لماذا حذفت أبيات من قصيدة (إلى بيروت الأنثى) لـ (نانسي عجرم)!
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها .
كتبت : سما أحمد
منذ أيام خاضت المطربة اللبنانية نانسي عجرم تجربة جديدة عليها تماما وهى غناء قصيدة باللغة العربية الفصحى لشاعرنا السوري الكبير (نزار قباني) من تلحين الموسيقار الدكتور (هشام بولس) وتوزيع (باسم رزق)، وقد أجادت المطربة غناء قصيدة (إلى بيروت الأنثى) وكانت مفاجأة جميلة منها لعشاق صوتها، وعشاق اللغة العربية، وبسبب لحنها الجميل الذي يدخل القلب دون استئذان، دخلت نانسي قلوبنا جميعا من خلال هذه القصيدة التى غنتها ببساطة شديدة وجمال يلامس قلوب العرب عامة، واللبنانيين المنهكين من التفكير بسبل تؤمن لهم مستقبلا أفضل.
وقد لاحظ كثير من محبي الشاعر الكبير (نزار قباني) أن القصيدة تعرضت بعض أبياتها للحذف، وقد صرح الموسيقار اللبناني (هشام بولس) لـ (شهريار النجوم) أن سبب الحذف يرجع إلى رغبتهم فى عدم زيادة مدة الأغنية ــ ما كان بدنا تكون الأغنية طويلة ــ حتى تكون نموذجا وتنتشر أكثر، ومن يسمعها مرة يعاود سماعها مرة أخرى، ثانيا من قرأ أبيات القصيدة سيجد أن الأبيات الأولى منها تتحدث عن جمال لبنان والغابات والأشجار، وغيرها من عناصر الطبيعة التى ميز الله بها لبنان عن غيرها من البلدان، وهذا لم يكن هدفنا، كنا نريد أن ندخل في الحديث عن بيروت مباشرة خاصة أن حادثة انفجار مرفأ بيروت جعلتنا نركز أكثر على بيروت وبدأنا من (آه يا عشاق بيروت القدامى) وهو أول بيت يتحدث فيه عن بيروت، كما يوجد في الأبيات التالية حديث عن لبنان أيضا في البيت الذي يقول فيه شاعرنا الرائع نزار قباني (إِن يَمُتْ لُبنَانُ … مِتُّم مَعَهُ)، وبهذا اختصرنا القصيدة، ثانيا دخلنا مباشرة على بيروت الجريحة.
والآن سنعرض أعزائي القراء عليكم كما تعودنا كلمات القصيدة كاملة وستجدون الأبيات التى تم حذفها مكتوبة باللون الأحمر:
قصيدة إلى بيروت الأنثى مع الاعتذار:
كان لبنان لكم مروحةً
تنشُـر الألوان والظلّ الظليلا
كم هربتم من صحاراكم إليه
تطلبُـون الماءَ والوجهَ الجميلا
وأغتَسَلتُم بِنَدَى غَابَاتِهِ
وِاختَبَأتُم تَحتَ جِفنَيِه طَوِيلاَ
وِتَسَلَّقتُم عَلَى أَشجَارِهِ
وِسَرَحتُم فِي بَرَارِيِه وُعُولاَ
وِشَرِبتمُ مِن خَوَابِيِه نَبِيذَاً
وَسَمِعتُم مِن شَوَادِيهِ هَدِيلاَ
وِقَطَفتمُ مِن رَوَابِيهِ الخُزَامَى
وَالعُيُونَ الخُضرَ وِ الخَدَّ الأَسِيلاَ
وِاقتَنَيتمُ شَمسَهُ لُؤلُؤَةً
وِرِكبتمُ أَنجمُ اللَّيلِ خُيُولاَ
إِنَّهُ عَلّمَّكُم أَن تَعشَقُوا
لَم يَكُن لُينَانُ فِي العُشقِ بَخيِلاَ
إِنَّهُ عَلَمَّكُم أَن تَقرَأوا
هَل تَقولون لَهُ : شُكراً جَزِيلاَ؟
آه يَا عُشَّاقَ بَيرُوتَ القُدَامَى
هَل وَجَدتُم بَعدَ بَيرُوتَ البَدِيلاَ ؟
إِنَّ بَيرُوتَ هِيَ الأُنثَى الَتِي
تَمنَحُ الخَصبَ وَتُعطِينَا الفُصُولاَ
إِن يَمُتْ لُبنَانُ … مِتُّم مَعَهُ
كُلُّ مَن يَقتُلُهُ … كَانَ القَتِيلاَ
كُلُّ قُبحٍ فِيِه …. قُبحُّ فِيكُمُ
فَأَعِيدُوهُ كَمَا كَانَ جَمِيلاَ
إِنَّ كَوناً لَيسَ لُبنَانُ فِيهِ
سَوفَ يَبقَى عَدَماً أَو مُستَحِيلاَ
كُلُّ مَا يَطلُبُهُ لُبنَانُ مِنكُم
أَن تُحِبُوهُ ……. تُحِبُّوهُ قَلِيلاَ