كيف كان صوت محمود ياسين جواز مروره للسينما؟!
كتب : أحمد السماحي
صوت محمود ياسين لعب دورا هاما فى مشواره الفني، فقد كان جواز مروره للسينما، وهو الذي فتح له الأبواب على مصراعيها، كما كان صوته أيضا سببا في بطولته لفيلم (القضية 68 ) للمخرج الكبير (صلاح أبوسيف) الذي أعجبه صوته قبل أن يراه، وعن كيفيه حدوث ذلك يقول المخرج الكبير صلاح أبوسيف: دعاني الكاتب الكبير والصديق الغالي (لطفي الخولي) لمشاهدة مسرحيته (الأرانب) وتأخرت لسبب ما عن بداية المسرحية، وعند دخولي استوقفني صوت لم أكن قد استمعت إليه من قبل وجذبتني نبرات صوته، واكتملت الصورة عندما رأيته على خشبة المسرح، وفى هذه الفترة كنت أجهز فيلمي (القضية 68) وأبحث عن شاب بمواصفات (محمود ياسين) لهذا تمسكت بهذا الشاب الواعد صاحب الحنجرة الذهبية، وعلى الفور قررت أن أسند إليه دورا صغيرا وهو دور عامل وعضو فى خلية ثورية من خلال فيلم (القضية 68) وأداه بمهارة وكتب شهادة ميلاده فى السينما المصرية.
وفيلم (القضية 68) معد عن قصة سينمائية أعاد فيها (لطفي الخولي) مسرحيته المعروفة (القضية) التى قدمها المسرح القومي عام 1964 ، كما قام بكتابة الحوار للسيناريو الذي اشترك فيه (صلاح أبوسيف ووفيه خيري وعلى عيسى)، وقد صور الفيلم (عبدالحليم نصر) وألف موسيقاه (فؤاد الظاهري) واشترك في بطولته (حسن يوسف، صلاح منصور، ميرفت أمين، محمد رضا، عقيلة راتب، حسن مصطفى، إبراهيم سعفان، ونعيمة وصفي).
تناولت قصة الفيلم موضوعا حيويا هو ضرورة تطوير المجتمع بتعديل القوانين، أو على الأصح تغييرها تغييرا جذريا، واستخدم لطفي الخولي الأسلوب الساخر والعرض المرح الكوميدي، حتى يجعل للفيلم ظلا خفيفا، وينتهي فى خاتمته إلى الدعوة للثورة على القوانين الرجعية بقوله (افتحوا الشبابيك)!.
جدير بالذكر أن النجم المبدع محمود ياسين عندما وجد في فترة من الفترات البعض يصوب إليه سهام النقد اللاذع ويدعي أن صوته كان سببا في نجوميته الطاغية فى فترة السبعينات تحديدا، لهذا استغنى عن صوته تماما فى فيلم
(الأخرس) عام 1980 حيث مثل فى هذا الفيلم دور رجل أخرس، ورغم أن البعض حذره من بطولة هذا الفيلم، لأن الصوت هو أحد أدوات الفنان الهامة التى يستخدمها لتكملة توصيل إحساسه، ومابال إذا كان صاحب هذا الصوت يمتلك صوتا جميلا، لكنه لم يلتفت إلى هذا الكلام، ورد على كل من شكك فى موهبته بالقيام بدور الأخرس الذي حقق فيه نجاحا كبيرا جدا، وكان مشهده وزوجته تلد وهو في حيرة لا يدري كيف يتصرف وعندما يتصل تليفونيا، يصل إلى ذروة الأداء الذي أثبت فى هذا المشهد موهبته الشديدة.