كتب : سعد سلطان
لم تمض أيام على تهنئة المطرب المغربي (سعد لمجرد) لمصر والمصريين وقادتهم بانتصارات أكتوبر، إلا وسارعت (كايرو شو) بتقديم عرض للفنان المذكور بإحياء حفل له في القاهرة، مرفقة طلبها بعقد أغلب بنوده (شروط إذعان وإذلال)، تمثل في (مقابل مادي ضئيل لا يمثل حتى نصف أجر الفنان، كما يتحمل الفنان تكاليف انتقاله بالطيران وإقامته بالقاهرة هو وفرقته وضرائب حفلته ورسومها وتصاريحها، وأن يكون الحفل مذاعا وأن يأتى الفنان لإحياء الحفل في تاريخ 6 نوفمبر أو أى يوم آخر تحدده الشركة، وأن وأن وأن..!).
هذه البنود تعني لسعد لمجرد (إنك هتيجي مصر بالشكل ده أو هنقول عليك مغتصب)، ولم تمر ساعات وبدون توقيع عقد بادرت الشركة بإنزال بوستر للحفل وحجز موقع شركة لحجز التذاكر أون لاين وإرسال خبر لكل الصحف والمواقع بموافقة الفنان علي الحفل، وحينما رفضت إدارة أعمال الفنان هذا العقد بلباقة واعتذرت بذكاء، ظهرت فجأة حملة في كل أرجاء المعمورة بدا وكأن تخطيطها مسبقا وترتيبها متفق عليه..!!.
وهنا يتشابه الهجوم والتنمر ضد لمجرد – الذي لم يصدر تجاهه حكم بالإدانه أو البراءة في القضية المتهم فيها – مع ما يواجهه حسين الجسمي المطرب الإماراتى العاشق لمصر حتى النخاع، وكذلك لمجرد الذي يعد المطرب والفنان الوحيد من شمال أفريقيا الذي يهنيء المصريين باحتفالاتهم القومية.
ومنذ شهر غنى (لمجرد) باللهجة المصرية كما أحيا حفل منذ ثلاثة أعوام بشرم الشيخ دعاية للسياحة المصرية وترويجا لها، كما شارك في مارس الماضي حفلا كبيرا في دبي الفنان (محمد رمضان)، وقبلها غنى في جدة والرياض بالسعودية ولم يجرؤ أحد هناك القيام بتصدير الشائعات كما حدث منذ يومين في مصر ضد فنان محب، من جانب (كايرو شو) التي يديرها مخرج لا يخلو اسمه من الشبهات التي تتحرك وتتحكم في سمعة البلاد طولا وعرضا، ترفع من تشاء بغير حساب وتذل من تشاء وبيدها الخير.. هكذا يظنون أنفسهم.
عام 2019 استضافت المغرب في مهرجاناتها الغنائية والسينمائية ما لا يقل عن مائة نجم مصري بترحاب وحب وود عاشه واعترف به الجميع ولم تسأل جهة مغربية أو تفتش عن قضاياهم ومصائبهم في مصر، فعلى ماذا تراهن (كايرو شو)، وهى تخطط وتتآمر على نجم مغربي اكتسح الجميع واقترب من نادى المليار مشاهدة بأغنيته (انت معلم)، وحصل منذ شهر على (درع اليوتيوب الماسي لأفريقيا والشرق الأوسط)، باعتباره النجم الوحيد الذي وصل عدد متابعي قناته إلى 20 مليون متابع.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: منذ متى والقاهرة تخطط للعزل والمنع والمصادرة ضد فنان عاشق للبلاد محب لجمهورها، ولم يصدر ضده أى حكم حتى تفعل به (كايرو شو) ما فعلت في ظل حالة من الغليان في الشارع في المغرب انتصارا لنجمهم الذي عومل بعدم احترافية وسوء تقدير وعدم مراعاة للأصول الفنية، لقد عومل (لمجرد) وكأنة مبتدىء ساع للشهرة فطالبوه بالرضوخ لشروطهم أو تدبير حملة ضده ومنعه.. علما بأنه تم إلغاء حفل لم يتم التعاقد بشأنه من الأساس .. فهل هذا منطقي؟!.
أنزال بوستر وإعلانات ونشر أخبار ولا يوجد عقد ..هل هذا معقول ؟ إذا لم تكن هذه التصرفات هي الابتزاز والاستغلال .. فما تفسير الابتزاز إذن .. إذا لم يكن مثل هكذا تصرف تدميرا واهانة لعلاقات شعوب وإذلالا لقوة مصر الناعمة .. فمن يكون هذا الذي يدبر مؤامرات لحساب (فنان وممثل غنى مع سعد نفسه)، كما تشيرالدلائل الأولية.. على أية حال: (كايرو شو) في انتظارها دوليا ومغربيا ما سيجبرها على لجم تصرفات (مخرجهم) الأرعن.