كتب : أحمد السماحي
تشبث الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بكرسي الرئاسة الأمريكية، وإصراره على البقاء فى المنصب، وقراره الإبقاء رئيسا رغم أنف الدستور والقوانين والإنتخابات، ودرجة الجنون التى وصل إليها لدرجة أنه حطم مكتبه فى البيت الأبيض، كل هذا استدعى على الفور إلى ذاكرتي أغنية (أخطأت فى الحكم) رائعة الموسيقار الرائع (منصور الرحباني) في مسرحية (زنوبيا) التى لحنها ووزعها ابنه الموسيقار المبدع (أسامة الرحباني) وغنتها بإبداع المطربة (كارول سماحه) فى واحد من أهم مشاهد المسرحية التي تحكي قصة (زنوبيا) ملكة تدمر ونضالها للتحرر من حكم الامبراطورية الرومانية.
و(زنوبيا) كما رأها (منصور الرحباني) هى التي تحمل في دمها تراث كل النساء من شرف وكرامة وتوق الى الحضارة، جلست على العرش بعد اغتيال زوجها، وصار بلاطها ملتقى الشعراء والفلاسفة وملجأ للمضطهدين، وأعلنت نفسها ملكة على تدمر وقررت إنهاء الوجود الروماني في الشرق قائلة (لا) لروما فكانت الصرخة الاولى بوجه المحتل، ووقفت (زنوبيا) في مواجهة (أورليانوس) قيصر روما بجبروته وطغيانه، لتحرر الشرق من سلاسل العبودية والظلم والطغيان.
وفى أحد المشاهد المؤثرة جدا تقف زنوبيا بعد أن ضاع منها الحكم تغني:
أخطأت في الحكم
أم أنه الكرسي
ينسيك أصحابك
يا حكم كم تنسي
طمحت للمجد
هدمت بلدانا
زنوبيا صار اسمك بركانا
قتلت ما قتلت
شيبا وشبانا
استغفري الإله في لجة اليأس
أخطأت في الحكم
أم أنه الكرسي
الحرب لا تشبع
فتأخذ الشباب
لله ما أوجع
أن يسكت الغياب
لا أحد يسمع
شيئا عن الغياب
ويزهر الفراغ في غربة النفس
أخطأت في الحكم
أم أنه الكرسي.
ولأن (كارول سماحه) تؤمن بأن عليها دورا كبيرا لبث الأمل والفرح في نفوس جمهورها في العالم العربي عامة، ولبنان خاصة، ولأنها تؤمن أيضا أن بلدها لبنان بلد المهرجانات والفرح، ويجب أن يتغلب لبنان الفرح على الخوف والحزن، فقد طرحت أمس الأثنين الموافق 30 نوفمبر أغنية جديدة من تأليفها عن أعياد الكريسماس، تدعو للوحدة ونبذ الطائفية بعنوان (من سنة لسنة) يقول مطلعها :
من سنة لسنة
منتلاقى بهالعيد
حتى لو مختلفين رح
نبقى مجموعين
كلنا إيد بإيد
من سنة لسنة
منتلاقى بهالعيد
هيدي أجمل فرحة
منعيشا بالسنة
منتخطى المسافات
منتلاقى بالأحباب
كلنا إيد بإيد
هيدي أجمل فرحة
منعيشا سوا
الوجوه اللي عم تضحك
أحلام بتتحقق
ولاد عم تركض هون وهون
لقلوب بتتحنن، والناس بتتزين
صار الميلاد عنا هون
جدير بالذكر أن (كارول سماحه) عرض مؤخرا فيلمها اللبناني (بالصدفة) ضمن فعاليات الدورة الـ 36 لمهرجان الإسكندرية، حيث شارك في مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط، وحصلت من خلاله على جائزة أحسن ممثلة، وهو من تأليف كلوديا مرشيليان، إخراج باسم خرستو، وشارك فى بطولة الفيلم (بديع أبو شقرا، وباميلا الكيك، ومتير معاصري، وسامي حمدان)، وناقش الوجه الآخر لبيروت من خلال حياة العشوائيات، حيث دارت الأحداث حول رجل أعمال ناجح، ويعمل في وسائل الاتصال، تنقلب حياته رأسا علي عقب بعد سرقة حقيبته، ويقرر اللحاق باللص حتي يصل لإحدي الأحياء الفقيرة، وهناك يقابل عالم آخر، ويقع في حب شقيقه اللصة التي سرقت حقيبته.