ماجدة وإيهاب نافع .. عز الدين ذوالفقار كان سبب معرفتهما (1/2)
* إيهاب نافع ينهي أزمة في لبنان بسبب (جميلة بوحيرد)
* إبنة الرئيس الروسي (نيكيتتا خروتشوف) وطد علاقة النجمة الشهيرة والطيار الوسيم!
* إيهاب نافع يمنع إسرائيل من التجارة مع أفريقيا
* المخرج والمنتج الكبير إبراهيم عماره أجرى للنجم الجديد إختبار كاميرا
كتب : أحمد السماحي
هى (ماجدة) النجمة الشهيرة التى تميزت بأداء تمثيلي خاص جدا، لا يأبه لطبيعة الدور أو الطبقة الاجتماعية أو حتى الحدث الدرامي الذي يجري حولها، والتى تمتلك نبرة صوت خاصة جدا، والتى اشتركت في كل أنواع الأفلام، وغامرت بما كسبته من الفن، وأقدمت على الإنتاج وهى شابة لتكون واحدة من أصغر منتجات السينما المصرية، ووضعت على عاتقها قضية المرأة وجسدت كثير من مشاكلها عبر أفلامها.
وهو الطيار والفنان (محمد إيهاب نافع) الذي عاش حياة ارستقراطية، حيث كان والده طبيبا شهيرا من أكثر المقربين للملك فاروق، بل إنه كان الطبيب الخاص به، ولعدد كبير من الملوك والمشاهير مثل (السلطان حسين كامل، والملك عبدالعزيز آل سعود)، ووالدته (برسيوز هانم ذوالفقار) سليلة عائلة (ذوالفقار) الشهيرة.
فى هذا الجو عاش نجمنا الشهير (إيهاب نافع) الذي التحق بكلية الطيران وتتلمذ على يد الرئيس السابق أو الملازم أول عام 1954 (حسني مبارك)، وكان لفترة الطيار الخاص للرئيس جمال عبدالناصر.
ماجدة شخصية ملتزمة وجادة، وإيهاب شخص فوضوي هوائي، هى تعيش الحب فقط على الشاشة، وهو يعيش الحب يوميا فى الواقع، فهو أستاذ غرام يجري الحب فى دمه، لهذا أقام علاقات عاطفية كثيرة، وتزوج 11 إمرأة، ورغم هذا أكد فى حواره معي عام 2002 أنه لم يكن محظوظا عاطفيا، لأنه لم يجد المرأة التى تجعله يكتفي بها، ولا يفكر في غيرها إلى أن صادف زوجته الأخيرة (جينا أو جيهان برايا)!.
البداية .. أين عمري
إذن كيف حدث اللقاء بين (الطيار والنجم إيهاب نافع والنجمة ماجدة)؟! تعالوا بنا نعود إلى منتصف الخمسينات ونعرف كيف ولد الحب وترعرع ونما بينهما؟! .
عام 1955 كانت (ماجدة) في زيارة للمخرج الكبير (عز الدين ذوالفقار) للاتفاق معه على إخراج قصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس (أين عمري) كفيلم سينمائي تقوم بإنتاجه وبطولته، وأثناء محاولتها إقناعه بإخراج الفيلم دخل عليهما شاب وسيم كأنه خرج من أساطير قصص الحب والغرام، فقطع (عز الدين) حديثه وقدمه لها: إيهاب ابن عمتي طيار حديث التخرج، تخرج فى يوليو الماضي، واتجوز في أغسطس، شوفي السرعة؟!، فمدت ماجدة يداها وعلى شفتيها ابتسامة مصنوعة وسلمت عليه بدون اهتمام قائلة: أهلا يا فندم، مبروك.
ورجعت تواصل حديثها بحماس مع المخرج الشهير، تحاول إقناعه بتقليل أجره، وإنزوى (إيهاب) فى أحد أركان المكتب يعبث بأحد السيناريوهات الموضوعة على المكتب ويراقب من بعيد المناقشة بين ابن خاله والنجمة الشهيرة، وبعد دقائق استأذنت (ماجدة) فى الانصراف.
والتفت (عز الدين) إلى ابن عمته الصامت قائلا:
ايه أخبارك مع عروسك الجديدة (ألفت خليل عبدالخالق)؟.
فرد (إيهاب) كويسة بس بتغير علي شوية.
عز: معلش أنتوا لسه عرسان جداد، ولسه معرفتوش طباع بعض، ومن حقها تغير عليك ما أنت حليوة!
فضحك إيهاب قائلا: حليوة طبعا! طالع لولاد خالي، بمناسبة الحلاوة هى دي ماجدة؟!
عز ضاحكا : لأ أختها! أنت شايف ايه؟!
إيهاب ساخرا: أصلها مش حلوة!، على الشاشة أحلى!
عز بتهكم وسخرية: سيبنا الحلاوة ليك يا سيادة الطيار.
جميلة بوحيرد
بعد سنتين من هذا اللقاء العابر كانت عذراء الشاشة في زيارة لمبنى المخابرات العامة لمقابلة أحد أصدقاء شقيقها، للبحث عن قصة سينمائية واقعية تقوم ببطولتها، ويومها لعبت المصادفة دورا جديدا حيث قابلت (إيهاب نافع) الذي كان يعمل بالمخابرات – مؤقتا – فعرض عليها ثلاث قصص واقعية اختارت من بينهم قصة المناضلة الجزائرية (جميلة بوحيرد).
يوسف شاهين يحاول إقناع ايهاب بالتمثيل
تكرر اللقاء مرة ثالثة عندما اصطحبت (ماجدة) المخرج الشاب (يوسف شاهين) إلى مبنى المخابرات لمناقشة بعض التفاصيل الخاصة بالمساعدات الحربية، ويومها جلست (ماجدة وإيهاب نافع، ويوسف شاهين) ودار بينهم نقاش طويل، فى نهايته طلب المخرج الشاب 10 ألف عسكري لتصوير الفيلم، مشترطا أن يكونوا تحت أمره ويسمعوا كلامه فى كل شيئ، وبعد مناقشات وافقوا أن يعطوه 50 عسكريا.
وبعد إنتهاء التفاصيل الخاصة بالفيلم نظر (جو) في عيون (إيهاب) وقال له بلهجته المحببه: عللللللى ففففاااااااكررررة أأأأأنت تصلح للسينما وأأأنا على استعداد لاكتشافك!، فنظرت (ماجدة) إلى إيهاب وكأنها تعيد اكتشافه قائلة : فعلا أنت وسيم والسينما فى حاجة إليك!.
فضحك إيهاب قائلا : ده صلاح ذوالفقار ابن خالي بينصحنى بترك الجيش والطيران والعمل في السينما فى كل مرة نتقابل فيها، لكني مبعرفش أمثل.!
فرد عليه (يوسف شاهين) مازحا ومين بيعرف يمثل!، أنا أعلمك، وماجدة هتساعدني، وضحك الجميع وراح كل واحد منهم في طريقه!.
أزمة في لبنان بسبب جميلة
مرت شهور واعتقدت (ماجدة) أن اللقاء بينها وبين الشاب الوسيم انتهى عند هذا، لكنها لم تكن تعلم أن القدر له رأي آخر، فبعد عرض فيلمها (جميلة بوحيرد) في سينما (ساحة البرج) في لبنان، تم رفعه من السينما بعد أن تقدم مجموعة من الفرنسيين بشكوى إلى الحكومة اللبنانية، يدينون الفيلم وأحداثه، ونظرا لتأثيرهم فى هذا الوقت، فقد ضغطوا لرفع الفيلم من السينما المعروض فيها، ولجأت (ماجدة) إلى المخابرات المصرية، التى كلفت (إيهاب نافع) السفر إلى لبنان، ومعرفة الأسباب، ونجح الطيار الشاب في عودة الفيلم للعرض مرة أخرى في سينما (ساحة البرج).
ابنة خروشوف
أثناء ذلك جاءت ابنة الرئيس الروسي (نيكيتا خورتشوف) إلى مصر فكان (إيهاب نافع) هو المرافق لها، وخلال حفل الاستقبال الذي أجرته السفارة الروسية لها، قابل (إيهاب نافع) النجمة الشابة (ماجدة) فشكرته على ما فعله مع فيلم (جميلة)، وفى نهاية حفل الاستقبال، مدت إليه يدها وكأنها قدمت قلبها ليصافحه، ومد يده وكأنه مد إليها عمره، وعندما أوشك اللقاء على نهايته بحث كلاهما عن فرصة أخرى قبل أن يطير الحلم الجميل من بين أصابعه، منع الخجل نجمة السينما من افتعال مناسبة، بينما علا صوت الطيار الشاب وهو يؤكد لها أنه سوف يتصل بها ليطمئن عليها.
إيهاب يترك الطيران
بعد ذلك هبت رياح كثيرة باعدت بين النجمة الشابة وبين الطيار الوسيم، حيث انشغلت هى بعملها الفني وبأفلامها السينمائية الكثيرة، واستقال هو فى 23 مايو 1960 من عمله في القوات الجوية، لأنه (زهق) من الحياة العسكرية حيث كان قد أمضى فيها حوالي تسع سنوات وعشرة أشهر، وكانت عدد ساعات طيرانه تعدت الـ 800 ساعة، وطلق زوجته الأولى (ألفت خليل) نظرا لغيرتها الشديدة عليه!.
وحاول أن يعمل في شركة (مصر للطيران)، لكنه لم يوافق على نوع الطائرة التى خصصوها له، فسافر إلى إنجلترا في 3 سبتمبر 1960، وهناك عمل في شركة السير (انتوني ناتنج) للطيران، ومكث فى إنجلترا حوالي عامين، وأثناء ذلك علم أن والدته مريضة فعاد فورا إلى مصر في 5 مارس 1962
مقابلة مع عبدالناصر
عندما عاد إلى مصر التقى بالرئيس (جمال عبدالناصر) الذي خيره بين العودة إلى العمل في الجيش وتحديدا في السرب الجمهوري كما كان، أو أن يعمل مع (كمال رفعت) الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية فاختار الخيار الثاني، حيث كانت مهمته منع إسرائيل من إدخال أي منتجات من صناعتها فى ثلاث دول أفريقية هى (الكونغو، وزائير، وتشاد)، وقد اصطحب معه 11 ضابطا من خيرة رجالنا، حيث كان الرئيس (جمال عبدالناصر) لا يريد لإسرائيل أن تتسلل لإفريقيا وتتاجر معها، وبالتالي يقوى اقتصادها.
منع إسرائيل من التجارة مع أفريقيا
كانت مهمة (إيهاب نافع) ورجاله فى عمله الجديد، فى حالة قيام الدول الأفريقية بطرح مناقصات لأشياء وسلع وبضائع تريدها، أن يدخلوا هذه المناقصات بأسماء وهمية ويضعوا أقل الأسعار حتى لو كانوا سيخسروا بل أنهم عادة كانوا يخسروا ليكسبوا في المنافسة ضد اسرائيل.
صلاح ذوالفقار يدخله السينما
استمر (إيهاب) في هذا العمل حتى أغسطس 1963 حيث حدث سوء تفاهم بينه وبين رئيسه (كمال رفعت) الذي طلب منه أن يأخذ أجازة مفتوحة ليرتاح، فاعتبر (إيهاب) ذلك بمثابة إعطائه أجازة مفتوحة من الخدمة، وأثناء ذلك قابل ابن خاله (صلاح ذوالفقار) الذي أصبح نجما شهيرا، ونصحه بالعمل في السينما وأقنعه بذلك، وأمام إصرار (صلاح ذوالفقار) وافق على عمل إختبار فى استوديو (نحاس) مع المخرج (إبراهيم عماره) لمدة 8 دقائق، وبعد تحميض الفيلم الذي صور لاختباره، عزم (آل ذوالفقار) مجموعة كبيرة من العاملين في الوسط الفني والنقاد والصحافيين لمشاهدة نتيجة فيلم التصوير، وكان من بينهم النجمة (ماجدة) وعرض عليهم الفيلم، ولم يكد ينتهي الحفل إلا وكان الطيار الوسيم موقعا لبطولة فيلمه الأول (الحقيقة العارية) مع الفنانة ماجدة، فضلا عن وعود ببطولة أفلام آخرى.
…………………………………………………………………………………………..
فى الحلقة القادمة:
* القبلة الأولى جعلت عذراء الشاشة تعجل بالزواج
* زواج ماجدة وإيهاب نافع يحدث ضجة كبيرة في مصر
* تدخل ماجدة في حياة الفنان الوسيم كان سبب الطلاق
* على أنغام التانجو حدث الأنفصال في بيروت