كتب : مروان محمد
أخيرا عرض الجزء الرابع من مسلسل (الهيبة – الرد) عبر منصة (شاهد) الإلكترونية، التابعة لمجموعة قنوات mbc السعودية، وذلك بعد فاتت عليه فرصة عرضه في موسم رمضان الماضي، وإلى جانب النجم العربي الكبير تيم حسن، شارك الممثل اللبناني عادل كرم في بطولة العمل، بالإضافة إلى الممثلة السورية ديما قندلفت، وكما هو معروف فقد تعاقبت على البطولة النسائية للعمل أربع ممثلات منذ الجزء الأول، هن الممثلات اللبنانيات (نادين نجيم، ونيكول سابا، وسيرين عبد النور)، بينما تعد (ديما قندلفت) أول سورية تقوم بهذا الدور في المسلسل.
وربما يرجع تأجيل عرض الهيبة في موسم رمضان 2020، أنه قد واجهته عقبتان أساسيتان منذ بدء العمل على فكرته، كانت أولاهما جائحة فيروس (كورونا)، والعقبة الثانية كانت الانتقال إلى كاتب جديد للعمل، بعد قرار كاتب الجزأين الثاني والثالث (باسم سلكا) الانتقال لإخراج مسلسله (العميد) بطولة تيم حسن، وبالتالي إسناد المهمة إلى الكاتب السوري فؤاد حميرة، ومع إسناد المهمة إلى حميرة، دار جدل واسع حول نص الجزء الرابع، فقد بدا خلافا واضحا حول الحكاية والتطورات التي ستشهدها شخصية (جبل شيخ الجبل) ضمن الأحداث الجديدة.
وقد صدم صناع العمل بطلب (تيم حسن) بطل العمل تغيير ما تمت كتابته، وخاصة فيما يتصل بشخصية (جبل شيخ الجبل) والأحداث التي ستتعرض لها مما أدى بالضرور إلى ضعف (الحبكة) تماما كما حدث في الجزأين الثاني والثالث، ويرجع ذلك إلى التدخلات المستمرة من نجوم العمل، وهو ما أدى بالأساس إلى انسحاب كاتب سيناريو الجزء الأول (هوزان عكو).
بالطبع هى محاولات لتأسيس أو إخراج تيم حسن من صورة البطل الجبار الذي كان دافعا أول لمتابعة السلسلة، لكن ورغم نجاح الجزء الأول من (كتابة هوزان عكو) لم تسلم الأجزاء الأخرى من أخطاء ظهرت وما زالت تظهر، ربما بسبب التغيير الطارئ على مجموعة الكتاب الذين أوكلت إليهم مهمة كتابة الأجزاء الثلاثة الأخيرة بعد هوزان عكو، وبالتالي جاؤ اختلاف الرؤية بين كاتب وآخر على مستوى المعالجة الدرامية.
ومن أجل كل تلك الأسباب شاهدنا في الجزء الرابع مجموعة من الأحداث الضعيفة، حولت القرية (الهيبة) المعروفة بصلابتها وقوتها ضد تيارات العنف، إلى قرية متروكة لقدر العائلة التي تتخبط، فيما اتجه (جبل) إلى المنفى الاختياري في الحقول والبراري، بعد فقدانه لعائلته (وزحته وابنه) التي ذهبت ضحية المصالح والثأر المسكون ببعض القرى الحدودية بين لبنان وسورية بمصاحبة كلبه، ليحذو حذو (كيفن كوستنر) في فيلمه (الرقص مع الذئاب).
وبدا واضحا في الجزء الرابع أن قرار ورشة الكتابة بالاتفاق مع شركة الإنتاج اتخذ هذه المرة لإخراج تيم حسن من (شرنقة) البطل الأوحد في السلسلة، بعدما تقاسم النجومية مع نادين نجيم في الجزء الأول، ونيكول سابا في الجزء الثاني، وسيرين عبد النور في الثالث، خاصة أن هذا الجزء خلا من حالات الحب والعشق التي اعتاد عليها البطل، ولم تبقى سوى التغيير الواضح في شخصية البطل الوسيم، لجهة إطلالة تيم حسن، إذ بدا هذه المرة شاحبا تتآكله الهموم بعدما سيطر خلال ثلاث سنوات على اهتمام المراهقين عبر تقليدهم لقصة شعره ولحيته وحتى طريقة نطقه للهجة السورية مخلوطة بلكنة لبنانية.
هذا التحول الواضح في الحكاية والاستنجاد بـ (أبطال) يواجهون (جبل شيخ الجبل) هذه المرة، كالممثل اللبناني عادل كرم، والممثلة السورية ديمة قندلفت، وضع رؤية التشويق جانبا، فلم يظهر عادل كرم حتى الحلقة الثامنة بمظهر رئيس العصابة التي اختارت القرية اللبنانية لإنشاء (مصنع لحبوب الكبتاجون)، كما يبدو ملحوظا أيضا أن شخصية (نمر السعيد) التي يجسدها (كرم )خرجت هذه المرة بطريقة أقرب إلى الهزل أو اللون الكوميدي منها إلى الجدية في مثل هذه المواقف، وانقلبت من الحلقات الأولى على نفسها بالدرجة الأولى، حيث لاحظنا الاستخفاف الواضح جدا في الحوار، وطريقة الأداء لعادل كرم التي بدت أقرب إلى برنامجه الساخر الذي قدمه قبل سنوات (هيدا حكي)، وليس لحساب عمل درامي يتسم بالإثارة والتشويق.
وملحوظ أيضا أن الحلقات الأولى من الجزء الرابع لـ (الهيبة) جاءت متهالكة من حيث المواقف التي تبتعد في جوهرها عن الجدية في حروب العصابات المفترض أن تمنح المشاهد قدرا من التشويق لمتابعة السلسلة التي تعتمد على (الأكشن)، فضلا عن أحداث وحروب التهريب في مناطق نائية وكيفية نشاطها أو تحريكها، فيما صب المخرجون المشاركون في الجزء الرابع اهتمامهم على المشاهد الجيدة والنظيفة تقنيا، خصوصا المشاهد الطبيعية، وعلى الرغم من إيجابية تلك النقطة إلا أنهم أهملوا السياق المفترض للتسلسل الدارمي بشكل عام، خاصة بعد ظهور (جبل شيخ الجبل) في الهيبة من جديد، وهو ما حتم لقاء الغريمين (جبل) و(نمر السعيد) لحسم طريقة سير الأحداث نحو الإثارة من جيد، وهذا اللقاء هو (ماستر سين) الحلقات العشر الأولى، حيث جاء على النحو التالي:
جبل شيخ الجبل لنمر السعيد : شو ما قلتلي برمت على الهيبة والجرود .. تعرفت عليهم كويس؟
نمر السعيد : بصراحة لا أنتا أدرى .. الجرود كبيرة بتبلش ما بتخلص.
جبل : تشرف جيتكم .. خليني أعملك (Tour) بالسيارة، وبالمرة ندرش كمان شوي.. شو قلت؟
نمر: مش غلط.
يلتقي جبل ونمر أعلى الجبل في الجرود ويدور بينهما الحوار التالي:
نمر : شو هالأرض ياللي كلها خير؟ .. بس مش جعانة كلها تسير مشاريع زراعة .. استثمارات ومعامل؟!
جبل : الله يسامح اللي نسيانا ونسانا!.
نمر يهز رأسه : الدولة .. شوبدنا بالدولة طالما احنا قادرين نعمل وشو بدنا؟!
جبل : انتا هيك شايف؟
نمر : كيف لكان .. مشروع من هون، معمل من هون .. لحق ع شغل .. لنصدر للعالم.
جبل : ولوووو .. للعالم؟
نمر : طبعا .. شو ناقصنا .. طالما الموارد فيه والمخ فيه؟!.
جبل : شوف كيف نحنا الاتنين بنطلع على نفس الجرود .. بس كل واحد شايف بشكل، انتا شايفها استثمارات وتجارة وهالخبريات اللي عم تخبرني اياها، وأنا شايفه مطرح ذكرياتي وظغرتي وأيامي الحلوة .. بيناتنا ولاد الهيبة بس الفرق بيناتنا هو الفرق بين اللي عاش وربي فيها واللي عاش بره وهلا راجعلها.
نمر: ههه معك حق .. بس أنا رجل أعمال .. لهيك باشوفها من منطق واحد .. منطق الربح والخسارة .. للأسف أنا مش متلك ، ما عشت وربيت وعندي ذكريات بالهيبة .. لهيك القصة سهلة .. بس صدقني يا معلم جبل حبك للهيبة ما بيقل عن حبي لإلها .. أنا عشت بره بس اتعلمت اشتقالها وانرسمت صورة براسي سنة ورا سنة .. صورة بتشبه الجنة عن قصص أمي وبايي.. فشو رأيك تتطلع على هالجرود وتشوفها متل ما أنا عم شوفها .. خلينا نحط ايدينا بايدين بعض وناخدها على محل تاني بستفيد منه الجميع.
ثم يستطرد نمر: خدها من هالتم : التغيير جاي جاي فخلينا نجيب التغيير بمعيتنا .. هيك انتا بتربح وأنا باربح .. صدقني يا معلم جبل أنا ما بعرف أخسر.
جبل : انتا هيك مفهوم .. اللي عم بتلمح عليه هو أملاك .. أملاك عيلة بطولها وبعرضها، وما أي عيلة؟، هاي عيلة شيخ الجبل .. نحنا بحياة تاريخنا ما بعنا أرض وأكيد انتا سمعت عنا وبتعرفنا منيح.
نمر : بس كمان يا معلم جبل إذا بتوقف قدام العرض اللي أنا عم باقدمه بتكون عم تظلم الناس وعم تقطعله بأرزاقها.
جبل : معاذ الله ما جبل اللي بيعمل هيك .. الناس إلها حق عليا وأنا واجبي في الكفية.
نمر : وإذن؟
جبل : انسالي قصة البيع .. لاقيلي حلول تانية وأنا معك على طول الخط.
نمر : شو تركتللي حلول؟!.
جبل : لاقي ترتيبة تانية بشكل تاني وأنا موافق.
نمر: يعني محلولة؟
جبل يقول قولته الشهيرة : ارميها على الله .. الهيبة حلها ترتاح وان شاء الله فرج.
ثم تصافحا الغريمان وانصرفا لينتهى المشهد هكذا.