أفكار أحمد بهاء الدين كما رواها (سعد أردش وأمينة رزق ومحسنة توفيق)
كتب : أحمد السماحي
من أهم التجارب التى قدمت في الثمانينات من القرن الماضي ألبومات (الكتاب المسموع) الذي كان باكورة إنتاج دار (صوت العرب للثقافة والإعلام)، وكان المشروع يقوم على إنتاج شرائط كاسيت تتضمن أعمال كبار الأدباء من مؤلفات وكتب أدبية وثقافية في قالب فني جديد يزواج بين الفكر الأصيل والانفعال الصادق والفن الجميل، حيث كانت تقدم هذه الكتب من خلال أداء تمثيلي وفى إطار موسيقي غنائي يؤلف خصيصا لكل عمل.
وكان (الكتاب المسموع) مشروع رائد يواكب روح العصر حيث أدى ظهور وسائل الاتصال الجماهيري فى هذا الوقت كالإذاعة والتليفزيون مع الكاسيت والفيديو إلى إمكانية كبيرة لنقل مختلف المعارف الإنسانية عن غير طريق القراءة، ولجاذبية هذه الوسائل والأدوات التي ارتبط بها الملايين، فأصبحت مصادر أساسية لها للحصول على المعرفة بجانب القراءة.
كان مشروع (الكتاب المسموع) يخدم فئات عريضة في المجتمع لا تستطيع الانتظام فى القراءة، وخاصة المهنيين كالمحامين والأطباء والمحاسبين والمهندسين والنقابي والتعاوني والشباب والأطفال ومن لا يستطيع القراءة.
من أهم الكتب التى صدرت فى هذه السلسة كتاب (أفكار معاصرة) للكاتب الكبير (أحمد بهاء الدين)، وهو كتاب صدر عن دار (الهلال) في شهر إبريل عام 1970، يتضمن الكتاب 30 مقالة مجمعة للكاتب، يقدم من خلالها خلاصة قراءاته وتجاربه حول قضايا ومشاكل رئيسية تواجه عالمنا المعاصر، وتؤثر على وطننا العربي، وفى هذا الكتاب يكشف (أحمد بهاء الدين) الغطاء عن الكثير من الحقائق الخفية، ويطرح أراء تسبق زمانها، وقد أكدت الأيام صدقها حول المرأة والشباب والعلم والحرية والسلام وأخطار الحروب النووية.
وقد أصدرت (دار صوت العرب) أربع أجزاء من هذا الكتاب المسموع، وقرأ المقالات بشكل متميز ورائع مجموعة من أكبر نجوم مصر المشهود لهم بحسن وسلامة الإلقاء، وتمكنهم من اللغة العربية وهم (أمينة رزق، سعد أردش، محسنة توفيق، محمد وفيق، عبدالسلام محمد) وجاء أدائهم متميز للغاية وأضاف للمقالات بعد درامي محبب جدا.
وضع الموسيقى التصويرية للكتاب المسموع الموسيقار المبدع الراحل (محمد الشيخ)، وقام بالإخراج المتمكن صاحب المشوار الاذاعي الطويل (أحمد شوقي)، وجاء الغلاف باللون الأخضر ككل أغلفة (دار صوت العرب) وبشكل فاخر جدا.