كتبت : سدرة محمد
ظهر مسلسل (أسود فاتح) بتشويق وإثارة ملحوظتين منذ بداية الحلقة الأولى، وظل على نفس الوتيرة لمدة خمس حلقات حتى أصيب بفتور ومط وتطويل جراء ضعف السيناريو الذي تعمد حشو تفاصيل ليست ضرورية بالمرة حتى الحلقة (15)، ولكن بخروج (رانيا – هيفاء وهبي) من السجن بدأت الأحداث في السخونة مع كل مشهد تحاول فيه (رانيا) سلسلة الانتقام من إحدى الشخصيات التي تسببت في سجنها وحرمانها من رؤية أبيها قبل موته أو حتى تشيع جثمانه لمثواه الأخير، وكانت هيفاء هى التي حمّست محبيها وهي ترتدي بدلة حمراء أطلت بها في الحلقة الأولى في أثناء إطلالها على أحد الشرفات مع العد العكسي لطرح الحلقة الأولى.
شهدت الحلقة الأولى تفاعلاً كبيراً من جانب المشاهدين، فتناقلوا بعض المشاهد المميزة، ومنها مشهد الرقص الذي جمع بين (هيفاء وهبي ومعتصم النهار) الذي يؤدي دور زوجها في المسلسل، ونشرت هيفاء المقطع على حسابها الرسمي بانستجرام وعلقت عليه (يُسمعني حينَ يراقصُني كلمات ليست كالكلمات)، ومن بين المشاهد القويّة أيضا في الحلقة الأولى هى لحظة اكتشاف (رانيا) أو(هيفاء وهبي) لخيانة زوجها (راغب) الذي يجسد دوره (معتصم النهار) مع صديقتها المقرّبة الإعلامية (نجلاء) التي تلعب دورها (روجينا)، وتساءل الكثيرون: كيف سيكون انتقام (نجلاء) في الحلقات القادمة، وهو بالفعل ما دفعها كي تكون سببا في سجن (رانيا) بحسب تطور الأحداث فيما بعد.
يتناول مسلسل (أسود فاتح) قصة سيدة أعمال (رانيا خطّاب – هيفاء وهبي) التي تنقلب فجأة حياتها رأساً على عقب، بعد تعرّضها للخيانة والغدر من أقرب الناس إليها، وتجد نفسها متورطة في قضايا قتل وفساد، فتبدأ رحلة العودة والانتقام لاستعادة حياتها وحقوقها التي سلبت منها بغير حق، وتجسّد (هيفاء) في هذا المسلسل دور امرأة قوية الشخصيّة وجريئة في مواقفها وخياراتها، وتأتي إطلالاتها في هذا المجال بشكل ملحوظ لتعكس ما تتمتع به من ثقة وأناقة، ولترسم ملامح موضة هذا الخريف من خلال أزياء تقدم الخطوط الكلاسيكية بأسلوب عصري.
قصة انتقام (رانيا) من (13) شخصية في المسلسل كانت سببا في قلب مسار حياتها من الرغد والرفاهية إلى الهروب والصراع مع الغدر والخيانة والعداء لأقرب الناس، هى من بطولة (هيفاء وهبي، وأحمد فهمي، وشريف سلامة، وصبري فواز، وعمر السعيد، ونبيل نور الدين، ورانيا منصور، وخالد الشيوي، وفراس سعيد، وناصر سيف، وحسام الجندي، ونانسي صلاح، وحنان سليمان، وآية مصطفى، وناتاشا شوفاني، مع ظهور خاص للنجم معتصم النهار، وبمشاركة النجمة روجينا)، وهى أيضا من تأليف (أمين جمال)، و(سيناريو وحوار (شريف يسري، وإبراهيم ربيع، وحمدي التايه)، وإخراج كريم العدل، وإنتاج (سيدرز آرت برودكشن).
ومن خلال متابعتي بمشاهدة دقيقة لاحظت أن هناك أكثر من (ماستر سين) خلال الحلقات الست (15 – 20) عبر مشاهد قوية تتمتع بالإثارة والتشويق، لكني أتوقف عند الحلقة (17)، وتحديدا من الدقيقة 13 حتى الدقيقة 16، حيث تمتع هذا المشهد بأداء قوي للغاية من جانب (هيفاء وهبي) في قدرة فائقة على بث الرعب في قبل (معتصم النهار) الذي بادلها نوعا من الاحتراف في أداء ناعم وعذب بهدوء أعصاب، ويبدو لي أن هيفاء في أدائها تتبع مدرسة (ستانسلافسكي) في الفعل الجسماني، خاصة في نظرة عينيها المخيفتين إلى حد بث روح الرعب في قلب من ينظر فيهما ولو نظرة عابرة، وحركات جسدها الرشيق في خفة تحسد عليها، خاصة أنها تملك جسدا مطواعا يمكنه الإيحاء بالرغبة في الانتقام من خلال ارتعاش يديها وهى تمسك بملعقة نحتتها على هيئة سكين بفعل احتكاكها بجدار زنزانتها.
ولأنها أصبحت ممثلة على قدر كبير من الخبرة والدراية بمعرفة كيف تلفت نظر المشاهد بسحر عينين جاذبتين وشفاه تقطر سما قاتلا رغم صوتها الخفيض، لكنها بأداء احترافي فائق الجودة برعت في تجسيد مشهد (الماستر سين) في الحلقات العشرين الأولى عبر ثلاث دقائق من الحلقة 17، والذي جاء على جناح الإثارة والرعب على النحو التالي:
تدخل (رانيا) على غفلة وهى متخفية الديسكو (البار) الذي يشرب
فيه (راغب)، وفي أثناء استمتاعه بلحظة نشوة تضرب بملعقتها (السكين) على كتفه كي ينتبه لوجودها، فيلتفت ليفاجأ بها أمامه.
رانيا : إزيك ياراغب؟
راغب في دهشة وقلق : رانيا؟ .. حمد لله على السلامة يارانيا.
بنبرة تحد ترد رانيا : إحنا مفيش بينا سلام.
راغب : ليه .. دا احنا كان بينا حاجات حلوة يارانيا!.
بتهكم شديد ترد رانيا على راغب: كااااااان .. دلوقتي مفيش بينا غير الحساب .. وانته حسابك تقل.
راغب : معقول يارانيا .. معقول أغلط غلطة واحدة تنسيلي كل اللي فات!.
رانيا : أنهي غلطة فيهم؟ .. إخلاصك ليا ولا لما لقيتك في حضن نجلاء .. آه افتكرت يمكن قصدك لما سلطت رأفت يخطف بنتي .. أنا مش فاكره غير (عرفة) ياراغب .. (عرفة) اللي انته قولت له يسلط عليا نسوان السجن يسقطوني.
راغب : كدب .. الكلام ده كدب، إنتي تتخيلي إني أعمل حاجة زي كده؟ .. الراجل ده أنا متأكد إن حد دافعله علشان يقول الكلام ده.
رانيا بابتسامة مصنوعة ومصحوبة بدهشة واستنكار: غريبة يعني انك مستغربتش اني سقطت.
راغب : رانيا أناااااااا..
قبل أن يكمل جملته ترد رانيا بغضب : انته أوسخ حد عرفته في حياتي متستاهلش تعيش .. مبسوط .. متستهلش تعيش أصلا.
راغب يمد يده للامساك برانيا قائلا : حبيبتي أنا مقدر إحساسك .. لكنها تصده وتوقف امتداد يده، لكنه يصر على مواصلة أكاذيبه: أنا حاعوضك عن كل اللي فات.
رانيا : تعوضني عن إيه بالضبط .. ههه .. عن أغلى حاجة أنا كنت باتمناها في حياتي؟ .. عن إبني؟
راغب في محاولة لاستدرار عواطفها : اللي انتي بتتكلمي عنه ده يبقى ابني أنا كمان .. انتي فاكرة اني مش ندمان على اني اتحرمت منه .. ناسية لما كنتي تقولي راغب روح اتجوز وأنا باقولك لأ؟ .. علشان عمرى ما كنت متخيل ان حيكون عندي ابن من واحدة غيرك.
رانيا بسخرية واستهجان : لما حصل عملت ايه .. قتلته .. مبسوط؟!
راغب بحزن وأسى : مكنتش أعرف .. لما عرفت مالحقتش أعمل أي حاجة .. أرجوكي سامحني يارانيا .. تعالي نبتدي من جديد .. تعالي ندي لبعضنا فرصة تانية.
رانيا : فيه حاجات ياراغب مينفعش فيها فرصة تانية .. الأمان والخيانة .. انته مينفعش تعيش .. زي ما قتلت ابنك انته كمان لازم تموت.. هكذا ينتهى المشهد على شرود راغب في حالة ذهول جراء سيناريو النهاية الذي قالته رانيا.