يوسف شعبان ونادية شيرين .. حب وزواج أفسده الفن!
* يوسف شعبان أحب نادية شيرين لمدة 8 شهور دون أن يعلم حقيقة نسبها
* كذبت عليه في حقيقة اسمها لتختبر حقيقة حبه
* رجع لليلى طاهر عندما طلبت منه مهلة للتفكير في عرض الزواج
* تزوج منها على مضض من اعتراض الأميرة فوزية وإسماعيل شيرين
*حياة الوسط الفني وكثرة أسفاره وإختلاف الطباع كانت سبب الطلاق
كتب : أحمد السماحي
في قصص الحب أحيانا يصنع الرجل البداية، لكن النهاية دائما من حق القدر، لم يعش النجم (يوسف شعبان) مراهقة شبابه، إحساس جارف بالرجولة والمسئولية ملأ صدره منذ صباه، والغرام في نظره نوع من العبث بين رجل وامرأة، أو كما قال نابليون بونابرت: (الحب عمل لكل عاطل، وعطله لكل عامل)!. الغرام بين شاب وفتاة في عيون يوسف شعبان (ميوعه) لا تليق بمقام الرجال، وسهم يمزق كبرياء الأنثى ويقدمها فريسة سهلة للشائعات والقيل والقال، لكن الغرام الذي يعتنقه (يوسف) يجب أن يظل تحت حراسة مشددة، يغلفه الكتمان، ولايستباح الكلام فيه إلا بعد أن ينتهي دور المأذون، فالغرام عنده جزء لا ينفصل عن رجولة الرجل وكرامة الأنثى.
كان في ذهن نجم السينما والتليفزيون (يوسف شعبان) حلم قديم تفاصيله جنة صغيرة بعيدة عن الناس تملأها زوجة وفية وأولاد صغار، جنة منعزلة عن الأضواء، تكون ملكا له وحده في يده مفتاحها يحمله بجوار قلبه، كان يحلم ببيت صغير وقمر دايما منور، كانت قصته مع (نادية شيرين) إبنة (الأميرة فوزية)، شقيقة الملك فاروق، وإبنة (إسماعيل شيرين) آخر وزير حربية في عصر الملك فاروق، مثل قصص السينما وأجمل مائة مرة من خمسين فيلما قام بتمثيلها، قصة بدايتها أجمل من قصة سندريلا، ونهايتها أحزن من (حسن ونعيمة وشفيقة ومتولي)!.
هايلي ميلز وزبيدة ثروت
كانت الحكاية من أولها واحة راحة في صحراء ملل، كان متعبا بسبب العمل المتواصل في السينما والمسرح والتليفزيون، وأيضا بسبب ظروفه الخارجية والنفسية وخلافاته مع زوجته الفنانة (ليلى طاهر)، في أحد الأيام مع بداية عام 1972 دعته إحدى زميلاته إلى حفل كبير في منزلها كان الحضور فيه كثيرا، لكن عينه استقرت على واحدة، تماما كما تستقر كرة الروليت فى ليلة حظ على رقم واحد لا تغيره، وتحمل إليه الخير كله، شعاع منارة بعيدة وسط بحر متلاطم الأمواج، هكذا بدت له (نادية شيرين، 21 سنة)، كانت أشبه شيئ بدمية أطفال كبيرة، واذا كانت الدمية الصغيرة تسعد الصغار فإن الدمية الكبيرة تسعد الكبار، كانت عيناها يختلط فيهما لون الذهب الصافي بلون الخضرة السندسية، وشعرها صفرته طبيعية، وابتسامتها ملائكية، كان جمالها هادئا قريب من جمال (هايلي ميلز) النجمة الأميركية، ومن (زبيدة ثروت) النجمة المصرية، كانت أنيقة جدا ببساطة شديدة.
في حضرة الجمال
صمت الفنان الذي لعب بخيال جميلات الوطن العربي، أمام جمالها ففي حضرة الجمال يصمت الكلام، كان الإنقاذ فيما رأه أن يقترب منها أكثر، ووقف يتأملها وخشى أن ينسى الزمن فتفلت عصفورة عمره من بين يديه، وسألها همسا: هل لو كانت لي في عمري كله أمنية واحدة تساعديني فيها؟!، تزوجت ألوان الطيف بملامح الشقراء ودب في أعماقها خجل هزمها ثم أجابته بنبرات مرتعشه: أمنية ايه يا أستاذ يوسف؟ فرد سريعا نتناول الغداء سويا في أي يوم تحدديه، وكانت المفاجأة أنها ابتسمت ابتسامه هادئه وقبلت، لم تتردد، وهنا اكتشف نضجها فى اتخاذ القرارات وثقتها بنفسها، فأنت لا تخشى أحدا إذا كان الخوف مجتثا أصلا من أرضك، وأعطاها تليفون منزله، وقال لها أنه سيسافر إلى الأسكندرية يومين لتصوير مشاهده فى أحد الأفلام وسيعود بعدها، وسينتظر تليفونها!
المسحور
عاد يوسف إلى بيته كالمسحور أو المنوم مغناطيسيا، وجلس إلى أقرب مقعد يدخن سيجارته، ويفكر في نادية، دق جرس التليفون لم يسمعه!، كان عليه في اليوم التالي أن يسافر إلى الأسكندرية لتصوير أحد أفلامه، ولاحظ الجميع أنه كان شاردا، وتوقف على إلقاء النكت، وترك المكان بعد أن أنهى مشاهده، واتجه إلى الفندق الذي يقيم فيه، وفتح الشرفه، أمواج البحر كعادتها تتلاطم وتتقاتل وتتلاشى فوق الصخور، كثيرون منهم الفنان الشاب يذكرهم هذا المشهد بحياتهم، لكن الراية السوداء سقطت من حياة (يوسف شعبان) مع نظراته الأولى لشقراء الحفل التى دق لها قلبه مسترحما ومستغيثا.
دعوة لمشاهدة فيلم
عاد إلى القاهرة بعد يومين وتكررت اللقاءات، دعوة لمشاهدة فيلم جديد، حفلة مشتركة مدعوان إليها، جلسة هادئة على شاطئ النيل، وكانت اللقاءات أشبه بقطرات تتجمع وتتجمع في الأعماق ليتكون منها في النهاية نبع يتدفق بغزارة وحرارة، حديث الحب الصافي مثل زجاجة المياه المعدنية لا يحتاج إلى مجهود كى تتوالى قطراته العذبة، يكفي أن تزيح الغطاء كي يستمر التدفق، اكتشف أنه يرتاح إليها كثيرا، أنها مظلة في يوم ممطر وهى خيمة رقيقة في يوم قائظ بالشمس، تقول كثيرا بكلمات نادرة، وشعر أن أفكارهما واتجاهاتهما وطباعهما تتشابك كما تتشابك خيوط الصوف في نسيج محبوك، وصرخ قائلا: هذه إمرأة الغد وهو عندما يتطلع إلى الغد يسدل دائما ستارة على الأمس بكل حسناته وكل سيئاته، يولد من جديد مع كل فجر مشرق.
القدر يتدخل فى الوقت المناسب
اتخذ قرار وسارع يتصل بها في بيت المغتربات بجاردن سيتي، ليبلغها القرار، وردت عليه زميلتها وسألته: عاوز مين؟ وقال لها ببساطة: نادية!، وسألته نادية مين؟ وهنا اكتشف وبعد ثمانية شهور أنه لا يعرف لقبها، كان يكفيه اسمها أما لقبها فهو صفاتها الحميدة، شخصيتها المتكاملة، ذكائها الوقاد، وتردد وهم بأن يعيد السماعة إلى مكانها، ولكن الجامعية الشابة قالت له: عندنا اثنتان (نادية شيرين، ونادية شريف) فمن منهما تريد؟ ولا يدري أي الأثنتين يختار! .
وفجأة لعب القدر لعبته ودخلت (نادية شيرين) من الخارج حيث كانت عائدة من الجامعة، فنادت عليها زميلتها قائلة: نادية تعالي ردي على التليفون، لأني مش عارفة إذا كان المتحدث يقصدك أم يقصد نادية التانية، وناولتها زميلتها التليفون، واكتشفت أنه (يوسف) حبيب القلب، فتحدثا دقائق وتواعدا وكان أول سؤال له بعد اللقاء هو: أنت اسمك ايه؟ ارتسمت حمرة على وجنتيها كأنها استغربت السؤال بعد طول هذه المدة، أو كأنها تحرجت منه وأخيرا أجابت : نادية شريف!
العودة لليلى طاهر
كانت هذه كذبتها الوحيدة، وقد غفرها لها بعد ذلك بعد أن علم فيما بعد بالدافع إلى هذه الكذبة البيضاء، وقال لها: نادية شريف اسمحي لي أن أطلب يدك، وكان ردها أريد أسبوعا لأفكر، كأن الأرض مادت به، كأنه مقامر خسر رصيده كله، كأن عاصفة ضربت بيته، هكذا كان وقع الرد عليه، قال لنفسه: هل هكذا يستقبل عرضي للزواج؟ وكتمها في نفسه وقال لها وهو يصافحها مودعا وكبريائه ينزف: ان شاء الله خيرا، ولكنه في واقع الأمر كان قد اتخذ قرارا بالابتعاد عنها، وابتلعته دوامة ظروفه وعاد إلى استئناف حياته مع زوجته الفنانة (ليلى طاهر)، ولكن النار لم تخمد وإن ظلت هادئة كشعلة الأمان في سخان الغاز.
شاءت الأقدار أن تكتب للقصة بقية فقد فشل في وصل ما انقطع من حياته السابقة، وانفصل نهائيا عن (ليلى طاهر).
زواج يوسف ونادية
مرت أيام وسمع صوتها على التليفون وقال: (نادية شريف)؟ قالت:لا (نادية شيرين)، وكان فى فترة ابتعاده عنها عرف من هى عرف أنها ابنة الوزير الأسبق (إسماعيل شيرين) من الأميرة السابقة (فوزية فؤاد) أخت الملك السابق فاروق، ومثل هذه الصلات تجعل بعض أمور الحياة صعبة التجاوز حتى لو كانت عادية والتقيا واتفقا على الزواج، ولم تكن الموافقة سهلة، فالبنت من العائلة المالكة حتى لو كان التاج سقط من على رؤوسهم!، وهو مجرد فنان حتى لو كان محبوبا أو موهوبا، أو حلم لفتيات العالم العربي، لكن أمام إصرار نادية سمحت الأسرة ليوسف شعبان بالقدوم إلي فيلا الأميرة “الإمبراطورة فوزية” بحي سموحة بالإسكندرية، حيث قابله العقيد (إسماعيل شيرين) والد نادية ووافق على مضض على هذا الزواج.
الانفصال والإنجاب
تم الزواج في حفل عائلي صغير اقتصر علي بعض الأقارب و بحضور الأميرة (فوزية و زوجها العقيد إسماعيل شيرين) في بداية عام 1973، وعاش العروسان في شقة الزوجية بحي الزمالك الراقي بالقاهرة، لكن العواصف حالت دون استمرار العلاقة الزوجية بين العاشقين الصغيرين، فحياة (يوسف شعبان) الفنية المضطربة، وشغله في أوقات مختلفة غير محددة المواعيد، وسفره بصفة منتظمة للبنان وسوريا، للعمل فى أفلام، فضلا عن سهرات الوسط الفني واختلاف الطباع والعادات بينه وبين عروسه، كل هذا حال دون تكملة الزواج لينتهي بالطلاق ورجوع نادية إلي فيلا أهلها بسموحة وهى حامل في مولودة أبصرت الحياة الدنيا و تم تسميتها (سيانيا) وليس سيناء كما هو شائع، واسم شهرتها (ساي) فكانت (سيانيا أو ساي) هى الثمرة الوحيدة لزواج قصير لم تحتمل فيه سليلة الحسب و النسب حياة الفنانين المزعجة والصخب الذي تحدثه شلة يوسف شعبان.
تيمنا بالأميرة فوزية
مضت السنوات بـ (نادية) وابنتها ما بين سويسرا وفيلا الأسرة بسموحة مع أبيها وأمها وشقيقها الأصغر (حسين شيرين)، حيث خاضت نادية تجربة الزواج مرة ثانية وأخيرة و كان الزوج هو رجل الأعمال (مصطفي رشيد) و أنجبت منه ابنة أخري أسمتها (فوزية) تيمنا باسم والدتها جميلة الأميرات، وأميرة الجميلات (فوزية بنت فؤاد) ليصبح للامبراطورة (فوزية) حفيدتان تحملان اسم فوزيه واحدة من ابنتها (شاهيناز محمد رضا بهلوي)، وهى (فوزية خوسرو جانبهاني)، والأخري من ابنتها (نادية إسماعيل شيرين) و هى (فوزية مصطفي رشيد ).
زواج سيانيا
التحقت سيانيا بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ثم تزوجت من أحد رجال الأعمال و كان والدها يوسف شعبان رغم انفصاله عن والدتها وإقامتها بعيدا عنه، أحد الحضور المهمين في حفل زفافها، وهو الذي أوصلها بيده لعريسها.