ننفرد بنشر صور من كواليس فيلم المصير ليوسف شاهين
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
هذا الأسبوع نعرض عليكم فى باب (سيلفي النجوم) مجموعة من الصور النادرة التى ننفرد بها من كواليس فيلم (المصير) الذي عرض عام 1997 وأثار ضجة كبرى عند عرضه، وأثار جدلا واسعا في الأوساط الثقافية العربية بين مدافعين متحمسين، ومنتقدين، لاسيما وأن الفيلم يتناول حياة واحد من أشهر المفكرين العرب وهو ابن رشد، الفيلسوف والقاضي الذي أحرقت مؤلفاته، واتهم بالكفر وإفساد جيل الشباب.
تدور أحداث (المصير) للمخرج يوسف شاهين بالأندلس، وفي قرطبة على وجه التحديد، خلال القرن الثاني عشر أثناء حكم المنصور، الذي ورغم بعض الانتصارات العسكرية التي حققها ضد الإسبان إلا أنه في عهده انتشرت مظاهر الفوضى والعنف والتطرف لتنخر جسد الدولة وتمهد لسقوطها.
قام ببطولة الفيلم كل من (نور الشريف، ليلى علوي، محمود حميدة، صفية العمري، محمد منير، خالد النبوي)، ويعتبر الظهور الأول لعدد من الفنانين من بينهم (هاني سلامة، وفارس رحومة، ومحمد رجب).
ويمثل (المصير) نقلة نوعية لكل من شارك فيه حيث شاهدناهم بشكل مختلف تماما عن أدوارهم السابقة، وأبسط مثال على ذلك (ليلى علوي) التى أدت دور (مانويلا) زوجة (المغني مروان) الذي تعرض لمحاولة القتل من الجماعة المتطرفة مرتين، الأولى لرفضهم غنائه، والثانية لتطاوله على أميرهم الذي توعد الجميع بأن يكون القتل مصير من يخالفه، حيث شاهدناها ترقص رقصات فلامنكو ورقصات أندلسية بشكل متميز للغاية، وكانت مفاجأة الفيلم.
تم تصوير الفيلم بين سوريا ولبنان في المناطق الأثرية التي تتشابه مع الجو الأندلسي ومنها المسجد الأموي في دمشق، وقلعة الحصن في مدينة حمص، وكذلك جبال لبنان التي كانت قريبة الشبه من جبال فرنسا، إلى جانب بعض اللقطات عند أهرام مصر في المشهد الذي يشير إلى وصول كتب ابن رشد إلى مصر.
رشحت مصر الفيلم لتمثيلها في النسخة الـ 70 من مسابقة أوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية عام 1998، تم ترميم الفيلم بجودة فائقة الدقة في معمل (إكلير إيماج) بتمويل من شركة مصر العالمية وستوديو أورانج والسينماتك الفرنسي، وبدعم من المركز السينمائي الفرنسي، وعرضت النسخة المرممة من الفيلم ضمن قسم (كلاسيكيات) على هامش فعاليات الدورة الـ 71 من (مهرجان كان السينمائي) في مايو 2018.