كتب : أحمد السماحي
كان الكاتب الكبير الراحل (وحيد حامد) يحب الصحافة والصحافيين ولا يرفض طلب لصحفي فى إجراء حوار أو أخذ رأيه فى موضوع أو قضية فنية، ولا يهمه إذا كان هذا الصحفي شابا أم مخضرما، من جريدة شهيرة أو مغمورة، كل ما كان يهمه الأمانة في نقل المعلومة ولا يتم تحريف حواره أو كلامه، لهذا كان طبيعيا أن يفوز معظم الزملاء الصحافيين الذين أجروا معه حوارات بجائزة (نقابة الصحافيين)، لأنه كان دائما لديه ما يصرح به.
فى إحدى المرات اتصلت به لأسأله السؤال التقليدي فى ذكرى انتصاراتنا فى حرب أكتوبر وهو: لماذا لم يظهر فيلم حتى الآن عن يعبر عن حرب أكتوبر؟، يومها قال لي بسخرية: يا حمادة فيه مثل شهير أكيد أنت عارفه بيقول: (اطبخي يا جارية كلف يا سيدي)! وإحنا زهقنا من الكلام فى هذا الموضوع، نحن الفنانون بل وكل مواطن على أرض مصر يطالب بظهور هذا الفيلم، ولكن لا حياة لمن تنادي، وأتصور أن الجهة الوحيدة التى تستطيع إتخاذ هذا القرار هي وزارة الدفاع لما تملكه من إمكانات ومعدات وأسلحة وعتاد، خصوصا أن صناعة السلاح فى تطور مستمر.
ذئب فى قرص الشمس
وبألم واضح أضاف: دائما كانوا يتهموننا بالعمالة وعمل أفلام عن الراقصات والساقطات وإننا ننسى حرب أكتوبر، لا .. نحن لسنا كذلك لأننا صناع هذه الحرب فأنا كنت عسكري مجند فى سلاح الطيران أثناء حرب أكتوبر، وأقول لمن بيده الأمر الناس موجودة كتاب ومخرجون وفنانون وفنيون، فقط وفر لنا الأموال ثم حاسبونا، وإذا تطلب الأمر أن تقطعوا رؤوسنا فافعلوا، ولقد انتهيت من كتابة سيناريو لفيلم هام عن حرب أكتوبر بعنوان (ذئب في قرص الشمس) قصة الكاتب الصحفي (محمد عبدالمنعم) المستشار الصحفي للرئيس (محمد حسني مبارك)، وفى انتظار الجهة الكبرى لإنتاجه لأنه فيلم يحتاج إمكانات ضخمة.
فاروق الأول والأخير
لم يكن فيلم (ذئب في قرص الشمس) الأول الذي لم يخرج للنور حتى الآن فهناك فيلم له بعنوان (فاروق الأول والأخير) عن الملك فاروق نكشف لكم جزء من السيناريو الخاص به.
ففى المشهد (104 ) …. نهار / خارجي
إحدى عمارات مصر الجديدة
ــ إحدى العمارات ذات الطراز الأصلي للحي.
ــ تتوقف سيارة فاخرة يقودها سائق أمام باب العمارة.
هناك فقط سيارة (أحمد باشا حسنين) مركونة بجوار الرصيف.
ــ تنزل من السيارة الملكة نازلي فى ملابس شبه
تنكرية بحيث لا يتعرف على شخصيتها أحد
ويجب ألا يتعرف عليها المشاهد الذكي حتى.
ــ بمجرد نزولها تأخذ طريقها إلى داخل العمارة بسرعة
ــ السائق يعدل من وضع السيارة بحيث تصطف
خلف سيارة أحمد حسنين.
المشهد (105).. نهار / خارجي
أمام باب إحدى الشقق.
ــ إنها الشقة الخاصة بـ (أحمد باشا حسنين).
ــ الملكة على الباب تدق الجرس، مساحة من
الانتظار تكرر الضغط على زر الجرس
ثم يفتح الباب.
ــ الباشا فى ملابس حريرية منزلية بيجاما.
ــ دقنه نابته بعض الشيئ يبدو فى حالة نفسية سيئة
يبدو أنه لم يتعرف على الملكة لأول وهلة.
حسنين: افتكر حضرتك غلطانة في الشقة؟!
وهى ترفع القبعة الكبيرة التى كانت تغطي وجهها
وتدخل دون انتظار بل وتدفعه برفق ودلال.
نازلي: كنت فاكر إني مش هقدر أوصل لك؟.
ــ وهى تتقدم إلى الداخل متفحصة الشقة
وتلقي ببعض أغراضها على المقاعد
حسنين: مولاتي
نازلي : مولاتك إيه بقى؟ دى عملة تعملها؟
حسنين : انت عرفاني راجل حر لا أقبل الإهانة
واللي حصل لي من جلالة الملك أكبر إهانة
شفتها في حياتي كان لابد من الانسحاب
بالجزء الباقي من الكرامة يا مولاتي.
ــ فى ثقة شديدة وهى تقترب منه وتضع يدها على كتفيه.