أحمد علام.. أستاذ التمثيل والباشا الظالم!
بقلم : سامي فريد
هو ابن عمدة (سندبيس) مركز القناطر الخيرية. بدأ حياته العملية موظفا بوزارة الحقانية ليتعرف على بعض الفنانين من فرقة رمسيس الذين أقنعوه بالانضمام معهم إلى فرقة رمسيس ليتركها بعد فترة ليعمل في فرقة فاطمة رشدي، وكان اهتمامه كله في ذلك الوقت هو العمل بالإخراج للفرقة المسرحية بالمدارس الثانوية، حيث كان من أبرز تلاميذه في تلك الفترة الفنان فاخر فاخر.
نادى (أحمد محمد مصطفي علام) في بداية حياته الفنية بضرورة وأهمية أن يكون للمثلين اتحاد أو نقابة تضمهم وترعى مصالحهم قبل انضمامه إلى الفرقة القومية التي تحولت إلى المسرح القومي بعد ذلك.
ثم بدأ صعوده الفني فقام بأداء الأدوار الصعبة مثل مجنون ليلى ومارك أنطونيو وشجرة الدر وعنترة بن شداد وشهريار إلى جانب عمله كأستاذ للتمثيل بجامعتي القاهرة والإسكندرية ثم مستشاراً للتمثيل في جامعة الثقافة الحرة.
بدأ أحمد علام حياته الفنية في نهاية العشرينيات وكان من أوائل أعماله فيلم (بنت النيل، شمعة تحترق مع يوسف وهبي وصباح وسراج منير وعزيزة أمير)، وهو أول بطل لفيلم يحصل على موافقة الأزهر عندما مثل دور السيد المسيح في فيلم (آلام السيد المسيح) مع الفنانة عزيزة حلمي وتوفيق الدقن والفنانة سميحة أيوب في الفيلم دور مريم المجدلية.
كما لعب أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم وداد من إخراج المخرج الألماني فريتز كرامب، أما أهم أدواره في السينما على الإطلاق فهو دوره في فيلم (رد قلبي) عندما جسد دور الأمير (إسماعيل كمال) والد الأميرة (إنجي) الذي طرد الريس عبدالواحد (حسين رياض) من خدمته في السراى كحارس للبستان، وكان الفيلم اول أعمال أحمد مظهر في السينما وصلاح ذو الفقار وشكري سرحان وفردوس محمد وزهرة العلا.
والفنان أحمد علام لمن لا يتذكره قد شارك في عدد كبير من الأفلام منها دور مدير الشرطة في فيلم (غضب الوالدين) من بطولة (حسن رياض وأمينة رزق ومحسن سرحان وشادية وسميحة توفيق وزوز حمدي الحكيم)، كما شارك في فيلم (الماضي المجهول، يوم سعيد، شادية الوادي، رجل لا ينام، وبنت النيل).
وقد حصل أحمد علام على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1960 في عيد العلم الثاني، وقبل وفاته بعامين عندما أصيب بالانفصال الشبكي في عينيه ليسافر إلى ألمانيا للعلاج.
كان أحمد علام متميز بسلامة لغته الفصحى وأسلوبه الأخاذ في الإلقاء خاصة في الشعر وهو أكثر الممثلين ثقافة وعلما وصاحب أكبر مكتبة يمكن أن يقتنيها فنان، وكان نقاد السينما يقارنون بينه وبين (كلارك جيبل) الممثل الأمريكي من حيث الأداء ومن حيث الفترة الزمانية التي عاشها الاثنان من 1901 إلى 1960..
وقد ظل الأستاذ أحمد علام صاحب مكانة متقدمة بين رواد المسرح منذ مسرحيته الأولى التي شارك فيها على مسرح الأوبرا عام 1918 والتي استقال بعدها من عمله في محكمة طنطا وكانت المسرحية باسم (النائب).. وظل هو الفنان رقم واحد حتى آحر مسرحياته في مطلع الستينيات وقبل وفاته وهى مسرحية (الموت في أجازة) .. وإن لم يمكن في إجازة بالنسبة له، ويقول بعض المؤرخين للمسرح أن آخر مسرحياته كانت هى مسرحية (دموع إبليس) عام 1959..
ولم يكن أحمد علام يعلم أن سيدات المجتمع المصري كن يتسابقن على حجز البناوير والألواج في المسرح لمشاهدة أدائه وكن يبكين بالدموع تأثراً بأداءه الفاخر والراقي.