نجوم العالم العربي يرثون طارق عاكف
* راغب علامة : رحيله ذكرني برحيل بليغ حمدي
* عمر بطيشة : جندي مجهول كان وراء نجاح أغنيات وملحنيين ومطربيين
* ناصر الصالح : غياب نابغة مصرية وعربية فى الموسيقى
كتب : أحمد السماحي
الحزن يقلق والتجمل يردع، والدمع بينهما عصى طيع
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
آلاف الأبيات قالها شعراؤنا الكبار في الرثاء، أبيات أصبحت جزءا من وجداننا الثقافي نرددها كلما ألمت بنا ملمة أو كلما قرعت نفوسنا شقيقة الحياة العظمى الموت، وامتلأت هذه الأبيات بالحزن واللوعة والحكمة والتجمل بالصبر بل بمئات المعاني الأخرى، ولكن هذه الأبيات قيلت في رثاء قوم كان لهم من السلطة أو الصداقة أو القرابة ما فجر الحزن فى نفوس هؤلاء الشعراء، ومضى الزمن وطوى النسيان أسماء هؤلاء الذين فجروا هذا الرثاء ولم يبق لنا إلا الشعر، لقد أسقط الزمن اسم المرثى وظلت المرثية خالدة.
والموزع المبدع (طارق عاكف) رحل بجسده لكن ستظل أعماله الغنائية خالدة بدليل أن بعضها مر عليه 30 عاما وأكثر ومازالت فى وجداننا جميعا، ومازالت تذكرنا بكل ما هو جميل وراقي، فاسم (عاكف) على أي عمل كان عنوانا على المتعة والذوق والرقي والاختلاف، لم يكن – بحكم علاقتي به – يقبل أن يوزع أي أغنية لابد أن تنادي عليه ويتجاوب مع لحنها ويسرح مع كلماتها.
و(طارق عاكف) لم يكن ملكا لمصر فقط ولكنه كان موزعا عربيا بامتياز، مصري الجنسية، عربي الهوية، لهذا حزن كثير من نجومنا العرب على رحيله ورثاه الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، (شهريار النجوم) تواصل مع عدد من هؤلاء المبدعين واستطاع أن يجمع شهادات خاصة بنا.
موسيقار بثوب موزع
فى البداية أكد سوبر ستار العرب (راغب علامه) الذي وزع له الراحل أغنيات البدايات وأبرزها كانت (قلبي عشقها، ومغرم يا ليل) التى كانتا بمثابة الصاروخ الذي انطلق بنجمنا اللبناني إلى العالم العربي كله يقول: رحيل العبقري (طارق عاكف) يذكرني برحيل الموسيقار المبدع العبقري (بليغ حمدي)، فـ (طارق) لم يكن موزع فقط، لكن كان موسيقارا بثوب موزع، له الفضل الكبير على الموسيقى العربية من المحيط إلى الخليج، ورحيله خسارة غير عادية.
وذكرياتي مع (طارق عاكف) كلها جميلة، فكان وجوده بلسم للموسيقى، و(القعدات) الحلوة الممتعة، فالراحل كان فنانا قلبه طاهر، ودمه خفيف، وكريم النفس والأخلاق.
ولابد أن يعلم الجميع أن معظم الأغنيات الجميلة التى تعتبر علامات بارزة في حياة كثير من مطربي العالم العربي والتى عاشوا عليها، كانت لمسات (طارق عاكف) موجودة في حروف النوتة الموسيقية.
ويضيف سوبار ستار العرب: وعلى المستوي الإنساني حدث بلا حرج، فكان إنساني جدا وعلى مستوى عالي من الرقي والاحترام.
مات مغبونا من البعض
وبصوت مليئ بالحزن والألم قال شاعرنا ومبدعنا الكبير (عمر بطيشة) الذي تعاون معه فى عشرات الأغنيات التى مازالت حاضرة بقوة فى الوجدان والأذهان أبرزها سلسلة أغنيات المطربة الكبيرة (وردة وميادة الحناوي): ربنا يرحم (طارق عاكف) ويحسن إليه، فرحيله خسارة كبيرة للأغنية المصرية، فهو جندي مجهول كان وراء نجاح أغنيات وملحنيين ومطربيين، ورفع العديدين إلى عنان السماء وجحدوا فضله ومات مغبونا!.
نابغة موسيقية
الموسيقار السعودي الكبير (ناصر الصالح) أكد أن (طارق عاكف) كان نابغة عصره، ورحيله ليس خسارة لمصر وحدها ولكن لكل العالم العربي، فالراحل كان موزعا مصريا لبنانيا وخليجيا، وفى كل هذه اللهجات استطاع أن يحقق النجاح والتميز كله، ولقد بدأنا مشوارنا الفني معا، ووزع لي معظم أغنياتي التى شدا بها (راشد الماجد، وأحلام، ونوال، وعبدالله الرويشد) وغيرهم من نجوم الخليج الكبار.
وفى كل الأعمال المشتركة بيننا أضاف لمساته السحرية على الألحان التى تؤكد نبوغه اللحني، وتفهمه الشديد لروح الخليج، وطبيعة الأصوات التى يتعاون معها.
رحم الله (طارق عاكف) الذي عاش متواضعا رغم عبقريته الشديدة في مجال الموسيقى والتوزيع، والذي سيترك رحيله فراغا كبيرا.