(حجر عمرو وبيض العرافة)
بقلم : محمد شمروخ
اكتشف أنى كمشاهد مازلت في غاية من السذاجة إذ اعتقدت يوما أن المذيع الشهير (ولا أحب لقب إعلامي) عمرو أديب يستضيف العرافة كنوع من الدعاية والدعابة معا في نهاية عام وبداية وعام جديد وأنه قد يكون معتقدا بجد في تخصصها النادر فيما يسمى (علم التاروو) مثله مثل كثير من الناس وخاصة الفئة الثقافية والاجتماعية التى ينتمى إليها عمرو نفسه لدرجة أن هناك زملاء وزميلات له من (الإعلاميين) و(الإعلاميات) لا يتنفسون إلا بعد مراجعة هيئة العرافين الاستشاريين في مجالات الأبراج والأحلام وفك السحر ووشوشة الودع!.
لكن عمرو طلع أدهى مما ظننت إذ أنه بلغ به من المكر (البرئ) أنه يظهر في عينيه هذا المكر للمشاهد وحده دون أن يلحظ ضيوفه في البرنامج هذا المكر ولا يشتم أي منهم رائحة سخرية في كيفية توجيه أسئلته ومقاطعاته وتداخلاته وتعليقاته.
وربما تمكن بطرق خفية أكثر غموضا من التاروت وسحر هاروت وماروت من أن ينكر على نوعية معينة من مساعديه فلا يرون أي أثر لتريقته الخفية على الضيف وأنه – قال إيه – مقتنع بكلامه خاصة لو كان الضيف مصدق نفسه!.
المهم إنه في حلقة العرافة بتاعة التاروو كان واضح جدا إنه بيشتغلها وعامل نفسه مبهور بتصاوير -؛اللهم ما احفظنا- العفاريت التاروتية مصدر تنبؤات السيدة العالمة بالغيب “أستغفر الله العظيم”.
بس أكيد أكيد إن عمرو راجع لقائهما منذ عام بالتمام والكمال حول نبوءات 2020 الذي رحل مشيعا باللعنات شأن كل سنة مفعمة بالمصائب.
فخلال حديثها الأسبق طلعت غالب تنبوءاتها فشنك الفشنك وما تحقق منها إلا ما بدأت بوادره التى لا تخفى في 2019
وسيبك من كل ده ولاحظ في تنبؤات 2021 عمرو وضيفنه وهما يلعبان بالبيضة والحجر حيث تمسك هي البيضة ويمسك عمرو حجرا مطابقا في شكله لنفس البيضة لكن بلون مختلف بيد أن الاحتراف في لعبة البيضة والحجر التى كنا نلعبها ونحن صغار في شم النسيم هو أن يكسر الحجر البيضة دون أن يدرك أحد حقيقته ولقد أفلح أديب فيها لدرجة أنه
فكرنى بزمان لما كنا نسمع عن أن فلان الواد الشقى؛ بتاع سنة رابعة؛ معاه حجر على شكل بيضة ملونة يكاسر به بقية تلاميذ المدرسة الفرحين ببيضهم الملون وهم يختبرون قوته بيضهم بلعبة ضرب البيض ببعضه ومن شروط اللعبة أن صاحب البيضة المكسورة يتنازل عنها طائعا مختارا لصاحب البيضة الكاسرة.
وبالطبع فالواد العفريت أبو بيضة حجر سيحصد كل البيض الملون ويفسد بهجة العيد على الأطفال السذج الذين لا يعرفون أس الحكاية!.
لكن الواد هذه المرة عمرو العفريت غير قواعد اللعبة ولكنه زادها إثارة بأنه لا يريد أن يكسر بهجة العيد بكسر البيض بحجره البيضاوي الملون.
فلو كسر البيضة الملونة في يد صاحبته لأفسد علينا الموسم كله ونحن نتابع النبوءات ما بين يااااه.. معقول.. يا ستار.. لا مش ممكن.. ويسمع من بقك ربنا.
فكلما قدمت سيدة التاروو بيضتها الملونة وسنحت فرصة لعمرو بكسرها إذا به يقذف بالحجر عاليا لتصعد معه أنظارنا ولكنه تفادى كسر البيضة لننتظر فرصة أخرى بينما انشغلت بسذاجتى بالنظر إلى حركات الحجر البهلوانية في هواء الاستوديو وكلما نجت سيدة التاروو ببيضتها تزداد ثقتها وتنفرج أسايرها فرحا بالظفر لأن اللاعب أمامها غلبان وعامل إنه خايف على بيضته هو من الكسر يا عينى.
ومازال عمرو منبهرا بقدرة سيدة البيض على تفادي الكسر بينما يظهر هو يا قلبى عليه وكأنه هو اللي انكسرت بيضته لحد ما فقرة الساحر ما خلصت وتنفسنا معه الصعداء من كثرة المفاجآت الحمضانة من سنة فاتت!.
ولكن لم يشعر أحد بطعم البيض الفاسد ولا رائحته الكريهة لأن عمرو ولد شاطر ولعيب ولم يكسر البيضة وطالما انتهت الفقرة والبيض كله سليم ولم يكشف الحقيقة الحجرية لبيضته فالكل بات في تبات ونبات وشوية خوف ما يضرش وطبعا لا أحد يشم رائحة البيض الفاسد لأن البيضة مازالت سليمة وصالحة لإعادة السلق والتلوين في الموسم الجاي.
والى اللقاء في مبيضة جديدة في موسم جديد وكل بيضة وأنتم طيبين.