بقلم : محمد حبوشة
هى واحدة من أهم نجمات السينما المصرية والعربية اللائى تركن بصمة واضحة ومحددة، عبر فن الأداء التمثيل الحركي، فقد جعلت من التمثيل لونا من ألوان التعبير، ومن ثم تجرى عملية التعبير لديها بأن تحس بالشيء وتنفعل به وتجسمه وتبرزه في صورة إنسانية من لحم ودم، ومن هنا فقد أعطت السينما الكثير، فقد منحتها الإخلاص والتفانى فى العمل، وفى المقابل منحتها السينما الشهرة والنجاح والتألق وحب الناس، وذلك من خلال تقديمها شخصيات متفردة ببراعة، وهى الشخصيات ذاتها التى وضعتها فى مصاف النجمات الكبار، لذلك صارت نجمة مصر الأولى في السينما لأكثر من ربع قرن من الزمان.
تعددت الأدوار والشخصيات التي لعبتها ببساطة وتلقائية خلال رحلتها في السينما، بحيث كانت تعيش في الدور وتتسلل تحت جلد الشخصية، وكان لديها دائما المقدرة على إيجاد العلاقات الذهنية ومنطقية الإحساس والقدرة على التحليل النفسي للشخصية التي تلعبها، ومن هنا لم تقتصر على أداء نوع واحد أو شخصية واحدة وإنما تنوعت الأدوار المختلفة من حيث الشكل والمضمون، فقدمت الأم والابنة والمدرسة والزوجة وسيدة الأعمال والشرطية والخادمة والمدمنة والراقصة والبلهاء والقاتلة، واللصة والمجندة من قبل المخابرات وحتى عاشقة الحب الإلهى، وغيرها من الأدوار، وفي خلال كل تلك الشخصيات والأفلام كانت نصيرا قويا للكثير من القضايا الإنسانية ومنها على وجه الخصوص قضايا المرأة، وفي نفس الوقت كانت كاشفة لبعض قضايا الفساد في المجتمع.
نبل نادر
أنها الفنانة الكبيرة والقديرة نجمة السينما المصرية والعربية الأولى (نبيلة عبيد) التي تحمل قدرا كبيرا من معاني اسمها، فهى تملك نوعا من النبل النادر الوجود فى الحديث عن زملائها، وكل من عملت معهم من ذوي الخبرة الذين أثروا حياتها، وتملك في ذات الوقت قدرا من الحزن النبيل وهى تتحدث عن وحدتها وقسوة هذا الإحساس الطارئ عليها دائما مقرونا بكبرياء فى تقديرها لذاتها وفنها ومعجبيها، وهى التي تمتلك رصيدا سينمائيا كبيرا يتجاوز الـ 90 فيلما في خلال مسيرتها المديدة، ما جعلها أيقونة في السينما المصرية، وربما يرجع ذلك لكونها صاحبة التاريخ الكبير حيث استمرت لسنوات طويلة على قمة الهرم الفني متوجة على عرشه بجدارة واستحقاق.
حصلت النجمة الكبيرة (نبيلة عبيد) على شهرة كبيرة جدا بسبب تنوع أدوارها وعزفها على مشاعر المرأة المظلومة تارة والطاغية والصعلوكة والمتوحشة تارات أخرى، إنطلاقا من إيمان راسخ بداخلها أنه يجب علي الممثل أن يخلص للدور الذي يؤديه أي (يعيش في مجتمع الدور وبإحساس صادق، وأن يحاول الوصول إلى أكبر درجة من الإتقان)، وعلى هذا الأساس يمكن تحديد قوة الممثل أو ضعفه أو ما يسمونه بالموهبة الفنية، وهذا ما جعلها تتبرع لفترة طويلة على عرش نجومية السينما في الفترة بين منتصف السبعينيات حتى نهاية التسعينيات، والتي قدمت خلالها عدد كبير من الأفلام التي نجحت نجاحا كبيرا حتى لقبت بلقب نجمة مصر الأولى.
والملاحظ لمسيرة (نبيلة عبيد) سوف يلمح أنها ثرية بالأدوار والشخصيات المختلفة فهى لم تحبس نفسها يوما أو فترة من الزمن في دور واحد أو دور بعينه، بل تعددت أدوارها وشخصياتها التي لعبتها بإبداع، رغم إنها كانت تظهر في دور الراقصة كثيرا، ومع ذلك يبدو لنا واضحا تميز رقصها عن غيرها من الممثلات لنفس الزمن، على جناح التعبير الصادق عن آلام وأحلام شخصياتها التي جسدتها بوعى وبصيرة سليمة، فقد كانت في أفلامها تعالج العديد من القضايا الهامة في المجتمع بشكل مثير، كما مثلت دور الأم رغم صغر سنها، ولعل دورها الرائع في فيلم ( العذراء والشعر الأبيض) يعتبر من أهم الأفلام التي مثلتها حتى الآن في تاريخها المليئ بالشخصيات والأحداث الصاخبة وعدسات المصورين التي كانت تلاحقها دائما.
بطلة بروح العصر
ولاشك أنه مع بداية الثمانينات تغيرت صورة المرأة المصرية والعربية في الحياة والسينما، ومعها تبدلت صورة المرأة الكلاسيكية بفستانها القصير الذي يبرز فتنة ذلك الزمن الجميل بصورة أخرى تتماشى مع صخب ومشاكل العقدين الأخيرين من الألفية الثانية، وهنا ظهرت النجمة الأولى نبيلة عبيد أو (بلبلة) – كما تحب أن يطلق عليها – عندما احتاجت السينما في هذه الفترة إلى بطلة تستطيع أن تتلون وتعكس روح العصر فترتدي جلبابا بلديا لتجسد دور (معلمة في حي شعبي)، أو تستغني عن أناقتها ومكياجها وتتحول إلى مدمنة مسلوبة الإرادة، أو تلعب دور ضابطة شرطة تواجه الجريمة بعنف وقوة، وبجانب تألقها في تمثيل مختلف الأدوار والشخصيات اقترن اسم (نبيلة عبيد) بموهبتها في أداء الاستعراضات والتابلوهات الراقصة، حتى اعتاد المخرجون على وجود مشاهد ورقصات خاصة لها تحمل توقيعها الخاص في صورة تابلوهات راقصة تتسم ببراعة الأداء على الشاشة الفضية والتي سحرت من خلالها جمهور الفن السابع.
ولدت (نبيلة عبيد) في حي شبرا بمدينة القاهرة، ونشأت وترعرعت في أسرة متوسطة حيث بدأ حبها للتمثيل والفن منذ صغرها في مرحلة الطفولة، وأثناء دراستها في مدرسة البنات في العباسية تعرفت على المخرج الكبير (عاطف سالم) الذي اكتشف موهبتها بعد أن طلب منها المشاركة بدور كومبارس في فيلم (ما فيش تفاهم) عام 1961، لكن في عام 1963، كانت أولى مشاركاتها بدور البطولة في فيلم (رابعة العدوية) للمخرج نيازي مصطفى إلى جانب الفنان فريد شوقي والفنان حسين رياض حيث قدمت للجمهور باسم نبيلة.
بداياتها السينمائية
في عام 1964 شاركت بدور سامية في فيلم (زوجة من باريس)، كما أدت دور مشيرة في فيلم (خطيب ماما) عام 1965 ومن بعده قامت بأداء شخصية قمر في فيلم (المماليك) عام 1965، وشاركت في مسرحية (الطرطور) وفي عام 1966 شاركت في أفلام (كنوز، الأصدقاء الثلاثة، 3 لصوص) فضلا عن ومسلسل “العبقري”، وظهرت في مسرحية (روبابيكا) عام 1967، لكنها توقفت عن التمثيل لمدة سنة لتعود إليه من خلال المشاركة في خمسة أفلام بعد أن غيرت اسمها الفني إلى “نبيلة عبيد” فأدت شخصية نوسة في فيلم (السيرك)، وشخصية دنيا في فيلم (أبطال ونساء)، كما ظهرت في فيلم (سارق الملايين) وفيلم (النصابين الثلاثة)، وفي مسلسل (مفتش المباحث).
شاركت النجمة الكبيرة (نبيلة عبيد) عام 1969 كضيفة شرف بدور(كوثر) في فيلم (زوجة غيورة جدا) للمخرج حلمي رفلة، كما ظهرت في مسلسل (أبدا لن أموت) بدور الصحفية عفاف، وفي عام 1970 كان لها مشاركة ملحوظة في فيلم (رحلة شهر عسل)، وفيلم (الساعات الرهيبة، وابن إفريقيا) والأخير قامت فيه بدور جين، وشاركت أيضا في (الساعات الأخيرة)، كما أدت شخصية إلهام في فيلم (هاربات من الحب)، إضافة لمشاركتها في مسلسل (العصابة)، وفيلم (الكذابين الثلاثة) وفيلم (واحد في المليون)، وفي عام 1971 شاركت عبيد في فيلم (آدم والنساء) وفيلمي (لست مستهترة، حياة خطرة).
تألق السبعينيات
عام 1972 ظهرت (نبيلة عبيد) في فيلم (صور ممنوعة): القصة الأولى (ممنوع)، وفي (صور ممنوعة): القصة الثانية (كان)، وشاركت في مسلسل (أشياء لا تنسى) وفي فيلم (شباب في محنة)، كما أدت شخصية جينا في فيلم (الخاطفين) وظهرت بشخصية انشراح في فيلم (لعبة كل يوم)، ثم شاركت في فيلم (ليلة حب أخيرة)، وفي فيلم (جنون المراهقات) بدور الدكتورة منى.
شاركت بشخصيتين في فيلم (ذكرى ليلة حب) في عام 1973، وأدت شخصية عبلة في فيلم (مسك وعنبر)، وشاركت في فيلم (شلة المحتالين)، وفي عام 1974 أدت شخصية أرواح في فيلم (رحلة العجائب)، ثم شخصية ليلى في (وكان الحب)، أما في عام 1975 ظهرت في فيلم (بديعة مصابني)، وفي فيلم (مجانين بالوراثة) وفي فيلم (حبي الأول والأخير).
في عام 1976 شاركت (نبيلة عبيد) في فيلم (الكروان له شفايف)، وفي المسلسل الإذاعي (برديس)، وفي عام 1977 كان لها عدة أفلام منها أفلام (سري جدًا، وسقطت في بحر العسل، حرامي الحب)، وفي عام 1978 شاركت في فيلم (الاعتراف الأخير) وفي (كيف تخسر مليون جنيه)، وفي مسلسل (صاحب الجلالة)، وفي فيلم (رحلة داخل امرأة)، وفي (المرأة الأخرى) وفي (العمر لحظة)، ثم أدت دور زينب في فيلم (ولا يزال التحقيق مستمرًا) عام 1979.
نضج الثمانينيات
ثم بلغت (نبيلة) سن النضج الفني في فيلم (الشريدة) عام 1980 وفي فيلم (دائرة الشك)، وفي (سنوات الانتقام)، إضافةً لمشاركتها في أربعة أفلامٍ عام 1981 وهى (الشيطان يعظ، اللعبة القذرة، الجبابرة، قهوة المواردي)، كما أدَّت دور (دولت) في فيلم (العذراء والشعر الأبيض) عام 1983، وكان واحدا من المراحل المفصلية في حياتها حيث قدمت دور الأم وهى ماتزال شابة، وفي عام 1984 شاركت في المسلسل الإذاعي (الصبر في الملاحات) وفي (التخشيبة) وفي (الراقصة والطبَّال) وفي (أرجوك أعطني هذا الدواء)، ثمَّ أدَّت شخصية سميحة في فيلم (أيام في الحلال) عام 1985، كما ظهرت عبيد في فيلم (انتحار صاحب الشقة) عام 1986 وفي فيلم (الحناكيش) وفي فيلم (شادر السمك( مع الراحل العظيم أحمد زكي في نفس العام.
وفي عام 1987 مثَّلت في أفلام: (موعدٌ مع القدر، أبناء وقتلة، الوحل)، ثم أدت دور المُدرّسة هدى في فيلم (اغتيال مدرسة) عام 1988، وفي العام شاركت في فيلم (التحدي) ثم (حارة برجوان)، وفي عام 1990 كان لها عددٌ من الأفلام وهى (درب الرهبة، قضية سميحة بدران، الراقصة والسياسي”، ثم توالت مشاركاتها خلال فترة التسعينيات في عدد من الأفلام هى فيلم (ديك البرابر، سمارة الأمير) عام 1992 وفيلم (تووت تووت، والغرقانة) عام 1993 وفيلمي (كشف المستور، هدى ومعالي الوزير) عام 1994، وفيلم (عتبة الستات) عام 1995 و(المرأة والساطور) عام 1996 و(الآخر) عام 199مع يوسف شاهين.
نجاح الألفية الجديدة
تابعت (نبيلة عبيد) نجاحها الفني مع بداية الألفية الجديدة من خلال العديد من الأعمال السينمائية كفيلم (امرأة تحت المراقبة) عام 2000، والمسلسل الإذاعي (سجن الزوجية) عام 2001، وفيلم (قصاقيص العشاق، ومسلسل العمة نور) عام 2003 وفيلم (ما فيش إلا كده) عام 2006 ومسلسل (البوابة الثانية) عام 2009، ومسلسل (كيد النسا 2) عام 2012، ومسلسل (لهفة) عام 2015، والمسلسل الإذاعي (أوراق رسمية) عام 2016، وكان لها برنامج المسابقات (نجمة العرب) عام 2015، وآخر أعمالها (سكر زيادة) رمضان 2020 مع نادية الجندي وسميحة أيوب وهالة فاخر في تجربة كوميدية جديدة عليه.
ولأن (نبيلة عبيد) واحدة من بين القلة من الفنانين الذين لا يمكنهم فصل وسائل التعبير لديهم عن أنفسهم، لأنهم يبدعون باستخدام أجسادهم وأصواتهم وميزاتهم النفسية والعقلية؛ أي أن إبداعهم لا ينفصل عن شخصياتهم لإنه لمن الصعب فصل موهبة الممثل وإبداعه عن شخصيته، غير أن التمثيل فن، وكما هو الحال في أي فن، فلا بد من توافر عناصر أساسية لدى الممثل، مثل المقدرة والدراسة والممارسة، كما توفر لديها بحكم خبرتها الطويلة، فقد حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (لا يزال التحقيق مستمرًا) عام 1979 في مهرجان الإسكندرية السينمائي والذي كرمها نفس المهرجان عام 1998.
تكره السياسة
تقول نبيلة عبيد عن بداياتها الأولى في الحياة والسينما: تغيرت حياتي عندما التقيت الأديب الكبير إحسان عبد القدوس ومصطفى محرم ووحيد حامد، إضافة للمخرجين الكبار أمثال حسين كامل وصلاح أبو سيف حيث ساعدوني في تثبيت أقدامي في الوسط الفني، كما أنها تكره السياسة ولا تحب الحديث فيها ولم تتعمد تقديم أعمال تعالج وضعا معينًا أو تناقش قضية سياسية.
لكنها في الوقت ذاته تؤكد أنها حزينة لأن أمها توفيت وهى غير راضية عن امتناعها عن الإنجاب، وكانت تتمنى إرضاءها، لكن الدنيا سرقتها وبلمحة بصر مرت السنوات ومرضت أمها ورحلت عن هذه الحياة، وتقول في هذا الصدد: كان قراراً صعباً للغاية، إلا أن فني فرض عليى اتخاذه، وكان من الصعب على أن أكون أما مثالية وفنانة ناجحة في الوقت نفسه، لذلك اخترت التمثيل، وقراري أغضب والدتي لكنها استسلمت لما قررته في النهاية، وتشير إلى أنها تمكنت من تعويض هذا الإحساس ليس من خلال الفن لكن عن طريق الاعتناء بأبناء أشقائها وأصدقائها، حيث تشعر بأنها أمٌّ لكل هؤلاء الأطفال، وكانت تريد أن تتكفل بطفل، لكن التبني أمر صعب بالنسبة إلي، بخاصة أنها تحب السفر باستمرار، ومن ثم فإن أسلوب حياتها لن يناسب طفلاً ما زال يتعلم ويحتاج إلى عناية خاصة، أي أن تتحمل مسؤولية كل شيء يتعلق بتعليمه وعلاجه وحياته وتوفير حياة كريمة له.
لست نادمة
في حوار صحفي سابق معها قالت عبيد: إنها ليست نادمة على عملها في الفن، مؤكدةً أن الفن برغم أنه سلب منها الاستقرار الأسرى وحرمها من إنجاب أطفال، أعطاها أكثر مما أخذ منها، خاتمة حديثها بأن رحلتها في الحياة كانت إرادة الله، مضيفة قائلة: الحمد لله أنا لم أقدم تنازلات أخجل منها أمام الجمهور، واجتهدت من أجل تقديم شيء محترم ولذا منحني الجمهور لقب نجمة مصر، ولهذا فإن نجوم الصف الأول من الشباب، ورغم سرقتهم الأضواء في المهرجانات وفي الإعلام، لم يزيحوا نبيلة عبيد عن ذاكرة عشاق الفن السابع ولا حتى عن المهرجانات.
ومن مجاملة القدر لى – تقول نبيلة عبيد – أن تعاملت مع كبار المخرجين، والكتاب، وأستطيع القول بأنى أخذت (العصارة الحقيقية) من المخرج أشرف فهمى، وهذه الفترة من أهم الفترات فى حياتى لأنى كنت آخذ منه الفن (مظبوط)، وحدث بيننا زواج أثناء تصوير فيلم (ولا يزال التحقيق مستمرا) وانفصلنا عقب انتهاء الفيلم، أما المخرج حسين كمال فبنينا معا جسرا من الصداقة لأنه إنسان (حبوب وفنان حقيقى)، وكذلك المخرج عاطف الطيب الذى أدركت من أول يوم تصوير أثناء فيلم (التخشيبة) أنه مخرج متميز، وأيضا عملت مع المخرج سعيد مرزوق أفلاما مهمة فى مشوارى، وعملت مع المخرجة المتميزة إيناس الدغيدى، وأيضا مع المخرج الكبير على عبدالخالق وأحمد يحيى.
كشف المستور
لكنها تتوقف عن أهم محطات حياتها قائلة: بالطبع سررت بتعاونى مع العبقرى صلاح أبوسيف فى فيلم (وسقطت فى بحر العسل)، وأيضا كبار الكتاب مثل إحسان عبدالقدوس، الذى كان يكتب رواياته بفكر وواقعية، وأيضا أديب نوبل نجيب محفوظ الذى قدمت بعضا من رواياته مثل (سمارة الأمير، والشريدة)، والعبقرى وحيد حامد الذى يمتلك بُعد نظر واستشرافا غير مسبوق للواقع ومنها نبوءته بالدولة الجديدة فى فيلم (كشف المستور)، الذى اعتبره حالة خاصة فى مشوارى الفنى، وغيرهم من الكتاب المبدعين والمخرجين العظماء وأقراني من الممثلين الذين أكن لهم كل الحب والتقدير والاحترام، حين زمالتهم في العديد من الأفلام السينمائية التي ستبقى علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية.
تخشى الكاميرا
ورغم مشوارها الطويل أمام الكاميرا فإنها ماتزال تخشاها حتى الآن قائلة: أقلق من الكاميرا جدا، وأشعر برهبة وخوف قبل كل مشهد، وهذه طبيعتي طيلة مسيرتي الفنية، أعتبر كل مشهد أقوم بتصويره الأول في مسيرتي، حتى في (سكر زيادة) هذا العمل شعرت الشعور نفسه وهو القلق والخوف والاضطراب من الكاميرا ويصل فى بعض الأحيان إلى رعب، لكن فور تقمصي الشخصية أنسى تماما الكاميرا وأنسى نبيلة عبيد وأرتدي الشخصية التي أقدمها نفسها، فأكون هي في كل التفاصيل والمشاعر والأداء، وأعتقد أن أي فنان محترف يشعر بالقلق من الكاميرا قبل بدء التصوير مباشرة، ويركز كثيرا للاندماج في الشخصية التي يقدمها.
ونحن بوابة (شهريار النجوم) نقدم باقة ورد لنجمة مصر الأولى في السينما التي لم تستطع أي فنانة أن تنافسها في المسافة الزمنية التي حازت فيها هذا اللقب حتى الآن تقديرا لدورها المؤثر في القضايا التي تمس المرأة والمجتمع في شريط السينما المصرية طوال العقود الأربعة الماضية على جناح أداء احترافي وبراعة مطلقة في التجسيد الدرامي على أسس ومعايير أساطين فن التمثيل الكبار .. فتحية تقدير واحترام لها.