بقلم : محمد حبوشة
يخطئ كثيرا من يظن أنه بعد نجاح الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا، والاستقبال الأسطورى من قبل الرئيس الفرنسي (ماكرون) والشعب الفرنسي الصديق وحفاوه الضيافة والترحيب الحار، يمكن أن تمر مرور الكرام على إخوان الشر الإرهابيين، أو على قنواتهم التي تقطر سما ليل نهار تجاه الدولة والرئيس، وذلك بعد أن أكد في كلمته أن النجاح الذي تحقق في مصر يعود الفضل فيه بعد الله للشعب المصري العظيم الذى تحمل مالاتتحمله الجبال من أجل إنقاذ مصر والعمل من أجل انقاذ اقتصاد كاد أن ينهار في 2012، أي في فترة حكم الإخوان الإرهابية.
ولعل حصول الرئيس السيسي على (وسام الشرف الفرنسي) بقصر الإليزيه، وهو أعلى تكريم رسمي بفرنسا يقلد به الشخصيات السياسية المهمة في العالم، وتأكيده أيضا على أن الشعب المصري العظيم على قلب رجل واحد من أجل انقاذ مؤسسات الدولة قد أوغر صدورهم، وهم يحاولون الآن إعادة سيناريو الوقيعة وعمل فتنه بين المسلمين والمسحيين مرة أخرى، الآن أيضا يحاولون استقطاب عناصر جديدة غير معروفه سياسيا لاستخدامهم في تنفيذ أجندتهم المشبوهة لتفكيك الدولة، أملا في توجيه دفة الرئيس الأمريكي المنتظر تنصيبه (جو بايدن ) نحوهم، لخلفيته السابقه في دعم أهل الشر وجماعة الإخوان.
لذا كان ينبغي على قنواتنا أن ترصد أجواء زيارة الرئيس لفرنسا بحرص أكبر وعن كثب، وعلى نحو يبرز أبعادها الاستراتيجية من ناحية، ومن ناحية أخرى يتصدى لمحاولات التشويش من جانب وسائل الإعلام الموالية لقطر وتركيا، التي راحت تدعي فشل الزيارة بظن أن الأمة غاضبة جراء تلك الزيارة – على حد زعمهم – كما تجلى ذلك بتجمهر (50 – 100) من الناشطين والحقوقيين – بحسب قنواتهم التي راحت تهلل لتلك الحفنة الغاضبة باسم الأمة بأثرها، وكنت أتمنى أن تنتبه قنواتنا إلى مثل تلك الادعاءات التي تصدى لها الإعلامي اللبناني الجسور (نديم قطيش) بقناة (سكاي نيوز عربية) وحده مستخدما أسلوبه الساخر في تنفيد أكاذيبهم ونسف ادعاءتهم، وفي دقائق معدودة فعل مالم تقوى على فعله قنواتنا المصرية بجيوشها الجرارة من الإعلاميين والمحللين.
في 9 دقائق و11 ثانية فقط استطاع أن يفعل ما عجز عنه أعلامنا حين أمسك (قطيش) بجسارة المقاتل على جناح السخرية اللاذعة بخيوط اللعبة الإعلامية الخبيثة، وصال وجال في زويا التيه والادعاءات الكاذبة لقناتي (العربي) ومقرها لندن، وقناة (الشرق) ومقرها اسطنبول، ونجح في رصد التناقضات التي ظهرت حيال زيارة الرئيس السيسي الناجحة باعترافهم، وذلك حين أوقعهم بحرفية في شر أعمالهم كما جاء على النحو التالي:
بدأ (قطيش) حلقة برنامجه (مع نديم) على قناة (سكاي نيوز عربية) قائلا : أنهى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة دولة لفرنسا بغاية الأهمية لمصر ولفرنسا وللمنطقة، زيارة حازت على تغطية إعلامية واسعة عربيا ودوليا لما تخللها من مواقف حول الصراع بالمنطقة وحول ملفات التطرف والإرهاب والإخوان المسلمين، والحقيقة تميز الإعلام الممول من قطر بتغطية (دقيقة وشاملة وبحركة ساخرة من يده قال: ومررركزة).
وفي أعقاب مقدمته تلك عرض (قطيش) لقطة لمذيع يشبه العجل الأفطس بقناة (العربي) يقول فيها: أنهى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته إلى فرنسا وقد عمد إلى استعراض مشهدا لوقفة احتجاجية مصحوبا بتقرير صوتي مع صور لمحتجين لم يظهر عددهم على وجه التحديد، ويقول التقريرالصوتي الذي ينم عن حقد وكراهية شديدة في إطار محاولة لتثبيط نجاح الزيارة التي حظي فيها السيسي بحفاوة شديدة وأضاف : تجمع العشرات من المصريين والعرب منددين باستقبال السيسي، بينما تظهر مذيعة أخرى تشبه الحرباء بنفس القناة (العربي) وهى ترسم على وجهها تكشيرة واضحة لتسجل موقفا غاضبا بطريقة افتعالية أيضا لتقول في فجاجة واضحة: تعبيرا عن رفضهم لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
يعود مذيع (العربي) الأفطس من جديد قائلا: تجمع العشرات من الناشطين الحقوقيين والنواب الفرنسيين – ولست أدري كيف عرف هويتهم بالضبط ؟ – ضد هذه الزيارة، وفي تواز مع كلامه يظهر صوت مراسل القناة في باريس ليلقى بعنوان صارخا يقول: (للتضاهر رفضا للزيارة)، وبعدها تظهر صورته وسط ظلام دامس لإخفاء حقيقة المظاهرات الوهمية التي يدعون أنها حاشدة مضيفا : علت الأصوات المطالبة بحرية المعتقلين في السجون المصرية، ثم يأتي صوت المذيعة صاحبة التكشيرة: أعلنت فيها عن رفضها الزيارة.
عندئذ يقطع (نديم قطيش) هذا الحديث الذي يخلو من حقيقة مؤكدة حول هذا الاحتجاج المزعوم، ملوحا بيديه في سخرية لاذعة يفتقدها أغلب مذيعينا: فهمنا .. بس الزيارة نفسها .. الزيارة نفسها وين التغطية، التصريحات، عناوين النقاش، الملفات اللي بحثت، الاتفاقيات، ثم يلوح بيديه ثانية بطريقة أكثر استفزاز من تلك الأكاذيب والتلفيقات: أي شيى عن الزيارة نفسها؟، ثم يضيف: الحقيقة ماكان فيه وقت صراحة!! .. أبو الصوص ما كان فيه وقت أبدا لأنه كان الإعلام الممول من قطر عم يحفر بتفاصيل تانية!!.
ويعاود مذيع قناة (العربي) الذي يشبه العجل الأفطس في الاستديو التحليلي، وأمامه مراسل القناة في باريس قائلا بطريقة استنطاقية مقززة: مازلنا نريد أن نستزيد بأسئلة أكثر في هذا الخصوص، موجها سؤال للمراسل : أما بخصوص نوعية المشاركين في هذه الوقفة أو التظاهرة أو الاحتجاج، هل مواطنين فرنسيين عاديين؟ ..هل مصريون يقيمون في فرنسا؟ .. هل فيه تمثيل رسمي لنواب ونشطاء معروفين في الداخل الفرنسي من المشاركين؟.
عند هذه النقطة يظهر (نديم قطيش) بطريقة أكثر سخرية وبلغة جسد تعبر في إطار (الساركازم) قائلا: حدثنا .. حدثنا عن نوعية المتظاهرين .. عن ألوان البشرة .. الهوايات .. مقاسات الأحذية للذين كانوا – يقصد (في الوقفة الاحتجاجية) – هواياتهم؟.. ثم يرفع من نبرة السخرية أكثر: ما الإعلام استقصائي بده تفاصيل التفاصيل عن غضب .. عنيف للأمة .. الأمة كلها كانت غاضبة صراحة.
هنا يظهر المزيع الأخرق (معتز مطر) مطلا من قناته القذرة (الشرق) ليبث سمومه وادعاءته الكاذبة قائلا : أعتقد النهارده حضراتكم متابعين – وبلا حياء – غضب عنيف في الأمة نتيجة تلك الزيارة، وعلى الفور يطل نفس المراسل بوجهه الأشعث ليقول : في الحقيقة كان هناك العدد المأمول كان يمكن أن يكون أكبر .. لكن العدد الموجود كان بين 50 إلى 100 شخص، وهو بحسب المنظمين هو رقم لابأس به!!.
نديم قطيش مصحوبا بضحكة وقهقة بسيطة : أمة .. هههههه .. أمة كاملة من 50 لـ 100 شخص، معناه أنا لوحاطط بوست وجاني عليه بس 50 لايك باشيله ويضرب يدا بيد قائلا: بامحيه!!، كل هالتغطية والأسئلة، والتمحيص، والعناوين ويلوح بيديه ورأسه بأسلوب (الساركازم): والموسيقى والدراما .. هى لـ 50 أو 100 شخص معترضين على رئيس دولة تعداد سكانها أكتر من 100 مليون بني آدم .. رايح يبحث في ملفات تعني أكتر من 100 مليون بني آدم ، يخطط لمستقبل 100 مليون بني آدم .. معه حق ما معه حق بيغلط .. بس بيتعاطي بـ 100 مليون بني آدم ، هذا إذا حسبنا المصريين ما حسبنا الدول والشعوب الأخرى التي تتأثر بقرارات وسياسات تتخذها مصر.
ويعاود (قطيش) سخريته اللاذعة التي تنقص قنواتنا المصرية: بص أبو الصوص ..آآآه .. انته طبيعي بطبل لمصر .. صراحة .. يعني الزيارة وحجمها وبامتعاض شديد : حفاوة استثنائية .. ما على بسوى كمان نتواضع نشوف الإعلام الآخر ماذا يقول بدقة عن هذه الزيارة وبلا تطبيل هه؟.
ويستعرض ماذا قال مراسل باريس الأشعث في مفاجأة مذهلة تعكس التناقض الكبير في إعلام الإخوان، حيث يعترف قائلا: في الحقيقة أنا أغطي دائما زيارات أغلب الرؤساء .. الاحتفال فعلا كان استثنائيا، وطريقة الاحتفال والاحتفاء بالسيسي كانت استثائية، وكانت حفاوة كبيرة لم أشهدها لا مع الرئيس أوباما ولاحتى مع الرئيس ترامب، ويرجع المراسل إلى الشارع (لايف) قائلا: برنامج زيارة السيسي مليئ باللقاءات على أعلى مستوى.
وعلى أثر الاعتراف بالحقيقة يدخل (نديم قطيش على الخط) مع المراسل إياه، وبطريقته الساخرة يقول له: إعذرني .. إعذرني على المقاطعة .. (دعنا نعود إلى الهوايات للخمسين نفر اللي مانوا متظاهرين .. ماذا كانوا يلبسون .. وفي عجب من أمره: حتى الإعلام الممول من قطر بنفس البرنامج بيقدر يكذب لحد معين وبعدين بده يقول الحقيقية .. وبعدين الحقائق بتفرض حالها)!!، ثم أدرف قائلا: اللي قاعد بالاستديو عم يستلم تعليمات مساعد (عزمي بشارة) شيئ، واللي واقف ع الأرض عم يشوف بعيونه زيارة عبد الفتاح السيسي شيئ تاني !!.
ويضيف الإعلامي اللبناني ساخرا سخرية لاذعة تنم عن احترافية : الواحد بده يسأل عن هوايات وأسماء وعطورات .. على كان فيه عطورات في الا .. بالتظاهرة !!.. واحد عم بيقوله لم يسبق أن شاهد كشاهد عيان كمراسل حفاوة مماثلة حتى لأوباما وحتى لترامب !! .. هذا نفس البرنامج بنفس الشاشة .. وينظر جانبا كأنه يخاطب شخصا آخر: بص يا أبو الصوص بدنا نروق كمان ما فينا نغطي على المواضيع الخلافية الكبيرة خلال الزيارة.
وعلى جانب آخر يعود ظهور المذيع الأفطس عبر قناته المريبة قائلا: ومازالنا مع أوضاع الصحافة حيث خاطبت مؤسسة حرية الفكر والتعبير نقابة الصحفيين للعمل على الإفراج عن الصحفيين المحبوسين، وأكدت المؤسسة في خطاب أرسلته للنقابة أن عدد الصحفيين المحبوسين في مصر وفقا لرصد المؤسسة يبلغ 16 صحفيا .. إحنا بنتكلم عن 16 صحفي أو أكثر بحسب يعني تقرير المؤسسة ، لكن على الأقل هم أكثر من 10 صحفيين موجودين .. حول أوضاع الصحفيين وأوضاع الصحافة والانتهاكات التي ترتكب بحق بالصحفيين أرحب عبر الأقمار الصناعية بالأستاذ أحمد جاد الكاتب الصحفي.
وكلون من ألوان العبث وخلط المفاهيم والتشدق بحديث مموج حول أوضاع الصحفيين يقول المذيع الأفطس: أستاذ أحمد بارحب بك ويمكن هى فترة صعبة للغاية على الصحفيين في مصر ، عندئذ يتدخل (قطيش) بسخريته المعهودة قائلا : أنا بتقطع يا ضنايا .. بتقطع .. بتقطع ، وبسخرية أشد : وحسنا فعل الإعلام الممول من قطر في تبنيه الرأي العام العالمي حول الإجرام المصري بحق الصحافة والحرية .. ليك .. وراح بالموضوع للآخر .. ويزيد من حجم سخريته: حقيقة فترة صعبة جدا على الصحفيين بمصر وأفضل من يتحسس هذه المعاناة ضيف من قاعد بتركيا .. أكتر حدا ممكن يخبرنا بدقة بحسب إعلام قطر عن حريات الصحفيين، هو ناشط قاعد بتركيا !!.. يعني لو جابوا ضيف من أي مكان تاني بالعالم بافهم .. بس الوقاحة وصلت إنك تجيب من تركيا يحكي عن حريات الصحافة .. ويكز على أسنانه في عجب : من تركيا !!!.
ولأن تركيا هى حليفة الإخوان في كل مساعيها التخريبية فقد أراد (قطيش) بذكاء شديد أن يوضح أحوال الصحفيين في تركيا في إسقاط متعمد من جانبه أعجبني جدا، وذلك عبرمداخلة سابقة بقناة (الغد) على لسان الكاتب والمحلل السياسي (جواد جوك) الذي يقول : يعني عندما نخسر حرية الصحافة طبعا نخسر مثلا حق أخذ الأخبار ثم الديمقراطية بالبلاد .. حقيقة الأمر أنه رتبة تركيا ليست رتبة جيدة، يعني من بين 108 بلد نحن في حرية الصحافة في رتبة 154، الآن 85 من الصحفيين في السجن، وفي السنة الأخيرة 103 من الصحفيين تم اعتقالهم ورفعوا دعوة قضائية ضد 76 صحفي، ويستطرد (جوك): هذه الأرقام ليست أرقام جيدة.
ويعلق (قطيش) في غرابة وعجب على (جوك) قائلا :هذه أرقام منشورة وموجودة ، هاي هى الدولة التي تستضيف نشطاء للدفاع الحريات، وينتفض قائلا : حبيبي انته مع حريات الإخوان المسلمين بس !!، اللي هى أخطر (Compination)، وتعني : (حرية + إسلام سياسي)، يعني Compination أول شيئ بتعمله بتأرفك الحريات لأنها مثل النازيين بتستعمل الحرية ليوصل ليمارس من بعدها كل أشكال قمع الحرية.. انتي بتلبسي هيك وانته بتحلق هيك، وهايدا مسموح وهيدا ممنوع، وهيدا حرام وهيدا حلال.
بسخرية وامتعاض جديديين: بص أبو الصوص كمان لشو عم بنضيع وقتنا بكل هالحكي بصراحة ؟!! .. زيارة ممتازة ناجحة وأظهرت حجم مصر ودور مصر وموقعها، وهادا كان واضح بالتصريحات عن الزيارة .. ثم ينظر إلى أبو الصوص قائلا : لأ .. دي كيف لا .. ويجلب فيديو لأحد أبواق الإخوان الإرهابية معلقا على الزيارة ليجيب على أبو الصوص: دي معلومة بحكم خبرة الممارسة الدبلوماسية .. مايثار وراء الأبواب المغلقة .. عادة أول ما تطلع في المؤتمر الصحفي وتسمع: وهناك اتفاق عريض على القضايا ذات الاهتمام المشترك تعرف إن اللي اتقال جوه حاجة تانية خالص!!.. ويوميئ قطيش بفمه : إووووه .. قاله بالخبرة الصحفيه إووووه .. ثم يسخر قطيش أكثر قائلا : آه يا خبير يا ملعب!!.
وينهي الإعلامي اللبناني المحترف الذي تفوق على وسائل إعلام ووجه لهم الضربة القاضية بتعليقاته الساخرة السابقة ومفندا ألاعيب الإخوان الشيطانية في تناولهم لزيارة السيسي لفرنسا، وأنهى كلامه بتخليص كاف شاف قائلا: الإعلام الممول من قطر بس بيعتبر إن الأمة بينوب عنها 50 شخص، إنما أيضا هالخمسين شخص هننا المخولين يفهموا البشرية كلها، إنه حتى لو البشرية سمعت إن الزيارة مهمة وتاريخية واسترتيجية إنما المعنى الحقيقيي بحسب الخبر .. إووووه لهالكلام هو العكس، ولما هالخمسين شخص بتمنعهم يحكوا على سبيل مكافحة الغباء والحقد بيطلع من يقولك هادي معركة حريات!!!.
ليتنا نتعلم من درس (نديم قطيش) في مواجهة أعداءنا بحكنة ومسئولية وضمير حى .. اللهم بلغت .. اللهم فاشهد.