كتب : أحمد السماحي
من الأغنيات الجميلة جدا التى لحنها الموسيقار المبدع (خالد الأمير) عام 1978 أغنية (بعد السنين دى كلها) كلمات الشاعر الغنائي (صلاح فايز)، هذه الأغنية كانت سببا في خلاف كبير وخناقة وصلت للتشابك بالأيدي بين المطربتين (هدى سلطان وعليا التونسية)، كما جاء فى مجلة (الموعد العدد 831 الصادر بتاريخ 25 أكتوبر 1978 ).
وكل الذين شاهدوا الخناقة الحامية التى نشبت بين المطربتين (هدى وعليا) في أروقة الاذاعة المصرية، ظنوا أنها لقطة في فيلم سينمائي يجري تصويره، خارج الاستديو، تمشيا مع موضة الإخراج السينمائي الحديث الذي يعتبر التصوير داخل الاستديو من مخلفات الماضي.
فقد وقفت (هدى سلطان) بتحد وهى تضع يدها على وسطها لتقول لزميلتها بصوت عالي: أنت فاهمة نفسك مغنية، ولا فاكرة نفسك من مستواي الفني، أنا بحذرك أوعى تدخلي معايا في منافسة!
فردت المطربة التونسية عليا بهدوء قائلة: استغفر الله يا مدام هدى، أنت من المطربات الكبيرات والقديمات، ولما أنت كنت بتغني، كنت أنا لسه ما أعرفش أمشي!
وهنا انفجرت (هدى سلطان) وقالت لزميلتها بصوت أعلى: أنت فاكرة نفسك (نغه) صغيرة دى أنت أكبر مني!
وبدبلوماسيتها أجابت عليا: أبدا والله ده أول فيلم شافته ماما بعد خطوبتها لبابا، كان من بطولتك، وكنت شابة وحلوة وصوتك يهوس.
وهنا سارعت (هدى سلطان) لتشتبك مع زميلتها بالأيدي، لكن تدخل العاملون فى الإذاعة ليضعوا حدا لهذه المعركة، وقاموا بإجراء (فض اشتباك) بين المطربتين قبل أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه!
عليا تروي الحكاية
بعدما هدأت العاصفة راحت (عليا) تروى خلفيات هذا الإشكال الذي تطور إلى خناقة فقالت: كل ما في الأمر اتفقت مع الملحن (خالد الأمير) على أن يقوم بتلحين أغنية (بعد السنين) لقاء مبلغ خمسمائة جنية، بعد أن اشتريت كلماتها من المؤلف (صلاح فايز) بمبلغ ثلاثمائة جنية.
بعدها بأيام فوجئت بإعلان عن إحدى الحفلات، تضم صورة للمطربة (هدى سلطان) كتب تحتها أنها ستطل على الجمهور بأغنيتها الجديدة (بعد السنين) التى لحنها (خالد الأمير)، وكتب كلماتها (صلاح فايز)، فذهبت لـ (خالد الأمير) ورويت له حكاية الإعلان الذي شاهدته للست (هدى) فقال لي : لقد اتفقت مع هدى سلطان على أن أقوم بتلحين هذه الأغنية لها، لقاء مبلغ من المال، وكان الاتفاق شفويا، ولما لم تقم بالوفاء بالتزامها المالي، اعتبرت نفسي فى حل من هذا الاتفاق.
ولم تكتف (عليا) بهذا الشرح بل طلبت من (خالد الأمير) أن يأخذ ورقة وقلما، ويكتب لها تنازلا صريحا يثبت حقها فى أداء هذه الأغنية، دون منافسة من أحد، وحملت (عليا) هذا التنازل الموقع من الملحن (خالد الأمير) إلى استديو 46 بالإذاعة، للاتفاق مع المسؤولين عنه لتسجيل أغنية (بعد السنين)، وهناك فوجئت برؤية المطربة (هدى سلطان) داخل غرفة (الكونترول) فسارعت للتسليم عليها ومدت يدها لمصافحتها لكن هدى سلطان تجاهلت اليد الممدودة اليها، وانهالت بالكلام اللاذع على (عليا) ونشبت الخناقة.
ومضت المطربة التونسية بعدها في تسجيل أغنية (بعد السنين) على اعتبار أن المسألة لا تستحق كل هذه الأهمية، ولكن هذا الأمر لم يرق لهدى سلطان فما أن علمت بأن (عليا) قد انتهت من تسجيل أغنية (بعد السنين) حتى كلفت محاميها برفع دعوى ضد ملحن ومؤلف الأغنية!.
جدير بالذكر أن هدى سلطان سجلت هى الأخرى الأغنية، وتوجد نسختين للأغنية على موقع الفيديوهات الشهير اليوتيوب، واحدة بصوت عليا والثانية بصوت هدى سلطان.!