كتبت : سدرة محمد
لم تتحول الفنانة الشابة (جميلة عوض) إلى حديث وسائل الإعلام وصفحات السوشال ميديا من فراغ بعدما أطلت في حكاية (لازم أعيش)، تأليف نجلاء الحديني وإخراج مريم أحمدي، ضمن مسلسل (إلا أنا) التي بدأت قناة dmc عرضه أخيراً، حيث برعت في تجسيد شخصية (نور) المريضة بـ (البهاق)، إذ يطرح المسلسل الجديد مشكلة مرض البهاق وكيفية التعايش معه، للمرة الأولى في الدراما المصرية.
وضمن الأحداث تظهر (جميلة) بدور فتاة تعاني من البهاق، الذي يعكس نظرة سلبية من جانب المجتمع إليها، إلا أنها تصمم على محاربة كل محاولات التنمر الذي تتعرض له جراء شكلها الذي تغير مع إصابتها بالمرض، ونتيجة احترافيتها في تجسيد الشخصية على نحو مبهر وصادق، حيث غاصت في حياة المهمشين فى المجتمع المصرى، ومرت بظروف عصيبة مع شخصيات المسلسل في إطار درامى إنسانى، إلى جانب الطابع الرومانسى خلال الأحداث، ما جعلها تتلقى الكثير من التعليقات الايجابية من المتابعين، واصفين أداءها بالمتقن والواقعي.
ويصنف المسلسل بالدراما الاجتماعية، وهو من بطولة (جميلة عوض، نجلاء بدر، أحمد خالد صالح، خالد أنور وسلمى أبو ضيف وعدد آخر من الفنانين، ومن إنتاج (سينرجي) للمنج تامر مرسي بشراكة مع شركة (أروما) للمنتج تامر مرتضى، وتدور أحداث حكاية (لازم أعيش) حول فتاة تدعى (نور) تقوم بدورها الفنانة (جميلة عوض)، مصابة بمرض البهاق؛ فتتعرض للتنمر والنبذ من الناس منذ الطفولة، إلى جانب الخوف الدائم من المستقبل ومن عدم تقبل أحد لها سواء في العمل أو في الزواج!، وتجد نور الحل في المكياج والملابس؛ فالمكياج يساعدها في إخفاء أثر البهاق من وجهها ويديها، كما أنها ارتداء الملابس الكاملة صيفًا وشتاءًا – رغم أنها غير محجبة – تخفي باقي آثار المرض بأنحاء جسدها، ومع هذه الحلول المؤقتة استطاعت نور أن تعيش حياة شبه مستقرة بين عملها كموظفة في البنك بالنهار، ومذيعة راديو بالمساء.
ترتبط (نور) بأحد الشباب (حاتم) الذي لعب دوره (أحمد خالد صالح)، الذي لا يعرف شيء عن مرضها حتى وقت حدوث المفاجأة مع أمه التي كشفت سر نور، وتتوالى الأحداث التي تدفعنا للبحث أكثر عن حقيقة مرض البهاق للتعرف عليه عن قرب، لكن الملاحظة الجديرة بالذكر أن أداء (أحمد خالد صالح) جاء مفاجأة لي ولغيرى من متابعي المسلسل، خاصة في المشهد الي عرف فيه حقيقة نور فتسبب له في صدمة، وقد أداه ببراعة فائقة، تنم عن موهبة كبيرة تؤكد أنه ورث جينات التمثيل من العملاق الراحل خالد صالح، وذلك على مستوى الإيماءة والحركة والانفعال الداخلي المحسوب بدقة متناهية، فضلا عن صدقية مشاعره وهو يبكي ألما جراء خديعة نور له، وهذا المشهد يستحق أن يكون (ماستر سين) الحلقات العشر بجدارة إلا أنني رأيت ضرورة استكماله بالمواجهه مع حبيبته نور، والتي جاءت على النحو:
من بداية الحلقة الأولى ونحن نرى مدى تمحور كل مشهد حول مع مرض البهاق، المصابة به نور، بطلة المسلسل؛ فنراها في كل مناحي حياتها تقريبا ومعاناتها المتعددة الاتجاهات حتى انكشف أمرها أمام والدة (حاتم)، وبعدها قررت أن تتخذ خطوة جريئة في أن تلتقي به أيا كانت النتيجة، ومن ثم تظهر أمامه فجأة ودون ترتيب مسبق فتجده منشغلا مع زميلة له يستعرضان صورا على الموبايل:
نور: حاتم .. ممكن أتكلم معاك شويه؟
حاتم : يهز رأسه بالموافقة على مضض.
يدخلان سيارة حاتم، وتبدأ نور بالحديث قائلة وهى تبكي : انته حتفضل ما تبصليش كده كتير؟، ثم بصوت فيه نبرة حزن وحنين: وحشتيني.
حاتم بنظرة أسى وحنين : يهز رأسه في إيماءة غير مفهومة لاتعبر عن موقفه هل جرفه الشوق ام أنه غاضب جراء ما حدث؟.
حاتم يقفز على الأحداث ويدخل في صحبة نورعلى أمه (سوسو) التي لعبت دورها (سلوى محمد على) بجدارة فائقة.
سوسو: أهلا يا حبيبتي اتفضلوا .. حاروح أعمل لكم حاجة تشربوها.
نور وهى مكسورة الرأس في مواجهة حاتم: حاتم أنا ماكنش قصدي أخبي عليك.
حاتم في حدة وغضب: أومال كان قصدك ايه إن شاء الله؟!.
نور: إحنا أول ما عرفنا بعض مكنتش عارفة الموضوع حيكمل ولا لأ؟ .. وفي تلعثم: وكل ما كنا بنقرب أكتر مكنتش عارفة أقولك ازاي!.
حاتم بلغة غاضبة : فقلتي تكملي عادي وكأن مفيش أي حاجة .. صح؟!.. قولتي ده مغفل .. أهبل .. حاضحك عليه عادي، حيعيش بقية حياته أعمى ولا حيفرق .. ثم يزيد من حدة غضبه قائلا: هو أنا مغفل في عينك كده .. بجد؟!.
نور: حاتم أنا ماكنش أقصدي أضحك عليك.. أنا لوكنت باضحك على حد كنت باضحك على نفسي.. كنت فاكره أن ممكن أصحي في يوم ألقي كل اللي عندي ده كله راح.. ثم تقوا في رجاء : سكوتك ده بيوجع قوي!!
حاتم : لأ هو أنا ساكت علشان ما اوجعكيش .. عاوزاني أتكلم يانور: عاوزاني أتكلم .. انتي كدابة .. كدابة يانور .. كدابة وأنانية ومفكرتيش في حد غير في نفسك.. انتي حتى اللي كانوا ممكن يبقو عيالنا مفكرتيش فيهم، مفكرتيش في إن اللي عندك ممكن يتنقل لهم .. أنا لحد دلوقتي مش عارف اللي عندك ده واصل لحد فين أساسا.
نور : هو ده اللي فارق معاك؟.. أنا فاكراك مش بتحبني علشان شكلي .. بتحبني علشان شخصيتي.
حاتم : شخصيتي؟! .. انتي بقالك سنة بتكدبي عليا .. أنا كنت أعرف شخصية تانية .. وكنت باحبها قوي .. بس أنا دلوقتي ما بقتش ولا عارف ولا فاهم حاجة!.
نور : يعني انته عايز ايه دلوقتي؟
حاتم : لا أنا مش عاوز حاجة يانور .. انتي اللي عايزه وانتي اللي جيتي عشان نتكلم .. اتكلمي.
نور : يعني أنا غلطانة اللي عايزه اشرحلك.
حاتم بانفعال : اتكلمي ما تشرحيلي.. انتي لسه عمالة بتلفي وتدوري وتلفي وتدوري .. نور أنا مش عارف شكلك الحقيقي عامل إزاي؟
نور تكتم أنفاسها وتقول : عايز تعرف شكلي الحقيقي عامل ازاي؟ .. ثم تخلع ملابسها في انفعال قائلة : عايز تعرف شكلي الحقيقي عامل ازاي؟ .. شوف بصلي وشوف شكلي عامل ازاي؟.. مش عايز تشوف .. شوف .. ثم تسحب ملابسها وتغادر بيت حاتم بعد كل هذا النقاش العقيم، وينتهي المشهد على كسر قلب نور وسط صدمة وذهول حاتم من هول ما رأه.