بقلم الدكتور: طارق عرابي
قرأت في “شهريار النجوم” الأسبوع الماضي مقالاً لأستاذي وصديقي الصحفي المبدع “محمد حبوشة” بعنوان “الدراما أصبحت من ضرورات الأمن القومي المصري” وقد لفتت فطنة وبصيرة الأستاذ “حبوشة” انتباهي من خلال خلقه لتلك العلاقة المنطقية ومحاولة لملمة خيوط النسيج الوطني المتكامل وتسليط الضوء بكثافة على أهمية الفن والإعلام والثقافة بوجهٍ عام وصناعة الدراما بوجهٍ خاص في ترسيخ وإعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية في نفوس المشاهدين كأحد الدعامات الضرورية للحفاظ على الهوية المصرية وبالتالي الحفاظ على الأمن القومي المصري .
وأذهب إلى جزءٍ من المقال يتحدث فيه الأستاذ “حبوشة” عن تجربة النجوم الشابة في الدراما والتي أصاب في توصيفها عندما رصد بها وجهاً لمحاسنها ووجهاً آخراً لمساوئها .. والسؤال الذي اخترق عقلي كالسهم بعدما قرأت المقال هو : كيف يمكن تعظيم محاسن مشاركة الوجوه الشابة الجديدة وكيف لنا أن نحميَ الوطن من مساوئها؟!
ورغم أننا قطعنا شوطاً طيباً خلال العقدين الأخيرين في تقديم نجوم جدد من الوجوه الشابة ، إلا أننا مازلنا نمارس حماقة الماضي بإصرارنا على بقاء بندين رئيسيين في دستور النجومية المصرية :
أولهما أننا نقدم الوجوه الشابة بعدد قليل للغاية وهذا العدد يتم تقديمه وتنجيمه بلا وعي (أو عن قصدٍ شرير من تجار الصناعة أو من خائني الوطن) وبلا تدريب وبلا تنوير وتثقيف وبلا وضع مخططات أو برامج متكاملة العناصر لصناعة نجوم لديهم المخزون (الإنساني والوجداني والأخلاقي والمعرفي) الكافي لإدراكهم لأهمية الرسالة والمسئولية المجتمعية التي خصهم الله بها .
وثانيهما أننا كلما قدمنا وجوهاً شابة جديدة بين فتراتٍ متباعدة فإننا قد قررنا سلفاً (كأسلافنا) أنهم سيظلون نجوم الصف الأول للعشرة أعوام القادمة أو لفترة أكبر من ذلك حتى وإن كان بعضهم لا يملك الموهبة ولا المعرفة الكافية ليكون نجماً طويل الأمد (ذلك يحدث من باب الحفاظ على العِشرة والشلة المأمونة الجانب) ، وتستمر حساباتنا هكذا حتى وإن جاء ذلك على حساب وجوهٍ جديدة لشباب أكثر وعياً وثقافةً ومعرفة والذي إن أكرمناه في أحسن الأحوال فإننا نسمح فقط بقبوله كصفٍ ثانٍ تابعٍ لنجوم الصف الأول خلال مدة توليهم وجلوسهم على عرش النجومية .
والغريب للغاية أن دخول النجوم الجدد لا يلغي قيمة النجم الكائن صاحب الخبرة والوعي والمعرفة والمجتهد إلا في بلادنا ، فحجم تفريخ النجوم الجدد في هوليوود على مدى العقدين الأخيرين تخطى المئات ومع ذلك ظل “توم هانكس” و”روبرت دينيرو” و”نيكول كيدمان” و”جوليا روبرتس” وأنجيلينا جولي” و”ميريل ستريب” و”جوني دِب” و”جاك نيكلسون” و”كلينت إستوود” (الذي تخطى التسعين من عمره) وغيرهم من النجوم والنجمات أصحاب الثقافة والمعرفة والموهبة الحقيقية نجوماً كباراً رغم ظهور تلك الأعداد الكبيرة من النجوم الشابة الجديدة .
لماذا نشعر دائماً في فنون بلادنا أن هناك عدداً محدداً لمقاعد الصف الأول من النجوم ، لماذا هم 10 أو 20 مقعد فقط؟! لماذا لا يكون عدد تلك المقاعد لا تحدده سوى معطيات الموهبة وحجمها في مجتمعنا المصري؟! لماذا لا يصل عدد تلك المقاعد بحرية وشفافية إلى 100 ، إلى 200 ، إلى 1000 نجم جديد ، ألن يُمثل هذا التفريخ الغزير لمواهب فنية حقيقية ومستنيرة ثراءً لدراما المسرح والتلفزيون والسينما ؟! أليس الفن مجالاً للمنافسة “الشريفة” يكون التميز والتفوق والسبق فيه للأكثر موهبةً وعلماً ومعرفةً وأخلاقاً واجتهاداً ؟!
لذا فإنني بعدما قرأت واحترمت ما كتبه الأستاذ “حبوشة” في مقاله ، أضيف عليه بأن تفريخ أعداداً كبيرة من الوجوه الشابة (والغير شابة) من الجنسين من أصحاب الموهبة الحقيقية والعلم والمعرفة والثقافة في جميع أقسام العمل الدرامي (تمثيل – كتابة – إخراج .. إلخ) يشكل خيطاً غليظاً في دعم الدراما للقيم الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية والوطنية والحفاظ على ثوابت الهوية المصرية ، وهو ما يشكل درعاً واقياً لأمننا القومي أمام الخطط الشيطانية التي تحاك لمصرنا الغالية من الخارج والداخل على حدٍ سواء .
ومن خلال ما عايشته بنفسي في رحلتي ذات السنوات الطويلة في اكتشاف المواهب وتوعية وتنوير عقولهم ، أؤكد للجميع (وأخص القيادة والإدارة المصرية) أن الطاقات الكامنة في هؤلاء الشباب هى سلاحٌ ذو حدين ، إن استثمرناها وقمنا بواجبنا نحو تلك الطاقات فإنها ستتحول إلى أدواتٍ داعمة لارتقاء المجتمع والوطن ، وإن تجاهلناها أو أهملناها وتركناها خلف الجدران المانعة فإنها قد تتحول إلى خطرٍ حقيقي على أمن وسلامة مجتمعنا ، وقد سبق وأن قلت مراراً إنَّ “الموهوب جنين وطن .. إن تركناه في رحم الجهل والتجاهل ، سيموت تاركاً وطناً عقيماً” .. فانتبهوا أيها السادة!
“أنيا” صغيرة السن والحجم – كبيرة الموهبة
وُلدت “أنيا تايلور جوي” Anya Taylor-Joy في شهر أبريل من عام 1996 بمدينة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية ، والدتها من مواليد دولة “زامبيا” وتعمل في مجالي التصوير الفوتوغرافي والتصميم الداخلي (الديكورات) ، وجداها لأمها من أصول إنجليزية وأسبانية ، والدها أرجنتيني من مدينة “بوينوس آيرِس” Buenos Aires ، وكان يعمل “مصرفياً” دولياً وهو متيمٌ بسباق الزوارق ، وجداها لأبيها من أصول إنجليزية واسكتلندية . “أنيا” هى الإبنة الأصغر بين 6 أبناء .
عاشت “أنيا” في الأرجنتين حتى سن السادسة ثم انتقلت إلى إنجلترا لتعيش مع عائلتها الكبيرة في منطقة “فكتوريا” بوسط العاصمة البريطانية لندن ، وأصبحت “أنيا” تتنقل في حياتها بين لندن والأرجنتين ، والتحقت بمدرسة “هيل هاوس” الإعدادية في منطقة “كينسنجتون” بلندن ، ثم سافرت إلى الأرجنتين والتحقت بمدرسة “نورثلاندز” ، ثم عادت إلى لندن والتحقت بمدرسة “كوينز جيت” .
إحترفت “أنيا” رقص الباليه ولكن حُلم “التمثيل” كان يراودها منذ أن كانت طفلة صغيرة ، وعندما قبلت وظيفة “عارضة أزياء” كانت قد عُرضت عليها ، لم يمضِ كثيرٌ من الوقت على ذلك حتى تلقت “أنيا” وعمرها 14 عاماً أول عرض للتمثيل في حياتها وكان ذلك عام 2010 في مسلسل تلفزيوني بعنوان Show Business .
تملك “أنيا” عقلية تخطيطية واقتصادية جيدة ، حيث كانت خطتها الخاصة حول حلمها في مجال التمثيل أن تدخر مبكراً بعض المال من مصروفها ثم من عملها كراقصة باليه وعارضة أزياء لتتمكن بعد ذلك من الانتقال إلى مدينة نيويورك الأمريكية لتكتسب الخبرة وتطور موهبتها في التمثيل ، ولهذا الغرض تركت المدرسة وعمرها 16 سنة . في عام 2014 تشارك “أنيا” في عملين أحدهما مسلسل تلفزيوني بعنوان Endeavour والعمل الآخر كان فيلماً سينمائياً بعنوان Vampire Academy ، ولم يحقق لها أيٌ من العملين خطوة جيدة في بداية مشوارها ، حيث تم حذف مشاهدها القليلة جداً في مونتاج نسخة الفيلم السينمائي .
ويبتسم القدر للفتاة الموهوبة “أنيا” في عام 2015 بمشاركتها بدور البطولة الرئيسي في فيلم الرعب والغموض الشهير The Witch والذي بدأ إصداره بدور السينما بأمريكا في 19 فبراير عام 2016 .
وقصة الفيلم تدور في عام 1630 بمنطقة “نيو إنجلاند” التي تضم 6 ولايات بشمال شرق أمريكا ، عندما يحيط الذعر واليأس بأسرة مزارع وزوجته بعد الاختفاء الغامض لابنهما الأصغر “صامويل” (الطفل الممثل أكستون هنري دوب) ، ويأتي لوم الأسرة على الإبنة الكبرى “توماسين” (أنيا تايلور جوي) التي كانت تراقب أخاها وقت اختفائه ، وبمرور الوقت يتصاعد الشك ويشتبه التوأمان “ميرسي” (الطفلة الممثلة إيلي جرينجر) و”جوناس” (الطفل الممثل لوكاس داوسون) في أختهما الكبرى “توماسين” ويعتقدان بأنها تمارس السحر . تكلف هذا الفيلم 4 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 40 مليون دولار .
ترشحت “أنيا تايلور جوي” عن دورها بفيلم The Witch لعدد 18 جائزة محلية ودولية ، وكانت معظم الترشيحات ، والتي فازت منها بست جوائز ، قد تنوعت بين مسميات تعكس معنى التفوق والتألق في الآداء مثل “جائزة أفضل آداء سينمائي فائق لهذا العام” Breakthrough Performance of the Year ، و”جائزة أفضل فنانة سينمائية بارعة وفائقة” Breakthrough Film Artist ، وجائزة أفضل آداء لممثلة صغيرة Best Performance by a Younger Actor . وتقدم “أنيا” بنفس العام (2015) عملين آخرين للتلفزيون أحدهما فيلم تلفزيوني بعنوان Viking Quest والآخر مسلسل تلفزيوني بعنوان Atlantis .
وكان فيلم The Witch نقطة التحول الكبرى في مسيرة هذه الفنانة الجديدة الصغيرة ، وتوالت من بعدها العروض على “أنيا” بلا توقف حتى الآن ، فقد انتهت للتو من تصوير عملين للسينما للعرض في هذا العام الجديد (2021) أولهما فيلم الرعب والإثارة Last Night in Soho والثاني فيلم The Northman مع النجمة “نيكول كيدمان” والنجم “إيثان هوك” والممثل القدير “ويلام دافو” ونجوم آخرين ، ووقعت عقود أربع أعمال فنية جديدة ليتم إنتاجها وصدورها إبتداءً من عام 2023 ، العمل الأول فيلم بعنوان Furiosa ، والثاني فيلم Laughter in the Dark ، والثالث فيلم Weetzie Bat ، والرابع فيلم The Sea Change ، وأتوقع لهذه الفتاة الموهوبة أن تكون إحدى نجمات الصف الأول في هوليوود خلال الخمس سنوات القادمة .
نمر فيما يلي على أعمال الممثلة الشابة “أنيا تايلور جوي” منذ عام 2016 ، والتي أصبحت أفلام الرعب والإثارة والخيال العلمي والفانتازيا هي علامتها التجارية المميزة .
– في عام 2016 تشارك “أنيا” في ثلاث أعمال للسينما ، بدأتهم بفيلم الرعب والإثارة Morgan مع الممثلة “كيت مارا” والممثلة “روز ليزلي” والممثلين القديرين “برايان كوكس” و”توبي جونز” والممثلة ” جينيفر جيسون لي” ونجوم آخرين ، وتجسد “أنيا” بهذا الفيلم شخصية “مورجان” والتي استطاعت من خلال هندستها حيوياً أن تبدأ المشي بعد شهر فقط من ولادتها ، ولكنها تتجاوز كل ما توقعه صانعوها ، فقد هاجمت “لي ويذرز” (الممثلة كيت مارا) أحد معالجي المشاكل (البيوهندسية) للشركةCorporate Troubleshooter وهي التي احتفظت بتقييم مخاطر إبقاء “مورجان” على قيد الحياة ، ومن خلال محاولة “مورجان” التحرر والهروب من قيود صانعيها ، يجد موظفو الشركة أنفسهم في حالة حبس مع كائن اصطناعي خطر وعنيف لا يمكن التنبؤ بما سيفعله.
ثم يأتي عمل “أنيا” الثاني لعام 2016 والذي تبتعد به عن مسار أفلام الرعب ، حيث شاركت النجمة “أشلي جود” والممثل الأسمر “ديفون تيريل” في أول ظهورٍ له على شاشة السينما ، والممثلة “جينا إلفمان” ونجوم آخرين في فيلم Barry المأخوذ عن أحداث واقعية من الحياة المبكرة للرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما” في شبابه ومرحلته الجامعية بجامعة “كولومبيا” في نيويورك .
ثم تعود “أنيا” بنهاية نفس العام إلى افتتانها بأعمال الرعب والإثارة من خلال فيلم Split مع النجم “جيمس ماكافوي” والممثلة القديرة “بيتي باكلي” ونجوم آخرين ، ولكنها هذه المرة تجسد دور المفعول به وليس الفاعل من خلال شخصية الفتاة “كيسي كوك” الفريسة (مع فريستين أخرتين) للمختطف المختل عقلياً “دينيس” (الممثل جيمس ماكافوي) الذي يعيش بداخله 23 شخصية مختلفة . تكلف إنتاج هذا الفيلم 9 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 278 مليون دولار .
– في عام 2017 تشارك “أنيا” في عملين للسينما وعمل للتلفزيون ، وتبدأ العام بفيلم الكوميديا والجريمة Thoroughbreds مع الممثلة الشابة “أوليفيا كوك” والنجم الشاب – الراحل – “أنطون يِلشِين” ،
ثم تعود للرعب في فيلم Marrowbone مع الممثل الشاب “جورج ماكاي” والممثل الشاب “تشارلي هيتون” ونجوم آخرين . وتختتم “أنيا” عام 2017 بمشاركتها في مسلسل تلفزيوني بعنوان The Miniaturist مع الممثلة “رومولا جاراي” والممثل “أليكس هاسل” والممثلة “هيلي سكوايرز” ونجوم آخرين .
– في عام 2019 تشارك “أنيا” في مسلسلين للتلفزيون الأول بعنوان The Dark Crystal: Age of Resistance والثاني بعنوان Peaky Blinders مع النجم “كيليان ميرفي” ونجوم آخرين ،
وتقدم “أنيا” بنفس العام ثلاث أعمال للسينما تبدأهم بمشاركة النجم “بروس ويليس” والنجم الأسمر “صامويل إل جاكسون” والنجم “جيمس ماكافوي” والممثلة السمراء “تشارلين وودارد” ونجوم آخرين في فيلم Glass الذي تكلف 20 مليون دولار وحصد عالمياً حوالي 247 مليون دولار .
ثم تشارك “أنيا” بآدائها الصوتي لشخصية “مارلا برينر” في فيلم الأنيميشن Playmobil: The Movie بمشاركة الآداء الصوتي للنجم “دانيال رادكليف” (بطل سلسلة أفلام هاري بوتر الشهيرة) ونجوم آخرين .
ثم تختتم “أنيا” العام 2019 بمشاركة النجمة “روزاموند بايك” في فيلم Radioactive المأخوذ عن القصة الحقيقية المذهلة لحياة “ماري كوري” العالمة في مجالي الكيمياء والفيزياء والحاصلة على جائزة نوبل مرتين إحداهما عام 1903 في علوم الفيزياء والثانية عام 1911 في علوم الكيمياء ، وهي عالمة فرنسية الجنسية وبولندية الأصل ورائدة في مجال النشاط الإشعاعي ومكتشفة عنصري “اليورانيوم والبولونيوم” المُشعَيْن .
– في عام 2020 تشارك “أنيا” في ثلاثَ أعمالٍ للسينما وعمل واحد للتلفزيون ، وتبدأ بواحدٍ من أدوارها الرائعة في الفيلم الرومانسي الكوميدي Emma والتي تجسد فيه شخصية “إيما” الشابة الحسناء الذكية والثرية التي تعيش بالقرن التاسع عشر في إنجلترا ، وهي شخصية أنانية تتدخل دائماً في الحياة العاطفية لأصدقائها ، وفي بلدتها الصغيرة الهادئة لا تهدأ “إيما” بدون خلق منافسين في أجواء تلك الطبقة الاجتماعية الثرية والبراقة ، وتدخل “إيما” في منافسات مضللة وتجارب رومانسية متعثرة لتصل في النهاية إلى الحب الذي كان موجوداً بالفعل طوال الوقت . ثم تقدم “أنيا” فيلمها الثاني بعنوان Here Are the Young Men مع الممثل الشاب “دين تشارلز تشابمان” وبمشاركة نجوم آخرين . ثم تقدم بنفس العام فيلمها الثالث بعنوان The New Mutants مع الممثل الشاب “تشارلي هيتون” والممثلة الشابة “ميزي ويليامز” ونجوم آخرين . وتختتم “أنيا” عام 2020 ببطولة المسلسل التلفزيوني الناجح The Queen’s Gambit من إنتاج شركة Netflix .
جديرٌ بالذكر أن النجمة الصاعدة “آنيا تايلور جوي” تبلغ من العمر حالياً 24 عاماً وهي نحيلة البنيان slim ، حيث يبلغ وزنها 55 كيلوجرام وطولها 169 سم .