بقلم : محمد حبوشة
دخل جسر (تحيا مصر) الذي تم تشييده في القاهرة، موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأعرض جسر بالعالم (67 مترا و36 سنتيمترا) وهو يتضمن 6 مسارات مرورية في كل اتجاه، ويمتد على طولِ 540 مترا، على ارتفاع 96 مترا عن سطحِ الماء، ويربط هذا الجسر شرق العاصمة المصرية بغربها وتحديدا جزيرة الوراق بمنطقة شبرا، وتم إنشاؤه تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ونفذته شركة (المقاولون العرب)، واستغرق بناؤه أربع سنوات، ومع ذلك لم يأخد حقه المنوط به من التغطية الإعلامية في حينه، ولم يلقى هذا الإنجاز الذي تم بسواعد مصرية أي نوع من الاهتمام بعد افتتاحه اللهم إلا لماما إذا حدثت أية أومة مرورية تستلزم الحديث عن الانسابية التي وفرها هذا الجسر الذي يعد صرحا عريقا في قلب القاهرة.
ويوم الخميس قبل الماضي 19 نوفمبر 2020، دخلت أيضا موسوعة جينس قافلة صندوق (تحيا مصر) حيث حققت رقمين قياسيين، الأول: أكبر قافلة من التبرعات، والثاني: أكبر عدد من الدواجن يتم توزعها للأسر الأولى بالرعاية، كما يسعى الصندوق أيضا لتحقيق رقم قياسي ثالث لأكبر قافلة في عدد الحافلات الناقلة للمواد الغذائية، ومع ذلك لم تتنبه وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة إلى هذا الإنجاز الذي حققه صندوق تحيا مصر – فقط كان هنالك تغطية خجول من جانب بعض الصحف الخاصة في غياب الصحف القومية، وربما اهتمت بعض الصحف الخاصة بحكم تبعيتها لـ (لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) – وبالمناسبة هى نفسها الشركة التي تملك معظم القنوات الفضائية ومحطات الراديو الأكثر انتشارا.
وحول هذا الإنجاز المصري قال هشام خليفة، مدير برنامج الدعم الاجتماعي بصندوق تحيا مصرفي تصريح له بإحدى الصحف الخاصة (الوطن)، إن الصندوق يستهدف الدخول منذ نحو أسبوع للموسوعة، وخصوصا بعد حصر المساعدات والأسر المستهدفة وعدد المساعدات بالمقارنة لأكبر قافلة موجودة في الموسوعة بالفعل، ووفرت القافلة مليون بطانية و500 ألف قطعة ملابس في 473 تريلا وثلاجة، وتعد أكبر قافلة إنسانية حيث إن الموجودة فى موسوعة جينيس كانت 416 فقط، وأقيمت احتفالية لهذا الغرض في إطار مبادرة (نتشارك عشان بكرة) بفندق (الماسة كابيتال) بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمن غابت عنها كالعادة القنوات ومحطات الراديو رغم أنه كانت هناك تنويهات عن هذا الحدث بين فواصل إعلانات بعض تلك القنوات.
ألم يلفت نظر قنواتنا ومحطات الراديو على نحو جدي أن صندوق (تحيا مصر) قام بتنظيم أكبر قافلة انسانية لدعم مليون أسرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني، وأن تلك القافلة قامت بتوزيع المساعدات الغذائية والدواجن والملابس في القرى الأكثر احتياجا على مستوى كافة المحافظات تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير الدعم اللازم لمحدودي الدخل والأولى بالرعاية.
وحتى أكون موضوعيا فقد لمحت على استحياء مداخلة هاتفية ببرنامج (الحياة اليوم) عبر فضائية الحياة، وحوارقصير له في برنامج (8 الصبح)، المذاع على فضائية dmc كشف من خلالهما محمد مختار، المتحدث باسم (صندوق تحيا مصر)، إن نهاية الشهر الماضى كان هناك تكليفات من الرئيس السيسى بتكثيف جهود الصندوق الخاص بالاستعداد لفصل الشتاء، وأن الصندوق حقق أرقاما قياسية بموسوعة جينيس عن طريق تسجيل أكبر قافلة تم التبرع بها بالدواجن، والمواد الغذائية، وهذا يشير إلى أن الصندوق عمل تزيد عن ثلاثة أسابيع في تجهيز هذه القافلة ما كان يستلزم المتابعة من جانب القنوات الفضايئة عبر تقارير يومية أو حتى أسبوعية تبرز تلك الجهود الشبابية المصرية، خاصة أن (مختار) أشار إلى أن الصندوق سينظم أطول مسيرة فى العالم بشاحنات التبرع طولها تجاوز 3 كم عن طريق الاستعانة بعدد 462 تريلة لكسر رقم قياسي قديم، أليس هذا أدعى للاهتمام من جانب وسائل إعلامنا الغراء؟.
ولعل المتحدث باسم صندوق تحيا مصر، قد لفت من خلال نفس المداخلة إلى أن شعار صندوق تحيا مصر (نتشارك) الذي سبق هذه الحملة جاء عن طريق شراكة دائمة مع وزارة التضامن الاجتماعى لتحديد الأسر المستهدفة لدعم الصندوق ، أي أن هناك استمرارية في تقديم الخدمات تستلزم تغطية دائمة من جانب قنواتنا، وقد أضاف محمد مختار في هذا الصدد أن القافلة الانسانية تم تنظيمها بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى و13 منظمة مجتمع مدني، مشيرأ إلى أن هذه القافلة الانسانية كرقم قياسى مسجل فى موسوعة جينيس تتعدى قيمتها مليار جنيه وتم التبرع بها من خلال المساهمين فى صندوق تحيا مصر.
يذكر أن (صندوق تحيا) – الأولى برعاية إعلامية خاصة – قد قام بإطلاق أكبر قافلة إنسانية لدعم الأسر الأولى بالرعاية، وأن القافلة توفر مليون بطانية و500 ألف قطعة ملابس تحتوى على 473 تريلا وثلاجة، وتضم القافلة 500 ألف قطعة ملابس، وقد شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء الخميس 19 نوفمبر احتفالية صندوق تحيا مصر لإطلاق أكبر قافلة إنسانية لدعم الأسر الأولى بالرعاية، حيث شاهد فيلم تسجيلي وتوثيقي عن مشروعات تحيا مصر – لم ألحظ بث مشهد واحد منه في قنواتنا إلا في أثناء الفواصل لبعض القنوات وليس كلها بين البرامج الأكثر جماهيرية.
ألم يلفت نظر إعلامي برامج (التوك شوز) الغارقة في كشف عوارتنا من جرائم بشعة والسفسطة حول آفة سناتر الدروس الخصوصية وغيرها من قضايا تسعى من خلالها إلى تصدير طاقة سلبية أن تحدث نوعا من التوزن في بث طاقة إيجابية من خلال احتفالية صندوق (تحيا مصر) بتلك القافلة والتي حضر ها اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، ونيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وأسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، واللواء محمد أمين نصر، مستشار رئيس الجمهورية وأمين صندوق تحيا مصر، واللواء عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، وتامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق (تحيا مصر).
حدث تاريخى مثل هذا حدث على أرض مصر لابد أن يسترعى انتباه إعلامنا، خاصة أن العالم احتفل به بعد أن وثقته موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وهو إطلاق أكبر قافلة إنسانية لرعاية مليون أسرة استعداداً لفصل الشتاء، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وتحت رعايته، وتتكون القافلة من 199 سيارة جامبو، و271 مقطورة تحتوى على مليون كرتونة مواد غذائية، بالإضافة إلى 200 طن من الدواجن ومليون بطانية، فضلا عن أجهزة طبية متنوعة، ومن ثم كان ينبغي أن تهتم به وسائل الإعلام المصرية وتبرزه على شاشتها وصفحات صحفها الأولى وتصدره نشرات أخبار الراديو- تماما كما عرضت نشرة الرابعة من تليفزيون اليوم السابع في بدايتها – خاصة أن محافظات مصر شهدت حراكا غير مسبوق من أجل توصيل تلك المساعدات للمستحقين بتضافر كافة الجهود من الأجهزة التنفيذية.
رأي الشخصي أن القائمين على القنوات الفضائية ومحطات الراديو وحتى الصحف القومية الكبرى وبعض الصحف الخاصة – عدا اليوم السابع – مصابون بحالة من عمى البصر والبصيرة في عرض إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي كما ينبغى أن تكون عليه، حتى يشعر المواطن في الداخل والخارج بتلك الإنجازات التي تؤكد حقيقة أن هذا الرجل مخلص تجاه شعبه ووطنه، فالمصريون إلى قت قريب كان لا يجدون من يحنو عليهم.. تلك عبارة قيلت منذ أكثر من 7 سنوات وجسدت وقتها مدى الإهمال الذي تعرض له هذا الشعب خلال العقود الماضية، وبتشخيص دقيق لمعاناة الناس الذين نالت منهم المعاناة وتجاهل الدولة وعدم اهتمامها بالإنسان، أولا: نقول أنه منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى تغير الحال واختلفت السياسات وتبدل اتجاه الدولة فأصبح الإنسان المصرى فعلا وقولا هو المستأثر بقلب وعقل الدولة ومحور اهتماماتها، وعلى رأس أولوياتها كل جهود التنمية تصب فى مصلحته تسعى إلى تغيير حياته إلى الأفضل في العيش الكريم على تراب هذا الوطن
ياسادة الإعلام: في عهد السيسي أصبح بناء الإنسان المصرى هو غاية وجل أهداف الدولة التى لم تكتف فقط بفتح صفحة جديدة مع الشعب ولكنها تصدت بقوة وجدية لكل مشاكل وأزمات ومعاناة المواطن المصرى وتغير واقعه إلى الأفضل وأصبح الهدف الإستراتيجى لجهود الحكومة هو توفير الحياة الأفضل للمواطن، وهذا يتطلب عين الإعلام الواعية التي تصدر تلك الصورة الإيجابية بصفة مستمرة، وربما كانت كثير من الشواهد والجهود والقرارات طوال الـ 6 سنوات الماضية التي تجسد اهتمام الدولة غير المسبوق بالإنسان المصرى، وهناك العديد من الإجراءات والقرارات على أرض الواقع جسدت ذلك بوضوح، لكن قنواتنا تغمض الطرف عن عرض تلك الصورة الإيجابية على نحو يبرزها ويدعم الرجل الذي يبذل جهودا مضنية في سبيل رفعة ومكانة مصر.
أليس واضحا جليا لوسائل إعلامنا تجربة مصر الرائدة والفريدة في مواجهة فيروس كورونا لتعرضها وسائل الإعلام كنموذج على التحدي والإرادة ، فقد شاءت الأقدار أن تكون الأزمة والمحنة والشدة التى يعيشها العالم ممثلة فى تداعيات هذا الفيروس اللعين، وبطبيعة الحال مصر من ضمن دول العالم أن تكون المرآة التى عكست بوضوح مدى التغيير الذى طرأ على عقيدة الدولة المصرية ومدى اهتمامها بالمواطن، ليس فقط فى توفير الحياة الكريمة ولكن أيضا فى الحرص على سلامته وأمنه وحياته، وربما كان الأولى حاليا ذكر تجربتنا في مواجهة الموجة الأولى عبر قنواتنا لتكون درسا وحافزا على تشجيع المواطنين على تحمل تبعات الموجة الثانية.
ويبدو ملحوظا لي ولغيري أنه لم يتوقف الأمر لدى الدولة المصرية وعلى رأسها الرئيس السيسي على اتخاذ الإجراءات الاحترازية بل بذلت الدولة تضحيات كبيرة، وتحملت خسائر فادحة فى سبيل الحفاظ على الوطن والمواطن وكانت الدولة على قدر وفير وغير مسبوق من الإنسانية فى التعامل مع مواطنيها خاصة الفئات البسيطة والمتضررة جراء الإجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتشار الفيروس – ومالم تبرزه وسائل إعلامنا التي اكتفت طول الوقت بعرض الإحصاءات اليومية للمصابين والمتوفين – أن الفقراء والفئات الأكثر احتياجا والمتضررون من العمالة غير المنتظمة وعمال اليومية لقيت اهتماما استثنائيا من الدولة التي وفرت لهم الدعم المادى والعينى لتوفير الحد الإنسانى للحياة الكريمة.
لا شك أن دولة 30 يونيو بقيادة زعيم استثنائي هو الرئيس عبدالفتاح السيسى قاد البلاد بإرادة صلبة ورؤية ثاقبة وإنسانية فريدة تستحق كل التقدير والرعاية والعناية من جانب وسائل الإعلام الغائبة طوال الوقت عن مشهد الإنجازات التي تحققت، والأرقام القياسية التي حققتها سواعد شبابية مصرية سمراء عبر تكاتف بين الحكومة وجمعيات المجتمع المدني التي آمنت بمقولته (المصريون لم يجدوا من يحنو عليهم) على أرض الواقع، ومن ثم غيروا منهجهم في مد يد العون والمساعدة والعون والرحمة لمواطن طحنته المعاناة والظروف الصعبة خلال العقود الماضية، وذلك كله بدعم ورعاية الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي.
ولقد ظهرت الصورة مشرفة وعاكسة لمدى الرقى الذى تتعامل به الدولة مع مواطنيها أولا : بتوفير الغذاء والدواء والمسكن الملائم وبنية تحتية قوية، وإن هذا التعامل الإنساني الراقي للدولة المصرية شكلا ومضمونا لم يكن موجودا قبل 6 سنوات حتى تألقت فيها الدولة المصرية واستعادت ثقة المواطن من خلال إجراءات وسياسات واقعية وحقائق يلمسها المواطن بنفسه، والأمر الثانى جسد إنسانية الدولة المصرية وحنوها على مواطنيها تمثل فى حرص رأس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعطى المثل والقدوة فى التواجد بين المهندسين والعمال فى مواقع العمل بالمشروعات القومية.
ولنا أن نقول: إن حنو واهتمام الدولة المصرية بمواطنيها لم يكن أمرا على سبيل الصدفة أو مجرد مشهد عابر مؤقت أو استثنائى، ولكنه أصبح عقيدة ثابتة للدولة المصرية ومبادئ راسخة وأسلوب حياة يجب أن تجسده وسائل الإعلام الوطنية على نحو يبرز تبنى الدولة المصرية لسياسات واستراتيجيات بناء الإنسان المصرى صحيا وتعليميا وثقافيا، وتوفير الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية، فضلا عن توفير الرعاية الصحية، والمسكن الآدمى للمواطن المصرى، وتعظيم حق الإنسان المصرى فى وطن آمن ومستقر تتوفر فيه أعلى درجات الأمان، وتوفير الخدمات الراقية للمواطن، ووصول اهتمام ورعاية الدولة إلى المهمشين من المواطنين، وحماية كرامة وحقوق المصريين فى الخارج كجزء من حرص الدولة المصرية على تعظيم مشاعر الولاء والانتماء للوطن، وغيرها من اهتمامات أخرى تسكن عقل ووجدان الرئيس.
مطلوب (الآن .. الآن وليس غدا) أن ننقل (روح وإرادة ورؤية وإنسانية) الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الشعب (مسئول ومواطن) عبر وسائل إعلام تملك القدرة على ربط العلاقة الوثيقة بين رأس الدولة والشعب، وأن نجعلها أسلوب حياة، فقد استطاع السيسى أن يشعرنا بعد 80 عاما أن لنا ضهرا وسندا.. وملاذا آمنا نلجأ إليه يتحرك قبل أن نطلب.. يبادر قبل أن نفكر، ويحسب له ليس فقط إنقاذ مصر وانتشالها من الضياع، وإعادتها إلى حالة الطموح والأمل والتحدي، ووضعها على طريق التقدم والتنمية والازدهار، وأن تكون رقما كبيرا على خريطة العالم، بل تعدى الأمر كل ذلك إلى دولة تتخذ من النبل والإنسانية والإحساس بمواطنيها منهجا وسياسات وأولويات راسخة في سياستها طوال الوقت .. أفيقوا يرحمنا ويرحكم الله يا كتائب الإعلام الوطنية.