زوجة رجل مهم .. الأصعب لميرفت أمين وأحمد زكي
* أحمد زكي نسى نفسه واسمه وأصبح (الضابط هشام)
* روبرت دي نيرو يشيد على الملأ بأحمد زكي
* محمد خان يطلب من ميرفت أمين أن يرى حزن وقهر الدنيا على وجهها
* النقاد يتكاتفون لمنع الرقابة ووزارة الداخلية من منع الفيلم
كتب: أحمد السماحي
نحتفل هذه الأيام بذكرى ميلاد النجمة الكبيرة (ميرفت أمين)، وفى نفس الوقت احتفلنا يوم 18 نوفمبر بميلاد النجم الأسمر (أحمد زكي)، وبهذه المناسبة نعرض لهما معا واحدا من أهم أفلامهما معا والذي لم يكن مجرد عملا فنيا عاديا، ولكنه كان فيلما مميزا جدا في حياة كل صناعه، مما جعله يصنف من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ووصل صداه عالميا، فجمع فيلم (زوجة رجل مهم) بين كونه الأصعب في مسيرة بطلته (ميرفت أمين)، و(الأفضل) لنجمه أحمد زكي.
يدور الفيلم عن ضابط مباحث متسلط ومتعجرف، يستغل سلطاته بكافة الطرق، إلا أن خطيبته تنخدع فيه ببادئ الأمر وتظن أنه شخص ودود وطيب، لكنها تكتشف حقيقته بعد الزواج، حيث يحول حياتها لمأساة شديدة، فتحاول الانفصال عنه دون جدوى، وينتهي الفيلم بقتله لوالدها وانتحاره.
……………………………………………………………..
أحمد زكي … يتحدث عن معايشته للدور
تحدث (أحمد زكي) عن شخصية هشام فيقول : (هشام شخصية مركبة، مرتفعة عندها حتة الـ “أنا”، فلما تم إقصاؤه من السلطة حدث له عدم توازن زي السمكة اللي طلعت من المية، عشته أوي لدرجة بطني كانت بتتنفخ وأعرق فلقيت نفسي طول ما أنا بصور الفيلم ده من كتر معايشتي ليه..شوفته من جواه).
……………………………………………………………..
نظرة ميرفت أمين
طلب المخرج (محمد خان) من (ميرڤت أمين) أن تعمل نظرة صامتة فى نهاية الفيلم، تجسد كل معاناتها وانتحار زوجها وانهيار حياتها، وفوق كل هذا لحظة قتل والدها أمام عينيها، وأكد المخرج عليها أن هذه النظرة ستكون نهاية الفيلم، ولهذا لابد أن تكون شاملة وملخصة لكل ما سبق.
وقالت (ميرفت أمين) في أحد حواراتها التليفزيونية: إن دورها في الفيلم كان متعب جدا، وتعبت منه نفسيا بشكل فظيع، مرجعة السبب كون المخرج محمد خان يهتم بأدق التفاصيل كوضعية الجلوس واليدين.
لم يقتصر الأمر على ذلك، حيث اعتمدت (ميرفت) على معالجة الشخصية بطريقة مميزة، حيث تحولت من فتاة رومانسية تعشق عبدالحليم حافظ إلى (إمرأة صعبة جدا)، بحسب وصفها، مؤكدة أن (أحمد زكي) أدى دوره ببراعة، لدرجة أنه في أثناء جلوسه بكواليس الفيلم يبدو وكأنه البطل وتحول لضابط حقيقي بالفعل.
وكشفت عن أن مشهد الضرب المبرح الذي تلقته من (زكي) كان حقيقيا وغير مفتعل، وهو ما زاد من صعوبة الأمر، مضيفة: في المشهد الأخير، قال لي المخرج محمد خان: (هتتكعوري على الكنبة زي البيبي) في بطن مامته، وطلب مني وأنا برفع راسي يشوف معاناة الفيلم كلها في وشي، وقتها بقيت حاسة أن روحي هتطلع وانا بعملها كان مجهود فظيع”، لذا فهي تعتبر أن الدور هو الأصعب في حياتها.
……………………………………………………………..
دي نيرو يشيد بأحمد زكي
يعتبر (أحمد زكي) واحدا من أبرز النجوم القليلين الذين أشادوا بأعمالهم نجوم عالميون، ففي الثمانينيات من القرن الماضي نشرت صورة تجمع بينه وبين النجم العالمي (دي نيرو) خلال مهرجان (موسكو السينمائي)، وكان (دي نيرو) رئيس لجنة تحكيم المهرجان حينها، حيث أشاد أمام الحضور من نجوم ونجمات العالم بدور وعبقرية (أحمد زكي) في فيلم (زوجة رجل مهم)، ووجه له الشكر أمام الجمهور.
وأخبر (زكي) يومها أن الفيلم جميل، وأنه ممثل عظيم وممتاز، وهو ما غمر الفتى الأسمر بسعادة بالغة حينذاك، بحسب ما قاله الإعلامي (عماد الدين أديب) منذ سنوات في أحد حلقات برنامجه (بهدوء).
……………………………………………………………..
كبار النقاد يتحدثون عن زوجة رجل مهم
الرقابة بأنيابها، ووزارة الداخلية بمخالبها يستعدان للانقضاض على (زوجة رجل مهم).
تحت هذا العنوان كتبت الناقدة الكبيرة (ماجدة خير الله) مقالا مكثفا ممتعا فى جريدة (الوفد) عن التعنت الرقابي فقالت : يبدو أن فيلم (زوجة رجل مهم) سوف يتعرض لأزمة رقابية مثلما حدث مع فيلم (البرئ)، وإذا حدث هذا التوقع فسوف تضع أجهزة الرقابة نفسها في موقف حرج مرة أخرى، يدلل على تجاهلها لأهم نصوص الدستور التى تؤكد حق المواطن المصري في حرية التعبير والإبداع، أما إذا تدخلت أجهزة وزارة الداخلية كما سمعنا فسوف نشهد حادثا جديدا من حوادث القمع والقهر السياسي والفكري مما يتنافى مع كل ما يصرح به رئيس الدولة من التمسك بالديمقراطية المسئولة!.
وفيلم (زوجة رجل مهم) الذي أعد له السيناريو والحوار الناقد (رؤوف توفيق) وأخرجه (محمد خان) من أنضج الأفلام ذات الفكر السياسي والتى تؤرخ لفترة ساخنة من تاريخنا المعاصر، بالتحديد في فترة السبعينات التى تأرجح فيها النظام الحاكم بين بقايا الديكتاتورية وبداية عصر الديمقراطية وما نتج عن تلك الفترة من تجاوزات دفع ثمنها أصحاب الفكر المثقف وأبناء الشعب الذين يتمتعون بنبض وطني عظيم.
وأعتقد أن منطق الفيلم لا يمكن أن يغضب العقلاء لأن قطاعا مهما بلغت درجة حساسيته لابد أن يحوي بعض النماذج المنحرفة، وهذه طبيعة الأمور إلا إذا تصورنا أننا نعيش فى مدينة أفلاطون الفاضلة أو في مجتمع من الملائكة، كما يتمتع الفيلم بأسلوب راق في طرح الفكر السياسي والاجتماعي خلال فترة السبعينات ويعد من الناحية الفنية أفضل أفلام المخرج (محمد خان) وأكثرها سخونة.
……………………………………………………………..
فيلم مهم جدا
كتب الكاتب الكبير (عبدالستار الطويلة) مقالا متميزا للغاية عن الفيلم في مجلة (صباح الخير) سنعيد نشر بعض مما جاء فيه حيث قال: يثير فيلم (زوجة رجل مهم) قضية غريبة فقد سمعت وقرأت أن الرقابة أو وزارة الداخلية تعترض على الفيلم باعتباره يتناول موضوع ضابط من ضباط المباحث ويكشف عن سوءاته.
والواقع أنه كانت مفاجأة لي أن أرى بوضوح تام كيف أن الفيلم يدافع عن وزارة الداخلية بل ومباحث أمن الدولة بالذات، فالفيلم أولا يقدم ضابطا آخر من ضباط المباحث نقيض تماما لأحمد زكي، وهو الضابط الرائد الذي كان يعارض ويستنكر أساليب الأخير ويدعوه إلى احترام القانون وإجراءاته، بل الأهم من ذلك أن المسئولين الكبار في وزارة الداخلية وربما في الدولة كلها استنكروا بدورهم أساليب ذلك الضابط فاستدعاه رئيسه الذي لم نعرف أنه كان مدير المباحث أم نائب وزير الداخلية ليعنفه على أخطائه ويحاسبه على شكوى وردت فى خطاب من مجهول.
ثم كانت قمة استنكار الوزارة لانحراف ذلك الضابط هو فصله من عمله هو وأبوه الروحي ممثل ذلك الاتجاه المنحرف في الوزارة، هذه الضجة الكبرى ضد الفيلم من جان مسئولين في وزارة الداخلية ؟!، هل يريدون أن يكون الدفاع عنهم في صيغة منشورات وبيانات مصلحة الاستعلامات أو إدارة العلاقات العامة بالوزارة؟!
بل نحن نمضي إلى أبعد من هذا فنقول إن هذا الفيلم هو شهادة في صالح المرحوم أنور السادات رغم أنه إدانة على قرارات يناير 1977 وحمله مسئولية أحداثها.
……………………………………………………………..
نهاية زمن الرومانسية
كتبت الناقدة الراحلة إيريس نظمي مقالا ممتعا في مجلة (آخر ساعة) جاء في بعض منه: استطاع رؤوف توفيق ومحمد خان أن يعيدانا إلى الزمن القديم، زمن عبدالحليم حافظ والأحلام الوردية والصفاء الروحي في مشاهد ناعمة متخذين من أغنية (أهواك) تيمة للفيلم، ولكن مشهد جنازة (عبدالحليم حافظ) كان تعبيرا عن انتهاء وموت الرومانسية.
كما استطاع المؤلف والمخرج أن ينتقلا بنا إلى الزمن الآخر لنكتشف التناقض والتضاد بين عالمين، عالم رومانسي وحالم وبين عالم شديد القسوة، بين الماضي الذي ما يزال يشدنا إليه، وبين الحاضر الذي يزيدنا تعلقا بزمن الأحلام الوردية الذي كان، ومن حسن حظ هذا الفيلم أن الذي كتب له القصة والسيناريو والحوار رؤوف توفيق الذي لا يكتب للسينما لمجرد الرغبة في الانتشار الذي حققه منذ سنين بعيده حتى أصبح واحدا من قلائل نقاد السينما الذين يحترمون كلمتهم ويحترمهم الناس.
……………………………………………………………..
أحداث سينمائية كما كتبها الناقد الكبير (علي أبوشادي)
* حصل أديب مصر الكبير على جائزة نوبل فى الآداب.
* ظهر ستة مخرجين جدد هم (رشاد عبدالغني، أحمد خضر، محمد النجار، طارق النهري، حاتم راضي، يسري نصر الله.
* تعود سعاد حسني للسينما في فيلم الدرجة الثالثة) الذي لا يحقق نجاحا على المستويين النقدي والجماهيري.
* حجبت لجنة تحكيم مسابقة صندوق دعم السينما كل الجوائز لتدني مستوى الأفلام المنتجة والمتقدمة للمسابقة.
* أعاد الفنان كرم مطاوع المدير الجديد للمركز القومي للسينما المهرجان السنوي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وانعقدت الدورة الحادية عشرة فى الإسماعيلية من 11 إلى 14 مارس، بعد أن كان قد توقف لمدة سبع سنوات، وحصل فيلم (المعرض) إخراج حسام علي، على الجائزة الذهبية، وفيلم (عم عباس المخترع) لعلي بدرخان على جائزة لجنة التحكيم الخاصة الذهبية.
* فاز فيلم (إمرأتان ورجل) إخراج عبداللطيف زكي بجائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكي.
* عقد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته الثانية عشرة دون مسابقة رسمية.
* فازت الفنانة فاتن حمامه بجائزة أحسن ممثلة فى مهرجان قرطاج السينمائي الدولي الثامن عشر بتونس عن فيلم يوم حلو ويوم مر إخراج خيري بشارة، كما شارك الفنان محمود ياسين في لجنة تحكيم المهرجان.
* يبدو محمد خان في أفضل حالاته وأكثرها نضجا في فيلم (أحلام هند وكاميليا) لأحمد زكي ونجلاء فتحي.
……………………………………………………………..
أفلام عرضت عام 1988
56 فيلما سينمائيا تم عرضها عام 1988 كما جاء فى موسوعة الأفلام لناقدنا الكبير (محمود قاسم)، هذه الأفلام هى (الأب الثائر، راجل بسبع أرواح، زوجة رجل مهم، المرأة والقانون، مخالب امرأة، زمن حاتم زهران، نواعم، ليلة في شهر 7، رجل ضد القانون، ابتسامة في نهر الدموع، رحلة المشاغبين، شقاوة في السبعين، شباب في الجحيم، نوع من الرجال، باب النصر، شباب لكل الأجيال، المزيكاتي، قاهر الفرسان، عاد لينتقم، امرأة للأسف، أصدقاء الشيطان، حكاية نص مليون دولار، زمن الممنوع، الجدعان التلاتة، الفلوس والوحوش، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، نشاطركم الافراح، الهانم بالنيابة عن مين، حالة تلبس، الكماشة، أحلام هند وكاميليا، الاوهام، المتمرد، نهر الخوف، البوليس النسائي، الدرجة الثالثة، الشاويش حسن، بطل من ورق، طير في السما، صرخة ندم، اعتيال مدرسة، خطة الشيطان، الدنيا جرى فيها ايه؟، الجوازة دى مش لازم تتم، كل هذا الحب، التحدي، ملف سامية شعراوي، سرقات صيفية، أرباب سوابق، أيام الرعب، السجينتان، سمك لبن تمر هندي، بنت من دهب، غرام الأفاعي، يوم مر ويوم حلو، أنا والعذاب وهواك.
……………………………………………………………..
بطاقة الفيلم:
إنتاج : الشركة العالمية للتليفزيون والسينما
تاريخ العرض: 11 يناير 1988
سيناريو : رؤوف توفيق
مدير التصوير : محسن أحمد
مونتاج : نادية شكري
موسيقى : جورج كازازايان
مهندس الصوت : مجدي كامل
ماكياج : محمد عشوب
الأدوار الرئيسية : أحمد زكي، ميرفت أمين، زيزي مصطفى، علي الغندور، حسن حسني، نظيم شعراوي، خيري بشاره.