شعار الدراما الآن : لا تأمن لصديق العمر!
كتب : أحمد السماحي
المتابع للدراما المصرية هذه الأيام سيجدها مليئة بالعبث، والمط والتطويل، والأحداث المصطنعة، والتمثيل (الأوفر) الذي يعتمد على الحنجرة ولا يعتمد على الأحاسيس، فضلا عن الكوميديا السمجة الرزلة، فالكل الآن فى حالة (نحت) عظيم! والكارثة أن بعض هذه الأعمال تضرب في ثوابتنا المهمة، وأهمها الصداقة، حيث رفعت شعار (لا تأمن لصديق العمر)، وكأن الجمهور ينقصه توتر أو كوارث فى الحياة، ألا تكفى كارثة كورونا يا أهل الخير!.
وقد تابعنا في مسلسل (ضربة معلم) تأليف أحمد عبدالفتاح، وإخراج إسماعيل فاروق، خيانة (صلاح / محمد نجاتي) لصديق عمره (جابر/ محمد رجب)، حيث يزور (صلاح) بعد موت ابنه الرضيع الذي كان ينتظر مولده بفارغ الصبر، صديقه (جابر) فى مكتبه ويعترف له فى الحلقة (44) بخيانته في مشهد من أهم مشاهد المسلسل قائلا :
علشان اللي بينا يا جابر أنا جيلك دلوقتي.
جابر: أنا عارف يا خويا اللي حصلك مش ممكن حد يستحمله، بس أنت كمان رجل مؤمن، ومآمن بالله.
صلاح : بس يا جابر، اسكت عشان خاطري.
جابر:ينظر صديقه متأملا!
صلاح : أنا عشت حياتي يا جابر راضي، عمري ما اتبطرت، ولما جيت اتبطرت، كف الزمن سبقني، سبقني ونزل على وشي بعزم ما عنده عشان يفوقني.
جابر : مالك يا خويا فيك إيه؟
صلاح : أخوك باعك يا جابر!
جابر : بعتنى أنا يا صلاح؟!
صلاح : الشيطان ضحك عليا، واستغل حبي لورد، وخلانى أسمع كلامها وكلامه، وبعتك يا صحبي، بعتك!
جابر : بعتنى لمين يا صلاح؟!
صلاح : منصور يا جابر استغل أضعف ما في وعشمنى أنى كون زيك.
جابربدهشة : معقوووووووووول يا صلاح؟!
صلاح : زغلل عيني يا جابر، وعشمنى، قالي هتبقي زي جابر، واسمع كلامي ومتخفش، سمعت كلامه، سمعت يا جابر وحطت إيدي في إيده وسلمتله سرك.
جابر : معقول يا خويا تبعيني لمنصور؟!
صلاح : الورق اللي انت أمنتني عليه أنا اديتهولوه بس أنت طول عمرك شاطر مأمنتش لحد.
وإذا كانت خيانة (صلاح) مبررة دراميا، حيث (ضحك عليه اللي ما يتسمى الشيطان، ومنصور اللعين، وورد الحقودة)!، فلا يوجد مبرر درامي ولا إنساني ولا أخلاقي لخيانة (مروة / هدير عبدالناصر) لصديقتها (لؤلؤ / مي عمر) فى مسلسل (لؤلؤ) تأليف محمد مهران، إخراج محمد عبدالسلام، حيث شاهدنا فى الحلقة (19) زيارة (مروة) لـ (بودة / محمد الشرنوبي) حبيب لؤلؤ أو الذي يمثل عليها الحب، ومن خلال اللقاء بينهما نعرف أن (مروة) تكره (لؤلؤ) صديقة عمرها والتى تربت معها فى الملجأ، دون أي سبب منطقي، خاصة أن (لؤلؤ) احتضنتها وانفقت عليها كما تنفق على نفسها، واشترت لها شقة، ووضعت 2 مليون جنية باسمها في البنك.
المثير والغريب أن المؤلف برر كره (مروة) لأن (لؤلؤ) لم تأخذ بيدها عندما أصبحت نجمة لكى تغني مثلها، خاصة وأن (مروة) هى الأخرى تمتلك صوتا جميلا! ، ومع ذلك لم تبدو أية علامات تشير إلى جمال صوتها، لكن على ما يبدو فإن المؤلف أراد أن يقوم بتسخين الأحداث الدرامية على حساب القيم الإنسانية وعلى رأسها (الصداقة) .. شفت العجب العجاب!! ونسى سيادة المؤلف العبقري! أن تبريره ضعيف وسخيف وغير منطقي! لجرح قيمة من أهم القيم في حياتنا .. بس نقول ايه بقى للفبركة والعبث غير المبرر؟!.