تعرف على طقوس عبدالوهاب والسنباطي والأطرش والقصبجي فى التلحين
كتب: عمر أحمد
عن طقوس مجموعة من كبار الملحنيين فى مصر أجرت مجلة (الكواكب) في شهر يونيو عام 1952 تحقيقا ظريفا عن هذه الطقوس، حيث كتب المحرر في فصل الصيف قد يضطر الملحنون إلى البقاء تحت ضغط العمل فى القاهرة، فماذا يفعل بهم حر الصيف وعرقه؟! وكيف (يسيح) النغم في عقولهم وهم يداعبون الأوتار؟!.
زكريا أحمد فى جوف الليل
الشيخ زكريا أحمد يبدأ فى جوف الليل بمداعبة العود، وأهم ما يعنيه هو تصوير معاني أغانيه لذلك يبذل مجهودا كبيرا فى كل بيت من أبيات الأغنية، حتى تحس أن الأنغام تصور الكلمات تصويرا حقا، أما كيف يجلس الشيخ زكريا للتلحين؟، فغالبا ما يكون بجلبابه الناصع الفضفاض وأمامه لفافات التبغ و(شفشق) العرقسوس المضبوط.
اللحن واقعيا
محمد عبدالوهاب: يعتكف (عبدالوهاب) فى الحر ليلا ونهارا، يعنيه أن يكون اللحن واقعيا أي سريعا ومعبرا فى وقت واحد، لذلك لا يستطيع الحر أن يوقف عمله الفني، وهو يضع الخشاف البارد على مقربة منه، بالرغم من عدم حبه للمثلجات، كما يقزقز فى الفراولة الباردة والمثلجة.
لا يعبأ بالجو
فريد الأطرش: إن فريد إذا تهيأ فى ذهنه اللحن لم يعبأ بالجو سواء أكان حرا أوبردا، بل يسارع إلى عوده وإلى كتابة الأنغام ناسيا كل ما حوله من مشاكل وأجواء، وقد يطفي نيران الحر (بالجلاس) بين الحين والحين، وغالبا ما يحرص على أن يكون بجواره بعض أحبائه الذين يرطبون له الجو بنكت باردة.
المشي على النيل
محمد القصبجي: يحب (القصبجي) أن يسير على النيل أو في الهواء الطلق، ويظل يدندن بما في رأسه من ألحان، ثم يغير فيها ويحور حتى يرضى عنها، وما أن يخلو إلى نفسه حتى ينقض على العود مسجلا اللحن بأكمله ثم يكتبه على النوتة، وهو لا يطلب فى هذه الأثناء حتى ولا كوب بارد، وبعد الانتهاء من اللحن يضع يده فى جيبه، ويبدأ فى أكل الحمص.
لا يعبأ بالحر
محمود الشريف: إن اللحن يعيش فى نفس الشريف فترة طويلة، وينتقل معه فى أجواء عديدة تتنتقل أثناءها نفسه بمختلف العواطف، لذلك فهو لا يعبأ بالحر كثيرا وتراه يلحن القطعة على مهل حتى يرض عنها.
التربص بالألحان
رياض السنباطي: إن رياض السنباطي دائما قليل الاشتراك فى الحفلات والاجتماعات لهذا فهو يتربص لألحانه ويسجلها أولا بأول حتى لاتزوغ منه، وبالرغم من أنه يجد لذة كبرى فى تلحين القصائد الطويلة، فإنه فى الواقع يقسمها إلى أجزاء حتى ينتهي، ورياض يلحن فى حجرته وأمامه كميات من الشراب المثلج تكفيه ليلة كاملة.
الجلوس مع نفسه
أحمد صدقي: يعمل مهندسا فى مصلحة الآثار ويقوم برحلات استكشافيه كل يوم وعند غروب الشمس قبل أن يعود إلى منزله يجلس إلى نفسه فى حجرة منعزلة تطل على الصحراء الذهبية ويمسك عوده ويبدأ فى العزف ليسجل مولد لحن جديد.