غضب الوالدين .. فيلم النهاية السعيدة
بقلم : سامي فريد
هو واحد من جيل أفلام (رسالة السينما).. فالعنوان لابد قد بناه صناع الفيلم على الآية الكريمة (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) صدق الله العظيم..
من هنا كان عنوان الفيلم (غضب الوالدين) الذي أنتجته شركة الأفلام العربية وعهدت بالسيناريو والحوار والإخراج أيضا إلى حسن الإمام أستاذ أفلام هذه الموجة التي تسيرت فترة الخمسينيات ومن قبلها الأربعينيات.
ببساطة يحكي الفيلم حكاية الأسرة الفقيرة التي لم تبخل على وحيدها (وحيد) أو محسن سرحان بالإنفاق على تعليمه حتى تخرج في كلية التجارة.
رب الأسرة هو الحاج إمام (حسين رياض) الساعي أو الفراش في الشركة التي يرأسها الفنان أحمد علام، وهو من أصول متوسطة يقدر الحاج إمام ويقربه منه بل ويهنيه بنجاح أبنه وحيد فيجدها الأب فرصة يرجوا المدير في توظيفه بالشركة، وإكراما للحاج إمام يتم تعيينه سكرتيرا عاما للشركة.
لكن ابن العصيان والتمرد والسخرية من فقر الأسرة. عدة مشاهد يقدمها السيناريو منها مشهد حسين رياض في كلية التجارة فرحا بنجان ابنه ويسأله بعض زملاء الابن عن صلته بوحيد فيقول سعيدا وفخورا (دا ابني) ويقول صديقاه (كرم) فاخر فاخر ومعه فؤاد المهندس كلمتهما السمجة (أبوه.. حلوة دي!) ساخرين.. ويصل الابن في كامل أبهته في تاكسي فيفاجأ بوالده يهنئه بالنجاج فتكون المعايد واللوم بقسوة لا تليق من ابن لأبيه الفخور بنجاحه ويقول الابن الجاحد ناكر الجميل ساخراً ومستهزئا: أنا باتكسف منكم!
ثم مشهد آخر لوحيد في الكبارية مع كوثر الراقصة (سميرة توفيق) وهو يشرب معها وينفق عليها كالعاد ولا تدري بالطبع كيف وصل الابن الفقير إلى هذا المكان ولا كيف بدأت علاقته بالراقصة التي أحبته فتزوجها بعد أن أقنعها بخطورة عمله كسكرتير عام للشركة الكبرى!.
وكما هى العادة في مثل هذه الظروف تمتد يد الابن المدلل إلى خزينة الشركة فيختلس مبلغا من أجل هدية طلبتها الراقصة ويقرر المدير فصل الابن لكن تدخل الأب الذي يحبه المدير يهبط بالقرار إلى النقل في فرق الأقصر لنرى المخرج حسن الإمام موظفا في هذا الفرع ونرى منه مشهدا وحيداً وهو يسلم محسن سرحان (وحيد) برقية وصلت إليه من القاهرة.
وفي القاهرة تبدأ أحداث الفيلم تتعقد لتنتهي بالحل السعيد في النهاية وليصل الابن ونكتشف أن الأم قد أعطته حجة البيت ليرهنها حتى لا يدخل السجن لكن الابن لا يسدد مبلغ الرهن فيتم الحجز على البيت ليباع في المزاد العلني.
لابد هنا أن نسمع أو يسمع جمهور السينما كلها بعض المواعظ يطلقها الأب الصابر وهو يواجهها إلى الأم (أمينة رزق) بتهمها ويتهم نفسه بالتدليل الذي أفسد الولد (رؤية محمد سرحان وقامته الرياضية وطوله وعرضه فتقول إنه رئيس الجامعة وليس طالبا في البكالوريوس.. ما علينا!)
ويقول الأب ضمن ما يقول:وحيد اللي مافيش ع الحجر غيره أو (العود اللي طايع معوج حيفضل طول عمره معوج)!.. ثم يسأل الأم معاتباً ومحاسباً: وانتي ليه تديله حجة البيت يرهنها؟ ويكون رد الأم منطقيا كأم: يعني كنت أسيبه يتحبس؟!..
ثم مفاجأة أخرى تكاد تقصم ظهر وحيد وهو رؤية كوثر الراقصة زوجته في أحضان زميله أكرم (فاخر فاخر) فلا يكون أمامه إلا أن يطلق عليها الرصاص بينما يهرب (كالعادة) العشيق!
ويدخل وحيد السجن ليلتقي بمحروس زوج لواحظ شقيقة كوثر فتنشأ بينهما الصداقة (هكذا) وفي يومين وأيا كان سبب دخول محروس (محمد الديب) السجن وهو مدير الكبارية الذي تدفع فيه الخالة لواحظ (زوزو حمدي الحكيم) خالة شادية ابنة كوثر ووحيد التي تعمل صباحا في معمل الحلاوة مع شكري سرحان (محمد) الذي يحبها ويقرر الدفاع عنها (ولابد أن تقبل أنت كل ما يقدمه لك السيناريو من أجل أن تصل إلى النهاية السعيدة.
ويتلقي وحيد في السجن دعوة من صديقه الجديد محروس لزيارته بعد خروجه في الكبارية، ثم نكتشف أن أمينة رزق هى خالة محمود (شكري سرحان) وابنة عمه حسين رياض..
ويزور شكري سرحان وحيد رياض بيت خالة شادية من خطبتها لابن شكري سرحان فتسخر منهم الخالة وتسبهم وتطردهم وهى في حالة مزرية من السكر.
ولأن شادية (نعمت) قد أصبحت الآن شابة جميل وزهرة متفتحة فإنها تلفت أنظار زوج خالتها محمد الديب، وكأنه لم يكن يراها وهى تتحول في بيته من طفلة إلى فتاة تامة النضج، (لكن لابد أن نقبل كل ما يحدث ولا تقدمه فالنهاية السعيدة قادمة في الطريق).
ويراودها زوج الخالة عن نفسها لكن الخالة تلاحظ ما يحدث فتقرر الانتفام بحبس شادية في أحدى الغرف لتصب الكيروسين وتشعل المكان في الوقت الذي يكون فيه محروس قد ذهب ليأتي بالمأذون كأي رجل شريف (!!)، وفي الكبارية يخبر أحد العمال وحيد أن محروس بيه مشغول اليوم فيسأل عن العنوان ليذهب ويرى الحريق ويرى محروس وقد كسر الباب لينقذ شادية.
ويكتشف الأب الخارج من السجن كل الحقيقة ليعرف كم كان عاصيا وجاحدا ومجرما فيقبل يد والده ووالدته ويحتضن ابنته في الوقت الذي يتلقي فيه محروس عدة طعنات من الزوجة لواحظ المخدوعة.
ويجتمع شمل الجميع (حسين رياض وامينة رزق وشكري سرحان) والأم في نهاية سعيدة لابد سترضي جمهور الصالة عندما ينتصر الخير في النهاية بعد مشوار الألم الحزين!