كتب : أحمد السماحي
سيبوا لي قلبي وارحلوا
لا اسال أنا ولا تسألوا
قلبي خلاص من اليوم يا ناس
لاهفرحه ولا ازعله
مدام انتو فاكرين الهوى
نقضي السنين صبر
وحنين دمع وأنين
يبقي الفراق بالشكل ده ما أسهله
هذه الكلمات التى غنتها المطربة الكبيرة (ميادة الحناوي) من كلمات الشاعر المتميز (عبدالرحمن الأبنودي)، وألحان الموسيقار العبقري (عمار الشريعي) وخطفت قلوبنا، ومازالت رغم مرور أكثر من 25 عاما على طرحها في الأسواق واحدة من أنجح وأفضل أغنيات مطربة الجيل، ينطبق عليها المثل الشائع (تبقى في بؤك وتقسم لغيرك)!
حيث كان من المقرر أن تغنيها مطربة أخرى، وبالفعل غنتها!، تعالوا بنا نرجع ثلاثين عاما إلى الوراء ونعرف (حدوتة) هذه الأغنية:
فى نهاية الثمانينات كان الموسيقار العبقري (عمار الشريعي) الذي نحي اليوم ذكرى رحيله الثامنة هو أحد فرسان الساحة الغنائية، والملحن المفضل لكثير من المطربيين والمطربات في مصر والعالم العربي، نظرا لتميز موسيقاه، وفكره الموسيقي، وإبداعه الفياض، وسهولة وتميز جملته الموسيقية السهلة البسيطة القريبة إلى أذن وقلب وعقل الشارع المصري والعربي.
فى هذه الفترة كون الموسيقار الراحل ثنائيا فنيا مع الشعراء المبدعين، ورفقاء الدرب والمشوار (عبدالرحمن الأبنودي، سيد حجاب، عمر بطيشة)، وكانت نتيجة هذه الثنائيات ألبومات ناجحة لمطربات مصريات وعرب منهم (ميادة الحناوي، نادية مصطفى، سلمي، نعمى) وغيرهن من المطربيين والمطربات.
وأثناء ذلك كان (الشريعي) يجهز ألبوم كامل مع المطربة (نادية مصطفى) بعنوان (أنا يا ما هقولك ما جراللي) كلمات شاعرنا صاحب المفردات الخاصة جدا (عبدالرحمن الأبنودي)، وكان من بين أغنيات الألبوم الستة التي كان ينتجها المنتج الكبير (محسسن جابر) أغنية بعنوان (سيبولي قلبي وارحلوا)، وبعد أن قامت المطربة بغنائها على مضض حتى لا تغضب (الشريعي والأبنودي)، وقبل طرح الألبوم بفترة وأثناء التجهيز لنزول الأغنيات، اتصلت (نادية مصطفي) بالمنتج الكبير وطلبت منه وهى في غاية الخجل حذف أغنية (سيبولي قلبي) من بين أغنيات الألبوم، لأنها تحس أن هذه الأغنية ليست لونها، كما أنها لم تحس بها وهى تغنيها، لكنها تخجل أن تقول هذا الكلام أمام المبدعين الكبيرين (الأبنودي، والشريعي).
وتفهم (محسن جابر) الأمر، وقال لها – كما ذكر لي – ولا يهمك، ستغني أغنية أخرى بدلا من أغنية (سيبولي قلبي) حتى تكتمل أغنيات الألبوم العدد الشائع فى هذه الفترة وهو ستة أغنيات.
وسعدت (نادية مصطفى) بتفهم منتجها الكبير فى هذه الفترة لشعورها ومزاجها الفني، وغنت أغنية أخرى طرحت ضمن أغنيات الألبوم!.
أثناء ذلك كانت المطربة (ميادة الحناوي) تجهز أغنيات ألبومها الأول مع (عمار الشريعي والأبنودي) والذي جاء بعنوان (هى الليالي كده)، وأسمعها المنتج الشاطر الأغنية التى رفضتها (نادية مصطفى) فتحمست مطربة الجيل للأغنية، وأعتبرتها واحدة من أجمل الأغنيات التى غنتها في مشوارها الفني.
وبالفعل قامت بغنائها، وطرحت مع أغنيات أخرى فى ألبوم (هى الليالي كده) وحققت نجاحا ساحقا ومازالت واحدة من أنجح أغنيات المطربة السورية الكبيرة.
جدير بالذكر أن هذه الأغنية بصوت (نادية مصطفى) مازال يحتفظ بها المنتج الكبير محسن جابر حتى الآن.