“رسالة العري أهم”
بقلم : محمد شمروخ
بصراحة العملية باخت وبقت مفقوسة قوى
فمثل كل سنة لا جديد في مهرجان الجونة
تركيز على الفساتين العارية والإطلالات الجريئة على السجادة الحمراء وتتراجع الاهتمامات بالأفلام المشاركة إلى الدرجة الثانية وتثور الأسئلة المستنكرة وتنتفخ الأوداج الغاضبة من فساتين بعض نجمات الشاشات وتعمدهن العرى ليصبحن حديث السوشيال ميديا وخاصة جروبات الثرثرة فهذا هو الأهم لأن الدعاية هى الأساس في العملية كلها، ولكن ليس دعاية للفن.. وافهمها انت بقى!.
فطوال المهرجان تبرز أخبار وتقارير عن الفساتين العارية مع صور من جميع الزوايا الممكنة وغير الممكنة فالجماهير تنتظر ماذا ستكون إطلالة النجمة فلانة أو الفنانة علانة.
لكن العملية باخت ليس لتكرار هذا العري العمدي فحسب ولكن لأن هناك من تخصصن في تقديم هذه الإطلالات فقط فلا نرى ولا نشاهد ولا نسمع لهن أو عنهن أي أنشطة أخرى غير الظهور في مهرجان الجونة وغير الجونة بفستان صمم خصيصاً ليبرز الصدور والبطون والأكتاف والظهور والسيقان.
لكن خلاص.. هذه السنة لم يبلغ زخم عري الفساتين ما بلغه في الأعوام السابقة وأكاد أجزم بأن كل ما كان يثار وسيثار ليس إلا بتشجيع من المسئولين عن الدعاية لإعطاء الزخم فالمهرجان لأنه يقام في أحد المنتجعات (السوبرية) فلا يقصده الجمهور العادى الذي لا يقدر على تكاليف السفر فضلا عن الإقامة ليتحدث عن أفلام القصص والمناظر ولكن هذا الجمهور ليس في الحسبان بتاتا كما أنه – من الآخر- كبر دماغه من المهرجانات عموما وخصوصا الجونة لأنه مهرجان الصفوة المالية – وليس بالضرورة الثقافية أو حتى الاجتماعية – فلابد من إحداث زخم كبديل عن حضور الجماهير حتى أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي نفسه قد حذا حذوه لإحداث النتيجة نفسها بعد أن فقد الزخم الجماهيري..
فالقصص لم تعد مجدية ولا حتى المناظر صارت مغرية..
فالجماهير لم تعد متحرقة لللمناظر التى أصبحت مضحكة بجانب ما يتاح بضغطة زرار بسيطة للدخول إلى شبكة الإنترنت من أي موبايل بيد أي طفل
فما العمل إذن يا سادة؟!.
لتكن المناظر فوق السجادة الحمراء وحدها ولتثار الأحاديث حول العري المجسد أمام كاميرات الموبايلات والمصورين الصحفيين بدلا من كاميرات التصوير السينمائي، ولتكن السجادة الحمراء نفسها بديلا عن الشاشة البيضاء.
صحيح توجد هناك قاعات للعرض وللندوات والمناقشات واللقاءات والأحاديث الصحفية والتلفزيونية على ودنه، لكن التركيز الحقيقي كان على الإطلالات العارية فلا سينما ولا نقد ولا تحليل ولا وجع قلب (ما ناقص إلا حد يطلع يكلمنا عن دور السينما وما تشكله من أهمية في إخراج رسالة الفن)..هههههههههههه
لكن كما قلت في البداية فالعملية باخت وبقت مكشوفة أكثر مما كشفته الفساتين من الأجساد فقد مل المتابعون من جمهور السوشيال ميديا ما يحدث كل سنة وشأن كل جمهور فالمال هو طابع المتابعة خاصة مع التكرار العمدي الذي يبدو كأنه استفزاز – قال إيه – غير مقصود.
فلتبحثوا في الدورة القادمة – بعد إذن الست كورونا – عن بديل عن العري لتشبعوا نهم البحث عن المثير أكثر وربنا يستر علينا وعلى ولايانا!.