كلام X الإعلام (5)
بقلم : على عبد الرحمن
كلمة التطوير في لغتنا الجميله تعني: التغيير أو التحويل أوالتعديل أو التحسين للأفضل، ولكن في قاموس الإعلام المعاصر يعني الانفاق المسرف والعمل بلا رؤي واضحه وتكرار المحاوله بدون جدوي، كما تعني في لغة القائمين على الإعلام في أيامنا هذه رفع شعارا أو إطلاق تصريحا أو تعاقدا مع صديق معرفة أو شراء المواد التي تبث بشكل غير مدروس أو استهلاك استديوهات وديكورات ومعدات ومواد أرشيفيه دون حساب، وكذا حملات إعلاميه وإعلانيه لا عائد منها.
ولقد أطلقت دعوات التطوير مؤخرا علي إعلام الدوله مرات متتالية، فمرة لتطوير البث الفضائي واستقدام مذيعين من خارج المنظومه، ثم تلا ذلك دعوة تطوير أخري بحملة دعايه غير مسبوقة، وأعقبها تطوير آخر بنفقات باهظة أخري، ثم ها نحن نعيش زمن التطوير الخامس منذ ٢٠٠٩.
وتنوعت مخرجات التطوير من (دفتر أحوال مصر) إلي (أنا مصر) إلى (مصر النهارده) إلى (التاسعة مساء) وصاحب هذه البرامج الرئيسيه برامج أخري ومواد دراميه تكلفت ما أنفق من أجلها وحسب فهمنا البسيط فإن هذه المحاولات التطويريه كانت تهدف الي إعادة جمهور المشاهدين إلى شاشات إعلام الدولة وإيصال رسائل الدوله الي مواطنيها وعودة عدد غير قليل من معلني الشاشات مع هذه الدعوات للتطوير، وما أتت به من وجوه وبرامج ومواد درامية ومتنوعة.
وطبيعي بعد كل جولة تطوير من المفترض أن نراجع ماتم إنفاقه وعوائده المعنويه والماديه وتحديات عملية التطوير لتلافي ذلك مستقبلا، خاصة والنوايا تتجه لتكرار محاولات التطوير ذات الإنفاق العالي دون عوائد ملائمة لحجم الانفاق، ويبدو أن ذلك لم يحدث بدليل تكرار محاولات التطوير بنفس العقلية وبذات الإنفاق مع تطابق النتائج، والانفاق في كل محاولة تطوير أطلقت يعد بالملايين بل عشرات الملايين بين أجور وتعاقدات وديكورات ومعدات واستديوهات وشراء مواد للبث وكذا حملات الاوت دور، ومازالت النتائج بحسب مدارس تطوير الإعلام لم ينجح أحد.
هل كلف أحد خاطره ليدرس ويقف علي هذه المحاولات في أعوام (٢٠١٤،،٢٠١٦،،،٢٠١٨،،٢٠٢٠)؟، ولماذا أطلقت وما أهدافها وكم تكلفت وماذا حققت وما تحدياتها؟!، حتي يمكن أن نراعي ذلك في المحاولات التاليه، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، ولذا تشابهت المحاولات وتطابقت النتائج، ولم يسأل أحد في كل تلك المحاولات، ورغم أن التطوير ليس مستحيلا، ومفردات النجاح ليس معضلة لو توافرت جدية الرؤية والإلمام بحرفية التنفيذ مع درايه بدراسة سوق المنافسة وعلم بفنون الإنتاج والتسويق.
كل ذلك حتما سيؤدي إلي منتج أفضل ومنافسة صالحة وعوائد أكثر، ولكن ما آلت إليه كل محاولات التطوير الخمس السابقة من قلة عدد مشاهدي القنوات الرسمية وقلة عوائدها وندرة الفائدة العائده على الوطن وعدم التأثير في المشهد الإعلامي والاعلاني، كل ذلك يفرض علينا مراجعة مرات ونفقات وخطط وآليات ووجوه ومواد التطوير في كل مره، وأن يسند الأمر لأهله مخططين ومنفذين ومسوقين ومقيمين حتي يبلغ التطوير غايته والمحاولات منتهاها، ويكون التطوير بحق كما أراد له أهل لغة الضاد تعديلا وتحسينا للأفضل فيما يقدمه إعلام الوطن وحجم مشاهدته وحجم عوائده وحجم تأثره وتأثيره في المشهد الاعلامي، لا بحجم الصيحات ولا التصريحات ولا الحوارات ولا الصراعات ولا من كسب أرضا أو من كسب نفوذا ولا من كسب مالا.
ولكن ماذا كسب الوطن والمواطن وكيف نحفظ المال العام من كل محاولات الإنفاق غير الناجحه تحت دعوى التطوير، وهى دعوة حق أريد بها باطلا بينا، وحتي لا يفهمنا أحد خطأ فان وسائل الإعلام من حولنا تخدم أجندات دول وأحهزة وتدعم دولها وأنظمتها وتخدم شعوبها، ونحن أهل السبق والريادة والكوادر المحترفه والأرشيف الفريد، هل يعقل أن تظل منظومة إعلامنا شاردة لا خطط ولا رؤي ولا تنسيق ولا عوائد ولا رضا رسمي أو شعبي؟.
دعونا نلتقي سواء الإعلام الرسمي أو شبه الرسمي لنقيم وضعنا الحالي وننظر إلى انتاج ورسائل من حولنا ونحدد أهدافا ونضع آليات التنفيذ ومقاييس الجوده وأنسب الوسائل والأوقات وفرق العمل، ثم ننفذ ونتابع ونقيم ثم نصوب ونستمر حتي يبلغ البث غايته ويتحقق للوطن مراده وللشعب رضاه .. حمي الله مصر وأعلى من قدر ونفوذ صوتها، وألهم أهل الإعلام وخاصته صواب الرؤي .. ولتحيا دوما مصر وطننا ليس ككل الأوطان، بل أجملها وأغلاها بفضل الله الحامي لكل المؤمنين برسالة أوطانهم..وللحديث بقايا.