باب الفتوح .. أيقونة محمود دياب المسرحية
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
هذا الأسبوع لن نبتعد كثيرا ولن نعود إلى الوراء قليلا، حيث طالبنا العديد من القراء ألا نظلم نجوم هذه الأيام فى باب (سيلفي النجوم) لأنه يوجد حب في كل زمان، ولم يقتصر الحب والعلاقات الطيبة فقط على نجوم الزمن الجميل، لكن الزمن الحالي فيه كثير من النجوم الذين يتمتعون بأخلاق طيبة، لهذا نتوقف اليوم عند صورة تعود إلى عام 2015 وتجمع مجموعة من النجوم الحاليين لكنهم عاشوا العصر الذهبي للمسرح المصري، وهم أبطال مسرحية (باب الفتوح) وفى الصورة التى نعرضها نجد مجموعة من النجوم يلتفون حول تورتة بداية البروفات، منهم النجم الكبير يوسف شعبان، ومخرج العرض فهمي الخولي، فضلا عن النجوم محمد رياض، وسامي مغاوري، وفتوح أحمد الذي كان وقتها رئيس البيت الفني للمسرح، وغيرهم من شباب ونجوم المسرح الحديث الذي أنتج العمل.
مسرحية (باب الفتوح) استمرت التحضيرات الخاصة بها لمدة عام كامل، وقام ببطولتها غير النجوم الموجودين فى الصورة كلا من (محمد محمود، وأشرف طلبه، نسمة محمود، وجلال رجب، ورحاب رسمى، خالد النجدي) تصميم ديكور أسامة المنصوري، وتصميم أزياء رباب البرنس، وألحان وتوزيع الموسيقار منير الوسيمي، وأشعار محمد الشاعر.
وهذا العمل من الأعمال الخالدة التى كتبها الكاتب المبدع (محمود دياب) فى نهاية الستينات، وكانت انعكاساً واضحا للهزيمة العسكرية والسياسية للنظام الحاكم في يونيو 1967، لهذا ظلت ممنوعة من العرض لمدة خمس سنوات حتى قدمت على خشبة المسرح القومي عام 1971، بعدها قدمت عشرات المرات على المسارح، خاصة مسارح الجامعات المصرية، حيث يعتبرها كثير من الشباب المسرحي أيقونة (محمود دياب) المسرحية، كما أن أحداثها صالحة لكل زمان ومكان.
في هذه المسرحية يعود محمود دياب الى التاريخ لأول مرة، الا أنه لا يكتفي بطرح رؤية جديدة للواقعة التاريخية لكنه يعيد قراءة التاريخ، وتحكى المسرحية عن مجموعة من الشباب المعاصر يعيدون صنع التاريخ كما يأملون، ويدفعون بفارس من وحي خيالهم ليخترق التاريخ ذاهبا إلى (صلاح الدين) محرر القدس لتتحد روح الثورة بقوة الجيش المساندة لـ (صلاح الدين) ليحررهم هم أيضا، جسد الفنان (محمد رياض) الفارس المصرى والثائر (أسامة بن منصور) صاحب كتاب (باب الفتوح)، والذى يكلف بمهام صعبة من قبل الشباب المعاصر بإرسال مطالبهم إلى القائد (صلاح الدين)، والتى تتمثل فى الحرية، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية.
والمسرحية تعتمد فكرة التاريخ الموازى.. فالتاريخ يكتبه دائما الملوك والقواد والمنتصرون ويتجاهلون العامة والفرسان والثوار الذين صنعوا المجد والانتصارات التى خلدت كل هؤلاء، كثير من العبارات المذكورة على لسان الأبطال وخصوصا تلك الموجودة بكتاب (باب الفتوح) مثل (لا يوجد بلد حر.. إلا بشعب حر).