سر زيارة شادية لقهوة الفيشاوي
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
عام 1949 كانت النجمة الكبيرة (شادية) تخطو خطواتها الأولى فى عالم الفن، فبعد تثبيت أقدامها في السينما من خلال عدة أفلام هى (العقل فى إجازة، حمامة السلام، عدالة السماء، الروح والجسد، نادية، كلام الناس، صاحبة الملاليم، ليلة العيد) كونت فى هذه الفترة صداقة مع مجموعة كبيرة من نجوم ونجمات السينما، فضلا عن بعض العاملين خلف الكاميرا.
وفى هذا العام أي 1949 ومع دخول شهر رمضان اقترح المطرب الكبير (فريد الأطرش) على مجموعة من أصدقائه المقربين منه أن يقضوا سحورهم على قهوة (الفيشاوي) فى حي سيدنا الحسين، وبالفعل جمع مجموعة من أقرب النجوم إلى قلبه، وذهبوا جميعا إلى مقهى الفيشاوي، فكانت هذه الصور المليئة بالطرافة التى تضم كلا من (فريد الأطرش، سامية جمال، شادية، لولا صدقي، حسن فايق، كمال الشناوي، محسن سرحان)، فضلا عن بعض العاملين خلف الكاميرا.
وفي هذه الصور نجد (فريد الأطرش) يلعب الطاولة مع الفنان (محسن سرحان)، وفى الصورة الثانية نجد الفنان حسن فايق هو الذي يلعب الطاولة ويحمل الأطرش له (الشيشة) و(فايق) مستغرق فى لعب الطاولة، والجميع يضحكون.
هكذا كانت الروح السائدة في الفن فى الزمن الجميل!.