كتبت سدرة محمد
ربما اشتعلت أحداث مسلسل (خيط حرير) بطولة النجمة مى عز الدين، عندما اتضح السر وراء محاولة انتقام (مسك) التى تقدم دورها – مى عز الدين، بعد تعرضها للإجهاض واسئصال الرحم، على يد نيقولا معوض – حبيبها الذى تزوجها سرا، وكانت والدته التى تقوم بدورها سوسن بدر وراء تلك الواقعة المشينة، ومن هنا بدأ المسلسل يحوز على إشادات الجمهور بسبب سخونة الأحداث التي جذبت المشاهدين مع فصول انتقام (مسك) عن أولى الحلقات.
وقد يحسب لمى عز الدين، عودتها القوية للدراما مرة أخرى، حيث غابت العام الماضى عن الشاشة، لكنها لم تقدم أهم أدوارها بمسلسل (خيط حرير)، مع المؤلف محمد سليمان عبد المالك، رغم أنهما قدم كثنائى أغلب الأعمال الناجحة بالإضافة للمخرج إبراهيم فخر الذى تعاونت معه في 4 مسلسلات دفعة واحدة، فقد جاء أداء مي غير مناسب مع شخصيتها كسيدة أعمال، ويبدو ذلك واضحا في طريقة كلامها التي تميل للشعباوية أكثر، كما أن صوتها غالبته في كثير من الأحيان ليحيد عن نبرة (بيسة) تلك الشخصية التي أدتها في مسلسلها الكوميدي الفاشل (البرنسيسة بيسة) الذي قدمته 2019، لكنها كانت تقع كل مرة في المحظور خاصة مع سخونة الأحداث التراجيدية التي لم يصيبها التوفيق إلا قليلا.
جدير بالذكر أنه يشارك فى بطولة المسلسل بجانب مى عز الدين، كل من (محمود عبد المغنى، سوسن بدر، أحمد خليل، أحمد صيام، نيقولا معوض، مى سليم، هنادى مهنا، محمد سليمان، صفاء الطوخى، محمد على رزق، ولاء الشريف، عبد الرحيم حسن، حنان سليمان، ياسمين رحمى، يوسف عثمان، ممدوح الشناوي)، ومن إنتاج شركة سينرجى.
وهنالك مشاهد كثيرة ومهمة خاصة للقديرة (سوسن بدر)، لكن يظل مشهد مواجهتها لمي عز الدين بعد إجهاضها واستئصال رحمها هو الأقوى لها من حيث الأداء، حيث استخدمت النجمة الكبيرة تكنيك هاديء جدا والتحكم بصورة خرافية في أعصابها في لعب الشخصية التي عمدت مع سبق الإصرار والترصد لقتل (مسك) بدم بارد عندما أفقدتها أعز ما تملك المرأة (الرحم)، وقد جاء المشهد على النحو التالي:
خرج الدكتور مجدي (محمد على رزق) من الغرفة المجهزة لارتكاب جريمة استئصال الرحم لـ (مسك) التي لعبت دورها (مي عز الدين) في عملية غير آدمية من جانب أم حازم (رجاء) التي جسدتها (سوسن بدر) بينما جسد دور حازم (نيقولا معوض).
وفي لهفة شديدة يسأل حازم الدكتور مجدي قائلا : خلصت .. طمني يادكتور هى عاملة ايه دلوقتي؟
مجدي: الحمد لله سيطرنا على النزيف بمعجزة .. أول ما استأصلنا الرحم بالكامل النزيف وقف، وأهو علقت لها محاليل وأكياس دم وقفلت وعدت.
رجاء: فاقت؟
مجدى : حتروح فين .. حتفوق ساعة ولا اتنين بالكتير.
حازم : متأكد انها حتفوق؟
مجدي : كل المؤشرات الحيوية بتقول كده .. وبعدها كمان ممكن تروح علطول.
رجاء : بجد أنا مش عارفة أشكرك ازاي .. انته عملت حاجة تستحق عليها مكافأة كبيرة قوي.
مجدي : أنا معملتش أي حاجة .. هى اللي حظها حلو وعمرها لسه فيه شوية.
رجاء : انته لسه ليك باقي أتعاب .. عدي عليا بعد يومين وخد شيك بالمبلغ اللي انته عاوزه.
مجدي : لا شيك ايه .. كاش .. كاش يامدام .. أصل عدم اللموخذة الشيكات دي ما بتلدش عليا.
رجاء : كاش حاصر .. فوقها بس وخليها تروح، وبعد كده كل اللي انته عاوزه حيحصل.
مجدي مطأطئا رأسه : ماشي عن إذنكم.
تظهر مسك في حالة من الذهول ومازال أثر المخدر ساريا في جسدها، بينما يدخل عليها الدكتور مجدي قائلا : الحمد لله أديكي فوقتي أهوه.
ترد عليه مسك متسائلة : انت مين .. أنا فين؟
يغلق مجدي كشاف النور المسلط على سريرها قائلا : أنا مين .. أنا واحد متعرفهوش .. أما فين دي بقى دا سؤال مقدرش أجاوبك عليه برضه.
مسك في صرخة مفاجئه: آه .. آآآآآآآآآه.
مجدي : لا .. لا أبوس ايديك .. اهدي خالص العملية اللي انتي عاملها دي مش بسيطة .. واعملى حسابك لما مفعول البينج يروح حتحسي بألم جامد.
مسك: عملية ايه هو انته سقطت الحمل؟!
مجدي : ده مش قراري أنا عبد المأمور.. حتى ربطتك على السرير دي والله ما قراري.
مسك : ايه البجاحة اللي انته بتكلم بيها دي .. أنا حوديكم في ستين داهية .. آه .. آآآآآآآآآآآه.
مجدي : لأ .. بأقولك ايه .. اعتبرني عابر سبيل واتقابلنا صدفة وكل واحد راح لحاله عن إذنك.
مسك تصرخ دون جدوى: استنى هنا .. أقف متسبنيش .. آه .. آآآآآآآآآآآآآآه .. تشعربوجع رهيب كأن نارا تمسك بجسدها ولا تقوى على إطفائها.
رجاء تدخل الغرفة على مسك وفي تحد واستفزاز : حمد لله على سلامتك.
ترد مسك بصوت مجروح : سلامتي ؟!!!
رجاء ببرود أعصاب: الدكتور مرضيش يمشي إلا لما اطمن عليكي وبقيتي كويسة .. احنا برضه عندنا قلب!
تتأوه مسك وتأخذ نفسها بصعوبة من الألم الرهيب الذي تشهر به قائلة : آه .. آآآآآآآآآآآآه.
مسك : واللي عملتوه معايا ده بيقول ان عندكم رحمة؟
رجاء : ده حقيقي .. ناس غيرنا كان ممكن تعمل أكتر من كده بكتير.. بس إحنا ناس عندنا ضمير ومجبناش نظلمك معانا .. حتى ولو انتي ظلمتي نفسك؟!
مسك : كان ممكن تقولوللي انكم مش عاوزيني وسطكم على فكرة.
رجاء : أيوه بس كان ممكن .. لا مش ممكن ده أكيد كان حيحصل شوشرة .. الجواز كان رسمي والجنين لايمكن إنكاره .. الدنيا اتغيرت عن زمان بقى فيه محاكم و DNA ووجع دماغ .. محدش حابب يمشي في الطريق ده .. بصي للإيجابيات انتي لسه عايشة وبتتنفسي.
مسك : ياريتني كنت موت.
رجاء : لا حتعيشي وحتاخدي نصيبك من الدنيا .. بس حتكوني اتعلمتي الدرس .. درس قاسي شوية بس حيعلمك بعد كده انك لما تحلمي تحلمي على قدك .. متبصيش لفوق علشان ما تتعبيش وتتعبي غيرك معاكي.
مسك بصور مسكور: أنا حابلغ عليكم وحافضحكم وحاقول على كل اللي عملتوه فيا.
رجاء : اعملي اللي يريحك، بس خلي بالك : احنا عمرنا ما شوفناكي ولا عرفناكي قبل كده .. بيتنا ده عمرك ما دخلتيه .. حتى عربية الإسعاف اللي حتوصلك السواق حيقول انه مشفكيش .. ابني كان متجوزك؟ : طبعا كان متجوزك بس طلقك بتحصل في أحسن العائلات، وأي دعوى قضائية منك ضده حتعتبر كيدية وحتتحفظ .. الشوشرة حتأذيكي انتي قبل ما تئزيه .. احنا في مجتمع شرقي ما بيرحمش .. شوفي بقى موضوع الحمل والإجهاض ده أد ايه من سمعتك.
مسك بصوت يبدو عليه الإرهاق والتعب: دي انتي مفكره في كل حاجة بقى؟
رجاء : فيه حاجة كمان لازم تتعلميها .. تأخذ شهيق عميق : انتي بجد طيبة وغلبانة وأنا متعاطفة معاكي عشان عندي بنت زيك .. وبنتي لوغلطت غلطتك حاقطم رقبتها، بس حتفضل بنتي وحافضل واقفة جنبها ساعتها وأعلمها علشان متغلطش تاني نفس الغلطة دي زي ما باعمل معاكي دلوقتي .. ثم تنظر للحارسين المرافقين لها قائلة : فكوها ، وتنظر في تحد أخير : ورقتك حتوصلك بكره ومعاها كل حقوقك ، ثم تردف قائلة : ما افتكرش انا احنا حنتقابل في الدنيا أبدا .. وتنهي المشهد قائلة : خلي بالك من نفسك!!.