بقلم : محمد حبوشة
أيا كان موقعك في الحياة، وبغض النظر عن أهدافك وطموحاتك، فإن الكاريزما هى واحدة من أهم وسائل النجاح سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، إنها أحد العوامل الأساسية التي تتيح لك الاستحواذ على الأضواء، وجلب الانتباه إليك، بل وإقناعهم بآرائك وأفكارك، وليس هذا وحسب بل تعد الكاريزما عنصرا أساسيا لتكون شخصا قياديا قادرا على الفوز بداعمين مخلصين ومستعدين للوصول إلى أقاصي الأرض من أجلك.
تعرف الكاريزما على أنها القدرة على جذب وسحر الآخرين والتأثير عليهم، عادة ما يكون من السهل تحديد متى يكون شخص ما جذابا ومع ذلك، فمن الصعب في كثير من الأحيان تحديد بالضبط ما هى المهارات أو الصفات التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص والتي تجعلهم أصحاب كاريزما، فمنهم من يجذب الآخرين إليه بقوة كلماته في حين يكتفي الآخرون بالحضور القوي أو الهدوء الرزين، والنجم الكبير (حسين فهمي) من النوع الثاني الذي يؤكد على حقيقة مهمة، وهى أنه قد يبدو للبعض أن الكاريزما ما هى إلا صفة جينية يولد بها البعض ويفتقر إليها الكثيرون، لكن لحسن الحظ، هذا الاعتقاد خاطئ تماما، بعيدا عن كونها صفة سحرية صعبة المنال، كما في حالة ضيفنا في (بروفايل) هذا الأسبوع.
(حسين فهمي) أحد أهم وأفضل نجوم السينما المصرية والعربية الذين ظهروا على الساحة الفنية في الخمسين عاماً الأخيرة، حيث اجتمعت لديه مقومات الموهبة والوسامة والجاذبية والثقة بالنفس، فضلا عن العنصر الأول من عناصر الكاريزما، ألا وهو قوة الحضور، لكنك عندما تقترب منه تكتشف في شخصيته بساطة غير مخلة، بفضل سجاياه العطرة التى تكشف عن نفسها فى وضوح ساطع، فهو عاطفى رقيق المشاعر يحيطك بحنوه واهتمامه دون ترفع أو تحفظ.
وعلى عكس التصور الشائع عنه بإلصاق صفات التعالى أو الغرور أو النرجسية به، فهو فى الحقيقة متواضع تواضعا جما – وعلى حد تعبيره – هو (يعيش حياة بسيطة) تنفر من أى عنجهية طبقية، كما يتمتع بحس إنسانى راقى يجعله قريبا من الناس ويشعر بنبض الشارع المصرى ..ومعاناة البشر البسطاء.
ومن أبرز صفات (حسين فهمي) أنه رجل هادئ الطباع .. نادرا ما تراه غاضبا أو ممتعضاً.. فعلى مدار حياته الطويلة لم يضبط مرة واحدة متلبسا بغضب يفقد فيه أعصابه، أو منافسة بغيضة تفضى إلى شحناء أو خصومه أو كراهية، بل لديه دائما وأبدا سماحة وسعة صدر وذكاء اجتماعى وخبرة رائعة بدقائق النفس الإنسانية، وهو منظم .. منضبط المواعيد .. ينام مبكرا .. لا يدخن .. ويستيقظ مع العصافير في الصبح الباكر .. يتمتع بخفة ظل نادرة، مع ثقافة موسوعية في شتى المعارف والأفكار، وذهن متوقد يثير الأسئلة الفلسفية في مفهوم وجوهر الحياة، وتلك مفارقة تعتمد على أهم خصائص الكوميديا الراقية التي قدمها في مسرحه .. وهى إثارة الذهن فى طرح قضايا تاريخية وفلسفية تفجر ضحكا مرورا أو ضحك كالبكاء على أحوالنا.
يبقى (حسين فهمي) واحدا من أبرز نجوم جيله، فهو(الجان) الذي غنت له سعاد حسني (يا واد يا تقيل)، والذي ما زال يتمتع بالوسامة والحضور القوي، حيث اجتمعت لديه مقومات الموهبة والوسامة والجاذبية والثقة بالنفس، حتى إنه أطلق عليه لقب (دونجوان السينما المصرية، وفارس أحلام الفتيات، والواد التقيل)، وربما تكون موهبته التمثيلية محدودة، إذا ما قورنت بنجوم آخرين، ونحن هنا فى حل من الحديث عنها، لكن منحه القدر حظا كبيرا مع الجميلات، حينما ظهر في أعقاب هزيمة 1967، شابا وسيما ذى بشرة بيضاء .. وعينين فيروزتين لهما بريق آخاذ .. وإشراقة فم يبتسم بصفاء طفل يرنو ومعه البشارة لمستقبل مختلف فى مفارقة قدرية وإنسانية غريبة.
ولد الفنان الكبير حسين فهمي، الملقب ببرنس السينما العربية، في مدينة القاهرة عام 1940، لعائلة أرستقراطية من أصل شركسي، جده محمد باشا فهمي رئيس مجلس الشورى في عهد الخديوي توفيق، وجدته أمينة هانم المانستيرلي، من عائلة المانستيرلي الأرستقراطية المعروفة، أما والده فهو محمود باشا فهمي الذي درس العلوم السياسية في باريس وشغل منصب سكرتير مجلس الشورى قبل قيام ثورة 23 يوليو، وأمه كانت (خديجة هانم زكي) تحدث الممثل المصري حسين فهمي عن والدته، وقال أنه كان يحبها كثيرا خصوصا أنها كانت مختلفة جدا عن النساء في عصرها، حيث كانت مثقفة جدًا، وعلمته أن يسعى دائمًا الى تثقيف نفسه عبر القراءة والبحث الدائم كونها إحدى سيدات المجتمع، وشاركت والدة حسين فهمي – حسب حديثه – في تأسيس جمعية تحسين الصحة وجمعيات أخرى أنشأتها بمساعدة أميرات الأسرة الملكية البريطانية بعد حرب الـ 48، وأن علاقتها بهن كانت وطيدة كونها ضابطا بالجيش، وحاصلة على رتبة (يوزباشي ).
أحب حسين فهمي السينما منذ طفولته، فقد كان والده حريصا على دخول أبنائه الثلاثة (حسن وحسين ومصطفى) السينما والذهاب إلى المسرح في إجازات يوم الجمعة من كل أسبوع، فضلا عن أم زرعت في نفوسهم جميعا حب الثقافة وتعلم (الإنجليزية والفرنسية)، رغم أنهم كانوا يدرسون في مدارس حكومية.
وحول تعلقه بالفن منذ صغره يقول: رغم عدم عمل أحد من أفراد الأسرة بمجال الفن إلا أنني عشقته منذ طفولتي المبكرة، فكنت حريصاً على مشاهدة كل الأفلام الجديدة التي يتم عرضها سينمائياً سواء كانت عربية أو أجنبية، وقمت بإنشاء فرق تمثيل بكافة المدارس التي التحقت بها، وكنت أقوم بإخراج كل العروض التي يتم تقديمها واختار المشاركين فيها بعناية فائقة.
في البداية كان أبي ينظر للموضوع على أنه مجرد (لعب عيال) ولم يكن يعارض رغبتي في ممارسة هذه الهواية طالما أن دراستي لا تتأثر بها، وكان هو ووالدتي يعتقدان أنه مع تقدم السن سيتغير كل شيء، فقد كانوا يخططون لكي أصبح محامياً وسياسياً كبيراً استكمل مسيرة العائلة، وكانوا ينظرون لشقيقي مصطفى نفس نظرتهم لي، رغم أنني ومصطفى كنا نحول المنزل لما يشبه المسرح الصغير ونجمع أفراد الأسرة خاصة الأطفال لمشاهدة ما كنا نقدمه، فعند ذهابنا سوياً لمشاهدة أي فيلم أو مسرحية جديدة ونعجب بها نعود على الفور للمنزل لنتقمص شخوص الأبطال الذين شاهدناهم (وهات يا تمثيل) وكثيراً ما كنا ننفعل ونندمج فنتسبب في تحطيم أشياء ثمينة بالمنزل كالصور والتماثيل والتحف الثمينة وخلاف هذا ولطالما صرخت والدتنا من جنوننا الفني!
بعد حصوله على الثانوية العامة أجبرته والدته على دخول كلية الحقوق كي يشغل وظيفة في القضاء مثل والدها، لكنه سحب أوراقه من الحقوق ودخل إلى المعهد العالي للسينما وحصل على بكالوريوس من قسم الإخراج عام 1963، بعدها سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تابع دراساته العليا في معهد باسادينا، ولاية كاليفورنيا، وعاد بعدها إلى مصر آواخر الستينيات، وبعد عودته عمل أستاذا لمادة الإخراج في معهد السينما، وحاول فهمي العمل بعد ذلك كمساعد مخرج لكبار المخرجين وقتها، لكن المنتج الكبير (رمسيس نجيب) وجهه إلى التمثيل، ولعل المخرج حسن الإمام شاهد فيه موهبة تمثيلية تعد بالكثير، فطلب إليه تمثيل دور في فيلم (دلال المصرية) إلى جانب هدى سلطان وماجدة الخطيب عام 1969، ومنه كانت انطلاقته إلى النجومية.
وحسين فهمي الذى درس الإخراج السينمائي بالولايات المتحدة الأميركية، وبعد عودته تألق في التمثيل ليصبح أحد نجوم السينما خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي، ما زالت تراوده فكرة الإخراج، وعن ذلك يقول: (لم أتخل عن هذا الحلم، لكنه مرهون بأن أعثر على سيناريو يستفزني ويثير حماسي لأن الناس ستكون في ترقب بشأن ما سأقدمه بعد سنوات طويلة لم يعرفونني فيها سوى بصفتي ممثلاً، والحقيقة أنني منذ أن انتهت دراستي وعدت إلى مصر، كنت أستعد لبدء عملي بصفتي مخرجاً، وقد عملت بالفعل مساعداً للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين في فيلم (الاختيار)، وكانت بطلته سعاد حسني هى التي تشجعني على الاتجاه للتمثيل، بجانب عروض عديدة تلقيتها بصفتي ممثلاً من منتجين ومخرجين
وقدمت أعمالاً في السينما والمسرح والتليفزيون، وحصلت على عشرات الجوائز بصفتي ممثلاً، فشغلني التمثيل، ولم يدع لي فرصة لالتقاط أنفاسي، لكنني لم أنس أبداً الإخراج، وكثيراً ما كنت أقترب بهدوء من بعض مخرجي أفلامي، وألفت نظرهم إلى شيء فاتهم، مثل طريقة وضع الكاميرا، وأقول هامساً: يخيل إلي أننا لو وضعنا الكاميرا في هذا المكان، سنأخذ اللقطة بشكل أفضل.
وفي بداياته الفنية، تلقى (حسين فهمي) عروضاً للعمل في هوليوود، في أثناء وجوده بالولايات المتحدة الأمريكية، لكنه فضل العودة إلى مصر، وهو يقول عن ذلك: (عشت في أمريكا 7 سنوات خلال فترة دراستي كانت كافية بالنسبة لي، وكنت أتوق للعودة لمصر، خصوصا بعد تكويني أسرة، وقد رغبت في العمل ببلدي لأجسد شخصيات تعبر عنا، ولم أرغب في قضاء عمري خارج مصر، رغم أنني تلقيت عروضاً عديدة، وكثيراً ما تحدثت مع النجم الراحل عمر الشريف الذي أكد لي أنه رغم نجاحه الكبير، كان يشعر بالوحدة، وأنه ليس لديه بيت وأسرة، ويعيش في الفنادق أغلب أيام حياته، لذلك أكملت طريقي في مصر).
بدأ (حسين فهمي) مشواره السينمائي من عام 1969 والتقى يوسف شاهين في تلك الأثناء وعمل معه مساعداً للإخراج لكن أعجب به المنتج رمسيس نجيب ومنحه دورا في أول أفلامه (نار الشوق)، ثم شارك في (ملكة الليل) أمام هند رستم، واختاره حسن الإمام لبطولة (دلال المصرية) أمام ماجدة الخطيب، ويعتبر عام 1972، البداية الفعلية لسطوع نجم (حسين فهمي) في عالم السينما، حيث قام ببطولة فيلم (خلي بالك من زوزو) مع سعاد حسني وسمير غانم تحية كاريوكا، وكان الفيلم من إخراج حسن الإمام، وحقق الفيلم نجاحًا منقطع النظير واستمر عرضه في دور السينما لأكثر من عام، الأمر الذي كان يُعد سابقة في تلك الأيام.
بعد نجاح (فهمي) في هذا الدور انهالت عليه الأدوار السينمائية، فقدم الكثير من الأعمال السينمائية الناجحة منها فيلم (حب، الأخوة الأعداء، امرأة عاشقة، الهارب، في حياتي، الفاتنة والصعلوك، الرصاصة لا تزال في جيبي، أجمل أيام حياتي، مين يقدر على عزيزة، المذنبون) وغيرها الكثير، حتى كانت فترة السبعينيات عصرًا ذهبيًا لحسين فهمي.
ولم تكن أفلامه في فترة الثمانينيات تقل نجاحا عن ما قدمه في السبعينيات، إذ قدم جملة من الأفلام الناجحة منها: (آسفة أرفض الطلاق، القناع الزائف، دموع بلا خطايا، ليلة بكى فيها القمر، مين يجنن مين، موعد على العشاء، الحلال يكسب، لعبة الكبار) وغيرها الكثير، كما قدم في تلك الفترة العديد من المسلسلات منها (الزوجة أول من يعلم، الأخوة زنانيري)، واستمر نجاحه في فترة التسعينيات، إذ شارك في العديد من الأفلام السينمائية التي استهلها بفيلم (اسكندرية كمان وكمان) للراحل يوسف شاهين، وأفلام (اللعب مع الكبار، السجينة، الحجر الداير، جنايات، البحث عن توت عنخ آمون).
ولم تقتصر نجومية (حسين فهمي) على السينما آنذاك، إذ أضاف إلى رصيده عددًا وافرًا من المسلسلات التلفزيونية الناجحة منها (المال والبنون، الأبطال، الحفار، هوانم جاردن سيتي، أم العروسة، خلف الأبواب المغلقة)، وللمسرح نصيب وافر من نجاح فهمي في التسعينيات إذ قدم في هذه الفترة مسرحيات عديدة منها (مطلوب للتجنيد، سحلب، كعب عالي” ، ونهاية حقبة التسعينيات، تولى حسين فهمي رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، منذ 1998 وحتى 2000، وترك بصمةً مميزةً عليه من خلال إدخاله العديد من التحسينات والتغييرات على تفاصيل وترتيبات المهرجان.
خلال السنوات التالية شارك في العديد من الأعمال السينمائية منها: (اختفاء جعفر المصري، أبناء الشيطان، عنبر والألوان، لمح البصر)، كما تميزت بغنى رصيده اللافت بالمسلسلات التلفزيونية وكان أهمها: (صراع الأقوياء، بين شطين ومية، الامبراطور، مواطن بدرجة وزير، قاتل بلا أجر)، ولعل أشهرها كان مسلسل (العراف) مع الفنان عادل إمام ومحموعة من الفنانين الشباب، كما قام ببطولة مسرحية (أهلا يا بكوات).
في عام 2006 قدم برنامجه التلفزيوني الأول، وهو بعنوان (الناس وأنا)، ويعد حسين فهمي من الناشطين إنسانيًا، فهو شغل منصب سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط، كما سُمي سفيرًا للأولمبياد الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد عمل من خلاله على توعية الناس وتشجيعهم على الانخراط بالألعاب الأولمبية.
من البديهي ألا تخلو مسيرة (حسين فهمي) المميزة التي شملت ما يزيد على الـ 100 عمل من الجوائز والتكريمات، منها جائزة أفضل مثل عن دوره في فيلم (الأخوة الأعداء)، وقدم له اتحاد الصحفيين العرب جائزة أفضل ممثل عن أدواره في أفلام العبور (الرصاصة لا تزال في جيبي، لا وقت للعبور، ضاع حبي هناك”، وأفضل ممثل عن دوره في فيلم (انتبهوا أيها السادة) وجائزة أحسن ممثل من مهرجان بغداد الدولي عن مسرحية (أهلا يا بكوات) بالإضافة إلى جائزة أحسن بحثٍ سينمائي عن علاقة المخرج بالممثل في مهرجان النيلين عام 1983.
حياة (حسين فهمي) الخاصة حافلة بالزيجات، فقد تزوج ست مرات، الأولى من السيدة نادية محرم بعد تخرجه مباشرة وله منها أولاده محمود ونيرة، والثانية من الفنانة ميرفت أمين وله منها ابنته منة الله، والثالثة من السيدة نينا ابنة أحد السفراء في مصر، والرابعة من خبيرة الكومبيوتر هالة فتحي، والخامسة من الممثلة المصرية لقاء سويدان، أما السادسة فهي من سيدة الاعمال البحرينية رنا القصيبي، لذا لُقب بدنجوان السينما المصرية، وفارس أحلام فتيات العرب، فحاول المخرجون لوسامته وجاذبيته أن يحصروا أدواره بالأدوار الرومانسية لكنه خرج عن ذلك ولعب أدوار المريض النفسي والشخص الشرير وغيرها.
وينظر فهمي إلى المشوار الذي قطعه بكثير من الرضا والسعادة قائلا: (عشت مشواري بحلاوته ومراراته وصراعاته، وحققت نجاحات عدة أفخر بها، والأهم أنني استمتعت بكل لحظة في مشوار حياتي، وقد آمنت منذ صغري بحكمة صينية تقول: (لن تستطيع أن تسكت الناس، لكنك تستطيع أن تضع قطناً في أذنك)، فوضعت قطناً في أذني، ولم يفرق معي كلام الناس، ولكني أستفيد من النقد الموضوعي الذى يدفعني لتطوير أدائي، ولا أحب الانطباعات الشخصية، وأعيش حياتي من دون (فيسبوك) ولا (انستجرام)، ولا أتابع مواقع التواصل، وأرى في هذا العالم الافتراضي مضيعة للوقت، ومع ذلك، فهناك حسابات مزيفة تحمل اسمي وصوري، وقد أبلغت عنها لكنها مستمرة؛ أحدهم يكتب الشعر، وأنا لم أكتب شعراً في حياتي!
وفي النهاية يقول (حسين فهمي) عن دعم الدولة للسينما في مصر: “طبعاً، لا ننكر أنه ينقصها الكثير، فالسينما ليست مجالاً للتسلية والترفية فقط، وإن كان هذا الجزء مهمًا بل هي أسرع وسيلة لمحاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة، لأننا كعرب بشكل عام نرفض النصائح المباشرة التي تقال بشكل جاد مليون في المائة، لذا فهنا يأتي دور السينما فكم من أفكار تم محاربتها من خلال السينما، فعلي سبيل المثال، إذا ذُكر مثلا فيلم (خلي بالك من زوزو) الذي قدمته مع النجمة الراحلة سعاد حسني، فالكثيرون أول ما يسمعون اسم الفيلم سيتذكرون الاستعراضات والأغاني وما إلى ذلك، ولكن إذا تعمقوا سيرون أن هذا الفيلم يحمل من الرسائل الكثير مثل محاربة التطرفات الدينية ومناقشة الأفكار السلفية”.
فقط ينقص السينما الآن الفكرة الجيدة التى يمكن أن نضعها فى سيناريو لنخرج منها بعمل أسطورى يخرج للمشاهدين فى الغرب فيتأثرون به كما نتأثر بأعمالهم ونقلدها، فإذا وجد ذلك ووجد العمل غير المقتبس والمقلد سنتربع ونحصد الجوائز العالمية، لكن ما أجده حاليا فى كثير من الأعمال هو التصنع بالتمثيل، فلم يعد لدينا مواقف وأحاسيس حقيقية لنجسدها كما كانت الأعمال السينمائية القديمة، والدليل ما كنا نقدمه من أفلام رومانسية صادقة، والآن لم يعد هناك فيلم رومانسى أو غنائى مصرى.
أشهر أقوال حسين فهمي:
** أعتز بفيلم الأخوة أعداء، فبالإضافة إلى أنه تمصير لرواية الأخوة كارامازوف، كذلك أثبت فيه أنني لا أمثل بوسامتي.
** لتحافظ على بريق النجومية، لا بد أن تحترم تاريخك.
** أبتهج مع أصدقائي، لكنني أغضب من الاستهتار والتسيب والإهمال.
** بدأت السينما من الإسكندرية وأول فيلم سينمائي كان في الإسكندرية وأول كاميرا كانت في الإسكندرية وأول آلة عرض في الإسكندرية، وتملك إشعاع حضاري وثقافي وفكري عبر العصور.