كلام X الإعلام (6)
بقلم : على عبد الرحمن
جعل الله لكل شئ قدرا ونظاما، وتري في العالم من حولنا دولا وهيئات ومنظمات لها دساتير أو عقد اجتماعي أو خطط استراتيحيه، وعندنا في أم الدنيا مؤسسات وأجهزة وهيئات وقطاعات ذات خطط ولها أهداف تسعى إليها بدقة ودأب في يقظة وتدبر فريد، أما قطاع الإعلام في مصر الرسمي منه وشبه الرسمي فالمتابع له يتثبت أن الأمور به تسير كما تهوي الأنفس ليس كما تحتاج الأوطان.
ولست أري معجزة في لجنة وطنية متخصصة في كل فروع الإعلام تخطيطا وتنفيذا ومتابعة وتصويبا، إنتاجا وتسويقا، تجلس هذه اللجنة لتسجل احتياج الوطن داخليا وخارجيا، وكذا حاجة المواطن في مصر وأبنائها في الخارج لتقرر مجموعة من الأهداف القومية مثل: الحوار مع الآخر والرد على الآخر، ورصد صورة مصر خارجيا ونقل صورة مصر الحقيقية الي العالم بناءا وتحولا ورؤية وطوحا ودورا إقليميا ودوليا، وتقدم مجتمعنا بخيرة كوادره وجمال ربوعه وحسن سمات أهله.
كل ذلك في أشكال برامجية متنوعة مابين الفيلم القصير أو البرنامج المتقن صنعه أو وثائقي محترف أو درامي أحسن تنفيذه، وتضيف هذه اللجنه رصدا لحاجة المواطنفي معرفة ماتحقق ومانحن بصدد تحقيقه، مايحلم به المواطنون، ومعوقات حياتهم في عصر الرقمنة، ويتم ترجمة هذه الأهداف أيضا إلى رسائل إعلاميه متقنه داخل هذه النوعيات المتعدده من الإنتاج الإعلامي.
ورغم بساطة الأمر، ورغم أننا أشهر دول المعمورة في اللجان والمجالس، ورغم أننا كلنا متأعلمون نحب الخوض في أداء الإعلام ورغم أن لدينا وزارة ومجلس أعلى وهيئات وطنية ونقابات متخصصة وخبراء رواد ومجتمع مدني متابع ومهتم، ولدينا أيضا حالة من عدم الرضا علي الأداء الإعلامي من القيادة والحكومة والشعب والخبراء، ورغم أننا نعيد بناء البيت المصري وترتيبه، ورغم أن قطاع الإعلام جزء من البيت إلا أن الأمور تسير فيه بلا خطط ولا أهداف ولا رؤي ولا رسائل ولا أية منافع لمن ينفق بسخاء علي ماكينة الاعلام في مصر.
وأمام كل ذلك يظل إعلامنا متقوقعا داخل قلب العاصمة فقط وبعيد حتي عن أطراف العاصمة، أما أهالينا في بقاع مصر فلهم الله في إغفال الإعلام لهم، ورغم أن قواعد التنوع في المحتوي الإعلامي مكانيا وعمريا نوعيا أصبحت علما يدرس إلا أن هذا العلم بقواعد لايروق لصناع إعلام مصر، فلا تري شيئا عن أهل الأقاليم ولا سكان أطراف الوطن ولا أهل البوادي ولا أي فئة من فئات شعبنا، وأصبحت المنوعات وما شابهها هي معظم المحتوي الإعلامي وظلت أمورنا كما هى فلا نجح إعلامنا إلى الخارج في مهمته ولا وصل إعلامنا للداخل الي غاية أهله.
وغابت الدولة أيضا عن دورها في دعم الإنتاج التاريخي أو الديني أو الوثائقي أو الأسري أو السياحي وانسحبت بجهات إنتاجها الرسمية من المشهد تاركة التاريخ لمن يحاول صياغته دراميا من حولنا، والدين لمن يحاول توظيفه من بيننا، والوثائقيات لدويلات صغيره في إقليمنا، والأسرة لمن أطلقوا إعلاما أسريا مدروسا في منطقتنا، والسياحي لكل مجتهد يحاول تسويق نفسه.
ورغم أن هذا جزء هام من روافد القوة المصرية الناعمة، ولذا لابد أن تعود الدوله بهيئاتها الإنتاجية إلى المشهد لتؤدي دورا ولتصيغ رسالة وتنقذ مصادرا لتعود القوة الناعمة إلى مصر في عصر نحن أحوج ما نكون الي بسط نفوذ قوتنا الناعمة من حولنا، فهل يحمل عام 2021 أداءا إعلاميا متقنا وإنفاقا موظفا جيدا، وخطابا للآخر مقنعا، ورضا من الداخل علي مايقدمه إعلام الوطن.
وهل تؤدي الكيانات الاقتصادية الكبري ورجال الأعمال دورهم في الاستثمار في الإعلام ،لا لصالح أنفسهم فقط بل ولصالح الوطن أيضا، وعندها نري إعلاما لأفريقيا وآخر لمنقطتنا المحيطه، وثالث للعالم أجمع، وهذه هى المسئولية المجتمعيه لرؤس الأموال، كما أن الأمر يتطلب محو الأمية المعلوماتية لجزء غير يسير من قيادات الإعلام المصري حتي يلحقوا بركب الرقمية من إدارة أو أرشفة أو تسويقا في عصر الأون لاين أيضا.
ويتطلب الأمر أيضا من قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات أن يراجع مناهج تدريس الإعلام ليطورها حتي يكون إعلاميوا الغد على درايه بفنون الميديا الرقميه لأن المناهج في معاهد وأكاديميات وكليات الإعلام لاتقدم كادرا ملما بفنون الإعلام الحديث.
دعونا نقلب مشهد الإعلام من كافة جوانبه تخطيطا وتجهيزا وإنتاجا وبثا ومتابعة وتقييما وتدريسا وتدريبا وتصويبا حبا في أداء المهنة، وبرا بالقسم ودفعا للوطن وطرحا لمتطلبات أهله وتركا لشخصنة أي أمر.. حمي الله مصر وأعلي صوتها، وألهم أهل إعلامها الصواب والرشاد.