لها وهم أصحاب تاريخ أسوق ملطخ بالدماء، فهم يقتلون حتى بعضهم البعض من أجل المصالح الشخصية، وهناك العديد من الاغتيالات التي قامت بها الجماعة الإرهابية عبر التاريخ التي تؤكد ذلك، فليس لهذه الجماعة مقدسات سوى المصالح الشخصية ولو على حساب أنفسهم.
لذا لابد من انتباه قنواتنا وصحفنا ومحطاتنا الإذاعية والهيئة العام للاستعلامات إلى إن قناة الجزيرة الإرهابية لها تاريخ ممتد من الإرهاب والكذب ودورها يتلخص في أنها ملاذ أمن للإرهابيين، وأن المواطن البسيط عندما يشاهد هذه القناة يستطيع ان يميز ويتأكد أنها قناة إرهابية وأن هناك هدفا خفيا وراء تغطيتها للأحداث وهذا الهدف الخفي بدء يتكشف للمواطن المصري والعربي في كل الدول، وهى التي كشفت عن هويتها وأجندتها ونواياها الخبيثة وأصبحت تجهر بها، فكيف يمكن تصديق قناة تستضيف إرهابيين قاموا بقتل أبرياء داخل مصر أو الدول العربية لتصبح المتحدث الرسمي للارهاب عالميا، ومن هنا فإن للإعلام دور كبير فى فضح وكشف كذب وتضلييل وتزييف تلك القناة الإرهابية.