* فضل محمد صبحي لا أستطيع نسيانه ولا إنكاره
* أعماله كانت تتميز بالرقي والقيم وأكدت أنها لا تقل عن فرق القطاع العام بل تتفوق عليها
* أكد دوما أن الضحك يمكن أن يحمل على جناحيه رسالة وهدف ومضمون للوطن والفن والانتماء
* سعيد جدا بدوري المختلف في (جمال الحريم)
* انتظروني في رمضان مع مسلسل (هجمة مرتدة) و(قصر النيل)
حوار : أحمد السماحي
البذور التى زرعها المبدع الكبير (محمد صبحي) في تربة الفن من خلال مسرحه نمت وترعرعت وأصبحت أزهارا تخطف ألوانها الأبصار، ألوان الموهبة، ألوان الخبرة، ألوان الوفاء، من هذه البذور الناضجة على نار هادئة النجم الكبير الموهوب (صلاح عبدالله)، الذي لو رأيته في أي مكان بعيدا عن الاستديوهات وشاشة السينما والتليفزيون لخيل إليك أنه مدرس لمواد الأحياء أو الأدب أوالتاريخ أوالجغرافيا فى مدرسة مصرية، أو موظف في مصلحة حكومية، أوفلاح مؤمن بأرضه وفاسه، أوعامل في مصنع يلتف حوله زملائه ليستمدوا منه الأمل والتفاؤل، أوشاعر صعلوك مؤمن بقضية ويبحث عمن يناصره.
هذا هو (صلاح عبدالله) بإختصار ودون أيه روتوش يمثل واحدا من ملايين الشعب المصري، حيث ميزه الله بالموهبة والكاريزما فأصبحت شخصيته المرحة والفطرية راسخة في وجدان الشارع المصري، وكلما أحسست أننى أفتقد رائحة بلادنا ورائحة أبي وجدي من المصريين السمر الشداد الذين يقطرون طيبة وعفوية، عندئذ أشرع على الفور بأن أشاهد (عم صلاح) .. وقتها فقط أحس أن روايح الزمن الجميل كلها هلت، وتحمل في طيات نسائمها أجمل الذكريات التي تفيض عشقا وحبا لتراب هذا الوطن الذي صنع أعظم حضارة ممتدة عبر التاريخ على ضفاف النيل.
هذا الفنان صاحب البسمة المشعة، صافي القلب و الضحكات، الذي تملأ الكلمة الحلوة فمه، والإحساس العميق بالناس وأحزانهم ومتاعبهم الصغيرة يقض مضجعه، سيتم تكريمه خلال الفترة القادمة من قبل أستاذه الفنان (محمد صبحي) الذي يقدم تجربة جديدة لم يقدمها فنان من قبل، تتمثل في إقامة احتفالية فنية ضخمة تحمل عنوان (50 سنة فن)، يحتفي فيها بمن عملوا معه وساعدوه وكان لهم دور في مسيرته الفنية، ويكرم فيها أكثر من 100 شخصية لعبت دورا ملموسا وهاما وحيويا في مشواره الفني الذي بدأ منذ تخرجه فى المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970، ستبدأ الاحتفالية بعقد الستينات الذي سيكرم فيه أساتذته فى المعهد مثل (سعد أردش، هاني مطاوع) وغيرهم، كما سيكرم وزراء الثقافة (ثروت عكاشه، فاروق حسني، إيناس عبدالدايم)، وسيكرم في عقد السبعينات من قدمه للساحة ومن عمل معهم فى تلك الفترة، وبعدها سيكرم من عملوا معه في فترة الثمانينات والتسعينات من هؤلاء النجم صلاح عبدالله.
بكل كلمات الامتنان والحب والاعتراف بالجميل يقول (صلاح عبدالله) لـ (شهريار النجوم) : (محمد صبحي، ولينين الرملي) كانا بداية الاحتراف الحقيقي لي فى مجال الفن من خلال (استديو 80)، وهذا فى حد ذاته (جميل شيله فوق دماغي) لا أستطيع نسيانه ولا إنكاره، وأقر وأعترف إنني بدأت الإحتراف في مدرسته الفنية التى مكثت بين جدرانها حوالي 6 سنوات، تعلمت فيها الكثير، وتعلمت منه الكثير أيضا على المستوى الفني والإنساني.
وتكريم الأستاذ (صبحي) للنجوم الذين شاركوه المشوار منذ خمسين سنة تقليد جميل يستحق عليه التكريم، ربنا يعطيه الصحة ويبارك في عمره، ولقد بدأت معه المشوار منذ حوالي أربعين عاما تقريبا أي بعد حوالي عشر سنوات من بدايته المسرحية، ولقد عشت ورأيت بعيني نجوميته الطاغية، ونجوميه مسرحه، ومدى شغف وحب وانتظار الجمهور لأعمال (محمد صبحي) المسرحية المتميزة جدا، خاصة مسرح (استديو 80 ) الذي قدم طوال عشر سنوات أو يزيد قليلا مجموعة من العروض الهامة ليس في مسيرة (صبحي ولينين) فقط ولكن فى مسيرة المسرح المصري بشكل عام، وهذه العروض هى (المهزوز، إنت حر، انتهى الدرس 85، الهمجي، تخاريف، وجهة نظر، بالعربي الفصيح)، وقد غلب على هذه الأعمال عدة سمات فنية وفكرية، وأخلاقية وتعليمية، وكلها كانت تتميز بالرقي والقيم وأكدت أنها لا تقل عن فرق القطاع العام بل تتفوق عليها.
وأكدت هذه العروض أن الضحك يمكن أن يحمل على جناحيه رسالة وهدف ومضمون ومعنى جيد، وأشياء كثيرة مهمة للوطن والفن والأنتماء.
وأضاف النبيل (صلاح عبدالله): أرى أننا الذين سنذهب لنكرم (محمد صبحي)، وليس هو الذي سيكرمنا، لأنه حقيقي يستحق كل هذا التكريم وكل هذا الحب، واسترسل قائلا: (أبو كريم) يستحق التكريم، وعن نفسي كان لي الشرف أن تكون بدايتي معه فى مسرحية (المهزوز)، ثم مسرحية (إنت حر) التى أرى أنها من أهم أعمال المسرح المصري، بعدها قدمنا تجربة سريعة انتقالية بعنوان (انتهى الدرس 85 )، وبعدها قدمنا (الهمجي)، وكان (صبحي) وراء ظهوري التليفزيوني من خلال مسلسل (سنبل بعد المليون).
وبمناسبة هذا التكريم لا أنكر دور المخرج الكبير (شاكر عبداللطيف)، لأنه الذي قدمني لفرقة (استديو 80) ولا أنكر دور المؤلف العبقري العظيم (لينين الرملي) ألف رحمة ونور عليه، وأشكر الله أنني كنت جزء بسيط فى مشوار فني رائع حقيقي لهذا الثنائي المبدع (محمد صبحي ولينين الرملي).
وبعيدا عن هذا التكريم أعرب النجم الموهوب المتنوع (صلاح عبدالله) عن سعادته الغامرة بمشاركته فى مسلسل (جمال الحريم) الذي يعرض حاليا، من تأليف سوسن عامر، وإخراج منال الصيفي، وما يضاعف من سعادته قيامه بأداء دور مختلف تماما عن كل ما قدمه من قبل من حيث المضمون والشكل الخارجي والداخلي، رغم عدم حبه لكلمة دور مختلف! لكنه لا يجد كلمة يصف بها هذا الدور غير هذه الكلمة!، والمسلسل بطولة (نور، خالد سليم، دينا فؤاد، أشرف مصيلحى، حازم سمير، ايهاب فهمى، أمير شاهين).
وأشار نجمنا القدير : إلى أنه انتهى من تصوير دوره في مسلسل (فى يوم وليلة) مع ابنه وحبيبه النجم (أحمد رزق) تأليف مصطفى جمال هاشم، بطولة نضال شافعي، داليا مصطفي، آيتن عامر، محمد جمعة، وعدد كبير من ضيوف الشرف من بينهم سوسن بدر، وأشرف زكي.
تدور أحداث المسلسل في 35 حلقة، ويناقش العديد من القضايا الاجتماعية ويرصد الكثير من النماذج الانسانية، ومن المقرر العرض في الموسم الشتوى الحالي.
ويستكمل (عم صلاح) كلامه قائلا وبإذن الله سيعرض لي في شهر رمضان القادم المسلسل المهم جدا (هجمة مرتدة) تأليف باهر دويدار، وإخراج أحمد علاء، يشارك في بطولته كل من أحمد عز، هشام سليم، نضال الشافعي، ماجدة زكي، وأحمد فؤاد سليم، ومحمود البزاوي، وخالد أنور، ومحمد جمعة، ومايان السيد، ومجموعة كبيرة من الشباب.
وتدور الأحداث فى قالب إجتماعي وطني عن دور شاب يعمل في الخارج ويتعرض لمحاولة تجنيد من استخبارات دولة أجنبية، لكنه ينجح في التواصل مع جهاز المخابرات المصري ليتم تدريبه على أعلى مستوى على أيدي مسؤولي الجهاز، ثم يخوض عملية خداع لتلك الأجهزة المعادية.
وصرح المواطن المصري الصميم (صلاح عبدالله): أنه تعاقد أيضا على مسلسل (قصر النيل) لشهر رمضان القادم أيضا وهو من تأليف محمد سليمان عبدالمالك، إخراج خالد مرعي، وبطولة دينا الشربيني، وريهام عبدالغفور.
……………………………..
بمناسبة تكريم النجم محمد صبحي للنبيل صلاح عبدالله لن نجد أحسن من قصيدة (صلاح عبدالله) الشهيرة التى حملت عنوان (خصم اليوم) التى كتبها عام 1986 عندما خصم صبحي من أجره يوما آنذاك:
روحت أشكي للنجوم والغيوم والمطر إنه
طعن بسيف مسموم قلبي البرئ
إكمنه مضى مرسوم بخصم اليوم ولا رجع عنه
آل يعني عمري يا (صبحي) ناقص يتخصم منه
بالذمة جالك قلب تمضي على المرسوم؟
بالذمة جالك قلب بالذمة جالك نووم؟
يا أهلي يا صحابي يا ناسي يا اخوانا يا أعضاء فرقته
يا خلق حد فيكم يواسي قلبي في هزيمته ومحنته
وأنت يا لينين يا صاحبي إوعى تشاركه في قسوته
بالذمة جالك قلب تمضي على المرسوم؟
بالذمة جالك قلب بالذمة جالك نووم؟
مضى حبيبك مضى يا قلب يا مصدوم
زي القدر والقضا أتى اليوم مشؤووم
يا صدى رج الفضا بصرخة المظلوم
ولى زمان الرضا ولا الرضا مخصوم
لا ليه (صبحي) كدا ولا عاد عتاب ولا لوم
سعد زغلول اتنفى وأنا اتخصملي اليوم!.