شادية وعماد حمدي حب وزواج أفسدته الغيرة
* قطار الرحمة سبب قرب شادية من عماد حمدي
* فيلم ” أقوى من الحب” كان سببا في زواجهما
* فرق السن بينهما نغص عليهما حياتهما العاطفية
* زوجته الأولى فتحية شريف كانت وراء الطلاق
* تم الطلاق فى هدوء شديد دون أن يفسد علاقتهما
كتب : أحمد السماحي
بعد أيام قليلة من معرفته بها تسلل حبها فى هدوء إلى أوردته وشرايينه، كان يسري حبها فى روحه كالكهرباء، كانت في عينيه شابه فى بداية العشرين من عمرها جذابة صريحة جميلة أنيقة، مالكة زمام نفسها معتدة بشخصيتها وفى لحظات كان الحب يتوهج فى عينيه ويشتاق إليها رغم أنها لم تتركه إلا منذ دقائق قليلة، بدأت قصة حب (شادية) مع (عماد حمدي) من خلال (قطار الرحمة).
كانت فكرة تسيير (قطارالرحمة) التي نبتت في ذهن واحد من رجالات الثورة في ديسمبرمن عام 1952، أي بعد قيام الثورة بستة أشهر، كان الرجل صاحب الفكرة هو قائد الجناح (وجيه أباظة) الذي كان يشغل عند قيام الثورة منصب مديرالشئون العامة للقوات المسلحة، وكانت فكرة (قطارالرحمة) تقوم علي تسيير قطارات يحتشد فيها نجوم السينما والفن، وتجوب بهم أنحاء مصرمن أسوان جنوبا إلي الإسكندرية شمالا، بالإضافة إلي خط القنال وشرق وغرب الدلتا، والهدف هو جمع أكبرمعونات عينية ومادية من جماهيرمصرفي مختلف المديريات قبل أن تصبح محافظات وتوجيه هذه المعونات إلي إخواننا اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا مشتتين هنا وهناك في مصر وغيرها من البلدان العربية.
وجمع (قطار الرحمة) بين شادية وعماد، وتسللت خيوط حبهما بين عربات القطار، في رحلة الصعيد قال عنها عماد حمدي فى حديث له فى هذا الوقت: ( إنها نقية، صافية، فيها براءة ووداعة ذات قلب طيب ورقيق، دائمة الإبتسامة، تميل إلى الهدوء والمسالمة)، كانت هذه مشاعره نحوها، وفي بداية رحلة القطار كان على كل فنان أن يختار فنانة ليشكلا ثنائيا، فاختارها المخرج (عز الدين ذوالفقار)، واختارت زوجته الفنانة (فاتن حمامه) زميلها (عماد حمدي)، ومع ذلك كان (عماد) يقضي معظم وقته وأوقات الرحلة مع (شادية) التى قالت عنه أيضا في حديث صحفي نشر في مجلة (الكواكب): (طوال الرحلة كان في منتهى اللطف معي، وشعرت بالارتياح الشديد إليه، وهو يغدق على العطف والحنان ويسهل لي التنقل من القطار إلى المسرح وبالعكس، بل إنه من تلقاء نفسه اختار أن يكون هو مقدم الفقرات الغنائية التى أقدمها أنا في كافة الحفلات خلال الرحلة.
عماد يشكو لها من زوجته
بعد هذا المشوار الذى استغرق عشرة أيام عادت (شادية) إلى القاهرة، وسافر (عماد) إلى الإسكندرية لتكملة تصوير أحد أفلامه، وطوال فترة تصويره فيلمه كان يصل للنجمة الشابة منه رسائل يحكي فيه عن عمله وما يضايقه، وما يفرحه، وبعض همومه الخاصة.
وفى إحدى هذه الرسائل قال لها: إنه ليس سعيدا فى حياته الزوجية وأن الانسجام مفقود بينه وبين زوجته السيدة (فتحية شريف) التى لم تعد توفر له السعادة، وكانت (شادية) تتلقى رسائل زميلها وتطالعها بدقة واهتمام، وتستغرب السبب الذي من أجله يحدثها عن هموم شخصية لا علاقة لها بها، وليس فى يدها أن تفعل شيئا، لكي ترفع عنه هذه الهموم.
الرسالة التى فتحت النار على شادية
فيما بعد وصلتها رسالة فيها عتاب شديد لأنها لا تتجاوب معه ولا ترد عليه بكلمة تشعره بأن له صديقة فى هذه الدنيا تحس بما فى قلبه من أسى ولوعة، وعندئذ حملت (شادية) القلم وكتبت له رسالة لم تكن رسالة غرامية وليس فيها أي كلمة حب، لكنها رسالة مختصرة تقول فيها : (إنني أكن لك كل احترام وود كزميل، والسبب الوحيد الذي جعلني لا أرد على رسائك هو إنني مشغولة للغاية فى تصوير أفلامي).
وبعد هذه الرسالة بأيام قليلة عرفت (شادية) من صديقات وزميلات لها أن هناك شائعة كبيرة تملأ مجتمعات أهل الفن عن قرب زواجها من (عماد حمدي)، واستغربت (شادية) هذه الشائعة وتساءلت بينها وبين نفسها: أنا أتزوج عماد حمدي!، ولماذا أتزوجه وهو يكبرني سنا، وإذا كنت سأتزوج رجلا أكبر مني حتى استطيع أن أجد عنده الراحة والاطمئنان، فإن هذا الرجل لن يكون عماد حمدي بالتأكيد لسبب بسيط واحد أنه متزوج.
شائعات شائعات
ضايقت الشائعة (شادية) جدا، لكنها علمت من خلال أحد أصدقائها الصحافيين بأن زوجته السيدة (فتحية شريف) هى التى أطلقت هذه الشائعة عنها، لأن الرسالة الوحيدة التى بعثت بها (شادية) إلى (عماد حمدي) وقعت في يدها.
وبعدها بأيام عرفت من صديق صحفي أن الرسالة سوف تنشر فى إحدى المجلات مع تعليق عليها يصفها بأنها سارقة الأزواج!، وكأن بركان هنا انفجر فى أعماقها فبكت الفنانة الشابة بقوة وصاحت: أنا لم أسرق الأزواج! من يقول هذا؟ قال لها الصحفي: الذين سينشرون رسالتك فى الصحف هم طبعا الذين يوجهون إليك هذه التهمة!.
وهى في هذه الحيرة الشديدة والقلق على سمعتها من الشائعات التى تحوم فوق رأسها اتصل بها (عماد حمدي) وقال لها : يا ترى ألم تفهمي شيئا من رسائلي إليك؟ فصاحت به: سيبك من الجوابات بتاعتك، ده الجواب الوحيد اللي أنا كتبته لك هو اللي عمل مشكلة، قال لها بلا اهتمام: سيبك من الكلام السخيف اللي بيتقال ده، أنا حبيتك ومنتهى أملي فى الدنيا دلوقتي انك تقبلي الزواج مني!
قالت له وهى مخنوقة بالبكاء : كده وبالسرعة دي! وعشان يتقال انى فعلا سرقتك من مراتك، شكرا يا عماد على شهامتك وموقفك الرجولي ده.
فقال لها : ولا موقف ولا حاجة أنا فعلا بحبك وعايز اتجوزك.
فقالت له : الحب وحده لا يحمي المرأة من ألسنة الناس وادعاءاتهم، والزواج يحتاج إلى بعض الوقت، وأغلقت التليفون.
أقوى من الحب
أثناء ذلك عرض عليهما المخرج الرومانسي (عز الدين ذوالفقار) المشاركة في بطولة فيلم (أقوى من الحب) مع النجمة (مديحة يسري)، وأثناء تصوير الفيلم في مدينة الإسكندرية توطدت علاقتهما أكثر وتحولت إلى حب، وبعد انتهاء التصوير رجعت (شادية) إلى القاهرة، وعرضت موضوع زواجها من عماد حمدي على والدها الذي رفض فى البداية نظرا لفارق السن بينهما فابنته فى بداية العشرين، وعماد اقتربت من الخمسين، لكن (شادية) تملكها العناد وأكدت لوالدها أن عماد هو الذي سيجعلها تعيش فى واحة من النعيم والاستقرار، ولن يكون هذا هو حالها لو تزوجت من أي شاب ما زال في سن الطيش واللامبالاه.
زواج بدون فرح
بعد أيام قليلة وعندما وجد الأب تصميم ابنته على الارتباط بفارس أحلامها، وافق على مضض وهو يضع يده على قلبه، وأرادت (شادية) أن تقيم حفلة كبرى فى فندق (سميراميس) الذي كانت تقام فيه حفلات زفاف الطبقة الأرستقراطية، وترتدي فستان الزفاف الأبيض حلم أي فتاة، وتقوم بالرقص في فرحها زميلاتها وصديقتها الفنانة (تحية كاريوكا)، لكن لظروف (عماد حمدي) الخاصة، تم الزواج بدون حفل ولا فستان ولا رقص.
مهر شادية جنية
تحت عنوان (جهاز شادية تكلف 6000 جنية) كتبت مجلة (الجيل) أن مهر الفنانة الشابة (شادية) كان جنيها، ومؤخر الصداق 2000 جنيه، وبعد انتهاء شهر العسل انتقلت شادية إلى العش الجميل فى عمارة فخمة تقع تجاه سرايا الرئيس السابق (علي ماهر) بالجيزة وإيجار هذا العش الجميل هو بالتحديد 32 جنية غير (الفكة) و(الفكة) هى شهرية البوابيين وخلافه.
الغيرة تفسد الزواج
مرت الأسابيع والشهور الأولى من الزواج بسعادة، لكن هذه السعادة لم تدم طويلا، فقد بدأت الغيرة تعرف طريقها إلى قلب (عماد حمدي) إذا تحدثت مع زميل لها يسألها عن ماذا يقول لها؟!، وإذا جاءها اتصال هاتفي من صديقة لابد أن يعرف كل شيئ عن ما دار فى المكالمة!، وإذا خرجا إلى سهرة وابتسمت لأحد المعجبين يسألها عن سر الإبتسامة؟!، وما كان يفسد حياتهما بصفة منتظمة زوجته السابقة التى كانت تخلق المشاكل وتنغص عليهما سعادتهما بصفة منتظمة.
في عام 1955 بدأت المشاكل تزداد حيث كانا يقضيان فترة استجمام في الإسكندرية، وتلقى عماد مكالمة تليفونية من محامية يطلبه العودة إلى القاهرة لحضور القضية التى رفعتها عليه زوجته (فتحية شريف)، ومنذ تلك اللحظة توتر الجو بين (شادية وعماد)، خاصة مع غيرته الشديدة عليها، وبدأت المشاكل تدق باب منزلهما، وتناقلت الصحف والمجلات الفنية قصة الخلاف بينهما، يومها قالت له شادية: إن الطلاق أقصر الطرق لراحة البال، فاتفقا أن يمنحا نفسيهما فترة من الزمن يفكران فيها إما الاستمرار أو الانفصال.
شائعة حب شادية لفريد الأطرش
في هذه الفترة شاركت (شادية) المطرب (فريد الأطرش) بطولة فيلمه الجديد (ودعت حبك)، ومع ازدياد الخلافات بين (شادية وعماد) كثرت الشائعات حول حب (فريد الأطرش لشادية)، لدرجة أن النجم (عماد حمدي) صدق هذه الشائعات، وذهب إلى السويس مكان تصوير فيلم (ودعت حبك) واختلق مشكلة كبيرة بينه وبين شادية وتركها تبكي ورجع إلى القاهرة، ولم تستطع الفنانة الشابة صاحبة الأربعة وعشرين عاما مواصلة الحياة الزوجية، فتم الطلاق فى هدوء شديد بين الزوجين النجمين.
يومها قالت شادية لمجلة (الاثنين والدنيا): دى مشيئة ربنا ماحدش حبني قد عماد وما حدش حيديني حنان عماد، لكن نعمل ايه؟! حياتنا أصبحت عكننة متصلة ومين عارف يمكن دى هدنة ونرجع لبعض تاني، وسمع (عماد) العبارة الأخيرة وهز رأسه أكثر من مرة وهو يكررها وكأنه يحاول أن يصدقها صحيح مين عارف يمكن دي هدنة، هوه احنا حصل بينا حاجة!.
وبهذا أسدل الستار على أعذب قصة حب عرفها الوسط الفني بين نجمين، والجميل أن الطلاق لم يؤثرا يوما على علاقتهما ببعض فكان يقومان ببطولة أفلام مشتركة حتى رحل عماد حمدي عن الدنيا.