“ألعاب أبلة منى”
بقلم : محمد شمروخ
لا لوم عليها إذ غيرت الأستاذة الإعلامية منى الشاذلى من مجرى نشاطها من برامج كانت تعيش فيها مع الناس في أحداث حياتهم اليومية بحلوها ومرها إلى برنامج منوعات وضحك ولعب فقط بدون أي أثر حقيقي للجد خاصة في المرحلة الأخيرة من برنامجها الحالي حتى كدنا ننسى أيام صولاتها جولاتها عندما كانت أجهزة الريموت تقف ثابتة أمام العاشرة مساء.
لكن لا لوم عليها ولا تثريب بس بصراحة – والصراحة راحة – الموضوع مش لايق بالمرة على الأستاذة ورغم أن عمالقة الإعلام الإذاعي والتليفزيونى كان من بينهم متخصصون في برامج المنوعات، إلا أن الأمر أمر أرواح مجندة لما أهلت له وأصبح لها قابلية تلقائية وقبول من الجمهور لما يقدمونه له.
فنجوم كبار وعلى سبيل المثال مثل “سمير صبري وسلمى الشماع ونجوى إبراهيم”، وغيرهم قدموا برامج فيها فقرات اجتماعية وفقرات منوعات لكن في تناغم وانسجام بين الفقرات وبين البرنامج وبين ما يقدمه لهم مذيعة تلك البرامج.
وكما كان هناك على جانب آخر “وليس الجانب الآخر” مقدموا برامج يعالجون قضايا الناس ومشاكلهم العامة والخاصة بطريق جادة تتناسب مع حجم وطبيعة هذه المشاكل
وعندما ظهرت “منى الشاذلى” واتخذت شهرتها الكبرى من خلال برنامج العاشرة مساء على “قناة دريم 2” تفاعل الناس معها ومنحوها النجومية حتى صارت مذيعتهم الأولى وانتهت بحب واحترام جارف من المتابعين ورغم تقديمها فقرات خفيفة في العاشرة مساء إلا أن تلاحم الفقرات الجادة مع الجماهير وحياتهم اليومية بهمومهم وأحلامهم كان هو سبب ارتفاع نجم “منى الشاذلي” حتى صار برنامجها من أهم البرامج المعبرة عن الرأي العام إن لم يكن الأول والأهم والأخطر.
وشيئا فشيئا صارت السيدة منى هى أهم روافد الرأي العام نفسه بل وصانعة له في أحيان كثيرة حتى أن كبار المسئولين والشخصيات العامة ومشاهير السياسة والمجتمع كانوا يحجون إليها حجا ويعملون لها ألف حساب وحساب.
فصلة منى بالجماهير هى التى أكسبتها أهميتها كنجمة إعلامية متفردة، خاصة مع الوقار المناسب لتيمات وجهها حتى كادت تكون سيدة الشاشة الفضائية بطبيعة “فاتن حمامية”، وكاريزما “كلثومية” ولم يكن سوى الجماهير وحدها القادرة على منح الشخصية المشهورة هذه المكانة المميزة لأن الناس شعرت أن منى تعيش معهم وتنقل واقعهم بمنتهى الجدية التى تتناسب مع شخصيتها بهدوئها ووقارها.
ولو عدنا للوراء بخطوات واسعة للخلف نجد أن قبل برنامج العاشرة مساء لم يكد أحد يعرف من هى منى الشاذلى إلا فئة حائزي الرسيفر “أبو كامات” والمشتركون في الباقات الشهرية مدفوعة الثمن أو “بتوع السلكة” الذين يتابعون القناة العربية التى كانت تقدم فيها برنامجها شبه المجهول عند قطاعات الجماهير العريضة من الذين لا يهتمون باشتراكات ولا كامات ولا سلك.
ومع أحداث ٢٠١١ وما بعدها وجرى فيها ما جرى وخلف أضواء الاستوديوهات وما جرى في ظلمات الأروقة وجدناها تنتقل إلى قناة أخرى ببرنامج آخر، لكنه لم يحقق مثلما حقق سابقه ثم اختفت قليلا لتعود إلى قناة جديدة ببرنامج جديد لكنها تبدو فيه كالسياسي الذي قرر الاعتزال للتفرغ للأعمال الخيرية وبدأ البرنامج رائقا بعيدا عن المشاكل ووجع الدماغ أو بوضوح “شرا الدماغ” من وجع القلب من الجماهير والحكومة معا وكأن لسان حالها يقول: “يندعقوا في بعض”.
ولكن الفقرات الاجتماعية شبه الجادة في برنامجها الحالي سرعان ما تحولت إلى مسابقات على غرار برامج ٦/٦ بتاع زمان قوى لو حد فاكر!!، ومع الحرص على استقدام نجوم من مشاهير السينما والغناء وهاتك يا ضحك وكركرة مع الألعاب والتسالي.
آه ممكن نقول فقرات دمها خفيف ولكن بصراحة خفة الدم تحولت السطحية والسطحية تحولت لهيافة ودلع مرئ.. ثم إن الإخوة نجوم الفن زودها قوى في إظهار أنهم أصبحوا تافهين وسطحيين أكتر من اللازم، سواء مع برنامج أبلة منى أو في غيرها من البرامج التى صارت محفوظة ومكررة وأحيانا دمها يلطش.
المهم نرجو من الأستاذة منى مراجعة مسابقاتها وألعابها وخلاص بقى يا أستاذة الرسالة وصلت وضحكنا كتير ولعبنا كتير.. نرجع بقى لشغلنا الأصلي.