علوية جميل.. بلديات “ثومة” وصديقة عمرها
بقلم : سامي فريد
بعد 44 عاما من الزواج والحب والغيرة من طرف واحد هو طرفها هى.. رحل عنها حبيب القلب زوجها محمود المليجي عام 1983، عندما فوجئت بهم يدخلون عليها وقد حملوه ميتا بعد أحد المشاهد من مسلسل أيوب أمام عمر الشريف وفؤاد المهندس.
أحكي عن الفنانة علوية جميل.. والاسم الفني من اختيار عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي.. أما اسمها الحقيقي فهو (اليصابات خليل مجدلاني) وترجع أصولها إلى لبنان وإن كانت هى مصرية المولد.. وللمفاجأة المدهشة فقد كانت من مواليد (طماي الزهايرة) دقهلية وجارة وصديقة سيدة الغناء العربي الفنانة أم كلثوم “صداقة ومحبة امتدات العمر كله.
وعاشت هى بعد حبيبها محمود المليجي أحد عشر عاما فتكون وفاتها عام 1994..
كان حبها للمليجي كما أسمته هو هو حب بدون تفاهم بينهما وإن كانت هى شديدة الحب له والغير عليه حتى أنها لم تسمح لامرأة غيرها بالاقتراب منه.
ولزواجهما حكاية بدأت بموقف نبيل وكريم منها أثر له محمود المليجي الفنان الشاب في ذلك الوقت فكان تقديره لموقفها الشهم هو سبب تقديره لها حتى تزوجا رغم فارق السن بينما فهي تكبره بفارق في السن كبر جعله يعاملها كأمه رغم مغامراته العاطفية التي انتهي بعضها بالزواج.. ثم الطلاق بأوامر منها لم يستطع المليجي مخالفتها.
كانت علاقات محمود المليجي النسائية كثيرة بدأت بحبه للفنانة لولا صديق لكنه لم يستطع الزواج منها لخوفه من زوجته علوية جميل.. لكنه وأثناء عمله بفرقة إسماعيل يس تزوج سرا من الفنانة درية أحمد ليطلقها بعد فترة قصيرة معتذرا لدرية بأنها أوامر زوجته!
كان المليجي وعلوية يعملان في فترة من حياتهما بفرقة الفنانة فاطمة رشدي عام 1931، وسافرت الفرقة إلى رأس التين لتقديم أحمد عروضها هناك وفي رأس التين يتلقي المليجي خبرا نزل عليه كالصدمة عندما علم بوفاة أمه وكان شديد الحب لها.. ولم يكن المليجي يملك مصاريف السفر ولا تكليف الجنازة فتأثرت علوية جميل لما حدث وخلعت بعض مصوغاتها التي كانت تتحلى بها لتعطيها له حتى يتمكن من السفر إلى القاهرة وعمل كل مراسم الجنازة لأمه، ومن هنا بدأت قصة الحب تأخذ شكلا جديداً كان هو الارتباط رغم فارق السن بينهما.
بدأ مشوار علوية جميل الفني مبكرا منذ دراستها في مدرسة الراهبات بالإسكندرية وفيها بدأت موهبتها الفنية تعلن عن نفسها من خلال مشاركاتها في حفلات المدرسة، وفي هذه الفترة من عمرها كانت تصر على حضور كل مسرحيات الريحاني والكسار وجورج أبيض حتى التحقت بفرقة رمسيس يوسف وهبي ولها من العمر خمسة عشر عاما فقط!
الأغرب من هذا هو أنها تزوجت وعمرها 13 عاما فقط لتنجب بنتا وولدين هم جمال ومرسي وإيزيس، لكنها لم تنجب من الفنان محمود المليجي.
وتنقلت علوية جميل في هذه السن الصغيرة بين عديد من الفرق المسرحية.. كانت منها فرقة جورج أبيض وسلامة حجازي ومنيرة المهدية ونجيب الريحاني وعلى الكسار وعزيز عيد ثم رمسيس عندما اختار لها يوسف وهبي اسمها الفني وعهد بها إلى الفنان عزيز عيد ليرعى موهبتها.
كان أول أفلامها في السينما هو دورها في فيلم (يوم سعيد) مع محمد عبدالوهاب ومن هذا الفيلم تحددت شخصيتها السينمائية التي لم تستطع التخلص منها.. فهي الأم القاسية المتسلطة والحماة صاحبة النفوذ والشخصية الحاكمة رغم مقدرتها الكبيرة على أداء أي أدوار يمكن أن تسند إليها، ولهذا السبب لم تحصل علوية جميل في حياتها على بطولة مطلقة رغم أنها كانت من ألمع نجمات الزمن الجميل اللاتي سطرن أسماهن بحروف من ذهب في السينما والمسرح.
في السينما لعبت علوية جميل بكل اقتدار ما أسند إليها من الأدوار في أفلام مثل (برلنتي، ابن الحداد، ليلى بنت الأغنياء، قدم الخير، مفيش تفاهم، الحبيب المجهول، التلميذة، أبو أحمد، شباب اليوم، القصر المعلون، معجزة السماء، نساء بلا رجال)، أما في المسرح فكانت نجمة مسرحيات عديدة مثل (الوطن وراسبوتن والكونت ي مونت كريستو والطلاق والنائب المحترم ودم ملوث)، لتلتحق بعد ذلك بالفرقة القومية ولمدى عشر سنوات.
وفي الفن عموما كان لقبها الذي اشتهرت به هو (المرأة الحديدة) و(المتسلطة) وفي التليفزيون شاركت في عمل واحد لتكون إلى جوار محمود المليجي وهو مسلسل “القط الأسود”..
ومن مفارقات حياتها أنها اعتزلت الفن بعد نكسة عام 1967، لكنها تعود للعمل الفني مع انتصارات أكتوبر وكان معروفا عنها رغم أدوارها الشريرة مساعدتها لشباب الفنانين ورغم علاقاتها الطبية بكل من زاملتهم في السينما وفي المسرح على امتداد مشوار فني حافل امتد عشرين عاما كاملة، فإنه لم يشاهد فنان واحد يسير خلف نعشها بعد وفاتها، وبعد كل ما قدمته من المسرحيات مع فرقة رمسيس ومنيرة المهدية والريحاني والفرقة القومية، وبعد 46 فيلما سينمائيا تكون النهاية أن تموت وحيدة لا يشيعها مخلوق من الوسط الفني أو من غير الوسط الفني، وكأنها ولدت لتعيش غريبة ووحيدة.
ولعل أغرب ما يحكى عنها أنها هى التي طلقت درية أحمد من محمود المليجي.. وبالتليفون عند طلبتها تليفونيا لتقول لها: إنتي طالق!، وللغربة الشديدة فقد استمر زواج محمود المليجي بالفنانة الكوميدية سناء يونس سرا لمدة 15 عاما دون علم “المرأة الحديدية”!!