تعرف على الأغنية التى كتبها بيرم التونسي لأم كلثوم وغناها لطفي بوشناق
كتب : أحمد السماحي
نحي هذه الأيام الذكرى الستين لرحيل (بيرم التونسي) الذى رحل عن حياتنا يوم 5 يناير عام 1961 والذي يعتبر أحد عباقرة الغناء المصري الكبار الذين أضافوا الكثير لقاموس الغناء المصري والعربي، ولم يكن مجرد شاعر عبر فى حياة مصر، ولكنه كان ظاهرة فريدة مبدعة لاتتكرر كثيرا، فهو زجال لا يبارى، وكاتب مسرحي من رواد الكتابة المسرحية، وكاتب مقامة من طراز متميز، وشاعر غنائي أثر في وجدان الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج.
كان الراحل وعلى حد قول الكاتب الكبير (حسين مهران) عاصفة من الفن تجسدت في شكل رجل، لكنه عاش مظلوما، ومات دون أن يوفي حقه من التكريم، وتعاون (بيرم التونسي) مع سيدة الغناء العربي (أم كلثوم) فى حوالي 32 أغنية عاطفية ووطنية، وكانت معظم هذه الأغاني من ألحان الشيخ (زكريا أحمد)، وكان أول أجر يتقاضاه (بيرم) من (أم كلثوم) خمسة جنيهات، وعندما وقع الخصام بين (أم كلثوم وزكريا أحمد) لمدة ثماني سنوات بسبب مطالبته بحقه الكامل في الألحان ورفع الأمر للقضاء، لجأت (أم كلثوم) فى البداية لمؤلف آخر غير (بيرم) لعلمها بارتباطه بالشيخ (زكريا أحمد) غير أنها عادت واتصلت به، ولم يمتنع لأنها كانت بالنسبة له موردا مهما من موارده فى الكتابة.
ولم يغضب الشيخ (زكريا أحمد) لعلمه بظروف (بيرم التونسي) ولكن الثلاثي عاد مرة أخرى للارتباط بالفنانة عقب االصلح في رائعتهم (هو صحيح الهوي غلاب) عام 1960 التى غنتها كوكب الشرق في نهاية هذه السنة، بعد إطلاق الأغنية بأيام قليلة رحل (بيرم التونسي) وقد ترك لأم كلثوم بعضاً من أشعاره، ومن هذه الأشعار كانت أغنية (القلب يعشق كل جميل) التي تتحدث عن الحب الإلهي، وعن السلام الداخلي الذي يتحقق بزيارة مكة المكرمة، وتنتهي الأغنية بمشهد يتخيل فيه الشاعر نفسه (وإن لم يقل ذلك) في الجنة، ويتمنى أن يكون مصير كل أحبابه مثل مصيره، هذه الأغنية لتى لحنها (رياض السنباطي) وأطلقتها كوكب الشرق عام 1972 بعد 11 عاما من رحيل مؤلفها (بيرم التونسي).
لم تكن أغنية (القلب يعشق كل جميل) هى الأغنية الوحيدة التى تركها (بيرم التونسي) لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، فقد كتب لها أيضا أغنية بعنوان (دلال حبيبي) يقول مطلعها:
دلال حبيبي محيرني، بس أروح على فين
أقول له ملكتك قلبي، خلى لي عقلي
قال لي لأ لتنين.
أعجبت (أم كلثوم) بالكلمات عندما أخذتها من (بيرم التونسي) عام 1960 لكنها بعد رحيله، ورحيل تؤأم روحه وصديقه الملحن (زكريا أحمد) بعده بحوالي أربعين يوما تركت الأغنية سنوات فى درج مكتبها، وعندما تذكرتها ووجدت الكلمات أصبحت غير مناسبة لسنها، فأعادت حفظها فى الدرج، وبعد وفاتها عثر ورثة الشاعر الكبير (بيرم التونسي) على نسخة من الكلمات بين أوراق والداهم، فأعطوها لصديقه الملحن الكبير (أحمد صدقي) الذي تعاون معه في عشرات الأغنيات المسرحية والسينمائية والإذاعية، ولحنها (أحمد صدقي) وعندما اكتشف المطرب التونسي الكبير (لطفي بوشناق) في منتصف الثمانينات أهداه هذه الأغنية.