كتبت : سدرة محمد
جاء أداء الفنانة الشابة (مي عمر) في مسلسل (لؤلؤ) ليكشف عن موهبة حقيقية قادمة على طريق النجومية، وربما يأتي السبب وراء ذلك أنها تذكرك في شكلها وملامحها وطريقة نطقها للكلمات وحركات جسدها في انسيابية وطواعية كبيرتين، وحتى على مستوى النظرة والابتسامة والإيماءات (الفالجير) من النجمة الكبيرة (غادة عبد الرازق) في بدايتها التمثيلية، وهو ما يبشر بأننا نقف أمام موهبة يبدو أنها تجتهد كثيرا في بناء شخصيتها كممثلة على نار هادئة، فهي لم تستغل وجود زوجها المخرج (محمد سامي) في قلب هذا العالم المليئ بالتحدي، بل إنها اعتمدت على نفسها ونمت قدراتها لتدشن أولى بطلاتها على جناح من الجدية والاحترافية.
يبدو لي أن (مي عمر) خضعت قبل الانطلاق في تصوير المسلسل لتدريبات على الغناء والرقص، حيث أدت بصوتها ودون الاستعانة بمطربة محترفة – بحسب صناع المسلسل – دور المطربة في أول عمل تخوض به أولى بطولاتها المطلقة في عالم الدراما التلفزيونية، وذلك رغم أن بداية (مي عمر) ليست من سنوات طويلة، لكن يبدو ملوحظا لي ولغيري أنها صعدت السلم من درجاته الأولى حتى القمة، القمة التي بدأت بعد تعب ومشقة في أدوار البطولة العادية وليست المطلقة، وعلى حد قولها: لم تكن البطولة المطلقة هدفا لي بل عادة ما اهتمت بشكل الدور، وأن يكون العمل ناجحا ومع نجم ناجح أيضا ، ولعلنا نتذكر لها (ريح المدام) و(ولد الغلابة) ومؤخرا (الفتوة) في مواسم رمضانية مختلفة.
ظنى الشخصي أن تفاعل الجمهور الكبيرالمتابع لمسلسل (لؤلؤ) على السوشيال ميديا لم يأتي مصادفة، بل جاء جراء أداء احترافي من جانب (مي عمر وأحمد زاهر) اللذين صنعا (ثنائي) متجانس من البداية ويتطور أدائهما جنبا إلى جنب مع تطور الأحداث، بحيث أضفيا جوا من التشويق المخلوط بحس فكاهي خفيف استطاع أن يميز أحداث المسلسل منذ بداية عرض حلقاته الأولى، وربما ساهم أكثر في إحداث تفاعل رواد السوشيال ميديا طبيعة التراجيديا الموجود داخل إطار القصة التي تحولت من خلالها (لؤلؤ) من فتاة فقيرة تربت في الملجأ إلى نجمة كبيرة صاحبة شهرة واسعة وثروة كبيرة في وقت قصير.
يذكر أن المسلسل يضم نخبة من النجوم من بينهم أحمد زاهر ونجلاء بدر ونرمين الفقي ومحمد الشرنوبي وإدوارد، وكتب له السيناريو والحوار الممثل الشاب (محمد مهران) في أولى تجاربه في الكتابة الدرامية، وبالتأكيد ساهم إخراج محمد عبد السلام بإشراف محمد سامي في إضافة أجواء مبهرة على العمل، خاصة في مشهد تجهير المسرح في الحلقة (6)، وهو الأمر الذي مكن المسلسل من تحقيق مشاهدات عالية جعلته يتصدر الترند في العديد من الدول كمصر والسعودية وليبيا وغيرها، وأعرب من خلالها روّاد السوشيال ميديا عن إعجابهم بالقصة والإيقاع السريع للأحداث، وتعاطف كثيرون مع شخصية (لؤلؤ – أو سنية سيد بدوي) الفتاة الشعبية بسبب الظلم الذي تعرضت له في طفولتها، وأشاد آخرون بأداء أبطاله كمي عمر، أحمد زاهر وإدوارد الذي برع في دور مدير أعمال المطربة وغيرهم.
هذا وسيطرت مقاطع فيديو المسلسل على ترند موقع يوتيوب في مصر بـ 4 مقاطع، وكذلك الدول العربية مثل المغرب والكويت وتونس والامارات على مدار الأيام الماضية، هذا بالإضافة إلى تحقيق الأغانى التي غنتها مى عمر ومقاطع الفيديو من الحلقات العمل ملايين المشاهدات على فيس بوك، ولم يقف الأمر على السوشيال ميديا بل تصدرت حلقات مسلسل (لؤلؤ) أيضا محركات البحث في موقع (جوجل) في مصر وباقي الدول العربية ويستمر العمل في تحقيق النجاحات مع عرض كل يوم بشكل يومى، حيث تصدرت الحلقة الثامنة التي تم عرضها أمس الثلاثاء ترند جوجل طوال اليوم.
ولفت نظري تألق (مي عمر مع أحمد زاهر) في مشهد رومانسي في منتصف الحلقة السادسة في مسلسل (لؤلؤ) والذي يعتبر الـ (ماستر سين) الحلقات العشر الأولى، حيث يصحب (طارق – أحمد زهر، لؤلؤ – مي عمر)، في مكان قصي بالفيلا التي خصصها لها، بينما تصحبهما موسيقى رومانسية حالمة، ويتوقفان بجوار البيانو الأبيض في أول خلوة لهما في محاولة من طارق لبث أشجانه ومشاعره الدافئة نحو لؤلؤ.
طارق : إيه بقى .. مبسوطة؟!
لؤلؤ : أنا مفيش حاجة مضيقاني أد الحربوءة اللي اسمها نهال دي.
طارق : يا لؤلؤ أنا باسألك انتي مبسوطة باللي أنا باعملهولك؟
لؤلؤ : بصراحة آه .. في يوم وليلة كده حطيتني في أول الطريق اللي حيطلعني فوق.
طارق : طيب إيه رأيك بقى في البيت ده؟
لؤلؤ بتلقائية مخلوطة بقدر من السذاجة : باسم الله مشاء الله .. الله أكبر .. حاجة كده تشرح القلب .. ده أنا أول مادخلته افتكرته قاعة أفراح .. ده بيتك؟
طارق بمصمصة شفاه : لا .. ده بيتك.
لؤلؤ باندهاش غريب : بيتي ؟!!
طارق يهز رأسه قائلا : آآآآه
لؤلؤ : لأ .. آآآآآه حلوة الداخلة دي .. انته قولت في عقلك بقي لا تليفون نافع ولا خاتم نافع ولا طقم نافع ولا حاجة نافعة أدخلها بالتقيلة بقى أجيبلها بيت.
ثم بانفعال : ياكش تكون فاكر إن اني بارفض الحاجات إللي كنت بتجيبهالي إني كنت بأعلي عليك .. والله لوجبتلي كنوز الدنيا كلها تحت رجلي برضة مش حايحصل .. عارف ليه: لأن شرفي وكرامتي هما اللي مخليني أحط صباعي في عين التخين ، وهمه اللي مخليني أكمل وأشوف بكره، ولو وافقت إن أكون معاك بالطريقة اللي انت عايزها حأقل وأصغر قوي قدام نفسي.
وبوجه عابس : طب بأقولك ايه إحنا نفضها سيرة بقى لأنها جابت ناهية، واعتبر كل اللي فات ده اترمى في الزبالة، وبنبرة تهديد : وأنا ياعم حارجع أدورها لوحدي.. سلام.
طارق يمسك بيدها قائلا: استني اهدي .. اهدي شوية .. أنا نفسي بس أسألك سؤال : هو انتي ليه مش شيفاني صح؟، لؤلؤ أنا مش عاوز منك أي حاجة من اللي في دماغك دي، ولو بتدوري على الحاجة الكويسة اللي فيا حتلاقيها دايما موجودة وأنا عينيا شيفاكي وانتي قدامي طول الوقت وأنا شايفك سعيدة ومبسوطة .. لؤلؤ أنا مش عايز أي حاجة من الدنيا غير اني أشوف الفرحة جوه عينيكي .. عارفة ليه؟ : عشان بتفرحني .. بتحسسني إني بني آدم تاني غير البني آدم اللي أنا عايشه طول الوقت .. فأنا لو باعملك حاجة ببقى باعملها لنفسي عشان فرحتك فيها سعادة ليا .. عمري في حياتي ما حسيتها.
لؤلؤ بإحساس ينتابه قشعريرة في بدنها : أنا عمري في حياتي ما حد قولي الكلام ده .. وبابتسامة تنم عن سعادة داخلية تقول : يخرب بيتك خليت قلبي يسقط .. وحياتك أمك أوعى تكون بتسرح بيا؟!.
طارق بعد أن يقبل يدها : الكلام الحقيقي يا لؤلؤ هوه اللي بيوصل للقلب .. ثم يضيف بعد تنهيدة منها : أهي هى دي النظرة اللي بتخليني أسعد واحد في الدنيا.
مجدي (إدوارد) ونهال (نجلاء بدر) ينهيان المشهد بعد أن يشاهدان عناق يدي (طارق ولؤلؤ) في موقف رومانسي، حيث يقول مجدي لنهال : على فكرة طارق شكله بيحبها قوي !!.