* كل الأمور كانت ميسرة أثناء تصوير الفيلم وبسبب فريق العمل شعرت أنني أعمل في سينما عالمية
* الشيخ الدكتور (سلطان بن محمد القاسمي) كتب قصة جميلة ومؤثرة، وأهداني مفاتيح الشخصية
* كل عمليات التصوير تمت فى الإمارات حيث أنشأت قرية خاصة حتى تتخذ الطابع القديم
* سعدت جدا بالتعاون مع (موريس سويني) لأنه متميز ومبدع للغاية سواء فى أمريكا أو في بريطانيا أو إيرلندا
* مدة الفيلم لم تكن عامين، ولم يستغرق تصوير دوري كله إلا حوالي 20 يوما
حوار أجراه : أحمد السماحي
رشيد عساف واحد من قلة قليلة من النجوم على مستوى العالم العربي، الذين يمكن أن نطلق عليهم ونحن مرتاحي الضمير أدباء التمثيل، فهو أديب التمثيل السوري بإمتياز، بمعنى أن أعماله الدرامية والسينمائية دعوة للفكر والمتعة والثقافة، وكل عمل فني يقدمه لابد أن يحمل رسالة تنويرية لجمهوره، مليئة بالمتعة والثقافة، يؤمن بأن الفن لا يكون صادقا وحقيقيا إلا إذا كان نابعا من الأحاسيس، افكاره مرتبة ولا يجيد فن الثرثرة، ويبحث في القراءة عما يشكل له بعداً روحياً يتأسس مع موهبته الفنية.
أداء رشيد عساف في رمضان 2020 لشخصية (المطران كابوجي) في مسلسل (حارس القدس) هو الدور الأعظم من وجهة نظري الشخصية، فهو أفضل دور درامي شاهدته له، حيث يبدو(عساف) في هذا العمل الذي ينتمي للتاريخ مختلطا بالسيرة الذاتية ليس له مثيل، بالفعل لقد اقتبس شخصية الأب الروحي (كابوجي) بشكل مميز بدرجة كبيرة، فقد جعل المشاهد يعتقد بأن رشيد لم يكن يمثل بل يجعله يرى رجل الدين والسياسي والمناضل والمقاوم حقيقي وليس ممثل يقوم بدور رجل دين فحسب فدوره كان احترافيا .. نبرة صوته المبحوح .. جمال طريقة حواراته .. تعابير وجهه .. حركاته وسكناته .. حماسته وانتصارته وانكسارته .. لقد كان دوره متكاملا ًمن جميع النواحي والكامل لأنه ببساطة ودون تكلف أراد وجه الله سبحانه وتعالى في هذا الرجل الذي أخلص للقدس وقضايا وبلاده ومضى في سلام ليلقى الله بضمير حي.
منذ أيام خاض تجربة جديدة تضاف إلى رصيده حيث تعرض له حاليا بنجاح كبير فى دور العرض الإماراتية فيلمه السينمائي (خورفكان) الذي يروي صمود مدينة (خورفكان) وتلاحم أبنائها بعد تعرضها لغزو برتغالي قاده الجنرال البحري (ألفونسو دي ألبوكيرك) على سواحل الخليج العربي ومدن دولة الإمارات العربية المتحدة الشرقية خلال القرن السادس عشر ميلادي.
وتدور أحداث الفيلم الذي أنتجته هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ونفذته شركة (جيت جو فيلمز ليميتد) المتخصصة في الإنتاج السينمائي للأفلام التاريخية، عن الحملة البرتغالية الثالثة التي شنها أسطول القائد البحري والسياسي (ألبوكيرك)، مستهدفاً بها منطقة الخليج العربي وسواحل الدول الشرقية خلال الفترة من(1504 – 1508)، وما قابلها من صمود وتحد من قبل أهالي مدينة (خورفكان) الذين سطروا ملامح مقاومة بطولية طيلة أيام الاجتياح.
عن هذا الفيلم الذي قام بإخراجه المخرج العالمي (موريس سويني) ومدير التصوير العالمي الأيرلندي (ريتشارد كيندريك)، وشارك فيه ما يقرب من 300 فرد ما بين طاقم التمثيل والإخراج والتصوير والديكور والإنتاج، وغيرها من متطلبات صناعة السينما الجيدة على مستوى الشكل والمضمون كان لنا هذا الحوار السريع مع النجم السوري الكبير وباشا الدراما السورية (رشيد عساف).
* ما هي ظروف اختيارك لبطولة فيلم (خورفكان) ولعب شخصية الجنرال البحري (ألفونسو دي ألبوكيرك)؟
** الحقيقة كان العرض سريعا ولم يستغرق سوى أيام قليلة لا تزيد عن عشرة أيام، حيث اتصل بي المختصين عن التحضير للفيلم، وتعرفت على دوري، وعندما قرأته نال إعجابي، وأحببت رسالة الفيلم المستوحى من كتاب الشيخ الدكتور (سلطان بن محمد القاسمي)، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، (مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي سبتمبر 1507)، ويسرد فيه مقاومة (خورفكان) للغزو البرتغالي، ويرصد حقبة تاريخية مهمة في تاريخ الإمارات، حين تصدى أهل المدينة للغزو البرتغالي وسطروا ملحمة بطولة تاريخية قد تبدو مجهولة للمواطن العربي، بعدها سافرت للإمارات، وتعرفت على المخرج وجهة الإنتاج، وألقيت نظرة على الملابس، ووجدت كل الأمور ميسرة والحمد الله.
* كيف دخلت فى (مود) وتركيبة الشخصية خاصة وأنها شخصية بالنسبة للمشاهد العربي شخصية محتل وغازي لبلدهم؟
** بعد موافقتي على لعب دور(ألفونسو دي ألبوكيرك) رجعت إلى الفترة التاريخية كلها فى كثير من المراجع التاريخية، وإلى شخصية (ألبوكيرك) حتى أصل إلى بعض التفاصيل التى تساعدني كممثل على تمقص الشخصية، فضلا عن أن القصة التى كتبها الشيخ الدكتور (سلطان بن محمد القاسمي) قصة جميلة ومؤثرة، ومفاتيح الشخصية موجودة في القصة، كل هذا مع مساعدة المخرج، شحنوني وجعلوني لم أخذ وقتا طويلا فى التسلل إلى أعماق الشخصية، سواء أنا أو زملائي النجوم المشاركين في الفيلم، لأنهم كلهم محترفين فى الفن وليسوا هواة.
* تعاملت فى هذا الفيلم تحت إدارة المخرج الإيرلندي (موريس سويني) كيف تراه، وكيف كانت طبيعة العلاقة بينكما؟
** (موريس سويني) مخرج متميز ومبدع للغاية سواء فى أمريكا أو في بريطانيا أو إيرلندا، وقدم مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية المهمة للغاية فى مشواره، وكان بيني وبينه تفاهم جميل، وساعد على هذا فريق العمل الممتاز الذي كان يعمل معه وبالمناسبة كلهم كانوا مصريين، منهم (محمد خليفة) المخرج المنفذ الذي كان متعاونا جدا ووقف بجانبي وساندني في مسألة التواصل بيني وبين المخرج.
وهذا ساعد على توطيد العلاقات الإنسانية والفنية، ولا أنسى ونحن نتحدث عن فريق العمل الجميلة (كوثر يونس) المسئولة عن (اللوكيشن)، والتى كانت رائعة ومنضبطة للغاية، واستطاعت إدارة أماكن التصوير بحب وحماس، لدرجة أنني في لحظات كثيرة شعرت أن كل فريق العمل من الأجانب وليس المصريين أو العرب لدقتهم الشديدة، ومن خلالكم أوجه لهم جميعا تحية خاصة، لأنهم كانوا أفضل همزة وصل بيني وبين المخرج ومدير التصوير الأجنبي.
* هل أضاف دور (ألفونسو دي ألبوكيرك) لمسيرة (رشيد عساف) المرصعة بالشخصيات التاريخية الهامة والمميزة جدا؟
** بالتأكيد، فليس هنالك دور إلا ويضيف للممثل شيئ ما، وليس فقط الشخصية التى جسدتها ولكن التجربة كلها أضافت لي، وأضافت إلى مكتبتي الفنية التاريخية شخصية ثرية مثل (ألفونسو ألبوكيرك).
* ألم تخف أو يصيبك الشك من تجسيد شخصية شريرة؟
** الشر الموجود فى الشخصية شر ظريف وليس الشر الذي كنا نراه فى الأفلام القديمة التى كانت الشخصيات فيها أما خيره لوجه الله أو شريرة لوجه الله، دون أي مبرر، لكن هنا الشخصيات حياتية، والإجرام جزء من حياتهم اليومية.
* أليست مدة تصوير الفيلم التى استغرقت عامين طويلة – بحسب الأقوال التي سردت – إلى حد ما على تصوير فيلم سينمائي؟
** مدة تصوير الفيلم لم تكن عامين، هذه معلومة مغلوطة، ترددت وانتشرت على كثيرا على مواقع الأنترنت، بدليل أنني صورت دوري في عام 2019 ونحن الآن فى 2020، ولم يستغرق دوري كله إلا حوالي 20 يوما، لكن كل ما حدث أنه بعد انتهائنا من تصوير الفيلم، اكتشف القائمين عليه أن مدته قصيرة، فقرروا أن يعملوا معالجة بسيطة حتى تزيد مدة الفيلم إلى ساعة ونصف، ويجوز انتهاء التصوير والعودة إليه مجددا هو ما أعطى انطباع عند البعض أن الفيلم استغرق عامين، وهذا غير صحيح.
* ما المشهد الذي عملت حسابه وقرأته جيدا حتى تقدمه بشكل بسيط للجمهور ولا يشعر بصعوبته؟
** لا يوجد مشهد معين، لكن الدور ككل كان يخيفني لأنه دورا جديدا على، ودور سينمائي في سينما شبه عالمية، وشخصية (ألبوكير) أشرس شخصية بالنسبة لنا كعرب، لكن فى البرتغال أخذت صفة (النبلاء)، لأن ما قام به عمل مشرف بالنسبة لبلاده، هذا فكرهم بالنسبة لقضية الغزو والاحتلال، والحمد الله أنه بجهدنا وفهمنا للشخصية وبمساعدة المخرج ومن معه استطاعنا أن نقدم شيئا جيدا نتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
* ماذا عن أماكن تصوير الفيلم .. أين كانت؟
** تم التصوير كله فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا فى منطقة (خورفكان)، وقد نمنا فى فنادق (خورفكان) على الشاطئ، وقد بنوا قرية خاصة حتى تأخذ الطابع القديم، وكل الأحداث جرت ما بين البحر والساحل وقرية (خورفكان) التى تم بنائها.
* هل تجد متعة أكثر فى تجسيد الشخصيات التاريخية المجهولة بالنسبة لكثير من الجمهور والمتخصصين فى الفن؟
** ليس شرطا، لأنه حتى التاريخي هذا له مرجعياته، وأحيانا استمتع بالواقع الافتراضي أكثر لأن الفرصة تكون متاحة لي أكثر كي أتعمق فى الدور، وأعطي من عندي شيئا مغايرا، هذا ما نسميه نحن الفانتازيا، الواقع الافتراضي ما يمثله فى التاريخ، لن يحاسبك أحد ويقولوا لك (هيك عمل وهيك سوا)، (وين الخطورة؟!) أن تشتغل أنت شخصية معاصرة حتى لو كانت من 100 سنة، هنا تكون خاضع للمساءلة والمحاكمة عن تفصيلات حياته، عن لغة جسد الشخصية التى تؤديها، طريقة كلامه وحركاته ومشيته، وهذا ما برع فيه النجم الكبير المبدع (أحمد زكي) حيث قدم شخصيتي (جمال عبدالناصر، والسادات) وهى شخصيات معاصرة، وتفوق في أدائها، لكن ما قبل 100 سنة لن يحاسبك أحد على تفاصيل حياة أو طريق كلام أو لغة جسد الشخصية التى تجسدها.
جدير بالذكر أن فيلم (خورفكان) من الأفلام الضخمة التى تشهدها حاليا دور العرض فى دولة الإمارات الشقيقة، ويشارك في بطولته (أحمد الجسمي، قيس الشيخ نجيب، قاسم ملحو، محمد العامري، حبيب غلوم، منصور الفيلي، عبدالله بن حيدر،عبدالرحمن الملا، محمد جمعة، أشجان، بدور، والطفلان عبدالرحمن المرقب في دور (علي)، وعبدالله الجرن في دور (عمر)، فضلا عن الفنان الراحل حميد سمبيج.