(برامج الجنس الرابع)
بقلم : محمد شمروخ
أن تجد برامج متخصصة من الألف إلى الياء عن زينة المرأة وشياكتها بداية من الحذاء وشنطة اليد وحتى الآى شادو والرموش الصناعية، فليس عجيبا ولا أصبح من قبيل الترف ولا الدلع المرئ، تماما كبرامج الطبخ والهم ع البطن التى تتنافس فيها البرامج والقنوات التليفزيونية حتى صارت هناك قنوات مخصصة لها تقف عندها أجهزة الريموت طويلا بلا تفكير في الضغط عليها.
وعلى رأى المثل (اللي يلاقى دلع وما يدلعش) وكأننا نعيش في منتجع 7 نجوم وكأن مظاهر الفقر ونسب العطالة والمشاكل الاجتماعية من قضايا طلاق وخلع ونسب قد اختفت من حياتنا ومن مجتمعاتنا.
ولكن على أية حال، فمثل هذه النوعية من البرامج إن كانت عن الطبخ أو الزينة، أصبحت بجملة التغييب الممنهج والتسطيح المخطط له عالميا من جانب مؤسسات غامضة لا تفتأ تبث مثل هذه المواد الإعلامية وتزيد من مساحاتها الزمنية حتى تشغل أكبر مساحات ممكنة من الوعي بكل ما هو غث وتافه وسطحى تحت بند الرفاهية والذي لا يلبث أن يصبح ضرورة، ثم إذا به يمسي كأساس من أسس الحياة وحق من حقوق الإنسان!.
والهدف طبعا يا صاحبي هو خلق شخصيات هشة تؤدى بالضرورة لصناعة مجتمعات مشوهة شهوانية شرهة، لا ترى أمامها سوى استحلاب أكبر قدر من المتعة ولو من رمال الصحراء وتتجاهل في النهاية ما يئن به الملايين في مشارق الأرض ومغاربها من جوعى وضحايا كوارث طبيعية من فيضانات وجفاف وزلازل وأعاصير وتسونامي، أو صراعات بشرية من مذابح وتهجير قسري لأسباب إثنية وعقائدية وعنصرية وكمان كانت ناقصة وختمتها بالأخ كوفيد.. وعلى كل لون يا بطسطا.
آه.. أنا جاي هنا علشان أقرفكم وأفسد متعتتكم مع الشيف فلان والشيفة فلانة والدزاينر علان والدزاينرة علانة والخبير ترتان والخبيرة ترتانة.
طبعا لازم أقرفكم لأن جلوسكم مشدوهين متلمظين أمام مثل هذه البرامج التى أصبحت بالساعات مع أنها مملة وسخيفة، يؤكد أن خطة استدراجكم إليها تسير بخطى ناجحة نحو تغييب عقولكم وخلق كائنات تافهة تستبدل شخصياتكم وشخصياتكن وتضع في ضمائركم مسوخا بشرية عنانها الأنانية والتفاهة.
آه وحق النعمة أنا مهمتى هنا إنى ألقى الملح في طبق المهلبية بالضبط زي الواد الرزل بتاع زمان إللى كان يخطف الكورة ويجري.
تعمل إيه بقى؟!.. قول غيرة.. قول حقد.. قول غتاتة.. لكن أهم كلمتين قلت لازم أبخهم في وشكم… أصلها زادت وطفحت لما بقت خل.
هذا المقال قررت أن أكتبه بعد مشاهدتى لبرنامج ممل وطويل يذاع على قناة رقم 4 في مجموعة قنوات تشكل أسرة من أشهر أسرات الفضائيات تخصصت في فقرات الترف والرفاهية التى لا أرى إلا أنها متخصصة للهايفين والهايفات – ومش هاعتذر لحد وااللي يزعل يتفلق – فإذا بتوقعاتى المغرقة في السواد تتحقق وسرعان ما حدث يشكل مذهل، إذ فجأة وجدت البرنامج الطويل السخيف والذي تقدمه شخصيات دمها أثقل من جبل المقطم، يظهر فيه كائنات مممسوخة شبيهة بالرجال وما هم برجال!
يعنى إيه يا محترم يقدم لجمهور الوطن العربي واحد حالق نص حاجب على كل عين والبيه لابس فردة حلق وكمان حاطط مكياج ولا أجدعها ست، ثم يأتى هذا المسخ الآدمي بشاب روش رابط شعر راسه بأستيك ليختار له طريق ارتداء ملابسه وحذائه وطبعا مش بعيد يكون فيها كريم أساس ورسم حواجب بقلم الكحل ولا الروج كمان.. وووووو..
ماذا تريدون بالله عليكم؟!
البنات وسكتنا وقلنا: برضك البنت حقها تدلع في خير أبوها.. أصلنا بعيد عنك فلاحين ونحتاج لناس تعلمنا أصول اللبس والخلع!.
وفي البرنامج تجرى المسابقات وكل لبيس ولبيسة يأتى بالموديل الخاص لتقديمه إلى الشباب العربى.. لا بقى عربي إيه.. ما خلاص.. كلمة عربي صارت بلا معنى ولا قيمة ولا طعم.. يعنى كلمنى عن إماراتى، قطري، كويتى، عراقي، سورى، مغربي… إنما عربي.. سامحنى فيها!.
وحتى اللغة أصبحت عندهم مسخا صوتيا، فتجد مقدمات البرنامج والمعلقات والضيوف يتحدثون لغة عجيبة.. خليجي على مصري على إنجليزي على شامي على مغربي على هندي على لاوندي، إنك تفهم جملة يا محترم.. والغريب إن الدم يلطش وواضح جدا التكلف المبالغ فيه – وهو ده الوطيان على أصله – ولكن نسب المشاهدة عالية حسب ما وصلنى والتفاعل النسائي فوق الوصف، لكن خوفي من هذه النوعية الغريبة التى تتعمد أن تطمس النوع الإنسانى وكأنها تسير على المشروع الذي يعد له الإعداد الجهنمى بتذويب الهوية الطبيعية، فأتهاريهم لما طالبوا بحذف خانة الديانة في البطايق كانوا قاصدين المرحلة التالية وهى حذف خانة النوع!.
فهذا هو ما طالبت به منظمات مشبوهة في الغرب وبدأ صوتهم يعلو حتى أن بعض الحكومات الغربية بدأت في الاستجابة لهم وارتفعت وتيرة المناداة بما أسميه هنا “الجنس الرابع” الذي يجب أن يسود العالم ليملأه عهرا وشذوذا بعد أن امتلأ عسفا وجورا!.
عارف أسميته الجنس الرابع ليه؟!.
لأنه يا أخي حتى الجنس الثالث بقى عندهم موضة قديمة.. وتذكر معى الصراخ اليومى من الإخوة التوكشوهاتية من ضرورة محو سيادة المجتمع الذكورى وتحكم الرجل حتى تخجل من أن تفصح بأنك رجل وترى نفسك متهما ثم مدانا ثم معاقبا بالرجولة التى يجب أن تمحى من بطاقة هويتك ليخلى سبيلك وتعيش حريتك بشكل جديد حسب هواهم.
مش مصدقنى؟!.. هى لفة بالريموت وجرب وأنت تكتشف بنفسك!
اللهم هل بلغت.. اللهم فأشهد.