كلام X الإعلام (15)
بقلم : على عبد الرحمن
تعد وسائل الاعلام في دول العالم بوقا لمموليها، دولا كانوا أو هيئات أو مؤسسات أو أفراد، وتخطط الوسائل لمنفعة ومصلحة أصحابها تخطيطا استراتيجيا يضمن جاهزية التحرك والتصرف والتعامل والمرونة مع كل المستجدات، خاصة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطارئ منها على وجه الخصوص، ولكن عند غياب الرؤي وافتقاد التخطيط وإدمان التخبط يصبح الأمر مضحكا ومتباينا ويبدو الإعلام كأنه فقد صوابه أو فقد ذاكرته.
وعند غياب المتابعه للشئون الداخلية والإقليمية والدولية والعجز عن الرصد والتوقع وعدم الاهتمام والإدراك لما هو قادم تبدو الصورة مصابة بالشلل وموصومة بالغرابة مثلما حدث في وسائل إعلامنا بعد مؤتمر القمة الخليجية والمصالحة العربية مع قطر، فبرغم تداول الإعلام لأخبار الوساطة الكويتية منذ فترة وبرغم الوساطة الأمريكية الأخيرة ظهر إعلامنا كأن ماحدث كان مفاجئا له فارتبكت خرائط البث وتلعثمت الأفواه، بل وسارع البعض لتبرير شخصي للمصالحة.
فمنهم من قال إنها بثمن وهذا كلام لايصح الخوض فيه، ومنهم من قال إنها تمت تحت ضغط، وهذا كلام يضر أكثر مما يفيد، وقال ثالث إنها انتصار لطرف علي طرف، وهذا يفسد جو المصالحة أصلا، وكان المفروض أن يدرك أهل اعلامنا أن اتفاق المبادئ بين القادة يتبعه جولات نقاش وخطوات عديدة تصب بالتدريج في مصلحة الدول وشعوبها.
وبدلا من أن يخوض إعلامنا في ملف مفاوضات المصالحة وجهود الكويت وأطراف أخرى وحرص مصر على لم الشمل وماتحقق من طلبات المصالحة من الرباعي العربي، وبدلا من تقديم مواد إعلامية عن مابعد المصالحة علي الشعوب واقتصادها وملفات المنطقة وتحدياتها وعن لم شمل الأسر والعائلات وعن مئات ألوف المصريين في قطر مثلا، فشل إعلامنا في متابعة جهود المصالحة والتوثيق لها وفشل في متابعة المؤتمر الخليجي وتوقعات المصالحه وفشل في طرح دور مصر من قبل المصالحة وبعدها وفشل حتي في تعظيم حضور مصر للمؤتمر وتوقيعها علي البيان الختامي وساد التخبط والرأي العام ينتظر.
ماذا سيفعل رموز الإعلام الذين عاشوا منذ عام 2017عام المقاطعة يصولون ويجولون في دروب السياسة والاقتصاد أليس لدينا راعي للإعلام؟، أليس لدينا ناصح للإعلام؟، أليس لدينا مخططا ومتوقعا لنوبات السياسة وتقلباته؟ ، أليس بالشبكات رجل رشيد ولا رأي سديد ولا خطط مرنة تتوقع؟ فتخرج من أرشيفها وعقول مديرها مايلائم الظرف ويكافئ الحدث.
إن تغطية إعلامنا لما تم في مؤتمر المصالحة ومابعده يؤكد أن التخبط هو سيد الموقف وأن التوقع غير وارد أصلا وأن تجهيز الملفات ليس مهما وأن صدمات البث سوف تتوالي وأن خزائن خيبات الأمل في الإعلام لاتنفذ، وأن المجالس والهيئات والشركات والقنوات والتدخلات لم تجدي وأن إصلاح الإعلام هيكليا، وإداريا ومحتوى، هو واجب وطني حتمي لصالح مصر وقيمتها وقامتها وشعبها ومتطلباته في إعلام وطني،مهني،يقظ .. وللحديث بقايا إن شاء الله.