رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نكشف سر انسحاب يوسف شاهين من بطولة فيلم (الخيط الرفيع) !

أفيش فيلم الخيط الرفيع

كتب : أحمد السماحي

 أجرى الكاتب والناقد والمخرج (سمير نصري) فى جريدة (الحياة) حوارا مطولا مع سيدة الشاشة العربية (فاتن حمامه) فى شهر أبريل عام 1991 ويومها سألها عن رأيها في فيلمها (الخيط الرفيع) فقالت : فيلم جيد جدا، اعتبره نقلة بالنسبة لي ومحطة بها عدت إلى العمل بعد خمس سنوات من الابتعاد عن التمثيل، كنت قد قرأت هذه الرواية قبل عشر سنوات من تحويلها إلى فيلم ولم أفهمها، لم استوعب دوافع تصرف الشخصية، ولكن مع السنين أدركت كم أن الشخصية غنية والقصة جميلة.

كان هذا رأي سيدة الشاشة فاتن حمامه التى نحيي هذه الأيام الذكرى السادسة لرحيلها، وعندما عدنا إلى أرشيف الصحف فيما يخص هذا الفيلم وجدنا أكثر من معلومة طريفة جدا وغير معروفة لأحد، حيث كان من المقرر أن يخرج الفيلم المخرج الكبير (عز الدين ذوالفقار) وكتب بالفعل السيناريو الخاص بالفيلم.

ورشح لدور البطولة المخرج السينمائي الشهير (يوسف شاهين)! ليقوم بالبطولة أمام (فاتن حمامه) وكان من المقرر أن يظهر الفيلم للنور عام 1964 أي قبل خروجه للنور بسبع سنوات، وترجع الحكاية إلى خبر نشر في مجلة (الكواكب) يوم 28 يوليو 1964 تحت عنوان (الخيط الرفيع) جاء فيه :

قصة إحسان عبدالقدوس (الخيط الرفيع) التى كان المرحوم (عز الدين ذوالفقار) الذي رحل العام الماضي قد أعد لها السيناريو، باعها المنتج (جمال الليثي) لزميله المنتج (صبحي فرحات) ضمن عدد من القصص التى كان يزمع إنتاجها قبل أن يصبح رئيسا لشركة القاهرة، (صبحي فرحات) رشح المخرج (بركات) لإخراج الفيلم محتفظا بأبطاله (فاتن حمامه ويوسف شاهين).

يوسف شاهين الذي كان مقررا أن يلعب دور البطولة
منى مع عبدالكريم الذي ينفق عليها

النكسة ووفاة الزعيم

والسؤال لماذا لم يظهر الفيلم عام 1964، بالرجوع إلى مجلات هذه الفترة وجدنا أن الموضوع تعثر انتاجيا، وانشغلت (فاتن حمامه) بتمثيل عدة أفلام مثل (الحرام، وحكاية العمر كله، والاعتراف) ظهرت عام 1965، بعدها سافرت إلى الخارج لتعيش مع زوجها النجم العالمي (عمر الشريف)، وهاجر (يوسف شاهين) إلى لبنان وقدم أكثر من فيلم هناك منها فيلم (بياع الخواتم) للمطربة الكبيرة فيروز، و(رمال من ذهب) لفاتن حمامه ودريد لحام.

عام 1967 حدثت نكسة يونيو، وهاجر نجوم مصر إلى سوريا ولبنان وتركيا، في الفترة التى أطلق عليها فترة (الطيور المهاجرة)، ثم وفاة الزعيم (جمال عبدالناصر)، ومع نهاية عام 1970 رجعت سيدة الشاشة فاتن حمامه إلى مصر، لكن كان المنتج (صبحي فرحات) باع القصة للمنتج (رمسيس نجيب) الذي اشتغل مجددا على فيلم (الخيط الرفيع) مع المخرج (بركات)، وتم ترشيح (فاتن حمامه) مجددا لبطولة الفيلم، لكن نظرا لانشغال (يوسف شاهين) وكبر سنه فى هذا الوقت تم ترشيح النجم الجديد (محمود ياسين) لبطولة الفيلم الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا.

منى تتأمل عادل وهو يجري مكالمة هاتفية
منى شاردة فى قصتها مع عادل وهى تقود السيارة

حوار لا ينسى.

من الحوارات التى كتبها أديبنا الكبير (إحسان عبدالقدوس) فى هذا الفيلم، والمحفورة فى أذهان محبي الفن السابع، هذا الحوار الذي تطلب فيه (منى / فاتن حمامه) من (عادل / محمود ياسين) إعلان حبهما والزواج منها، وهو يرفض حتى يحافظ على مكانته الإجتماعية التى وصل إليها:

هو: الخالق بيدى وما بياخدش وبيكفيه عبادة خلقه وأنا بعبدك

هى: الخالق بيطلب من الناس يعبدوه فى الجهر، أنت بتعبدنى فى السر

هو: العبادة فى السر أخلص العبادات

هى: العبادة مش خطيئة…لكن أنت بتعتبر حبك ليا خطيئة

هو: مش أنا ده المجتمع …مجتمع من الكافرين محدش فيه مؤمن بيكى إلا أنا

هى: خليك نبى وانشر دعوتك

هو: مقدرش أكون نبى

هى: ومين قالك انى أقدر أكون إله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.