رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(المخنثين) سياسيا يشنون هجوما منظما على مصر

حرب تكسير عظام بين بايدن وترامب

بقلم محمد حبوشة

فيديوهات كثيرة بدأت تنتشر هذه الأيام في إطار حملة منظمة جديدة للهجوم على رأس الدولة المصرية والتشكيك في الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، وذلك في محاولة يائسة للنيل من القيادة السياسية أولا باعتبارها الرمز والصخرة الصلبة التي لاتهتز أبدا لمثل تلك الترهات التي تأتي على لسان من يظنون أنفسهم أمناء على الشعب المصري، فرحلوا بخيالهم المريض يكيلون الاتهامات تلو الأخرى، داعين المصريين للالتفاف حولها في إجراء انتخابات عبثية للرئاسة بإشراف الكونجرس الأمريكي ووفد من الاتحاد الأوروبي – لاحظ بإشراف الكونجرس ووفد من الاتحاد الأوروبي – إنه وعد من لايملك لمن لايستحق.

لاحظت انتشار هذه الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية – تزامنا مع حملة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية – ولن أذكر أسماء هؤلا المخنثين فكريا وسياسيا، خاصة أنهم يمجدون من خان أوطانهم من فنانين ومن يسمون أنفسهم نشطاء سياسيين في داخل البلاد وخارجها، والذين كثفوا من نشاطهم عشية إعلان ترامب عن كشف البريد السري لهيلاري كلينتون، وهو ما يأتي في إطار الحرب الشرسة بين كل من المرشحين الرئاسيين الأمريكيين (ترامب – بايدن)، مايشير إلى أن هذا يلقي بظلال كثيفة للتعمية على تعرية (كلينتون) أمام الرأي العام الأمريكي، وكشف أساليبها الشيطانية في العبث بمقدرات دول ما يسمى بالربيع العربي.

فيديو لأحد المخنثين على الفيس بوك

ألمح في الأفق القريب من خلال تلك الفيديوهات وما له صلة بما تبثه (الجزيرة) وقناتي (الشرق ومكملين) أن وراء تلك الحملة المنظمة شلة واشنطن التي تتواري خلف الإخوان في محاولة حثيثة للتشكيك في نزاهة الانتخابات البرلمانية الحالية، وكأن التاريخ يعيد نفسه أو يعود للوراء في عام 2011 لإستعادة روح مؤامرة نكسة 25 يناير بنفس السيناريو والإخراج، وكأن اللعبة ستنطلي على المصريين الذين جربوا الأمن والأمان والاستقرار في بلد تزيد فيه معدلات النمو يوميا، بينما هم يعزفون على البسطاء الذين يعيشون في ظل أزمة اقتصادية طارئة تشترك فيها دول العالم أجمع بعد جائحة كورونا التي عصفت باقتصادات كبيرة، لكن الله نجى مصر من آثارها البغيضة بفضل حكمة الرئيس والدولة المصرية التي وقفت مع المواطن كتفا بكتف.

أدهتشتني تلك الأكاذيب الصادرة عن بيان لحركة تسمي نفسها (قادرين) حول المواطن (أمين المهدي) حيث أطلقت عليه مفكرا سياسيا ومناضلا لايشق له غبار، بينما هو في الواقع مجرد عميل للكيان الصيهوني – كما أعرف عنه جيدا – فلقد كان يذهب إلى إسرائيل مرارا وتكرارا قبل أحداث 25 يناير 2011 في إطار التسويق للتطبيع، الذي كان أحد عرابيه، ولعله أحد المتورطين في قضية اختفاء الصحفي (رضا هلال) قبل 17 عاما، وهو استشفيته وقتها من خلال مقال كتبه (أمين المهدي) بالنسخة الإلكترونية لصحيفة (يديعوت إحرنوت) ثم اختفي بعدها بـ 48 ساعة، ألمح فيه لأسرار لم يفصح عنها صراحة، فكيف يمكن لحركة مثل (قادرين) تلك أن تتبني رؤية (مهدي) لمشروع التغيير في مصر، بالله عليكم : ماهذا العبث الذي لاينم إلا عن جهل في اختيار رموز لحركة تسعى لخراب مصر.

كما أنني لاحظت أن مؤسسي حركة (قادرين) تلك تحتوى أسماء لاعلاقة لها بالوطن سوي الخيانة والعار وعلى رأسهم عميل الكيان الصهيوني (مسعد أبو فجر)، الذي يطل كأفعي من خلال الجزيرة ومكلمين والشرق بين الحين والآخر بفحيح سموم وأكاذيب عن أمين المهدي الذي يريدنا أن نبتلعها كداعية سلام ومفكر وباحث في قضايا الصرع العربي الإسرائيلي، علما بأن (أبو فجر) لم يلتقي بأمين المهدي مرة واحدة في حياته، بل يعتمد فقط على كتاباته على الفيس بوك، وأيضا على حوار أجراه معه حول شبه جزيرة سيناء – التي خانها وذهب مفارقا لها غير مأسوف عليه – والآن يطالب السلطات المصرية بالإفراج عن واحد ممن ينتمون لنفس أفكاره.

مسعد أبو فجر

في بيان (قادرين) الذي اهتمت به قنوات (الجزيرة ومكملين والشرق) بدت لي شخصيات غريبة وعجيبة تتحدث عن خراب مصر في لحظة تألقها وعلو مكانتها بين الدول والشعوب، وربما كل تلك أفكار هزلية لكيانات جديدة تخلق لكي لا تخدم سوى أجندة الإخوان التي تتقلب في بحيرة الشر يوميا بحثا عن طوق نجاة ينتشلها من الفشل تلو الفشل، ودائما ما تخاطب المجتمع الدولي وتناشده بسرعة التدخل في الشأن المصري للإفراج عن معتقلين تم ضبطهم متلبسين ومتورطين في عمليات إرهابية أو شاركوا في التخطيط لبعضها بحسب اعترافاتهم.

ولدواعي الفضول حول حقيقة أمين المهدي عدت إلى حوار بينه وبين العميل الإخواني محمد ناصر بقناة (الشرق) قبل سنتين لمعرفة أفكار هذا الرجل الذي عرفته من سنوات قبل أن يدخل في دوامة التطبيع ويعرف نفسه كداعية سلام، فوجدت في إجابته حول سؤال لتقيم خمس سنوات من حكم السيسي أنه يضع السم في العسل، فهو في الظاهر يحاول أن يكون موضوعيا بقوله أن السيسي جاء كنتيجة موضوعية جدا و(متركبة) على تاريخ جمهورية يوليو العسكرية كله، وأن عصر السيسي هو عصر جنيني من بداية عام 1953، لأن ما ينفذه السيسي (Home work) كان على انقلاب يوليو أو جمهورية يوليو العسكرية أن تنفذه، لكن كان هناك ظروف إقيلمية ودولية تسمح بالمراوغة.

المهدي يقيم 5 سنوات على حكم السيسي بوضع السم في العسل مع محمد ناصر

هكذا بدا أمين المهدي بلغة في ظاهرها تبدو موضوعية لكنها مبطنة بمزاعم تقطر حقدا رغم كل ما تحقق في مصر فور تولى الرئيس السيسي مقاليد الحكم في مصر، وهو ما يشير إلى أنه قرر أن ينضم إلى معسكر الإخوان الذين فتحوا له القنوات على مصراعيها كي يذهب بخياله المريض إلى تفسير التاريخ من أول الفراعنة حتى الآن على هواه وطبقا لرؤاه الفاسدة، ما جعل (قادرين) تطالب المجتمع الدولى كعادته بالإفراج عنه وتبني قضيته كأنه واحد من أعضاء التنظيم الدولي، رغم أنه وصف ماحدث في فبراير 2011 في حوار مع الجزيرة 2013، بأنه انقلاب على حكم مبارك العسكري، والدليل على ذلك تسليم الحكم للإخوان، وأنه لم يتم القبض على إخواني أو سلفي من جانب أعضاء المجلس العسكري، كما تم الإفراج عن قادة الجماعات الإرهابية في نفس الوقت من جانب هذا المجلس.

(المهدي) تحدث في فيديو (الجزيرة) أيضا منتقدا ممارسات كثيرة في تلك الفترة من جانب الجماعات الإسلامية التي سيطرت على الشارع وأطلقت ما يسمي بـ (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وراح ينتقد أسلوب حكم الإخوان فيما بعد، ومن هنا لدي سؤال في هذا الصدد: ألا يقرأ هؤلاء السيرة الذاتية لمن يتصورون أنهم يسيرون على دربهم؟، ألم يشاهد أحد من (قادرين) أو أحدا من أبواق الإعلام الإخوانية المسعورة هذا الفيديو الذي يدين فيه (المهدي) حكم الإخوان تماما كما يدين الحكم العسكري؟، حيث يراهم قد عملوا بمبدأ الدولة الأمنية أيضا في أثناء فترة حكمهم.

الجزيرة تعلن وفاة أمين المهدي

المهم أن السلطات الأمنية في مصر أفرجت عن أمين المهدي وتوفي خارج السجن بعدها بعشرة أيام، وادعوا أنه كان بكامل صحته قبل اعتقاله وفجأة حدث خلل في جميع وظائف الجسم، في إشارة كاذبة إلى تعذيبه رغم فترة اعتقاله البسيطة (21) يوما فقط من (9 سبتمبر إلى 30 سبتمبر)، وهنالك إسقاط على أنه نفس سيناريو الصحفي (محمد منير) ، الذي كان يعاني من سمنة مفرطة و نعرف أمراضه المزمنة بحكم لقاءتنا به في نقابة الصحفيين التي كان يقضي بها معظم وقته، لقد عاني طويلا رحمه الله من أمراض مزمنة، وفور موته أطلقت الأكاذيب الإخوانية عبر (الشرق ومكملين) بأنه قد مات جراء التعذيب الذي تعرض له.

هذا وأطل (مسعد أبو فجر) عبر فضائية الجزيرة ليتهم النظام المصري بقتل (أمين المهدي) هو الآخر، مدعيا بتسميمه والتخلص منه، وبأكاذيب شيطانية ادعى على لسان الرجل – رحمه الله – وهو في السجن أنه قال : هنا مخطط لقتلي، وكأنه كان يركب كاميرات مراقبة له، أو أنه علم من مصادر سرية عبر إناس من كواكب أخرى كانت تطل على المهدي في محبسه، وأيضا أمن على كلام (أبو فجر) الأهطل (سليم عزوز) الذي تأويه قطر، ويطل بين الحين والآخر بوجهه (العكر) ليفتي في أمور لا يعلمها ولا يدركها بحكم أنه صحفي (نص لبة) كما نعلم جميعا.

وفيما له صلة بتلك المخططات الإخوانية العدائية للدولة المصرية تساءلت – قبل أيام – في نفس توقيت إذاعة تلك الفيديوهات الإعلامية (آية عبد الرحمن) عن سر ترشح (طارق زيدان) على قائمة (نداء مصر)، وكأن هنالك حلقة متصلة تشيرإلى سعى إخواني في محاولة لدخول البرلمان عبر عملائها ومنهم (طارق زيدان)، الذي كان له دور كبير وخطير في تبديد وثائق أمن الدولة في 25 يناير، ولعل ذكر اسمه في رسائل (هيلاري كلينتون) يوضح لنا دوره في المؤامرة.

إذن لا تكف الأيدى الإخوانية القذرة عن استغلال من لاتربطهم بهم صلة مثل (أمين المهدي ومحمد منير) وتصديرهم على أنهم ضحايا دولة ضالعة في موتهم بالسم أو القتل غير المباشر، ولا يتورع المخنثون في الفضاء الإلكتروني من العزف على ذات اللحن الجنائزي في إطار السبوبة التي يتقاضون عليها أموالا طائلة من قطر وتركيا برعاية المعسكر الديمقراطي الأمريكي الذي يدفع بمرشحة بايدن لتولي رئاسة الولايات المتحدة في مرحلة مفصلية من عمر التاريخ الإنساني بعد أن حاولوا تزيفه بشتى الطرق، مرة بمحاولات تولى (هيلاري كلينتون) سدة الحكم، واليوم يدفعون بـ (بايدن) كي يكون جلاد العالم الجديد.. ولا عزاء للحرية على الطريقة الأمريكية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.