عادل كرم .. فنان مشاكس وإعلامي مثير للجدل!
كتب : مروان محمد
فنان لبنانى متعدد المواهب إلى جانب اللون الكوميدى الذى تميز وانتشر من خلاله عبر أكثر من عمل درامى تليفزيونى، نجح كمقدم برامج جماهيرية تعد الأكثر مشاهدة بين المجتمع اللبنانى بسسب إثارتها للجدل، ومنها برنامج (هيدا حكى) الذى قدمه خمسة مواسم متتالية منه واستضاف فيه العديد من نجوم العالم العربى كما تصدرت فيديوهات عدد من حلقاته نسب الأكثر مشاهدة عربيا على موقع يوتيوب.
23 عاما أمضاها (عادل كرم) أمام عدسات الكاميرا سواء في البرامج التلفزيونية الكوميدية التي كرسته واحدا من أبرز وجوه الشاشة الصغيرة، أو في البطولات السينمائية والمسرحية والمسلسلات الدرامية، والتي مارس فيها شغفه الأكبر وهو التمثيل، هى سنوات جعلت منه اسما مرادفا للنجاح وشخصية لم تفشل في رسم ابتسامة على وجه الجمهور، ولو كانت على جناح السخرية اللاذعة مطعمة بألفاظ خارجة عن السياق.
ولد عادل كرم يوم 20 أغسطس 1972، وشارك في العديد من المسلسلات والأفلام، ولديه عدة برامج تلفزيونية، ولقد اشتهر بأسلوبه الساخر والمتحرر في معظم أعماله، وكانت بداية شهرته الحقيقية من خلال اللوحات الكوميدية في برنامج (لا يُمل) التي قدمها مع المخرج ناصر فقيه لمدة طويلة، وتغير اسم البرنامج بعد ذلك إلى (ما في متلو)، بعدها دخل عالم التلفزيون بمشاركة بسيطة في المسلسل السوري (بقعة ضوء)، وظهر على الشاشة الكبيرة في فيلمي (سكر بنات، وهلأ لوين) لنادين لبكي.
كما مثّل (عادل كرم) في عدة أفلام هى (أس إل فيلم – عام 1998، و(فلافل، وسكر بنات – عام 2007)، و(أبو رياض مين قده – عام 2008)، و(هلأ لوين) – عام 2011، كما شارك في العديد من البرامج التلفزيونية لصالح عدة قنوات تلفزيونية، من بينها (إسأل شي، إنت الحكم، كراكاس، أحلى عالم، القصة وما فيها، شو بدو يصير، لا عل بال ولا عل خاطر، بقعة ضوء، لا يمل، مغامرات أبو رياض، خدنا بحلمك، لا شغلة ولا عملة، ما في متلو، وهيدا حكي).
(مغامرات أبو رياض) الذي قدمه (عادل كرم) 2009 هو مسلسل تلفزيوني لبناني كوميدي ساخر من الحياة السياسية والاجتماعية، ويحكي المسلسل قصة تسلط رجل عجوز وهو (أبو رياض) على الشاب الذي تبنى تربيته وهو عباس، ودائما ما يكون عباس مغلوبا على أمره، نادرا ما يكون سعيدا بهذا التسلط، وغالبا ما يؤدي تسلط أبو رياض إلى تعرض عباس للمشاكل أو وقوعه في مصائب، لتغدو حلقات المسلسل بطريقة مختلفة وشخصيات ثابتة ينقلك إلى عالم مليء بالضحك والسذاجة أحيانا والخبث أحيانا أخرى.
هذا وقد تألق (عادل كرم مؤخرا في مسلسل (الهيبة – الرد)، وأضاف الممثل اللبناني رونقا خاصا على المسلسل الذي انتهى عرض الجزء الرابع منه مؤخرا، ليحقق مع النجم السوري الكبير (تيم الحسن) ثنائية مميزة لفتت انتباه الجمهور، أدى كرم في (الهيبة) دورا إشكاليا ومركبا لم نعهده بشخصياته السابقة، وحقق معادلة الانتقال بين الكوميديا والرومانسية والأدوار الشريرة، ويرى كرم في ذلك أنه (ممثل أولا وأخيرا)، ويقول في هذا الصدد (على الممثل أن يكون أهلا لتأدية كل الأدوار، لكنني أعمل كثيرا على الدور الذي يعرض على، وأعيش فيه قبل أن يبدأ التصوير بفترة).
وأضاف كرم: دور (نمر) مثلا، عاش معي من الربيع الماضي، إذ اضطررنا أن نوقف التصوير التزاما بالإجراءات الوقائية بعد انتشار وباء كورونا، فتحولت إلى (نمر) في البيت ومع الأهل والأصدقاء وسيطر الدور وروحه على تماما، وتعذبت كثيرا كي أحافظ على (نمر) داخلي خلال فترة الانقطاع الطويلة عن التصوير، وكي تكون المشاهد كلها على مستوى واحد من المهنية في الأداء.
وحول المشاركة في (الهيبة) أمام نجوم سبقوه إلى المسلسل مثل (تيم حسن، وديمة قندلفت، ومنى واصف) وغيرهم، قال كرم: (تخوفت كثيرا في البداية، ليس من الوقوف أمام هؤلاء الممثلين الذين أقدر موهبتهم ومهنيتهم تماما كما أعرف قدراتي الإبداعية، لكن التخوف من أن يكره المشاهدون الشخصية، لأنها شريرة وقاسية، وبالتالي يأخذ جمهور (جبل) موقفا سلبيا من (نمر)، لكن الله وفقني والناس واستقبلت الدور بإعجاب كبير، كما رأيناه على صفحات التواصل، وأعتقد أننا شكلنا ثنائية الند للند بيني وبين تيم، وكانت حقا ممتعة، فأنا استمعت بالعمل كثيرا وأتمنى أن نلتقي مجددا في مسلسلات أخرى).
وعن تجربته مع المخرجين المصريين: (كانت فريدة ومثمرة، تعاونت مع أسماء كبيرة وهما اسمان يتمتعان بقدر كبير من المهنية، ويجمعنا الشغف بالفن، فمثلا قدمت مع مروان حامد في فيلم (تراب الماس – 2018) الذي شارك فى بطولته كل من: صابرين، ومحمود حميدة، وإياد نصار، وماجد الكدوانى، وعزت العلايلى، ومحمد ممدوح)، وهو مأخوذ عن الرواية التى تحمل نفس الاسم للكاتب أحمد مراد، والذى بدوره كتب السيناريو والحوار للفيلم، ومؤخرا مع تامر محسن، في مسلسل (نمرة اتنين)، وهو عبارة عن حلقة واحدة تم عرضها قبل أيام على منصة (شاهدVIP) ) في إطار عرضها لنوعية جديدة من الدراما الاجتماعية المشوقة بحلقاتها المنفصلة، والتي تجمع نخبة من نجوم مصر والعالم العربي، وقد حملت ثاني الحلقات التي قدمتها عنوان (اللي بيصير ببيروت)، وهي من بطولة نيللي كريم، سيناريو وحوار مريم نعوم، وتدور أحداث هذه الحلقة حول شخصية راوية، التي تتواجد في بيروت لحضور حفل تكريمي لها، وبعد أن تتأخر عن موعد رحلة العودة لأسباب قاهرة، تجلس راوية في بهو الفندق بانتظار اقتراب موعد الرحلة القادمة، وعلى أحد تطبيقات المواعدة على الهاتف، تجد نفسها وللمرّة الأولى تخوض مغامرة لم تحسب لها حسابا.
وبالنظر إلى رحلة (عادل كرم) الفنية، تبدو لي مفارقة لافتة في أن يحمل اسم برنامج هذا (الكوميديان) والممثل اللبناني الجديد عنوان (بيت الكل)، وهو الشخص نفسه، الذي يبدو، بحسب أعماله السابقة، على شكل ظاهر وواضح، أنه على مسافة اختلاف كبيرة مع فئات كثيرة، ويعمل على تسفيهها والنيل منها، والنظر إليها من فوق، على أساس عرقي أو جنسي.
في برنامجه (بيت الكل)، يستدعي (عادل كرم) في حلقته شخصيات عربية، وكأنه يعزمهم في بيته، حيث يحكي معهم ويطبخ ويعزمهم على العشاء في حين ينظر الجمهور إليهم وهم يأكلون، كل الجمهور ينظر إليهم وهم يأكلون، وقبلها وبعدها يناقش ضيوفه ويعزفون مع الفرقة نفسها التي كانت في (هيدا حكي) كانت تشاركه في النكات العنصرية والجنسية نفسها، وتنال من الإناث على وجه الخصوص.
مع كل هذا يمكن اعتبار (الكل) فرصة استراحة للبناني (عادل كرم) من كل الأشياء التي فعلها، لعله في هذا (البيت) يرتاح قليلا من بيئة العنصرية، لعل مشكلة (كرم) الأولى، طوال الفترة الماضية التي سبقت (بيت الكل)، أنه يرى كل شيء من زاوية جنسية أولا، وثانيا من قاعدة عنصرية، يعمل على فكرة (تهييج) الجمهور كي يكسب ذلك التصفيق الذي يشتهيه، فضلا عن نيل نسبة المشاهدة الكبيرة لبرنامج ما لا تزيد بغير بهارات الجنس، فالمفردات هى التي تجعل الناس جالسين في انتظارها، وعليه فهذه البرامج من أكثر الأشياء متابعة، وهى الحلقات التي تضرب الأرقام القياسية في المتابعة.
وغير الاستهانة بدماء الناس، هناك النيل من ضحايا آخرين، كما في عبارته الصارخة في فيلم (القضية 23) أروع وأهم أعماله السينمائية على الإطلاق، للمخرج زياد الدويري، عبارة (كرم) في الشريط حين صرخ في وجه القضاء (يا ليتني كنت فلسطيني)، ولهذا فالبعض يقول إن هذا فيلم، والممثل هو مجرد ممثل ولا يبدو في الحقيقة على ما هو عليه، لكن للناس عقلا، ولهم القدرة على التفكير وربط الأرقام والحوادث مع بعضها.
أيضا هنالك مفارقة أخرى في مسيرة (عادل كرم)، فلم تكن مصادفة إذا أن يكون تاريخ العرض الأول لفيلمه الأهم (القضية 23) في يوم 14 ديسمبر2018، وهو تاريخ يوم مقتل بشير الجميل، لم تكن مصادفة عادية، بل كانت متوافقة مع مناسبة لتمجيد الرئيس الذي قتل على يد (حبيب الشرتوني)، حسب ما قيل وقتها، على هذا ظهرت إهانة الفلسطيني واجبة في فيلم (الشتيمة – L’Insulte) بحسب ترجمته الفرنسية.
وفي صدد أرائه الجريئة يقول عادل كرم: (هذا الزمن هو زمن الدراما بامتياز، و(شاهد) تلعب دورا فعالا في تحريك عملية الإنتاج لمسلسلات مهمة، وخلقت ديناميكية مهمة في هذا القطاع في البلدان العربية في الفترة الأخيرة خصوصاً في لبنان)، وتابع كرم: (كل شيء يتطور والمشاهد بات عجولا ويحب المسلسلات السريعة على عكس ما درج في المسلسلات التركية الطويلة التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية، ولذلك أتأنى في اختيار الأعمال التي أشارك بها، بحسب تقييمي كمشاهد، وأسأل نفسي هل سيمتعني هذا المسلسل؟، هل ستشدني هذه الشخصية؟، فإذا اقتنعت بذلك أقدم على الخطوة، فالهدف من الأعمال التلفزيونية والسينمائية إمتاع المشاهد وإدهاشه).
وفي النهاية نقدم تحية تقدير واحترام للفنان المشاكس والإعلامي مثير للجدل (عادل كرم) سواء اتفقنا أو اختلفنا معا سيبقى كوميدان لبناني من طراز رفيع – كما فعل في مسلسل دولار مع النجمة أمل بوشوشة – و في برامجه وأفلامه ومسلسلاته الأخرى التي قدمها على الشاشة الصغيرة.