نكشف لأول مرة: أغنية (بليغ حمدي) لفيروز
كتب : أحمد السماحي
ارتبطت فيروزبالأخوين (عاصي ومنصور) رحباني ارتباطا وطيدا منذ تعرفت عليهما في بداية الخمسينات وحتى انفصالها عن زوجها (عاصي الرحباني) فى نهاية السبعينات، وطوال تعاونها معهما لم يقترب أحد من الملحنيين المشهورين إلى هذا الثلاثي إلا على استحياء وفى تجارب محدودة جدا وعلى فترات متباعدة، ومن هؤلاء الملحنين الذين لهم ومضات مضيئة علي صوت فيروزالملحن اللبناني (فيلمون وهبه) والملحن السوري (محمد محسن) الذي غنت له عددا كبيراًمن قصائد الشعرالقديم، والموسيقار(محمد عبدالوهاب، حليم الرومي، وخالد الذكر سيد درويش)، وآخرين أخذت من بعضهم لحن أو اثنين على الأكثر، مثل (نجيب حنكش، جورج فرح، وجورج ضاهر) وغيرهم.
والسؤال الذى فرض نفسه، وردده عشاق الغناء منذ 60 عاما، ومازال يتردد حتى الآن، هل احتكر (الأخوين رحباني) فيروز ومنعوها من التعاون مع الملحنيين المصريين؟!، خاصة أن لا أحد يعلم على وجه الدقة لماذا كان هذا العزوف عن التعاون مع فنانين خارج الأسرة الرحبانية؟!
البعض قال أن ذلك يرجع إلى شخصية فيروز الإنطوائية الخجولة، وما يؤكد ذلك أنها بعد انفصالها عن عاصي لم تتعاون مع أحد من الملحنيين سوى ابنها الموسيقار العبقري (زياد الرحباني) رغم كل ما وجه إليها وإليه من انتقادات فى أعمالهما من عشاقها القدامى، والبعض الآخر ردد أن ذلك نتيجة لرغبة الأخوين رحباني فى الانفراد بفيروز كواجهة لأعمالهما، ما أدى إلى نوع من الاحتكارلصوتها أفاد الرحبانية بالطبع لكنه حرم فيروز من التنوع الغنائي.
بعيدا عن هذا الرأي أو ذاك يهمنا أن نتوقف عند موسيقار مصر العبقري الذي كان عاشقا لصوت (جارة القمر) وحاول أكثر من مرة أن يلحن لها، في كل المرات التي سافر فيها (بليغ حمدي) إلى بيروت لمقابلة فيروز، كان (الأخوان رحباني) يعتذران بحجة أنها مريضة أحيانا، أو أنها لا تستطيع مقابلة أحد، وباءت كل محاولاته وقتها بالفشل، وفى إحدى هذه المرات اصطحبته صديقته الأديبة السورية (غادة السمان) التى ذكرت في مقال لها قائلة ( وحين اصطحبته إليهم ـ تقصد الأخوان رحباني – في حرش ثابت) في مكتبهم دار حوار بينهم كحوار قباني والفيتوري!! ولم تغن فيروز لبليغ حمدي ملحن أم كلثوم!.
وكانت (فيروز) تعرف أن (بليغ حمدي) حاول التواصل معها أكثر من مرة لتسمع ألحانه، وعرض بعض الألحان عليها، لكن سيطرة الأخوين رحباني حالت دون ذلك.
وبعد طلاق (فيروز) من (عاصي الرحباني) وابتعاد شقيقه (منصور الرحباني) عاود الأمل عبقري مصر الكبيرفي الموسيقى، وبدأ بليغ في تلحين أغنية لفيروز في نهاية السبعينيات، من كلمات الشاعر (عبد الرحيم منصور) وعاش
(بليغ) لحظات مليئة بالسعادة من أجل تعويض الزمن الضائع له مع (فيروز)، وأنهى الأغنية وأرسلها إلى (فيروز)، بعدها بفترة صرح (بليغ) لإحدى المجلات بجزء من كلمات الأغنية التي أعدها لفيروزوكان يقول :
أسامينا في المينا غرقت ويا الأحزان
يا بلادي يا حزينة، ع الحب وع الإنسان
لكن مرت الأيام والأسابيع والشهور والسنين، ولم تظهر الأغنية للنور حتى الآن، رغم أن كثير من صحافة هذه الفترة تحدثت عن قرب غناء فيروز لأغنية جديدة لبليغ حمدي بعنوان (غربة)، لكن للأسف الشديد لم يخرج للحن للنور!.