بقلم الدكتور: طارق عرابي
مقاييس الجمال لا يمكن أن تقف عند الشكل فقط The Look بل تمتد لتشمل روح الشخصية وسماتها Personality Spirit & Traits ، وإلا لما دخل تقييم الشخصية كأحد المعايير الهامة بمسابقات ملكات الجمال ، وهو ما أختصره وأصفه بجمال “الجوهر والمظهر” ، فجمال الشكل يقتله قبح الجوهر ، وجمال الجوهر يضفي على المرء جمالاً من نوعٍ آخر .
ومهما اختلفت وتنوعت رؤيتنا وأمزجتنا وثقافتنا حول الجمال وتقييمه ، إلا أننا جميعاً متفقون (بالبراهين الواقعية) أنك قد ترى شخصاً جميلاً بالعين للوهلة الأولى ثم يختفي ذاك الجمال من عينيك بعدما تقترب منه وترى قُبحاً في أفكاره وأقواله وسلوكياته ، والعكس أيضاً صحيح ، ولدينا جميعاً في حياتنا نماذج وأمثلة تؤكد صحة ذاك الأمر .
إن كان هذا هو شأن الجمال بوجهٍ عام ، فما بالُكَ بطفلةٍ في العاشرة من عمرها تدخل عليك فيخطف جمالها “الربَّاني” عينيك من الوهلة الأولى ، ثم تتحدث إليك بموهبتها الفطرية فتخطف كل ما فيك وتصبح أول موهوبة صغيرة متهمة بحالة “خطف” كامل الأركان … عن الجميلة الراحلة “إليزابيث تايلور” أتحدث:
“إليزابيث” .. الطفلة الموهوبة ذات العيون البنفسجية
وُلدت “إليزابيث تايلور” Elizabeth Taylor في شهر فبراير من عام 1932 بالعاصمة البريطانية عندما إنتقل والداها (الأمريكيان – من ولاية ميزوري Missouri) إلى لندن لعمل معرض دائم للتحف والمنتجات الفنية ، وقد سبق لوالدتها “سارة سوزرن” أن عملت ممثلة للمسرح ولكنها تركت مهنة التمثيل بعدما تزوجت من “فرانسيس لين تايلور” (والد إليزابيث) .
عاشت “إليزابيث” مع والديها في لندن حتى بلغت سن السابعة ، وعندما بدأت غيوم الحرب العالمية الثانية تلوح بالأفق سافرت “إليزابيث” مع والدتها إلى أمريكا بينما بقي والدها لبعض الوقت لينهي بعض الأمور المتعلقة بمعرض المنتجات الفنية هناك .
انتقلت الأسرة لاحقاً إلى مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا ، وهناك لاحظ أحد الأصدقاء المقربين للأسرة على الطفلة “إليزابيث” جمالاً خاطفاً ونصح والديها أن يمنحا الفرصة لابنتهما الجميلة كي تتقدم إلى إحدى اختبارات الوجوه الجديدة للسينما ، وبالفعل تقدمت الطفلة “إليزابيث” إلى اختبار كاميرا وآداء مع شركة “يونيفرسال” Universal Pictures .
وقد نالت إعجاب كل من شاهدها ، وأدى ذلك إلى توقيع عقد بين الشركة وأسرتها ليتم اعتماد أوراق الطفلة “إليزابيث تايلور” كممثلة صغيرة ، وبدأت معهم بالمشاركة في فيلم بعنوان There One Born Every Minute عام 1942 وعمرها عشر سنوات ،
جديرٌ بالذكر أن الطفل (الممثل والمغني) “كارل ألفالفا سويتزر” Carl Alfalfa Switzer الذي شارك الطفلة “إليزابيث تايلور” في هذا الفيلم مات مقتولاً عام 1959 وعمره 31 عاماً بسبب “خناقة” على مبلغ 50 دولار ، وعلى الرغم من أنه مات صغيراً إلا أن رصيده الفني كان كبيراً للغاية حيث بدأ مسيرته الفنية وعمره ثلاث سنوات وشارك بالتمثيل في 129 عملاً فنياً خلال حياته القصيرة .
بعد هذا الفيلم أنهت شركة “يونيفرسال” عقدها مع “إليزابيث” ، ولكن شاء القدر أن تتلقفها شركة “مترو جولدوين ماير” Metro Goldwyn Mayer لتشارك معها خلال عام 1943 في ثلاث أعمال سينمائية كان أولها فيلم Lassie Come Home الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل تصوير سينمائي .
ثم يمنح القدر الطفلة “إليزابيث تايلور” قُبلة النجومية والشهرة بجميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية عام 1944 بمشاركتها في بطولة فيلم بعنوان National Velvet مع الممثلين القديرين “ميكي روني” و”دونالد كريسب” والنجمتين القديرتين “آن ريفير” و”أنجيلا لانسبيري” والممثل الطفل آنذاك “جاكي بوتش جينكينز” ، وهو الفيلم الذي ترشح لخمس جوائز أوسكار كان من بينها الممثلة “آن ريفير” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، و”كلارنس براون” كأفضل إخراج .
واستمرت “إليزابيث” تشارك في أعمال سينمائية كممثلة طفلة حتى نهاية عام 1946 ، وعندما بلغت سن الخامسة عشر بدأت تظهر في السينما كفتاة يافعة ، فقدمت في بداية عام 1947 فيلم Life with Father ثم ختمت العام ذاته بفيلم Cynthia ، ومع مرحلة شبابها اشتهرت النجمة الصاعدة “إليزابيث تايلور” عالمياً بجمالها الساحر وعيونها “البنفسجية” التي كانت بمثابة علامتها التجارية التي جعلت جماهير العالم تُدمن مشاهدة تلك النجمة الجديدة الخاطفة للعيون بمظهرها وللقلوب بجوهرها الرومانسي الذي ظهر جلياً في أدوارها السينمائية .
سنمر فيما يلي على القليل فقط من الأعمال السينمائية للنجمة “إليزابيث تايلور” خلال مسيرتها الفنية .
– في عام 1957 تقوم “إليزابيث” ببطولة فيلم Raintree County مع النجم “مونتومري كليفت” Montgomery Clift ، والنجمة “إيفا ماري سانت” التي مازالت على قيد الحياة بعمر ناهز السابعة والتسعين ، والنجم “لي مارفين” والممثلة القديرة “أجنيس مورهيد” ونجوم آخرين ، وتجسد “إليزابيث” بهذا الفيلم شخصية “سوزانا دريك” الشابة الحسناء التي تعيش بالجنوب الأمريكي ، والتي تقع في حب الشاب “جون ويكليف شونيسي” (الممثل مونتومري كليفت) عندما كانت تزور ولاية إنديانا ، ويترك “جون” حبه الحقيقي “نِل جيثر” (الممثلة إيفا ماري سانت) ويقع في فخ الزواج بالحسناء الجديدة “سوزانا” وينتقل معها إلى منزلها في مدينة نيو أورليانز ويكتشف هناك أن مرضاً عقلياً ينتشر في جميع أفراد عائلتها ، ويستثمر “جون” اندلاع الحرب الأهلية بالجنوب الأمريكي للهروب من جنون “سوزانا” وعائلتها .
ترشح هذا الفيلم لأربع جوائز أوسكار كان من بينها ولأول مرة “إليزابيث تايلور” كأفضل ممثلة في دور رئيسي .
– في عام 1958 تقدم “إليزابيث تايلور” فيلم Cat on a Hot Tin Roof مع النجم “بول نيومان” والنجمة “جوديث أندرسون” والممثل القدير “بيرل آيفس” ونجوم آخرين بقيادة الكاتب والمخرج “ريتشارد بروكس” ، وتلعب “إليزابيث” في هذا الفيلم دور “ماجي” زوجة “بريك بوليت” (الممثل بول نيومان) وهما لم ينجبا أطفالاً بعد ، وترافق “ماجي” زوجها في زيارة لمزرعة عائلته في ولاية ميسيسيبي لمشاركة كل أفراد العائلة في الاحتفال بعيد ميلاد والده “بيج دادي” (الممثل بيرل آيفس) وهو شخصية شريرة ودائم الغضب ، ورغم صحته المتدهورة إلا أنه يحشر أنفه في جميع شئون إبنه “بريك” وزوجته “ماجي” لدرجة أنه يلوم إبنه “بريك” على أنه لم ينجب له حفيداً حتى الآن بعكس شقيقه “جوبَر” (الممثل جاك كارسون) وزوجته “مي” (الممثلة مادلين شيروود) ، ومن هنا تتوالى المشاكل .
ترشحت “إليزابيث تايلور” عن هذا الفيلم (وللعام التاني على التوالي) لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وترشح الفيلم لخمس جوائز أوسكار أخرى كان من بينها “بول نيومان” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وترشح “ريتشارد بروكس” لجائزتين إحداهما كأفضل إخراج والثانية كأفضل سيناريو بالشراكة مع الكاتب “جيمس بو” .
وترشح الفيلم لجائزتين من جولدن جلوب كأفضل فيلم وأفضل إخراج ، كما ترشح لثلاث جوائز من BAFTA كان من بينها “إليزابيث تايلور” كأفضل ممثلة ، و”بول نيومان” كأفضل ممثل .
– في عام 1959 تقدم “إليزابيث” فيلم Suddenly, Last Summer مع النجم “مونتومري كليفت” والنجمة الأسطورية “كاترين هيبورن” ونجوم آخرين ، وتجسد فيه “إليزابيث” شخصية الشابة والناشطة الاجتماعية “كاترين هولي” والتي تصاب بصدمة قاسية بعدما شاهدت موت إبن عمتها أثناء رحلة إلى أوروبا ، وتريد عمتها “فيوليت” (الممثلة كاترين هيبورن) إخفاء أحداث وفاة إبنها ، وتحاول رشوة الجراح الشاب “د. جون كوكروفيتش” لإخضاع “كاترين هولي” لعملية جراحية في المخ Lobotomy (وهي عملية يتم فيها شق في الفص الجبهي “الأمامي” من المخ والتي كانت تستخدم قديماً لعلاج بعض الأمراض العقلية) ، ولكن الدكتور “جون” يتعهد بألا يقوم بإجراء تلك الجراحة إلا بعد معرفة الحقيقة حول حالة “كاترين” .
للمرة الثالثة وللعام الثالث على التوالي تترشح “إليزابيث” عن هذا الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وترشح الفيلم لجائزتي أوسكار أخرتين كان من بينهما النجمة الأسطورية “كاترين هيبورن” كأفضل ممثلة في دور رئيسي .
وفازت “إليزابيث تايلور” عن هذا الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة ، وترشحت كذلك “كاترين هيبورن” لنفس الجائزة كأفضل ممثلة . جديرٌ بالذكر أن هذه هي أول جائزة تحصل عليها “إليزابيث” من جولدن جلوب عن آدائها عن فيلمٍ محدد ، ولكنها كانت ثاني جائزة تحصل عليها من جولدن جلوب حيث نالت منها جائزة خاصة عام 1957 كأفضل ممثلة تحافظ على آداءٍ ثابت Consistent Performance .
– في عام 1960 تقدم “إليزابيث” فيلم BUtterfield 8 مع النجم “لورانس هارفي” والممثلة القديرة “ميلدريد دونوك” ونجوم آخرين ، وتلعب “إليزابيث” في هذا الفيلم دور جديد عليها ، حيث تجسد شخصية “جلوريا” الفتاة الجميلة “بائعة الهوى” عبر الهاتف a call-girl والتي تعيش في منطقة مانهاتن بمدينة نيويورك الأمريكية ، وتتوالى العواقب المأساوية في حياتها عندما تقع في حب رجل متزوج .
فازت “إليزابيث تايلور” عن هذا الفيلم ولأول مرة بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وترشحت عن نفس الفيلم لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة ، وترشح الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل تصوير سينمائي .
– في عام 1963 تقدم “إليزابيث” فيلمها الأسطوري Cleopatra مع النجمين “ريتشارد بورتون” في دور “مارك أنتوني” ، والنجم “ريكس هاريسون” في دور “يوليوس قيصر” والممثل “رودي ماكدويل” في دور القيصر “أوجستاس” Caesar Augustus ، وبقيادة الكاتب والمخرج المتميز “جوزيف إل مانكيفيتش” ، وتجسد “إليزابيث” في هذا الفيلم شخصية الملكة الفرعونية المصرية “كليوباترا” في قصة الحب مع “مارك أنتوني” و”يوليوس قيصر” والتي كان كل أولوياتها من تلك العلاقة هي إنقاذ الإمبراطورية المصرية الفرعونية . إن علاقة “كليوباترا” مع هذا الثنائي (مارك أنتوني ويوليوس قيصر) هي أشهر قصة حب ثلاثية الأطراف على مر التاريخ .
ترشح هذا الفيلم لتسع جوائز أوسكار فاز منها بأربع جوائز كأفضل تصوير سينمائي وأفضل تصميم ملابس وأفضل ديكور وأفضل مؤثرات بصرية خاصة (خدع سينمائية) ، وكان من بين الترشيحات “ريكس هاريسون” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وأفضل صوت ، وأفضل مونتاج سينمائي ، وأفضل فيلم (إنتاج) ، وأفضل موسيقى تصويرية .
كما ترشح الفيلم لثلاث جوائز من جولدن جلوب من بينها “ريكس هاريسون” كأفضل ممثل ، والممثل “رودي ماكدويل” كأفضل ممثل في دور مساعد ، و”جوزيف إل مانكيفيتش” كأفضل إخراج . تكلف إنتاج فيلم “كليوباترا” 44 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر في أمريكا فقط ما يقرب من 60 مليون دولار .
– في عام 1966 تقدم “إليزابيث” فيلم Who’s Afraid of Virginia Woolf مع النجم “ريتشارد بورتون” والنجمة “ساندي دينيس” والممثل القدير “جورج سيجال” ونجوم آخرين بقيادة المخرج “مايك نيكولز” .
ترشح هذا الفيلم لعدد 13 جائزة أوسكار فاز منها بخمس جوائز حيث فازت “إليزابيث تايلور” وللمرة الثانية بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، وفازت “ساندي دينيس” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وفاز الفيلم بثلاث جوائز أوسكار أخرى كأفضل ديكور وأفضل تصميم ملابس وأفضل تصوير سينمائي ، وكان من بين ترشيحات الأوسكار “ريتشارد بورتون” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، و”جورج سيجال” كأفضل ممثل في دور مساعد ، و”مايك نيكولز” كأفضل إخراج ، و”إرنست ليمان” كأفضل سيناريو ، كما ترشح الفيلم لثلاث جوائز أوسكار كأفضل مونتاج سينمائي وأفضل صوت وأفضل فيلم (إنتاج) .
وترشح الفيلم لسبع جوائز من جولدن جلوب كان من بينهم “إليزابيث تايلور” كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، و”ريتشارد بورتون” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، و”جورج سيجال” كأفضل ممثل في دور مساعد ، و”ساندي دينيس” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وثلاث جوائز أخرى كأفضل فيلم (إنتاج) وأفضل سيناريو وأفضل إخراج .
بينما فاز الفيلم بثلاث جوائز من BAFTA كانت من نصيب “إليزابيث تايلور” كأفضل ممثلة بريطانية ، و”ريتشارد بورتون” كأفضل ممثل بريطاني ، أما الجائزة الثالثة فقد فاز بها “مايك نيكولز” كأفضل فيلم من أي مصدر Best Film from any Source . تكلف هذا الفيلم 7 مليون و 500 ألف دولار وجمع من شباك التذاكر داخل أمريكا فقط 28 مليون دولار .
– في عام 1967 تقدم “إليزابيث” مع النجم “ريتشارد بورتون” فيلم The Taming of the Shrew الذي ترشح لجائزتي أوسكار ، وترشح الفيلم لجائزتين من جولدن جلوب كانا من نصيب “ريتشارد بورتون” كأفضل ممثل وجائزة أفضل فيلم (إنتاج) ، كما ترشح الفيلم لجائزتين من BAFTA إحداهما كانت للنجمة “إليزابيث تايلور” كأفضل ممثلة بريطانية ، والأخرى للنجم “ريتشارد بورتون” كأفضل ممثل بريطاني .
– في عام 1973 تقدم “إليزابيث” مع النجم “هنري فوندا” فيلم Ash Wednesday الذي ترشحت عنه “إليزابيث تايلور” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة .
شاركت “إليزابيث تايلور” خلال حياتها كممثلة في 79 عملاً فنياً ، وترشحت لعدد 5 جوائز أوسكار فازت منهم مرتين ، وقد منحتها لجنة الأوسكار عام 1993 جائزة “جين هيرشولت” الإنسانية Jean Hersholt Humanitarian Award . وترشحت “تايلور” إجمالاً لعدد 7 جوائز من جولدن جلوب فازت منهم مرتين ، بالإضافة إلى جائزتين أخرتين من جولدن جلوب إحداهما كانت جائزة خاصة في عام 1957 كما ذكرنا سالفاً ، والأخرى كانت جائزة Cecil B. DeMille Award الفخرية عام 1985 والتي تمنحها جولدن جلوب عن رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود للفنان صاحب المساهمات البارزة والمتميزة في مجال صناعة الترفيه ، كما ترشحت “إليزابيث تايلور” لثلاث جوائز من BAFTA فازت منهم مرة واحدة ، فضلاً عن منحها جائزة الزمالة الفخرية لأكاديمية BAFTA في عام 1999 .
جديرٌ بالذكر أن النجمة الراحلة “إليزابيث تايلور” كانت عاشقة للفنون بوجهٍ عام ، وقد اقتنت إحدى اللوحات الفنية للفنان الهولندي العالمي “فنسنت فان جوخ” منذ عام 1963 ، والتي بيعت بأحد المزادات في عام 2012 بعد وفاتها (في 2011) بحوالي 16 مليون دولار .