ولدي .. كاد الأب أن يفقد نفسه!
بقلم : سامي فريد
القصة التي كتبها للسينما عبدالله بركات وأخرجها أيضا في هذا الفيلم (ولدي) تحكي باختصار مع بعض التجاوزات كيف أن الإنسان المتسامح الطيب قد يتحول في مواجهة بعض الظروف إلى القسوة ومنها يعود إلى سابق أخلاقه .. فكيف قدم لنا الفيلم قصته؟..
وتحكي قصة عبدالله بركات عن توفيق بك سامي أكبر تجار مصر الإنسان المملوء خيرا وتممامحا لا يشغله في حياته سوى انتظار الابن.. ذريته التي ستعيش من بعده حتى يفاجئه القدر بأجمل وأهم خبر في حياته! فزوجته حامل تضع مولودا ذكرا يسعد به الأب كل سعادة الدنيا لكن الأم تموت أثناء الوضع فتتحول سعادته إلى حزن ومرض وخوف مستمر على ابنه يدفعه إلى أن يطرد من خدمته مراد (محمود المليجي) حتى لا يأتي معه بابنته ناهد التي يحبها ابنه مدحت فكانت السبب في إصابته بحرج في ساقه يوما.. ويوما آخر بسقوط في حوض من الماء في حديثة سراي الأب الثري..
ويخرج السائق مراد من خدمة توفيق بك ليلتحق بنفس الوظيفته في مكان آخر لكن القدر يلاحقه فيصدم مدحت خطأ عندما خرج مع جارته الحالة صابحة (نجمة إبراهيم) مراد إلى السجن ليقضي فيه عامين تاركا ابنته التي نزلت من الأتوبيس بعد عودتها من زيارة والدها في السجن لتشتري قطع من الحلوى ففاتها الأتوبيس وتاهت عن الأتوبيس والخالة صابحة ليلتقطعها زوج المعلمة زكية العالمة (لطفي الحكيم) فيضم الطفلة ناهد إلى فرقتها التي تكبر وتنمو للتحول إلى صالة كبيرة يغري فريد افندي سكرتير توفيق بك ومعه السكرتير المالي أمين بالسهر ونسيان الحزن فيذهبان به إلى الكبارية.
ويشاء المؤلف أن يفقد الأب ابنه ايضا لتزيد أحزانه وتتحول أحواله من الرفق والود ثم إلى القسوة والبشاعة يوم أن كان يسهر إلى جوار ابنه الجريح فيسقط سيجارة على فراش الطفل ليحترق، لكن القدر يبعث بالأسطى مراد قبل الحريق ليخطف الطفل من فراشه انتقاما من والده توفيق بك الذي كان السبب في فقد الأسطى مراد لابنته ناهد (كاميليا فيما بعد).
ويكبر الصبي مدحت مع الأسطى مراد الذي أصبح صاحب أكبر شركة ميكانيكا سيارات في البلد وهو يظهر كما أوهمه المليجي بأن عمه الذي ظل يطارده لكي يقتل توفيق بك انتقاما من لفقده ناهد تنفيذا الوصية والده الأسطى مراد (في الحقيقة) الذي قضى عامين في السجن بسبب ظلم توفيق بك.
ويفاجئنا المؤلف عبدالله بركات بأن ناهد (كاميليا) ابنة محمود المليجي قد أصبحت تعيش مع اسماعيل يس زميلها فرق الأسطة زكية وهما الآن يعيشان في قصر توفيق بك بعد حل فرقة الأسطة زكية. وتفضي ناهد بسر سمعته عن مؤامرة يدبرها فريد أفندي مع أمين الموظف بشركة توفيق بك لحمله بعد أن يمثل على توفيق بك تنازل عن كل أملاكه للأرتست سهير في فرقة الأسطة زكية.. ويطرد توفيق بك على الفور الأسطى زكية وفريد وأيمن أفندي من خدمته لكنه يصبح إنسانا عصبيا سريع الغضب ضيق الخلق بعد كل ما رآه من الخيانة والغدر فيقرر كل موظفي شركة ترك خدمته بعد أن تغيرت أخلاقه، لكنه يفيق في لحظة إلى نفسه ويلتقط من جديد بسبحته التي كان قد رماها بعيدا ويعود إلى سيرته الأولى ويعود الموظفين لاستئناف عملهم معه.
وتقع ناهد في حب الأسطى مدحت (الذي يدعي محمود المليجي أنه عمه) ويحبها مدحت عندما يتذكر لمحات من ماضيه معها وهما طفلان في قصر توفيق بك ويتصارحان بالحب أثناء تعليمه لها قيادة السيارات ويذهب ليخطبها من والدها أو هكذا كان يظنه لكن الوالد يطرده ويقول الأسطى مدحت إنه ابن مراد صاحب أكبر شركة ميكانيكا في البلد ويؤكد له مراد (العم) أنه سيتزوج ناهد عندما يقابل هو والدها ليفاجئه بأن مدحت ابنه هو.
أي ابن توفيق بك ومن المستحيل أن يتزوج من شقيقته ناهد التي يتوهمون أنها ابنة توفيق بك لولا تدخل لطفي الحكيم في تلك اللحظة (ونعرف ما الذي أتى به ليضع نهاية الفيلم) فيقول أن ناهد تاهت من الخالة صابحة عند عدتها من زيارة أبيها مراد في السجن.. وتتغير ملامح المليجي وهو يرى ابنته امامه شابة جميلة يحبها مدحت ابن توفيق بك فيصارح توفيق بك أمام الجميع بأن مدحت ابنه.. ويتعانق الوالدان ويتقرر زواج مدحت من ناهد وسط فرحة الجميع في نهاية الفيلم وهى النهاية السعيدة التي جرت عليها كل أفلام تلك المرحلة من عمر السينما المصرية..
وقد جمع الفيلم في تمثيله أحمد علام ومحمود المليجي ولطفي الحكيم وحسن البارودي وإسماعيل يس وكاميليا ورياض القصبجي وأحمد الحداد.