كتب شهريار النجوم
انفردت قناة 218 أمس السبت 26 ديسمبر 2020 عن باقي القنوات والصحف العربية والمحلية ببث خبر الزيارة غير المعلنة لوزير الدفاع التركي (خلوصي أكار) بمرافقة رئيس أركانه وعدد من كبار الضباط لتفقد الوحدات العسكرية التركية في ليبيا، وذلك في إطار دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني.
وقد بثت 218 الخبر دون الإشارة لمصدره، وهو ما دفع بعض القنوات والصحف العربية إلى نقل الخبر بحذافيره، على طريقة النسخ واللصق، دون عناء التصرف فيه ولو قليلاً، وهو ما أكدته الإعلامية الليبية (هدى السراري) رئيس القناة في تصريحات لها، قائلة: هذا الحدث ليس فريدا من نوعه أو مميزا في مسيرة 218 الرائدة، فهو متكرر وقد اعتدنا على أمثاله قبل هذا لعديد من المرات.
وأضافت السراري: لكن ما استدعى الحديث عنه هذه المرة هو الاستياء الذي بلغني من الفريق المميز الذي أعمل بصحبته والذي كان صانعًا لهذا الحدث ولغيره من الأحداث التي انفردت بها 218 خلال مسيرتها، وفي هذا الصدد أود أولاً أن أوجه الشكر للفريق المميز الذي أحظى بفرصة العمل إلى جواره.
ونوهت رئيس قناة 2018 إلى بعض النقاط التي تراعيها في سياستها لإدارة القناة قائلة: أننا نضع أمامنا المعايير الأخلاقية والمسؤوليات الوطنية كأولوية تأتي حتى قبل المعايير المهنية، بمعنى أننا يهمنا أن يكون المواطن الليبي مطلعا عما يجري حوله وألا يكون مغيبا عن الأحداث المهمة التي تمس حياته ومستقبل بلاده، وهذه الأهمية لا تتعارض مع مدى انتشار تلك الحقائق التي نساهم بشكل رئيسي في كشفها سواء أكان انتشارها عبر بوابتنا الإخبارية أو عبر بوابات أخرى منافسة، المهم لدينا دائما هو المساهمة في عدم تغييب المواطن البسيط عن واقعه، وخلق حالة من الوعي العام بما يدور من حوله.
واستطردت السراري: تأتي بعد هذا المعايير المهنية في تحري الصدق والدقة، والأمانة في النقل، والقدرة معها على الاعتذار عن الخطأ إن حدث، فمن لا يعمل لا يخطئ، سنقوم بشكل رسمي بلفت نظر الزملاء في القنوات والصحف العربية، من نثق في مهنيتهم ونحترم تجربتهم، ونفترض معها حُسن نواياهم من الآن.
وأوضحت رئيس قناة 218 : للزملاء في القنوات والصحف المحلية، أود القول أن أهم مكتسب شخصي بالنسبة لي في تجربة العمل في 218، حقيقة أن العناصر الوطنية قادرة على التميز، حتى على مستويات قد تفوق نظرائهم في الفضائيات العربية صاحبة التجربة والامكانات الكبيرة، عندما تتوافر لديهم البيئة المناسبة للعمل، والثقة والاستثمار الناجح في قدراتهم، سيكون التميز نتاج متوقع لكل ذلك.
وختمت هدي السراري تصريحاتها موجهة كلامها لفريق عملها بقناة 218 بقولها: لا تنفقوا اهتماماتكم على النتائج، بل ركزوا عما سبق ذلك، حصد النتائج بغض نظركم عن متطلباتها ومسيرة تكونها، هو مثل امتلاكك فقط لأنصاف الحقائق، التي لا تفي دائما لصنع الفارق وخلق الحدث، لذلك لن أكتفي هنا بمجرد لفت النظر فقط، بل أجد نفسي ملزمة من ذات المنطلقات الأخلاقية والوطنية، أن أعلن أنني على استعداد للمساعدة ومد يد العون في تأهيل وتدريب كل من يرغب في تلك القنوات والصحف المحلية التي قامت بنقل الخبر هذه المرة دون الإشارة لنا كمصدر، للمساهمة في تكرار التجربة الناجحة وتعميمها، وجعلهم أكثر تأهيلًا وقدرة على صناعة الحدث أسوة بزملائهم في قنوات 218.
جدير بالذكر أن شبكة قنوات 2018 انطلقت في صيف 2015 بعد ما صار التوجه الليبي واضحا في البحث عن قناة تلفزيونية منوعة وشاملة تراعي كل الأطياف العمرية، وهو أمر أمكن تجسيده فعليا في مشروع قناة (218) في ظل واقع (التحيز الأعمى) لحكومات وأحزاب ومليشيات ورجال أعمال، وهو ما أضر بأهم مبدأ في الصحافة الجادة، والمُتمثل في (التغطية الإعلامية المُتوازنة).
ودخلت القناة المنافسة مع وسائل الإعلام في العهد الليبي الجديد عندما بدأت البث من الأردن في 6 أغسطس عام 2015، و قد أسسها الإعلاميان الليبيان: مجاهد البوسيفي و هدى السراري، ومنذ انطلاق بثها آمنت قناة (218) بحصص غير قابلة للخصم لكل المكونات والأعراق الليبية، ولم تُميّز أبدا بين ذكر أو أنثى، وهو ما أهلها تدريجيا لتكون (تلفزيون العائلة الليبية)، إذ يمتزج على شاشتها (الخبر المُحايد) مع (الرأي المُعارِض)، مثلما يمتزج طوال اليوم (الترفيه العميق) بـ (أفكار الشباب) الذين أثريت تجاربهم بالمعرفة والتدريب والتأهيل المستمر على أيدي خبرات أسهمت في صناعة الإعلام المُعاصِر.